• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : ما المراد بالمهديين الإثني عشر بعد الإمام القائم المهدي صلى الله عليه وآبائه الطاهرين..؟ .

ما المراد بالمهديين الإثني عشر بعد الإمام القائم المهدي صلى الله عليه وآبائه الطاهرين..؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم مولاي العزيز..
إلى سماحة المرجع الديني الكبير آية الله المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي (دامت بركاته).. 
ورد في إكمال الدين هذه الرواية الشريفة : الدقاق، عن الأسدي [عن النخعي، عن النوفلي] عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال: يكون بعد القائم اثنى(اثنا) عشر مهديا فقال: إنما قال: اثنى(اثنا) عشر مهديا ولم يقل اثنا (إثنا) عشر إماما، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا، ومعرفة حقنا.
ماذا يقصد المعصوم عليه السلام ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى ولايتنا ومعرفة حقنا....
أليس هم الأئمة في الرجعة؟. 
نسأل الله بمكنون سره ومستودع علمه محمد وآله الأطهار عليهم السلام أن يحفظوا سماحتكم من كل شر وسوء..
 
الموضوع العقائدي: ما المراد بالمهديين الإثني عشر بعد الإمام القائم المهدي صلى الله عليه وآبائه الطاهرين..؟/ معالجة الخبر/ ثلاثة وجوه في بيان المقصود بالمهديين.
            
بسم الله جلّت عظمته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: الخبر من المتشابهات التي يجب الرجوع الى المحكمات لفهمها وبيان حقيقتها، إذ إن هذا الخبر يشير الى وجود مهديين بعد موت إمامنا الحجة القائم أرواحنا لشسع نعليه الفداء، كما أن الخبر ينفي رجعة الإمام الحسين عليه السلام الذي سيتولى تكفين حفيده والصلاة عليه لما استفاض في الخبر الصحيح من :أن المعصوم لا يغسّله إلا معصوم مثله..ولما دلت عليه الأخبار التي بلغت المئات من وجوب رجعة رسول الله وأمير المؤمنين وأهل بيتهما الطيبين قبل قيام الساعة..فالخبر موضوع بحثنا ينفي كلّ ذلك ظاهراً، لذا وجب علينا معالجته طبقاً للقواعد الترجيحية حتى يستقيم مع أخبار الرجعة المنصوص عليها في الكتاب والسنة النبويّة والوَلويّة..لذا نقول وبالله تعالى نستعين:
 إن المراد من الفقرة (يكون بعد القائم إثنا عشر مهدياً...) هو أحد ثلاثة أمور هي التالي:
  (الأمر الأول): أن يكون المراد بالمهديين هم جماعة من علماء الشيعة يتواجدون في بداية الغيبة الكبرى للإمام الحُجّة القائم (صلى الله عليه وآبائه الطاهرين) إلى نهايتها، بمعنى أنهم لا يخرجون دفعةً واحدة، بل يتم خروجهم على دفعاتٍ متفرقةٍ في عصور متعددة..يدعون الناس للإرتباط بالإمام القائم المنتظر أرواحنا له الفداء ويمسكون بقلوب الشيعة من أن يتسلط عليهم إبليس فيتمكن من رقابهم فيصدهم عن الإيمان بالإمام وآبائه الطاهرين عليهم السلام..فهؤلاء العلماء المهديون نواة المجتمع الشيعي وقلبه النابض يحييون قلوبَ الشيعة بمعرفة آل محمد سلام الله عليهم في غيبة الإمام الحجة القائم أرواحنا له الفداء..ويربطون قلوب الشيعة بولاية آل محمد سلام الله عليهم.
 (الأمر الثاني): أن يكون المراد بالمهديين بعد القائم (صلوات الله وسلامه عليه) هم تلامذته يخرجون بعد ظهوره الشريف فينتشرون في أقطار الارض يبشّرون بالإمام القائم وبأجداده المطهرين سلام الله عليهم..فيمكننا ان نقدّر مضافاً بعد قول الإمام الصادق عليه السلام(بعد القائم...) أي بعد خروجه الشريف لا بعد موته.. والحمل المذكور بعد موته مع وجود الإمام المعظم الحسين عليه السلام صحيح أيضاً لكونهم يدعون الناس الى ولاية آل محم ومعرفة حقهم.
 وبعبارة أخرى: إن خروجهم سيكون بعد ظهور الإمام القائم صلى الله عليه وقبل موته (أطال الله بعمره الشريف) وسيكونون سفراءَه ووكلاءَه الخاصين، ومهمتهم تبليغية تبشيرية وليست مهمتهم كمهمة السفراء في الغيبة الصغرى يجمعون الأموال ويحملون الأسئلة والفتاوى ليجيب عليها الإمام القائم عليه السلام بل مهمة المهديين أوسع بكثير من مهمة السفراء في الغيبة الصغرى..فالسفراء لم يتمكنوا من التبشير بالإمام المهدي وولايته وولاية آل محمد..
(الأمر الثالث): أن يتواجد هؤلاء المهديون بعد رجعة جميع الحجج الأطهار وآخرهم رجعة الإمام المهدي عليه السلام بعد موته، فيحكم قبل يوم القيامة فينشرهم الإمام المهدي روحي لنعله الفداء في اقطار الارض ويدعون الناس الى ولاية آل محمد لتكون حجتهم هي الحجة الأخيرة من الإمام المهدي لعامة الناس..ثم يبقون ما شاء الله حتى بعد موت الإمام المهدي، أو بعد إرتفاعه الى السماء، أو يموت مرة ثانية فيصلي عليه جدّه أمير المؤمنين عليه السلام، أو يصلي عليه الخضر عليه السلام قبل خروج دابة الارض قبل قيام الساعة بأربعين يوماً، لأنه يبقى حياً الى قيام الساعة يكون مع الإمام أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله....والله تعالى العالم.
والسلام عليكم
خادم الإمام القائم المهدي أرواحنا له الفداء/ عبده محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢٢ ربيع الأول/ ١٤٤٤ هجري.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2113
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28