• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (457)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1172)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .

        • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .

              • الموضوع : الردّ القاصع على الشيخ حبيب الكاظمي الكويتي .

الردّ القاصع على الشيخ حبيب الكاظمي الكويتي

الإسم:  ***** 

النص: 
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الشيخ محمد جميل العاملي حفظه الله ورعاه.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ...
شيخنا العزيز أود إرسال مقطع فيديو لكم ... لتنظروا كيف يتجرأ المدعو حبيب الكاظمي على الإمام الحسين عليه السلام و هو عند الحسين عليه السلام....!.
.......  حبيب الكاظمي بكل جرأة ووقاحة يتجرأ على الإمام الحسين عليه السلام ، ويعترض على القسم بالامام الحسين عليه السلام ويقول :ان الحسين خلق من خلق الله !!!! ... والله اسمائه عزيزه عليه، فيجب أن نقسم عليه بالإسم الأعظم، وكأن الأسم الأعظم ليس شأن من شؤونات أهل البيت عليهم...!.
مقطع من رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام :" إني لأعرف بطرق السماوات من طرق الأرض، نحن الاسم المخزون المكنون، نحن الأسماء الحسنى التي إذا سئل الله عز وجل بها أجاب، نحن الأسماء المكتوبة على العرش".
بحار الأنوار (ج ٢٧ ص ٣٨
 
http://youtu.be/1iAinAJGaCc
 
 
 الردّ القاصع على الشيخ حبيب الكاظمي الكويتي
  الموضوع الفقهي العقائدي:الرد على دعوى الشيخ حبيب الكاظمي الكويتي بحرمة التوسل والقسم بالإمام الحسين عليه السلام لأنه خلق من خلق الله ولا يجوز القسم أو التوسل بخلق الله تعالى/ دعواه هي نفس معتقد الفرقة الوهابية بحرمة التوسل والقسم بالذوات المقدسة/ تأثر الشيخ المذكور بفكر حزب الدعوة المنبثق من حزب الإخوان المسلمين/ إنكار المستحب يدخل صاحبه في خانة المرتدين لأنه أنكر تشريعاً سنَّه الله تعالى للعباد/ الأنبياء العظام كانوا يواظبون على التوسل بالنبي وآله الطاهرين عليهم السلام/ الأخبار الشريفة والأدعية المأثورة أكدت على القسم بمحمد وآل محمد عليهم السلام/ ائمة الهدى سلام الله عليهم هم الأسماء الحسنى والآيات العظمى/ في الزيارة المأثورة" السلام عليك يا آية الله العظمى" / إن لهم مع كلّ وليّ أذناً سامعة ولساناً ناطقاً/ أمير المؤمنين أسد الله الغالب مولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام" ظاهره إمامة وباطنه غيب لا يدرك" على رغم أنف حبيب كاظمي وياسر عودة لعنهما الله/ آل محمد سلام الله عليهم باب الله الأعظم ويده العليا وعينه الناظرة في خلقه/ بآل محمد عليهم السلام عُرِفَ الله ووحد الله تعالى/ الإمام عليه السلام مظهر الإسم الإلهي المقدس/ الإمام عليه السلام قطب الكائنات وقلبها/ ما هو الإسم الأعظم/ الإسم الأعظم الأكبر مستور عن عامة خلقه/ أعظم الأسماء بعد اسم الله الأعظم هو آل محمد عليهم السلام/ إن الله تعالى أعطى آل محمد اثنين وسبعين اسماً من أسماء الله العظمى وهي كل الأسماء/ نصوص الكتاب الكريم والسنّة المطهرة يؤكدان على القسم بآل محمد عليهم السلام/ إن الله أقسم بالنبي وآله في القرآن الكريم/ الدعاء بالاسم الأعظم لا يلغي القسم بآل محمد عليهم السلام/ الربط بين التوحيد الربوبي وبين آل محمد/ حديث سلسلة الذهب أعظم شاهد على مدعانا/ يحرم على المؤمنين الجلوس تحت منبر الخبيث حبيب الكاظمي الكويتي وياسر عودة اللبناني/الأحزاب الدعوتية أخطر على التشيع من داعش والنصرة.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     الحمد الله كما هو أهله، والصلاة والسلام على سادة رسله وقادة خلقه وأسمائه العظمى ويده الطولى وصراطه المستقيم وبابه الأعظم وحبله المتين وكلمته العليا، واللعنة الدائمة السرمدية على مبغضيهم ومبغضي شيعتهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم وأسرارهم وخصائصهم وظلاماتهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين...وبعد.
لم نستغرب من كلام الشيخ حبيب الكاظمي الكويتي ـ حينما نفث بفمه النجس حرمة القسم بالإمام الحسين عليه السلام بدعوى :« أن الحسين خلق من خلق الله !!!!  والله اسمائه عزيزه عليه، فيجب أن نقسم عليه بالإسم الأعظم ..». فلا يصح بنظره القسم بالمخلوق وهو الإمام الحسين عليه السلام باعتباره من خلق الله تعالى ولا يجوز التوسل بخلق الله ولكن توسلوا بالإسم الأعظم .
  والسبب في عدم استغرابنا من كلامه هو علمنا بتوجهاته البترية مذ كان في قم، وهو من أتباع المدرسة الدعوتية الوحدوية، وقد حذرنا منه سابقاً كما حذرنا من أمثاله...وقد فضحهم الله تعالى،  لأن المستور لا يبقى مستوراً، إذ ما أضمر إنسان شيئاً إلا ظهر على فلتات لسانه أو صفحات وجهه على حدّ تعبير الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؛ ونحن نشكر الله تعالى على ما منَّ به على الشيعة بالمواقع الإلكترونية التي كشفت عما كان مستوراً في المنافقين، فهذا الشيخ كأمثاله من سادة ومشايخ الفرقة البترية التي تتظاهر بالتشيع وتتشدق بالأخلاق والولاء وهي من أخبث الناس على التشيع..وما نفثه هذا البتري على مقامات أئمة الهدى ومصابيح الدجى سلام الله عليهم ــ مدعياً حرمة التوسل بهم لأن هناك ما هو أعظم منهم وهو الإسم الأعظم الإلهي ـ ما هو إلا نفثات إبليسية وهابية تحرم التوسل بالذوات المطهرة، وهو عين ما اعتقده البتري الناصبي محمد حسين فضل الله الذي طالما زحف هذا الشيخ لاستقباله في قم وتقبيل يديه...ولكنه كان يتظاهر بالولاء كالحرباء على قاعدة" الغاية تبرر الوسيلة ".
  الظاهر لنا من خلال اطلاعنا على أحوال الرجل المذكور؛ إن ثمة سببين استدعيا هذا الموتور بأن يقف موقفاً سلبياً اتجاه التوسل بالقسم بالإمام الحسين عليه السلام، هما التالي:
  (الأول): تأثره بمبادئ حزب الدعوة المنبثق من حزب الإخوان المسلمين في مصر، وهو حزب ذو اتجاهات سلفية غايتها تحطيم العقائد الشيعية من خلال إيجاد أرضية خصبة للعقائد العمرية في الوسط الشيعي فأوجدوا متحازبين معهم من الشيعة فمدوهم بالأموال والأعوان لكي يفتكوا بالفكر الشيعي من داخل الصف الشيعي بعدما عجزوا عن الفتك به من خارجه، وأفضل وسيلة لهم في هذا المضمار هو إنشاء أحزاب شيعية يقودها معممون في الحوزات الشيعية ليقوموا بالدور المطلوب منهم من تفتيت العقائد الشيعية والأحكام الفقهية والتعلق بالأخبار الشريفة وغيرها من المعتقدات والأحكام.
