• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : شعائري / فقهي شعائري .
                    • الموضوع : البكاء على موتى المؤمنين ونعيهم ورثائهم في مجالس عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) عمل انتهازيٌّ واستئكال بمصائب الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم) .

البكاء على موتى المؤمنين ونعيهم ورثائهم في مجالس عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) عمل انتهازيٌّ واستئكال بمصائب الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم)

الإسم: *****

النص:

السلام عليكم ورحمة الله

ورد في حديث إمامنا الرضا عليه السلام لابن شبيب: إن كنت باكياً لشئ فابك للحسين بن علي (صلوات الله عليهما)

وورد فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ..

يسعى خدام المنبر دائماً لذكر مصائب أهل البيت عموماً والمولى الحسين خصوصاً وأصحابه .. وقد يتفق أن يقام مجلس عزاء لشخص من الموالين وفي المجلس وأثناء الرثاء والعزاء يرثى هذا الشخص ويذكر في أبيات نعي وحتى في أيامنا هذه مثلا يكتبون القصائد وينشدون المراثي للشهداء من الحشد الشعبي مثلا  أو غيرهم من الشهداء أو الأناس العاديين أو حتى العلماء أو مراثي سياسية وما الى ذلك ..

فما هو حكم مايقومون به أو ما ينبغي أن يكون عليه منبر الإمام الحسين عليه السلام وماهو حكم النوح والرثاء والبكاء لغير السادة الأطهار عليهم السلام؟ 

‏‫اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬


الموضوع الفقهي الشعائري: البكاء على موتى المؤمنين ونعيهم ورثائهم في مجالس عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) عمل انتهازيٌّ واستئكال بمصائب الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم).

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الجواب: إن رثاء الموتى من المؤمنين في مجالس سيِّد الشهداء الإمام المعظم أبي عبد الله الحسين وبقية الثلة الطاهرة من أهل البيت (سلام الله عليهم) مكروه شرعاً بالعنوان الأولي، وذلك لأمرين:

   (الأول): إن النصوص الشريفة تأمر بالبكاء على سيّد الشهداء (سلام الله عليه) عند تذكر الموتى من المؤمنين، إذ إن خبر ابن شبيب يأمر بالبكاء على الإمام المظلوم عليه السلام عند تذكر الأحباب من الموتى بمقتضى قول الإمام عليه السلام:" إن كنت باكياً لشيء فابك على الحسين بن علي عليهما السلام.."، والأمر بالشيء نهيٌّ عن ضده، فالخبر يأمر بالبكاء على إمامنا المظلوم عليه السلام عند تذكر حال المؤمن الميت، وفي الوقت نفسه ينهى عن البكاء على غيره، فإن كلمة "شيء" تفيد الإطلاق في كل شيء من هموم الدنيا وأحزانها والتي منها تذكر الأحباب من موتى المؤمنين، فالخبر يشير إلى شيء مهم هو: أن تذكر الأحباب من الموتى ليس أعظم من مصاب سيِّد الشهداء عليه السلام الذي كُرِب في نفسه وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام وأصحابه الميامين رضي الله عنهم.. وكأن الخبر الشريف يشير إلى ما نحن بصدده، وهو أن المؤمن قد يتذكر أحوال موتاه وما أصابهم وجرى عليهم أو أنه يتشوَّق إليهم، وهو أمر متسالم عليه بين المؤمنين باعتبار أن الإنسان مفطور على العاطفة والحنان على من أحبه وتشوق إليه..وبالرغم من ذلك كلّه فإن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام أردوا للمؤمنين أن يعيشوا حالة الحزن على ولي نعمتهم ومن به يتنعمون بسببه، إذ به ثبتت الأرض والسماء ولوه لساخت الأرض بأهلها وبه أينعت الثمار وأورقت الأشجار...فكيف لا يكون البكاء عليه أفضل البكاء، وبالبكاء عليه تذهب الهموم وتفل الكروب وتهون الخطوب.

 (الثاني): إن مجالس البكاء على سيد الشهداء (سلام الله عليه) لا يجوز استغلالها بالبكاء على غيرهم أو المديح للسياسيين والعلماء، لأن ذلك من مصاديق الإستئكال بآل محمد عليهم السلام، فيقيمون المجالس باسم سيّد الشهداء عليه السلام ثم يجيرونها إلى علمائهم وقادة أحزابهم، وهو من أبرز مصاديق الإنتهازية الشخصية التي نهى عنها الشارع المقدَّس، فما يحصل اليوم في مجالس العزاء على سيد الشهداء عليه السلام من نظم القصائد إنشاد المراثي على العلماء والموتى من كل الأحزاب، ليس إلا خيانة لأهل البيت عليهم السلام واستغلال أحزانهم ومصائبهم التي تخر من هولها الجبال الرواسي..!

  وأما حكم البكاء والنوح والرثاء على غير أهل البيت عليهم فجائزٌ شرعاً ولا مانع منه أصلاً ما دام البكاء والرثاء والنوح بحق، وأما إذا كان ذلك بغير حق كمن بكى على فاجر وظالم وضال فإن ذلك من كبار الذنوب وفاعله مأثوم ومعاقب لأنه بكى على ظالم ومدح ظالماً، والبكاء على الظالم والنوح عليه يعتبر ظلماً وقبيحاً لاستلزامه النوح بالباطل ومدح الظالم على ظلمه وهو عين الحرام والمعصية... والسلام.

حررها العبد الفاني الأحقر محمد جميل حمود العاملي

بيروت بتاريخ 1 شعبان الخير 1438 هجري


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1449
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19