• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : صوم ستة أيام بعد عيد الفطر مِن بدع المخالفين/ أخبارنا الشريفة نهت عن هذا الصوم .

صوم ستة أيام بعد عيد الفطر مِن بدع المخالفين/ أخبارنا الشريفة نهت عن هذا الصوم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
تقبل طاعاتكم شيخنا الفقيه العاملي مد ظلكم الشريف  
سؤال:هل هناك استحباب وارد حول صوم ستة أيام من شهر شوال ؟
جزاكم الله خيراً.

 

 القسم الفقهي: صوم ستة أيام بعد عيد الفطر مِن بدع المخالفين/ أخبارنا الشريفة نهت عن هذا الصوم.
      بسمه تعالى
 الجواب: ذكر بعضهم استحباب صوم ستة أيام مِن شوال بعد العيد، ولم نقف له على دليلٍ معتبر، نعم قد وردت رواية في (وسائل الشيعة/ كتاب الصوم باب ه من أبواب الصوم المستحب ص ٣٠٠ ح ١) عن الزهري عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال:وأمّا الصوم الذي يكون صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة والخميس والإثنين وصوم البيض وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان وصوم يوم عرفة وصوم يوم عاشوراء، فكل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.
 تشير هذا الرواية الى تعداد الصوم المخيّر ومن ضمنها صوم يوم عاشوراء- بالرغم من أن صيام يوم عاشوراء حرام لأنه يوم عيد عند المخالفين- وصوم ستة أيام من شوال بعد عيد الفطر..والرواية تشير الى الأيام التي يستحب صومها على وجه التخيير لا التعيين، وهي رواية لا يمكننا الإعتماد عليها وذلك لأجل ثلاثة أمور هي ما يلي:
 (الامر الاول): إن الرواية دلت على التخيير بين صوم ستة أيام وبين تركها، والتخيير مؤذنٌ بعدم استحبابها ومؤشر الى كراهة الصوم أو تحريمه.
 (الامر الثاني): رواية الزهري تتوافق مع روايات المخالفين الذين يفتون باستحباب صوم ستة أيام بعد عيد الفطر، وكل رواية تتوافق مع الفقه العمري وتعارض الاخبار الأخرى من طرقنا، يجب طرحها وعدم جواز العمل بمضمونها بحسب قواعد الترجيح الروائي الذي سنّه لنا ساداتنا الأولياء العظام المطهرين من آل محمد سلام الله عليهم..لذا لا استحباب في صوم ستة أيام بعد الفطر.
 (الأمر الثالث): رواية الزهري متعارضة مع ما روي عن زياد بن أبي الحلال قال: قال لنا أبو عبد الله عليه السلام: لا صيام بعد الأضحى ثلاثة ايام ولا بعد الفطر ثلاثة أيام، إنها أيام أكل وشرب.
 ومثله ما رواه الكليني في الكافي في صحيح عبد الرحمان بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اليومين اللذين بعد الفطر أيُصامَان أم لا؟ فقال: أكره لك أن تصومهما.
وروى الشيخ الكوسي عن حريز عنهم عليهم السلام قال:( إذا أفطرت من رمضان فلا تصومنّ بعد الفطر تطوعاً إلا بعد ثلاث يمضين).
 وبذلك يظهر أن الحكم  بالصوم بعد العيد هو الكراهة- على أقل تقدير-  لا الإستحباب كما ادّعاه جماعة من العلماء من دون تحقيق، هذا إن لم نقل بالتحريم كما أفاد العلامة الكبير الشيخ يوسف البحراني في الحدائق، وهو ما نميل اليه باعتبار أن الصوم ستة أيام بعد الفطر من بدع العمريين والأخبار التي استعرضناها واضحة في تحريم الصوم مباشرة بعد العيد كما يفعل العمريون..!! والله هو الهادي الى الصراط المستقيم.
غريب قومه العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ٤ شوال عام ١٤٤١ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1863
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28