• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : كيفية الجمع بين الاخبار المتعارضة في عدد الراجعين مع الإمام المعظّم الحسين سلام الله عليه .

كيفية الجمع بين الاخبار المتعارضة في عدد الراجعين مع الإمام المعظّم الحسين سلام الله عليه

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ ادامكم الله لدينا سؤال عما ورد في روايات منها ماجاء في تفسير فرات بن إبراهيم، ومناقب شاذان بن جبرائيل، وتفسير محمد بن‌ العباس بن مهيار بأسانيدهم عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ  تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } [النازعات: 6 ، 7] . قال الراجفة الحسين بن علي ، والرادفة علي بن أبي طالب عليه السّلام ، و أول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليهما السّلام في خمسة وسبعين ألفا وهو قوله‌ تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ  يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 51، 52] .

 

ماذا يقصد المعصوم عليه السلام في هذا الكلام (... أول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليهما السّلام في خمسة وسبعين ألفا..).
هل الذين قتلوا مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء هم ٧٥الف شخص وليس ٧٠ شخص؟.

والرواية الثانية الطويلة نذكر منها محل الشاهد(.. قال المفضل للإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل عن الرجعة : يا سيدي والاثنان وسبعون رجلا أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي "عليهما السلام" يظهرون معهم ؟ قال : يظهر معهم الحسين بن علي باثني عشر ألف صديق من شيعته وعليه عمامة سوداء ...) حق اليقين ص ٢٩٧. وبحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٣ - الصفحة ٧.

هنا قال أثني عشر ألف ولم يقل اثنان وسبعون؟

أي في كلتا الروايتين لم يذكر العدد ٧٠ او ٧٢او ٧٥ حسب عدد الأنصار الذي ورد ذكره في المصادر الخاصة والعامة ، بل جاء الذكر بالآلاف، فكيف نوفق للجمعِ بين الروايات المختلفة التي ذكرت عدد الأنصار المختلف؟.

 

الموضوع العقائدي: (كيفية الجمع بين الاخبار المتعارضة في عدد الراجعين مع الإمام المعظّم الحسين سلام الله عليه)
بسمه تعالى
السلام عليم ورحمته وبركاته
الجواب: راجعنا الاخبار حول رجعة الإمام المعظّم سيّد الشهداء الحسين سلام الله عليه وأصحابه الراجعين معه فكانت على طائفتين:
الاولى: ما رواه العلامة المجلسي رحمه الله في بحاره ج ٥٣ صفحة ٦ : بأن العدد إثنا عشر الفاً من المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وليس فيها كلمة( صدّيق) ولكن المصادر الاخرى ذكرت كلمة صديق وفي كلتا الطائفتين اختلف عدد الخارجين معه ولم نعثر على رواية الخمس وسبعين الفاً بحدود تنقيبنا المستعجَل..ولكننا عثرنا على رواية مختصر بصائر الدرجات التي ذُكِرَ فيها إثنا عشر ألف صدّيق وإثنان وسبعون رجلاً من أصحابه...!!. ولو سلّمنا جدلاً بوجود رواية فيها العدد خمسة وسبعون ألفاً فلها علاج عندنا بتوفيق من الله والجج الأطهار عليهم السلام بما يلي:
الحل:
للتوفيق والجمع بين الاخبار المتعارضة بين رجعة الإمام المعظم سيّد الشهداء عليه السلام بحسب اختلاف العدد هو التالي:
يرجع الإمام الحسين مرتين، ففي الاولى: يخرج معه إثنا عشر الفاً مع أصحابه البالغ عدهم سبعون رجلاً.
وفي الثانية: يخر ج معه ومع أصحابه خمسة وسبعون صدّيقاً معصوماً من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام هو القدر المتيقن - في مقام التخاطب - من المفهوم العقائدي الذي نؤمن به نحن الشيعة الإمامية..وقد تُحمَل كلمة( صديق) على المجاز اي مؤمنون ذوو إيمان عالٍ دون أن يكونوا من المعصومين..وإذا دار الامر بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، لا بُدّ لنا مِن أن نحمل اللفظ على معناه الحقيقي وهو أن كلمة( صدّيق) يُراد به المعصوم لا غيره.
والحاصل: إننا نقدّم المعنى الحقيقي على المعنى المجازي مما يعني ان المعنى المجازي لكلمة صديق بعيد وبالتالي دونه خرط القتاد.
والله هو العالم
غريب الديار محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٩ شهر رمضان ١٤٤٣ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2031
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19