  (الثاني): تأثره بالعرفان الفلسفي الصوفي المنتشر في إيران، وله دعاة من معممين إيرانيين ينظرون إلى أن كلَّ ما دون الله تعالى فهو شرك، ويعتبرونه خلاف التوحيد العبادي والأفعالي لله تعالى، ويدخلون التوسل في سلسلة الشرك المنافية للتوحيد الأفعالي والعبادي كما أشرنا؛ وهي نظرية فلسفية خارجة عن حدود الشرع، لأنها تقف حاجزاً منيعاً عن التعلق بالأنبياء والحجج الطاهرين عليهم السلام وتحرم التوسل بهم والإستشفاع بجنابهم المقدس...مع أن التوسل وسيلة ربانية داخلة في التوحيد الأفعالي، ذلك لأن التمسك بها يعني التمسك بالتوحيد الأفعالي لكون الوسيلة والتوسل سبباً ربانياً لا بدَّ من الأخذ به تماماً كمن يأخذ المرء بالأسباب الظاهرية ولا يعتبر تصرفه شرعاً وعرفاً خلاف التوحيد المذكور...فكما أن الإسم الأعظم سبب من الأسباب الربانية للتوسل به إلى الله تعالى فكذلك التوسل بالذوات المقدسة تعتبر سبباً ربانياً لا ينافي التوحيد الأفعالي والعبادي كما لا يخى على أهل البصائر.
والخلاصة: إن دعوى الشيخ المذكور "إن الحسين خلق من خلق الله والله أسماؤه عزيزه عليه، فيجب أن نقسم عليه بالإسم الأعظم." هي فبركة وهابية وسلعة سلفية تخفي في طياتها جحود مناقب ومقامات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، قد اشتراها الشيخ الكاظمي من المدرسة الوهابية بثمن بخس دراهم معدودة، ولن يفلح أبداً، ولن تنفعه دراهمهم ودنانيرهم بل سيكوى بها في نار جهنم، ودعواه بأن الإمام الحسين عليه السلام خلق من خلق الله معادلة طبيعية لا أحد ينكرها ولا أحد يدعي بأن الإمام عليه السلام إلهاً يعبد من دون الله تعالى ولا أحد من الشيعة ممن يقسم به على الله يدعي له مقام الأُلوهية، فكونه من خلق الله لا يمنع من القسم به على الله تعالى كما أقسم الله بمخلوقاته ولم يستلزم قسمه بمخلوقاته أن يصير مادياً، وكذلك الحال بمن قسم بالإمام عليه السلام على الله تعالى لا يستلزم قسمه أن يصير الإمام عليه السلام إلهاً ولا ينقص القسم به من قدرة الله وعظمة سلطانه....!.
   كما أن دعواه بأن الله تعالى أسماءه عزيزة...فنعم هي كذلك، ولكن ما المانع في أن يقسم العباد بأسمائه التي منها أسماء الأئمة الطاهرين عليهم السلام وسيدة نساء العالمين صلوات الله عليها ولعن الله ظالميها، فهم أسماء الله تعالى العزيزة عنده والمعتبرة لديه...وقد أقسم بهم على الله الأنبياء والأوصياء السابقين على آل محمد عليهم السلام ، فها هو سيدنا المعظم أبي طالب سلام الله عليه كان يقسم على الله تعالى بالأسماء المطهرة، فقد جاء في الخبر الصحيح أنه لما حملت مولاتنا السيّدة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها بأمير المؤمنين عليه السلام ارتجت الأرض وتزلزلت بأهل مكة حتى لقيت قريش من ذلك شدة وفزعوا...فصعد سيدنا المعظم أبو طالب عليه السلام إلى ذروة جبل أبي قبيس وبكى ثم رفع يده إلى السماء وقال:" إلهي وسيّدي أسألك بالمحمدية المحمودة وبالعلوية العالية وبالفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة".
  فقسم الأنبياء والأولياء عليهم السلام بآل محمد صلوات الله عليهم من الضرورات القطعية التي لا تحتاج إلى زيادة بيان ولكن وطاويط الليل أحوجونا إلى إقامة البرهان حرصاً منا بأن لا يغتر بهم البسطاء من المؤمنين فيعظم الفتق وتكبر المحنة بالفتنة ونحن مأمورون بوأدها في مهدها، ولله الحمد وعليه المعول في الشدة والرخاء.
إنكار المستحب يدخل صاحبه في خانة المرتدين:
   لقد دخل الشيخ الموتور حبيب الكاظمي الكويتي في حرمة التوسل من بابٍ ماكر هو الإسم الأعظم لله تعالى، لعلمه بأن تحريمه للتوسل مباشرة يكشف للشيعة عن نفاقه واعتقاده بما اعتقده الوهابيون تبعاً لابن تيمية المحرم للتوسل بالذوات المطهرة عليهم السلام، وهو يعلم يقيناً بأن تحريمه للتوسل مباشرة سوف يخرجه من الدين بسبب انكاره للآيات والأخبار الدالة على استحباب أو وجوب التوسل بالذوات المطهرة، وهو يعلم أيضاً أن الإنكار للتوسل يستلزم جحود ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله، لأن ترك المستحب ـ كمستحب بالعنوان الأولي ـ لا يترتب عليه كفر ولكن المكلّف إذا جحده من أساسه واستنكر على فاعله يدخله في الكفر والجحود، فصلاة الليل مثلاً لو تركها المكلف لم يرتكب حراماً ولكنه إذا جحدها ونعت فاعلها بالحرام والشرك يدخله في خانة المرتدين والكافرين بما جاء به النبي وآله الطاهرون عليهم السلام، وهكذا الحال فيمن ترك التوسل لا من باب أنه حرام بل لأنه مستحب لا يفعله المؤمن قصوراً أو تقصيراً، ولكنه لو تركه تحريماً فقد شرّع بدعة وحرم ما أجازه الله تعالى وأمر به المؤمنين، فيكون تحريمه في مقابل تحليل الله تعالى، فلا يختلف صاحب البدعة بين أن يكون حرّم مستحباً قام الدليل على إثباته وجوازه ورغب فيه وبين أن يكون حرَّم واجباً دل الدليل عليه، وكلا الأمرين ــ الواجب والمستحب ــ تشريعان من تشريعات الله تعالى، فمن بدلهما بعدما شرعهما الله تعالى اعتبره الشرع المبين كافراً بما شرعه الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ }يونس59 {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116 {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116 وهو أمر وقع فيه الشيخ المذكورغير مبالٍ بمصيره البائس عند الله تعالى وعند رسوله وأهل بيته المطهرين عليهم السلام بسبب النعمة الموفورة لديه من أموال وجاه وسلطة وهبه إياها نظام الأحزاب الدعوتية والمرجعيات البترية...! فقام بالجحود والإنكار لأهم عقيدة ضرورية عند الشيعة الامامية وهي ضرورة التوسل بالذوات المطهرة واللجوء إلى حصنهم والبخوع إلى جنابهم المقدس فأنكر الآيات والأخبار الدالة على عظمة التوسل بأهل البيت عليهم السلام، مع أن الأخبار قد دلت على أن إنكار خبرٍ صدر منهم ـ إنكار جحود ـ يدخل صاحبه في خانة المارقين من الإسلام والمارقين من ولاية سادة الأنام عليهم السلام، فضلاً عمن أنكر آيات وأخباراً دلت على استحباب أو وجوب شيء من المستحبات أو الواجبات لا سيَّما مسألة التوسل بالذوات المطهرة التي باتت من الضروريات في الوسط الشيعي منذ عهود النبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، ففي أصول الكافي بإسناده عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيد الحذاء قال: َقالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: واللَّه إِنَّ أَحَبَّ أَصْحَابِي إِلَيَّ أَوْرَعُهُمْ وأَفْقَهُهُمْ وأَكْتَمُهُمْ لِحَدِيثِنَا وإِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِي حَالاً وأَمْقَتَهُمْ لَلَّذِي إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ يُنْسَبُ إِلَيْنَا ويُرْوَى عَنَّا فَلَمْ يَقْبَلْه اشْمَأَزَّ مِنْه وجَحَدَه وكَفَّرَ مَنْ دَانَ بِه وهُوَ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الْحَدِيثَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ وإِلَيْنَا أُسْنِدَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً عَنْ وَلَايَتِنَا".
