• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : حرمة سبّ الأعداء إبتداءً فقط .

حرمة سبّ الأعداء إبتداءً فقط

الإسم:  *****
النص: وقيل للصادق – عليه السلام -: يا ابن رسول الله، إنا نرى في المسجد رجلا يعلن بسب أعدائكم ويسميهم. فقال: (ما له – لعنه الله – يعرض بنا).

فمن هو الحجة علينا؟!..

وروي عن الإمام الصادق (ع) أيضاً وكان في الحجاز، وكان أهل العراق يسبون أنه قال لشيعته في العراق: أنتم تسبونهم في العراق ونحن نُقتل في الحجاز.

وقال (ع) أيضاً: (( أي شيء أشد على قومٍ يزعمون أنهم يأتمون بقومٍ فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم، ويذيعون حديثهم عند عدوهم، فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا: إن قوماً يقولون ويروون عنكم كذا وكذا، فنحن نقول: إنا برآء مما يقول هذا، فيقع عليهم البراءة))

وقال (ع): أيضاً: ((حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يسب الله ورسوله؟ قالوا: وكيف يسب الله ورسوله؟، قال : يقولون إذا حدثتموهم بما ينكرون لعن الله قائل هذا، وقد قاله الله عز وجل ورسوله)).

وقال (ع)أيضاً (( كونوا زيناً ولا تكونوا شيناُ، حببونا إلى الناس، ولا تبغضونا، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح، وما قيل فينا من خيرٍ فنحن أهله، وما قيل فينا من شر فما نحن كذلك)).


--------
السؤال : بما سبق ذكره في بداية الرسالة من رويات الأمام جعفر الصادق عليه أفضل الصلاة وأتم السلام يحتج به قوما من ينتسب للشيعة على ماننتهجه في البراءة من اعداء اهل البيت عليهم السلام في حوراتنا مع المخالفين وفضح رموزهم وعلى رأسهم الجبت والطاغوت وبنتيهما لعنة الله عليهم بالرويات التي سبق ذكرها في الرسالة .
فالذي نريده من سماحتكم توضيح على رويات الامام الصادق عليه أفضل الصلاة وأتم الزكاة بشكل مفصل إذا أمكن لتوضيح الشبهة لهم ؟

وسؤال آخر : هل التقية في عصر الأئمة تمارس مثلما تمارس الآن بإظهار المذهب وخلط الحق بالباطل أو كانت تمارس بإخفاء المذهب ؟

واللهم صل وسلم على محمد وال محمد الآطهار

خادمكم  *****

 

الموضوع: حرمة سبّ الأعداء إبتداءً فقط.

بسمه تعالى

السلام عليكم
     ظاهر الرواية عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام يدل على حرمة السبّ إبتداءً من دون مبادرة المخالفين إلى سبِّ مقدساتنا، وهو موافق لقوله تعالى﴿ ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدواً بغير علم﴾ ولكن لا يسلتزم ذلك السكوت عن سبّ آلهتهم فيما لو بادروا إلى سبّ مقدساتنا، فيحرم السب إبتداءً لا مواجهةً لسبابهم لأن المواجهة لهم بالسب من باب المقابلة بالمثل ﴿ العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص﴾، وأما ما ورد في الخبر الآخر الدال على حرمة إفشاء حديثهم فهو على فرض صحة صدوره منهم عليهم السلام فمحمول على حرمة إفشاء الأحاديث الدالة على علو درجاتهم لمن ينكرها من أعدائهم لأن ذلك يؤدي إلى الإستهزاء بالأئمة الطاهرين عليهم السلام وهو أمر محرم لإستلزامه هتك كراماتهم...ولا يحرم التحديث مطلقاً وإلا لكانوا هم عليهم السلام قد سكتوا عن حقهم ومنازلهم مع أنهم قد بينوها للقاصي والداني من الناس ولم يسكتوا عما فضلهم الله تعالى به ولكنهم سكتوا عن ذلك أمام اعدائهم فلم يحدثوهم بعجائب وغرائب أحوالهم لأن ذلك غير مجدٍ في نشر فضائلهم عند من ينكرها ويضعها في خانة السحر والهرطقة...فبيان الفضائل والدرجات مشروط بوجود المحل والقابلية لها وليس مطلقاً ولكل من هبَّ ودبَّ نحدثه بعجائب أحوالهم لقول النبيّ الأكرم:" إنَّا معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم" فمن كان ذا قابلية لا ضير في تحديثه ليزداد إيماناً لأننا مأمورون بمقتضى آيات الكتاب الكريم والسنة القطعية الدالين على وجب نشر البينات والحقائق وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ...وهذا لاعلاقة له بفضح الاعداء ونشر فضائحهم وعوراتهم باعتباره داخلاً في باب البراءة منهم وإلا فمن دون بيان عوراتهم كيف يمكن للشيعي أو غير الشيعي أن يعرف باطل القوم ومنكراتهم وقد صدر الكثير من الآيات الفاضحة لهم ولغيرهم من المنافقين والكافرين ونحن نقتدي به وبسنة نبيه وآله الطاهرين بفضح الأبالسة والشياطين وها هو أمير المؤمنين عليّ عليه السلام يباشر بلعنه المغتصبين علناً في دعائه المعروف بدعاء صنمي قريش، وهذا فعل بقية أئمتنا الطاهرين وفي طليعتهم مولاتنا الطاهرة الزكية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها بلعن الجبت والطاغوت في كل طلاة كانت تصليها.. فأين هو المحذور بلعن أعداء الله تعالى وفضح رموزهم؟؟! والسلام عليكم ورحمته وبركاته
 

العبد محمد جميل حمود العاملي
11صفر 1432هــ بيروت.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=271
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28