• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هل هناك ذنوب صغيرة ؟ .

هل هناك ذنوب صغيرة ؟

الإسم: *****         

النص: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم مولانا العلامة الشيخ حفظكم الله

 هل هناك ذنوب صغائر؟ 

الموضوع الفقهي: هل هناك ذنوب صغيرة ؟

التفاصيل: الكتاب الكريم دل على وجود ذنوب صغيرة/ معنى اللمم في الآية من سورة النجم/ الخلاف في معنى اللمم/ نظرنا في معنى اللمم.

بسمه تعالى

         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

     الجواب: نعم هناك ذنوب صغيرة وكبيرة تصدر من الإنسان بمقتضى ما دلت عليه الآية الكريمة حيث أشارت إلى المعاصي الكبيرة والصغيرة معاً، وهي قوله تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) النجم 32 .

   و" الكبائر " جمع كبيرة ، و" الإثم" في الأصل هو العمل الذي يبعد الإنسان عن الخير والثواب، لذلك يطلق على الذنب عادة ، و " اللمم " معناه الاقتراب من الذنب ، وقد يعبر عن الذنوب الصغيرة باللمم أيضاً ، وهذه الكلمة في الأصل مأخوذة من الإلمام ومعناها الإقتراب من الذنب دون ارتكابه.

  وقد فسر المفسِّرون " اللمم " في شيئين: فقال بعضهم : هو الذنوب الصغيرة ، وقال آخرون هو نية المعصية دون أدائها.

  والصحيح بنظرنا هما الإثنان معاً، لأن نية المعصية هي في الواقع معصية صغيرة، والله العالم.

    والمعاصي الكبيرة كثيرة جداً نصَّت عليها الآيات والأخبار الشريفة؛ وما دون ذلك فهو من المعاصي الصغيرة؛ وذهب بعضهم إلى تفسيرها بالقبلة للمرأة الأجنبية والنظر إليها بشهوة ، ولم نعثر على مستندها في الأخبار، بل هما داخلان في المعاصي الكبيرة باعتبار أنهما من مقدمات الزنا بمقتضى قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا..) فكل ما يؤدي إلى الزنا من قولٍ أو فعلٍ فهو معصية كبيرة، لأن مقدمة الزنا حرام كالزنا وإن كان الزنا أعظم بالمعصية من الموعد ثم اللقاء ثم النظرة والمصافحة ثم القبلة...ولأن الأخبار دلت على أن زنا العين نظرها بشهوة إلى الأجنبية، وزنا الفم القبلة وزنا اليد اللمس..

   وهناك تفاسير متعددة لهذه الكلمة (اللمم) في الروايات الشيعية، فقد جاء عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال:" اللمم الرجل يلم به الذنب فيستغفر الله منه"؛ وورد عنه أيضا أنه قال : هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء الله ثم يلم به بعد.

   والخلاصة: إن اللمم على معانٍ متعددة:

    المعنى الأول: هي الهفوات الصغيرة غير المنصوص عليها في الكتاب والسنة المطهرة.

   المعنى الثاني: هي بعض الذنوب التي يهم بها العبد من حين إلى حين من غير عادة أي حصول المعصية على سبيل الاتفاق.

    المعنى الثالث: هي المعصية التي يلمّ بها العبد ويقصدها ولا يفعلها ثم يستغفر الله تعالى من نية المعصية وإلا فإنه يعدُّ مصراً عليها فيلحق بالكبيرة، لما ورد في الأخبار أن الإصرار على الصغائر يلحقها بالكبائر.

    والصحيح منها هو المعنى الثالث؛ وهو مستنبط من الأخبار الشريفة، فقد جاء في تفسيره خبرٌ عن إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق عليه السلام قال:" اللمام:العبد الذي يلمُّ بالذنب بعد الذنب ليس من سليقته أي من طبعه".

    وورد في الكافي ج 2 / 441 عن الخراز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال « قلت له أرأيت قول اللَّه تعالى « الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ » قال هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء اللَّه تعالى ثم يلم به بعد » .

   وفي الكافي ج 2 / 442 / بإسناده عن علي عن العبيدي عن يونس عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام « ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زمانا ثم يلم به وذلك قول اللَّه تعالى « إِلَّا اللَّمَمَ » وسألته عن قول اللَّه تعالى « الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ » قال الفواحش الزنا والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر اللَّه تعالى منه » .

 والحمد لله رب العالمين، اللهم عجّل فرج وليّك الحجة القائم عليه السلام.

حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي

بيروت بتاريخ 12 جمادى الثانية 1438 هـ

 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1435
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19