  هذا حال من أنكر خبراً واحداً؛ فكيف الحال بمن أنكر أحاديث فاقت التواتر بعشرات المرات دلت على أن من صفات المؤمن هو التوسل بالذوات المقدسة واعتقاده بهم أنهم أبواب نجاة وشفعاء عند الله تعالى وأنه لا تستجاب دعوة لمؤمن إلا بالتوسل بهم والثناء عليهم والقسم بهم عند الله تعالى...!!. 
فجحود الأخبار علامة الإفلاس وانهيار البنيان وهو ما أوضحته الأخبار الأخرى كما أشار قسمٌ منها؛ ففي صحيحة يزيد بن عبد الملك عن الإمام المعظم أبي عبد الله عليه السلام قال :" تزاوروا فان في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فان أخذتم بها رشدتم ونجوتم ، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم ، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم" .
  روى الشيخ الطوسي رحمه الله في مصباح المتهجد في باب صلاة الحاجة عن عاصم بن حميد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا حضرت أحدكم الحاجة فليصم يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة ، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل ولبس ثوباً نظيفاً ، ثم يصعد إلى أعلى موضع في داره ، فيصلي ركعتين ، ثم يمد يده إلى السماء ، ويقول : اللهم ! إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك وإنه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك ، وقد علمت  يا رب أنه كل ما شاهدت نعمتك عليَّ اشتدت فاقتي إليك ، وقد طرقني يا رب من مهم أمري ما قد عرفته قبل معرفتي ، لأنك عالم غير معلَّم ، فأسألك بالاسم الذي وضعته على السماوات فانشقت وعلى الأرضين فانبسطت وعلى النجوم فانتثرت وعلى الجبال فاستقرت ، وأسألك بالاسم الذي جعلته عند محمد وعند علي وعند الحسن و الحسين وعند الأئمة كلهم صلوات الله عليهم أجمعين ، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي لي يا رب حاجتي وتيسر لي عسيرها وتكفيني مهمها وتفتح لي قفلها ، فإن فعلت فلك الحمد ، وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك ولا متهم في قضائك ولا حائف في عدلك، ثم تبسط خدك الأيمن على الأرض ، وتقول : اللهم ! إن يونس بن متي عبدك ونبيك دعاك في بطن الحوت بدعائي هذا فاستجبت له وأنا أدعوك فاستجب لي بحق محمد وآل محمد عليك .
ثم قال:" اللهم ! وأتقرب إليك بوليك وخيرتك من خلقك ووصي نبيك مولاي ومولى المؤمنين والمؤمنات قسيم النار وقائد الأبرار وقاتل الكفرة والفجار ووارث الأنبياء وسيد الأوصياء والمؤدي عن نبيه والموفي بعهده والذائد عن حوضه المطيع لأمرك، عينك في بلادك وحجتك على عبادك زوج البتول سيدة نساء العالمين ووالد السبطين الحسن والحسين ريحانتي رسولك وشنفي عرشك وسيديّ شباب أهل الجنة مغسل جسد رسولك وحبيبك الطيب الطاهر وملحده في قبره .
اللهم ! فبحقه عليك وبحق محبيه من أهل السماوات والأرض اغفر لي ولوالدي وأهلي وولدي وقرابتي وخاصتي وعامتي  وجميع إخواني المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وسق إلي رزقا واسعا من عندك تسد به فاقتي وتلم به شعثي وتغني به فقري يا خير المسؤولين ! ويا خير الرازقين ! وارزقني خير الدنيا والآخرة يا قريب ! يا مجيب ! .
اللهم ! وأتقرب إليك بالولي البار التقي الطيب الزكي الإمام بن الإمام السيد بن السيد الحسن بن علي ، وأتقرب إليك بالقتيل المسلوب قتيل كربلاء الحسين بن علي ، وأتقرب إليك بسيد العابدين وقرة عين الصالحين علي بن الحسين ، وأتقرب إليك بباقر العلم صاحب الحكمة والبيان ووارث من كان قبله محمد بن علي ، وأتقرب إليك بالصادق الخير الفاضل جعفر بن محمد ، وأتقرب إليك بالكريم الشهيد الهادي المولى موسى بن جعفر ، وأتقرب إليك بالشهيد الغريب الحبيب المدفون بطوس علي بن موسى ، وأتقرب إليك بالزكي التقي محمد بن علي ، وأتقرب إليك بالطهر الطاهر النقي علي بن محمد ، وأتقرب إليك بوليك الحسن بن علي ، وأتقرب إليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيته لنفسك الطيب الطاهر الفاضل الخير نور الأرض وعمادها ورجاء هذه الأمة وسيدها  الأمر بالمعروف الناهي عن المنكر الناصح الأمين المؤدي عن النبيين وخاتم الأوصياء النجباء الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .اللهم ! بهؤلاء أتوسل إليك وبهم أتقرب إليك وبهم أقسم عليك ، فبحقهم عليك إلا غفرت لي ورحمتني ورزقتني رزقا واسعا تغنيني به عمن سواك .
 ثم ختم التوسل بقوله عليه السلام:" اللهم ! إني أسألك بحق من حقك عليهم عظيم وبحق من حقهم عليك عظيم أن تصلي على محمد وآله وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك وأن تبسط على ما حظرت من رزقك يا قريب ! يا مجيب ! . انتهى كلام إمامنا المعظم الصادق عليه السلام.
   الواضح في الرواية الشريفة: أن الإمام عليه السلام علّم شيعته كيف يدعون الله تعالى من خلال القسم على الله بحق محمد وآل محمد؛ ولو كان الإسم الأعظم الذي ادعاه الشيخ حبيب الكاظمي كافياً لكان أشار به علينا إمامنا الصادق سلام الله عليه، ولما لم يكن ذلك كافياً لوحده ، قام الإمام فديته بنفسي فأضاف القسم الآخر بجنب القسم بالإسم الأعظم المتفرد به الله تعالى، وهو القسم بآل محمد عليهم السلام حتى يسمع الله من الداعي دعاءه ويستجب له نداءه.... وهل أن الأنبياء العظام الذين كانوا على إلمام بالإسم الأعظم حينما أقسموا على الله بمحمد وآل محمد عليهم السلام لم يكونوا يعرفون عظمة الإسم الأعظم فلماذا ـ إذاً ـ أقسموا بآل محمد يا ترى...؟! فاعتبروا يا أولي الألباب... وليخبرنا هذا الشيخ الموتور الموبوء عسى أن نردَّ عليه الصاع صاعين...!.
