• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : علم المعصوم عليه السلام بشهادته لا يستلزم إلقاء نفسه في التهلكة .

علم المعصوم عليه السلام بشهادته لا يستلزم إلقاء نفسه في التهلكة

الإسم: *****
النص:
 بإسمه جلت أسمائه

 سوال: يقول بعضهم: إذا كان المعصوم (عليه السلام) يعلم الغيب، فهذا يعنى أنه يعلم بسبب موته، وهذا ما يجعله بحكم المنتحر عندما يقدم عليه، فما هو الجواب؟

 

الموضوع العقائدي : علم المعصوم عليه السلام بشهادته لا يستلزم إلقاء نفسه في التهلكة.
بسمه تعالى

السلام عليكم
الجواب:
علم المعصوم سلام الله عليه بساعة موته أو شهادته لا يستلزم الإعتقاد بأنه أقدم على الإنتحار وإلا لحكمنا على من يقدم على جهاد العدو ـــ وهو يعلم بالقطع واليقين بأنه سوف يموت ـــ بأنه أقدم على الإنتحار والتهلكة مع أن الأدلة بخلاف ذلك، فلا ملازمة بين الإقدام على الموت وبين الإنتحار..! ولو كان ثمة ملازمة بين الإقدام على الموت وبين الإنتحار لكان إقدام بني إسرائيل على قتل أنفسهم بأمرٍ من الله تعالى كما في قوله تعالىوَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ  البقرة54.
فقد أمرهم الله تعالى بقتل أنفسهم تكفيراً لهم عن ذنوبهم التي ارتكبوها ومنها قولهم لنبيّه موسى عليه السلام يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً  النساء153.
والخلاصة: إن علم المعصوم سلام الله عليه بتاريخ موته لا يعني بالضرورة أنه سيقدم على التهلكة بل هو مجرد إنكشاف له بإذن من الله تعالى بحسب التقديرات الإلهية القائمة على جريان المسببات طبقاً لحصول أسبابها فما من مسبب إلا وله سبب خارجي، فإقدام المعصوم عليه السلام على الجهاد المؤدي إلى القتل لا يعني أنه ترك الأسباب بل إنه انكشفت له عوالم الغيب القائمة على حصول المسبب بحصول سببه...فالمعصوم عليه السلام لا يخرج عن قوانين الطبيعة خلال علمه بتاريخ شهادته بل يجري وفق الأسباب والمسببات إلا أن إنكشافه لها لا يستلزم خروجه من قوانين العلة والمعلول...وعامة معاجزهم سلام الله عليهم من هذا القبيل بمعنى أنهم كانوا يعملون بالأسباب المأمور بها إلا أنهم كانوا يلاقون التكذيب من أقوامهم فكانوا يجرون المعجزات مع علمهم بأن قومهم سيصدقون بها أو سيكذبون بها ولكن ذلك لم يمنعهم من إقامتها إلقاء للحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينة..,قد فصلنا الموضوع بشكل مسهبٍ في كتابنا الجليل الموسوم بـــ( شبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها) وقد صنفناه لرد دعوى القائلين بأن المعصوم عليه السلام لا يعلم الغيب ولو كان يعلم الغيب لكان إقدامه على القتل تهلكةً .....فليراجع ففيه فوائد جمة للأعلام والمتعلمين..,السلام عليكم.
 

عبد الحجة القائم أرواحنا فداه
محمد جميل حمود العاملي بيروت
بتاريخ 23 رجب الأصب 1435هــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=963
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29