 بالإضافة إلى ذلك: ما يدريك أيها الشيخ في أن يكون آل محمد عليهم السلام هم الإسم الأعظم الذي دلت النصوص على الدعاء به والقسم على الله تعالى به...!!! فها هو إمامنا الصادق عليه السلام ينصح الشيعة في إحدى صلوات الحاجات وينبههم إلى الحقيقة التالية، فقال عليه السلام : ثم تصلي ركعتين ، تقرأ في الأولى الحمد ، وخمسين مرة قل هو الله أحد ، وفي الثانية الحمد وستين مرة : إنا أنزلناه ثم تمد يديك ، وتقول : اللهم ! إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك وإنه لا يقدر على قضاء حوائجي غيرك ، وقد علمت يا رب إنه كلما تظاهرت نعمك عليَّ اشتدت فاقتي إليك وقد طرقني هم كذا وكذا وأنت تكشفه وأنت عالم غير معلم وواسع غير متكلف ، فأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فاستقرت ووضعته على السماء فارتفعت ، وأسألك بالحق الذي جعلته عند محمد وآل محمد وعند الأئمة علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة عليهم السلام ، أن تصلي على محمد وآل محمد وأهل بيته وأن تقضي حاجتي وتيسر عسيرها وتكفيني مهماتها ، فإن فعلت فلك الحمد والمنة وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك وغير متهم في قضائك ولا حائف في عدلك" .
 فالإسم الأعظم الذي قرنه الإمام عليه السلام بالإسم الأعظم الآخر ـ وهو نفسه ـ بل هو أعظم من الأول لأن الأول إذا كان أعظم من الثاني فلا داعي للثاني، ولما ربط الإمام عليه السلام الأول بالثاني عرفنا أن الإسم العلوي الفاطمي أعظم من الإسم الأول... هذا الربط دلالة واضحة على أعظمية ذواتهم المقدسة وإلا لكان استجاب الله تعالى للكافرين والنواصب من المخالفين الذين لا يفترون عن الإلحاح بالدعاء بالإسم الأعظم ولم يلتفت إليهم الباري تعالى لأنهم أتوه من غير الباب الذي أراد لهم الدخول منه... يرجى التأمل فإنه دقيق.
  والحاصل: إن رواية الحديث والعمل به يكون نوراً لصاحبه، والتارك له يسلب النور من قلبه كما أشارت الأخبار إلى ذلك، منها ما رواه ابن مسكان عن عبد الله بن أبي يعفور قال : " سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : التقية ترس المؤمن ، والتقية حرز المؤمن ، ولا ايمان لمن لا تقية له ، وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز وجل فيما بينه وبينه فيكون له عزاً في الدنيا ونوراً في الآخرة ، وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلاً في الدنيا،  وينزع الله ذلك النور منه ". 
  وعن جميل بن دراج أو غيره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة .
 وفي مرفوعة الكناسي إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) قال :" هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا ، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتبعون أبدانهم حتى يدخلوا علينا ، فيسمعون حديثنا فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء ، فأولئك الذين يجعل الله لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ".
 إن الشيخ المذكور ـ كغيره من فسقة أهل العلم في زماننا هذا كفضل الله وعودة وأضرابهما ممن يحرمون التوسل بالذوات المقدسة ـ يميل إلى المزج التلفيقي في المعتقد، فهو وهابي من جهة، وبتري من جهة أخرى، ومرجئي من جهة ثالثة... فالوهابيون يحرمون التوسل بالذوات المقدسة، والبتريون يجمعون بين الولاء لأهل البيت عليهم السلام وبين معتقدات المخالفين، فيحرمون كل ما يرفع من مقامات آل محمد عليهم السلام ومنه التوسل بهم عليهم السلام، ومن جهة ثالثة يعتبر من فرقة المرجئة الحرورية، وهي فرقة تعتقد بأن الكفر هو ما ظهر على اللسان دون الجنان، فهو لم يتجرأ بإعلان كفره بالتوسل كتحريمه علناً بل حوَّره إلى مسألة أخرى ـ وكفره بالتوسل مستور في جنانه ـ فذهب إلى التشكيك بماهيته تحت ذريعة إنصراف المؤمنين عن الدعاء بالإسم الأعظم وميلهم إلى التوسل بأهل البيت عليهم السلام، ومما يؤكد لنا ما أشرنا إليه هو ما أنكره على المؤمنين لأنهم يتوسلون بالإمام الحسين عليه السلام أو القسم به على الله تعالى وكأنه يجحد كون الإمام عليه السلام من جملة آيات الله العظام بل الظاهر من قوله أنه آية صغيرة كبعض الآيات الشيطانية الحزبية التي يعتقد بها ويميل بفكره إليها ويعتقد بصلاحها في جنانه....!!.
 وعلى كل حال: فإن المنكر للتوسل ولمقام سيِّد الشهداء عليه السلام الذي لن يجده معه في قبره ويوم وقوفه بين يديه شفيعاً له من خطاياه وذنوبه التي احتطبها على ظهره...لن تنفعه دعواته بالإسم الأعظم ما دام منفصلاً عمن ربط الله تعالى العباد بهم وجعلهم الوسيلة إليه بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35؛ ولن تنفعه الأعمال الصالحات ما دام يتكل عليها من دون الإتكال على آل محمد عليهم السلام الواسطة في قبول المعتقدات والأعمال...كما هو واضح في الآيات والأخبار.
ونحن نذكِّر هذا الشيخ وأمثاله من النواصب المشككين بمقامات الأئمة الطاهرين عليهم السلام بما ورد في كثيرٍ من الأخبار الكاشفة عن الاستحباب المؤكد بالتوسل بهم والبخوع إلى جنابهم وأنهم سلام الله عليهم هم الأسماء الحسنى التي يجب على المؤمن أن يدعو الله تعالى بها، وأن الله تعالى لا يتقبل دعاء عبد مؤمن إلا بالتوسل بجنابهم المقدس والتعلق بعروتهم المطهرة، ولو أن عبداً دعا الله حتى ينقطع عنقه ما استجاب له إلا بالتوسل بهم والبخوع إلى جنابهم والتمرغ على عتباتهم المقدسة، ولو كان هذا الشيح مؤمناً بهم بحقيقة الإيمان لما كان شكه في مفهوم التوسل بهم الذي لم يقتصر على المؤمنين بل شمل الأنبياء والمرسلين والأنبياء بالرغم من وفور يقينهم وامتلاكهم الأسماء العظمى وعصمتهم فكانوا يتوسلون بأهل البيت عليهم السلام ليقضي الله تعالى حاجاتهم وينجيهم من المهالك، فها هو النبي آدم عليه السلام لم يتقبل الله منه التوبة عن ترك الأولى وقد بكى على خطيئته أربعين سنة حتى خُدَّ في خديه إخدودان من كثرة البكاء ولم يتب الله عليه حتى توسل بالحجج عليهم السلام ودعاه بأسمائهم المقدسة وأقسم بها على الله تعالى، وقد دلت على ذلك الأخبار من الطرفين، فها هو السيوطي في الدر المنثور تعقيباً على قوله تعالى( وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) يستفيض بذكر الأخبار الدالة على أن آدم عليه السلام توسل بالأسماء الخمسة من آل محمد عليهم السلام وهي نفسها الكلمات التي تلقاها من الله تعالى حتى يتوب عليه مع ما له من عظيم المنزلة عند الله تعالى وكونه معصوماً ونبياً ومعه من الأسماء العظمى العدد الوفير....وكذلك النبي نوح عليه السلام حيث حصن سفينته بالأسماء الخمسة ودعا الله تعالى بهم لكي ينجيه من أمواج البحر العاتية مع كونه يمتلك الأسماء العظمى، فلم يتحصن بها وإنما تحصن بأسماء آل الله محمد وأهل بيته الطيبين عليهم السلام....وكذلك النبي إبراهيم خليل الرحمان توسل بهم وتضرع إلى الله تعالى بذواتهم المقدسة حتى أنجاه الله من النار...وهكذا النبي موسى وعيسى ويوسف وزكريا وداوود وسليمان ويونس....كلهم توسلوا بتلك الذوات المطهرة من آل محمد سلام الله عليهم بالرغم من امتلاكهم الإسم الأعظم وقربهم من الله تعالى...أبعد هذا يأتينا هذا الشيخ الموتور مقلداً محمد حسين وتيار الوهابية وابن تيمية الذين يعتقدون بأن التوسل بغير الله من المعصومين عليهم السلام شرك ويعتبرون المتوسل بهم سلام الله عليهم خارجاً من ربقة الإسلام....فأي فرق بين الشيخ حبيب كاظمي وبين أولئك النواصب من فرق الضلالة والنفاق...؟!!
 والظاهر من كلام هذا الشيخ أنه لم يفهم فقرات الزيارة الجامعة أو أنه يعتبرها شركاً، فها هو إمامنا الهادي عليه السلام يقول فيها معرّفاً عن حقيقته مع آبائه وأبنائه المطهرين فيقول:" " والرحمة الموصولة، والآية المخزونة والأمانة المحفوظة " فالرحمة الموصولة أي : الغير المنقطعة ، فإن كل إمام بعده إمام ، كما فسر قوله تعالى " وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " بذلك في بعض الأخبار ، أو الموصولة بين الله وبين خلقه .
" والآية المخزونة " أي : هم علامات قدرة الله تعالى وعظمته ، لكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة إلا عن خواص أوليائهم ، وفيه إشارة إلى أن الآيات في بطون الآيات هم الأئمة عليهم السلام ، كما في الأخبار ، وقد قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ما لله آية أكبر مني . وورد في زيارته المأثورة " السلام عليك يا آية الله العظمى" كما ورد في زيارة الإمام الجواد عليه السلام" السلام عليك أيها الآية العظمى والحجة الكبرى "؛ وهذا يعني أنه الإسم الأعظم الذي يجب على العباد القسم بها على الله تعالى ليستجيب لهم دعواتهم ويسمع نداءهم...ويشهد له أن الأنبياء دعوا الله ببقية الأسماء العظمى فلم يستجب لهم إلا عندما دعوه بالإسم العلوي على صاحبه آلاف التحية والسلام.".. والأمانة المحفوظة " أي : يجب على العالمين حفظهم وبذل أنفسهم وأموالهم في حراستهم ، أو المراد ذوو الأمانة ، بمعنى أن ولايتهم الأمانة المحفوظة المعروضة على السماوات والأرض ، وقد ورد في الأخبار أن الأمانة المعروضة هي الولاية .
 وقد جاء في صحيح الأخبار ـ تبعاً للآيات ـ أن أئمتنا الأطهار عليهم السلام هم الآيات العظام والبينات الباهرات، فمن كفر بها كفر بالله تعالى، والمراد من الكفر بها هو كفر جحودٍ بعظم ذواتها وشموخ مقاماتها وعلو قدرها عند الله تعالى، ففي خبر علي بن إبراهيم في قوله تعالى:( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) قال:" هم الأئمة عليهم السلام، وقوله تعالى( وما يجحد بآياتنا) يعني ما يجحد أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليهم السلام إلا الكافرون". وقد ورد في الصحيح عنهم سلام الله عليهم عن جدهم أمير المؤمنين عليه السلام قال:" ما لله آية أكبر مني " وفي خبر آخر" أعظم مني" فقد روى الصفار رحمه الله في بصائر الدرجات بإسناده عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية عم يتسائلون عن النباء العظيم، فقال: ذلك إلى أن شئت أخبرتهم وان شئت لم أخبرهم ، فقال: لكني أخبرك بتفسيرها قال فقلت عم يتسائلون فقال: هي في أمير المؤمنين عليه السلام، قال كان أمير المؤمنين يقول ما لله آية أكبر منى ولا لله من نبأ عظيم أعظم منى ولقد عرضت ولايتي على الأمم الماضية فأبت أن تقبلها قال قلت له قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون قال هو والله أمير المؤمنين عليه السلام ".
  ونظرة خاطفة على أخبار البحار يرى الناظر فيه بوضوح الأخبار الكاشفة عن توسل الأنبياء بأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم، وهي أخبار  فاقت التواتر بعشرات المرات...فهو قد رآها وقرأها ولكنه لم يؤمن بها كعادة البتريين لا يؤمنون بمقامات آل محمد سلام الله عليهم ولا بأخبارهم المقدسة... فعندهم المقالة العمرية مقدَّمة على أخبار العترة النبوية:" حسبنا كتاب الله ".
 ونظرة سريعة على الجزء الأول من وسائل الشيعة، والبحار مجلدات الإمامة وباب أحكام المرتد، والجزء الأول من كتاب الكافي /باب معرفة الحجة وبصائر الدرجات.... كافية في الحكم على هذا الشيخ بالمروق من ولايتهم بسبب جحوده لأخبارهم القطعية الصدور الدالة على وجوب الإعتقاد بعلو منزلتهم ورفيع مقامهم المقدس وأنهم باب الله الذي منه يؤتى ووجهه الذي يتوجه إليه الأولياء، فرد هذه الأخبار هو رد على النبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، والراد عليهم راد على الله والراد على الله هو على حد الشرك بالله... بل ورد في الأخبار أن الراد عليهم راد على الله، والراد على الله كافر...!.
   إن أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم هم الأسماء الحسنى لله تعالى كما هو صريح الأخبار الشريفة الكاشفة عن ذلك، ففي صحيح الكافي ج 1 / 143 / 4 / 1 عن الحسين بن محمد ومحمد جميعا عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام : في قول اللَّه تعالى « وَلِلَّهِ الأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها » قال « نحن واللَّه الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللَّه من العباد عملا إلا بمعرفتنا » .
   ولقد علّق الفيض الكاشاني صاحب كتاب الوافي على الحديث المتقدم فقال: قد سلف منا ما يصلح شرحاً لهذا الحديث ونزيد فنقول كما أن الاسم يدل على المسمى ويكون علامة له كذلك هم عليه السّلام أدلاء على اللَّه يدلون الناس عليه سبحانه وهم علامة لمحاسن صفاته وأفعاله وآثاره فادعوه بها أي فادعوا اللَّه واطلبوا التقرب إليه بسبب معرفتها فإن معرفته تعالى منوطة بمعرفتهم عليه السّلام والعبادة غير مقبولة إلا بمعرفة المعبود المتوقفة على معرفتهم .
  وعلّق العلامة المازندراني على الحديث الشريف بقوله رحمه الله:" عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلاّ بمعرفتنا ) يحتمل أن يراد بالأسماء الحسنى أسماؤهم ( عليهم السلام ) وإنما نسبها الله إليه لأنه سماهم بها قبل خلقهم كما دل عليه بعض الروايات ويحتمل أن يراد بها ذواتهم ; لأن الاسم في اللغة العلامة وذواتهم القدسية علامات ظاهرة لوجود ذاته وصفاته ، وصفاتهم النورية بينات واضحة لتمام أفعاله وكمالاته وإنما وصفهم بالحسنى مع أن غيرهم من الموجودات أيضاً علامات وبينات ; لما وجد فيهم من الفضل والكمال ولمع منهم من الشرف والجلال ما لا يقدر على وصفه لسان العقول ولا يبلغ إلى كنهه أنظار الفحول ، فهم مظاهر الحق وأسماؤه الحسنى وآياته الكبرى فلذلك أمر سبحانه عباده أن يدعوه ويعبدوه بالتوسل بهم والتمسك بذيلهم ليخرجوا بإرشادهم عن تيه الضلالة والفساد ويسلكوا بهدايتهم سبيل الحق والرشاد ".
   أقول وبالله تعالى أستعين: الظاهر من قول إمامنا المعظم الصادق عليه السلام:" نحن والله الأسماء الحسنى " أن ذواتهم هي المقصودة في بيانه الشريف بدليل قوله عليه السلام:" نحن " وليس أسماؤهم المقدسة فحسب كما أفاد العلامة المازندراني رحمه الله....ولكن بناءً على ما أفاده رحمه الله من أن أسماءهم هي الظاهرة من بيان الإمام الصادق عليه السلام، تكون ذواتهم أجل وأعلى من أن تنالها عقول الخلق أجمعين... فإذا كانت أسماؤهم المقدسة هي الأسماء الحسنى ـ التي يجب أن يدعو العباد ربَّهم بها لأنها أسماؤه العظمى المكنونة التي من أقسم بها على الله تعالى لم يرده خائباً البتة ـ بهذا المستوى من الجلالة والقداسة والهيبة، فكيف يكون حال ذواتهم المقدسة ؟ فبطريق أولى تكون أجل وأرفع وأعلى من أن تنالها عقول الخلق، بل ليس ثمة أسماء عظمى في مقابلها وعرضها إلا الإسم الأوحد الذي تفرد الله تعالى به لنفسه، فأسماؤهم الرفيعة ومقاماتهم الجليلة فوق كل إسم أعظم إلا إسم الجلالة المنزه عن الكثرة بل هو عين الوحدة، والإمام الصادق سلام الله عليه حينما يقسم بالله تعالى أنهم هم الأسماء الحسنى يستلزم أن تكون أفضل القربات إلى الله تعالى في إنجاح الدعوات وقضاء الحاجات وتنفيس الكربات، والأنبياء العظام بالرغم من أن عندهم الأسماء العظمى وكانوا يدعون الله بها إلا أن دعاءهم بها لم يكن بمستوى أسمائهم وذواتهم إلا اسم الجلالة الدال على الذات الإلهية وبقية الأسماء الدالة على الصفات الذاتية كالأبدية والسرمدية والقيومية وغيرها من صفات الذات التي لا تنفك عن ذاته المقدسة، وكأن الله تعالى آلى على نفسه أن لا يستجيب لعبد دعاه بغير أسمائهم حتى على مستوى إسم الجلالة، فكم من أنبياء استغاثوا بإسمه الأعظم ليقضي حاجاتهم فلم يصغِ إليهم حتى نادوه بأسماء آل محمد عليهم السلام، وغير بعيد عندي في أن يكون الإسم الأعظم الكبير الأكبر هو القسم بذواتهم على الله تعالى، من هنا عندما أقسم الأنبياء عند الله بأسماء آل محمد عليهم السلام استجاب لهم فوراً بعد أن ناجوه بالأسماء الأخرى فلم يلتفت إليهم، وكأنه تبارك وتعالى أراد أن يلفت أنظارهم بأن بابه الذي يجب طرقه ليسمعه إنما هو باب آل محمد عليهم السلام، إذ ليس في الدار غيرهم ديار، ولا يسمع الله تعالى إلا من خلالهم ومن أبوابهم المقدسة، وهو المراد بما جاء عنهم سلام الله عليهم:" أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان" وفي بعضها " أنه لا يحتمله إلا هم " أي أن ذواتهم المقدسة هي التي تحتمل بعض أسرارهم ومقاماتهم ومنازلهم وعلو قدرهم سلام الله عليهم...وهذه الأسماء وتلك الذوات هي المشار إليها في دعاء سحر شهر رمضان:" اللهم إني أسألك بأسمائك كلها وكل أسمائك عظيمة..." وهي نفسها الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم الخليل عليه السلام" إذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً..." فلولا الكلمات العلوية الفاطمية الحسنية الحسينية ...إلخ لما وصل إبراهيم عليه السلام إلى مقام الإمامة الإلهية والسلطنة العلوية الفاطمية.....ولولا تلك الكلمات لما تاب الله تعالى على آدم عليه السلام مع ما كان يمتلكه من الأسماء العظمى وكان يدعوه بها لكن الله تعالى لم يستجب له من خلالها بل لما ناداه بالأسماء العلوية الفاطمية الحسنية الحسينية استجاب له وسمع نداءه وغفر له....وهكذا كلما دعاه نبي بإسم من أسمائه العظمى كانت الإجابة بطيئة، ولكن لما كان يدعوه بمحمد وآل محمد كانت الإجابة سريعة...والسر في سرعة الإجابة هو أن النبي والعترة عليهم السلام هم أقرب الأسماء المطهرة إليه وأفضلها وسيلة وأظهرها إجابة وقرباً.... فما أحلى أسماءكم يا آل محمد وما أشرفها وما أعظمها ولكن وطاويط الليل لا يرون إلا في العتمة والظلمة لكدورة أرواحهم ونتن نفوسهم وظلمة عقولهم.. قال تعالى:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً }الإسراء84 والقلووب كالأودية لا تسع الماء إلا بمقدار مساحتها، قال تعالى(  أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ )الرعد17.
   إن فضل آل محمد عليهم السلام فوق ما نتصور ولا يمكن للشيخ حبيب الكاظمي أن يصل إلى مستوى قول إمامنا الصادق عليه السلام:" : « إن لنا مع كل ولي لنا أذناً سامعة وعيناً ناظرة » . وقالوا عليهم السّلام : « إن قلوبنا أوعية لمشية اللَّه ، فإذا شئنا شاء اللَّه ».
  وقال أمير المؤمنين أسد الله الغالب مولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام: « ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك » . وفي الخطبة التطنجية : « لقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى وما تحت السابعة السفلى وما في السماوات العلى وما تحت الثرى ، كل ذلك علم إحاطة لا علم إخبار ». وأنى للضعيف أن يدرك مقام العلي العالي، وأنى للغارق في بحر الماديات أن يغوص في عوالم الروحانيات والقدسيات..وأنى للجاهل أن يدرك مقام العالم الرباني..فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولا تستوي الظلمات والنور ولا الظل والحرور....إن الحجب الظلمانية قد رانت على قلوب هؤلاء المتلبسين بثوب الدين حتى صار أعلاهم سافلهم وسافلهم أعلاهم وقدحذرت منهم أخبارنا الشريفة ونبهت الأمة عن فسقهم وفجورهم ومروقهم من الدين بجحودهم لأسرار أئمة المسلمين والعروة الوثقى وسفن النجاة فمالوا إلى غيرهم وشربوا من بئر أعدائهم، فتسممت أرواحهم وانكدرت قلوبهم وأظلمت عقولهم، فهم في الظلمات يتخبطون وفي الجهل يغطون وفي السكرة يتقلبون وعلى الدنيا يتناحرون...قاتلهم الله أنى يؤفكون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
 وزبدة المخض: إن ذاك الجاهل بمقامات آل محمد وبالإمام الحسين عليه السلام على وجه الخصوص جعله جهله يتخبط في السكرة تلو السكرة فنفث ما كان مستوراً عن المؤمنين وهي فضيحة ما بعدها فضيحة ومصيبة ما بعدها مصيبة أصيبت بها الطائفة المحقة في الأزمنة المتأخرة وهي في الواقع نعمة حتى يتضح الصبح لذي عينين فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينه، وقد كشفت أخبارنا الشريفة عن حال المؤمنين في آخر الزمان بأنهم سوف يمحصون ويغربلون حتى لا يبقى إلا القليل من المخلصين.... وروي عن الإمام أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : والله لتمحصن والله لتطيرن يمينا وشمالا حتى لا يبقى منكم إلا كل امرئ أخذ الله ميثاقه ، وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه . 
  وفي رواية أخرى ، عنهم ( عليهم السلام ) : حتى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلا الأندر فالأندر".
  وعن أبي بصير ، قال : " قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) : إنما مثل شيعتنا مثل أندر – يعني بيدراً فيه طعام - فأصابه آكل فنقي ، ثم أصابه آكل فنقي حتى بقي منه ما لا يضره الآكل ، وكذلك شيعتنا يميزون ويمحصون حتى تبقى منهم عصابة لا تضرها الفتنة ".
  وفي الغيبة للنعماني عن أحمد بن هوذة ، عن أبي هراسة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : كونوا كالنحل في الطير ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها ، ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة ، لم يفعل بها ذلك ، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم ، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ، وحتى لا يبقى منكم - أو قال : من شيعتي - كالكحل في العين والملح في الطعام وسأضرب لكم مثلا ، وهو مثل رجل كان له طعام ، فنقاه وطيبه ، ثم أدخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله ثم عاد إليه فإذا هو قد [ أصابه السوس فأخرجه ونقاه وطيبه ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله ثم عاد إليه فإذا هو قد ] أصاب طائفة منه السوس ، فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده ، ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئا ، وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا .
   وقد نقل لنا الكليني الكثير من الأحاديث الشريفة التي تدل على علو مقامهم عليهم السلام وأنهم أسماؤه وحججه وأنهم وجهه وبابه وخزانة أسراره، ففي باب النوادر من أصول الكافي الشيء الكثير مما ذكرنا وإليكموه كاملاً غير منقوص:
1 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن سيف ابن عميرة ، عمن ذكره ، عن الحارث بن المغيرة النصري قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى " كل شئ هالك إلا وجهه " : فقال : ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجه الله فقال : سبحان الله لقد قالوا قولا عظيما ، إنما عني بذلك وجه الله الذي يؤتى منه .
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " كل شئ هالك إلا وجهه " قال : من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك و كذلك قال : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " .
3 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سلام النحاس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نحن المثاني الذي أعطاه الله نبينا محمدا صلى الله عليه وآله ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم ونحن عين الله في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده ، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا وإمامة المتقين. (وفي نسخة: وأمامه اليقين أي الموت ).
4 - الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا .
5 - محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن سعيد ، عن الهيثم بن عبد الله ، عن مروان بن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق  في خلقه ويده المبسوطة على عباده ، بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه وخزانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض وبعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله .
6 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " فلما آسفونا انتقمنا منهم " فقال : إن الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه ، لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى خلقه ، لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها " وقال " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وقال : " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم " فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك ، ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر ، وهو الذي خلقهما وأنشأهما لجاز لقائل هذا أن يقول : إن الخالق يبيد يوما ما ، لأنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة ، ثم لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور عليه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا ، بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة ، فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه ، فافهم إن شاء الله تعالى .
7 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نصر ، عن محمد بن حمران عن أسود بن سعيد قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأنشأ يقول ابتداء منه من غير أن أسأله : نحن حجة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة أمر الله في عباده .
8 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حسان الجمال قال : حدثني هاشم بن أبي عمارة الجنبي قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : أنا عين الله ، وأنا يد الله ، وأنا جنب الله ، وأنا باب الله .
9 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في قول الله عز وجل : " يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " قال : جنب الله : أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الامر إلى آخرهم.
10 - الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن علي بن الصلت ، عن الحكم وإسماعيل ابني حبيب ، عن بريد العجلي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : بنا عبد الله ، وبنا عرف الله ، وبنا وحد الله تبارك وتعالى ، ومحمد حجاب الله تبارك وتعالى.
11 - بعض أصحابنا ، عن محمد بن عبد الله ، عن عبد الوهاب بن بشر ، عن موسى ابن قادم ، عن سليمان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قال : إن الله تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكنه خلطنا بنفسه ، فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، حيث يقول : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " يعني الأئمة منا . ثم قال في موضع آخر : " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ثم ذكر مثله .
 بيان وتعقيب: إذا كان المعصوم عليه السلام عين الله الناظرة ويده الباسطة وجنبه المتين وصراطه المستقيم فلماذا يستكثر عليهم البتري حبيب الكاظمي في أن يكونوا الإسم الأعظم التكويني الذي رغبنا أئمتنا الطاهرون عليهم السلام بأن نقسم بهم على الله تعالى..؟! وأي فائدة في أن يكونوا كذلك ولا يجوز للعبد القسم بهم على الله تعالى والتوسل بذواتهم المطهرة..؟! وإذا لم يكونوا بمستوى التوسل والقسم بهم... فلماذا جعلهم حججه ومن أعظم آياته... ولماذا قال أمير المؤمنين عليه السلام ما لله آية أكبر مني؟ ولماذا أمر الله تعالى العباد ومنهم الأنبياء بالتوسل بهم والاستشفاع بذواتهم..؟!
 وببيان آخر أشرنا إليه في كتابنا "شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة ودحضها" نقول: إنّ الله سبحانه وتعالى بذاته بعيد عن حدّ إدراك الخلايق، فإنّ الأدوات تحدّ أنفسها والآلآت تشير إلى نظائرها،والله سبحانه وتعالى فوقها جميعاً بما لا يتناهى، ولذلك اختار لنفسه مظاهر في الكون والشّريعة،يتمكن الخلق من إدراكهم وأخذ الأوامر الكونيّة والشّرعيّة عنهم، أمّا كونهم مظاهره في الأكوان بحسب شأنها، وفعليّتها محال مشيئته وألسن إرادته، فيؤدّون إلى الخلق أوامره ونواهيه الكونيّة المتعلقة بأكوان الخلق، ولمّا كانوا برمّتهم أيآته ومقاماته وعلاماته صارت طاعتهم طاعته، ولولاهم لما ظهر أمر الله وما سطع نوره وما عرفه أحد من خلقه، فالسّماء مثلاً مظهر أمر الله سبحانه وتعالى بإقبال العقل من البعد الأبعد الذي سار إليه في نزوله إلى القرب الأقرب وهو يؤدّي عن الله سبحانه أمره، فكلّ من أطاعه يُعدّ مطيعاً لله تعالى، وكذلك في الشّرع خلق لنفسه  أولياء جعل طاعتهم طاعته بظهوره لهم فيهم، فكلّ من أطاعهم أطاع الله وهم الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم أجمعين، فهم ألسنة إرادة الله تعالى، بل هم اسماؤه وصفاته التي ظهرت في الأكوان لمّا صاروا بأنفسهم مطيعين لله بحيث صارت أنفسهم فانية في جنب الله وباقية به، أمروا غيرهم أن يدعوه بـهم كما قال :  نحن والله الأسماء الحسنى التي أمر الله أن تدعوه بـها. وفي الزّيارة أيضاً:" السّلام على اسم الله الرّضي ووجهه المضيء". فالحجج صلوات الله عليهم صاروا أسماءَه، وذلك شأن كلّ فانٍ في جنب المفنى فيه، إذ يصير منبّئاً عنه لا عن نفسه، والإسم ما أنبأ عن المسمّى،فإذا أفنى أحد نفسه في جنب الشّيطان يصير اسمه، وإذا صار أحد فانياً في جنب الرّحمان يصير اسمه بل نفسه كما في قوله :  " أنا الذّات، أنا ذات الذّوات للذّات " . 
فإذا صار بهذه المنزلة تصير كلّ معاملة معه معاملة مع الله تعالى، بل يصير الله ناطقاً من لسانه كما قال عزّ وجلّ في الحديث القدسي: "ما يزال يتقرّب إليّ العبد بالنّوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت بصره الّذي يبصر به وسمعه الّذي يسمع به ويده الّّتي يبطش بـها، ورجله الّتي يمشي بـها، إنْ دعاني أجبته وإنْ سكت عنّي ابتدأته". 
  فكلّ من امتثل أوامر المشرّعين المطهّرين ومن روى عنهم وقام في مقامهم يُعدّ عابداً لله سبحانه وتعالى، وكلّ من خالفهم يصير مخالفاً لله تعالى، فمن كفر بـهم فقد كفر بالله،ومن أشرك أحداً معهم فقد اشرك بالله، فالموحّد من أخلص في مودّتهم وطاعتهم، قال تعالى: من يطع الرّسول فقد أطاع الله (النساء/10)، قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله (آل عمران/ 31)، وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (الحشر/7)، وورد عنهم عليهم السّلام قالوا:"بنا عُبد الله، وبنا عُرِفَ الله، وبنا وُحِّدَ الله تبارك وتعالى" .
 وقولهم عليهم السَّلام: "بعبادتنا عُبد الله ولولا نحن ما عُبد الله " و"بعبادتنا عُبـدَ الله عزّ وجلّ، ولولانا ما عُبـدَ الله" . 
  معنى الحديث الشّريف أن العبادة متفرعة على المعرفة، ولولا النّبي وعترته ما عرف أحدٌ اللهَ حقيقةً، فهم السّبيل لعبادته ومعرفته، بل هم الصّفات الدّالة على الذّات، وإليه يشير قول مولانا الإمام الصّادق  : "مَن عبد الله بالتوهّم فقد كفر، ومَن عبد الإسم ولم يعبد المعنى فقد كفر، ومَن عبد الإسم والمعنى فقد أشرك، ومَن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بـها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته فأولئك أصحاب أمير المؤمنين ،وفي حديث آخر:" أولئك هم المفلحون" (17). 
  وسأل هشام مولانا الإمام الصّادق u عن أسماء الله واشتقاقها:"الله " ممّا هو مشتقّ؟ فقال : يا هشام! "الله مشتقّ من "إله" والإله يقتضي مألوهاً، والإسم غير المسمّى، فمن عبد الإسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً، ومن عبد الإسم والمعنى فقد كفر [ن التوحيد: فقد أشرك] وعبد الإثنين، ومن عبد المعنى دون الإسم فذاك التّوحيد، أفهمت يا هشام؟
 قال: قلت : زدني . قال : لله عزّ وجلّ تسعة وتسعون إسماً، فلو كان الإسم هو المسمّى لكان كلّ إسم منها إلهاً، ولكنّ الله معنىً يُدَلُّ عليه بهذه الأسماء، وكلّها   غيره. يا هشام: الخبز اسمٌ للمأكول، والماء اسمٌ للمشروب، والثّوب اسمٌ للملبوس، والنّار اسمٌ للمُحْرِق، أفهمت يا هشام فَهماً تدفع به وتناضل [ن التوحيد: وتنافر] به أعداءنا المتّخذين مع الله عزّ وجلّ غيره؟، قلت: نعم، فقال: نفعك الله به وثبّتك يا هشام. قال: فوالله ما قهرني أحد في التّوحيد حتى قمت مقامي هذا .
  واعلم ـ أخي القارئ ـ أنّ مراده  من العبادة بالوهم أن يكون الله صورة أو جسماً كما عمل عليه عامّة الخلق إذ يزعمون ربّهم شخصاً كمثل خلقه، ويتوهّمون أنّه في مكان في السّماء أو فوقها فيخاطبونه كما لو خاطبوا واحداً منهم من وراء حجاب، فمن اعتقد أنّ ذاته تعالى محدودة فقد كفر لأنّه تعالى أحد لا يحد بالعابد والمعبود بل الكلّ نوره، وأمّا عبادة الإسم دون المعنى به فعبادة غير الله، وهو كفر؛ فإنّ الإسم اسمٌ إذا كان حاكياً عن المسمّى كالشّعلة في حكايتها عن النّار الغيبيّة، ولا يكون ذلك إلاّ بعد الفناء التّام في المسمّى، فإذا صار فانياً هكذا لا يرى بالأسميّة، فما يراه العبد ويعرفه بوصف غير وصف المسمّى لا يكون اسماً وعبادته كفر، ومن هذا القبيل عبادة الصّوفيّة الملاحدة إذ يقولون بتصوّر صور أساتذتهم ومرشديهم في القلب ومخاطبتهم إيّاهم بما يخص الذّات الصّمديّة، فهؤلاء وقعوا في الكفر وذلك لأنّ المرشد لا يكون اسماً إلهيّاً، وعلى فرض كونه من أسماء الله وصفاته كالأنبياء والأولياء، فإذا عرفته بشخصه خرجت عن ملاحظة الإسم إذا لم يرَ ولم يعرف إلاّ بظهور المسمّى، فتكون العبادة له حينئذٍ عبادة لغير الله سبحانه وتعالى . 
  وقوله: " من عبد المعنى فقد دلّ على غايب "  إشارة إلى ظهور المعنى في الإسم، فأمّا في الكون فجميع الملك أسماء وصفات، وأمّا في الشّرع فاختار الله لنفسه أسماء الكمال والجّمال والجّلال ولا يليق به غيرها، فظهوره في المنـزلتين في أسمائه لا غير، وفي غيرها لا ظهور له، كما ترى في نفسك إذ هي آيته، حيث إنّ ظهورها إنّما هو في بدنك لا غيره من الأبدان، فمن دعاك في غير بدنك لم يجدك أبداً إلاّ في الصّلاح والقوّة، ومن دعاك من غير بدن دعا من لم يدركه، وقد أحال على غايب، وعلى فرض كونك مدركاً سامعاً لدعوته لا يكاد يجدك كمن يدعو ميتاً آدميّاً على قبره؛ فإنه وإن كان يسمع دعاءه إلاّ أنّه ـ أي الدّاعي ـ لا يدركه، والآثار مترتّبة على الإدراك لا على الألفاظ، فمن دعاه من غير سبيل أسمائه فكأنّه لم يعبد شيئاً ولا ينتفع به في آخرته وإن أجزأه في ظاهر الشرع، وهذه عبادة أكثر الفقهاء القشريّين الّذين لم يعرفوا ربّهم حقيقة المعرفة ولكنّهم أصلحوا ظاهر أعمالهم، ومن هذا القبيل الّذين لم يعرفوا الأئمّة عليهم السّلام تكون أعمالهم وعباداتهم ظاهريّة، ولا تفيدهم بشيء لأنّهم لم يعرفوا إمامهم إلاّ بما توهّموه، فلم يعبدوا الله بما أراد، بل عبدوه بما أرادوا، والله تعالى يقول:ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتّقى  وأْتوا البيوت من أبوابها (البقرة/189). 
  وقوله: "من عبد الإسم والمعنى فقد أشرك "فواضح إذ إنّ مَنْ فرّق بين الإسم والمعنى وعبدهما معاً فقد أخطأ ودعا مع الله إلهاً آخر وذلك في الظّاهر، وأمّا في الحقيقة، فالإسم إذا عُدّ مع المسمّى لا يكون اسماً، والمعنى لا يظهر إلاّ من الإسم، فهو إذا وجد الإسم والمعنى اثنين فقد عبد اثنين لقد كفر الّذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة (المائدة/73). 
  وقوله: " من عبد المعنى بوقوع الإسم عليه . . ."، فذلك أن تنظر إلى الإسم كونه كاشفاً سبحة الأحديّة بأن تشاهد منه المسمّى لا غير، لأنّه لا ينبّئ إلاّ عن مسمّاه، ففعلك يصير حقّاً لمطابقته لجعل الله كما أنّك تنظر إلى الشّعلة وترى النّار فذلك إيقاع الإسم على المعنى فتقول بلسانك: يا الله، وتعتقد في ضميرك المعنى به وهو الّذي تحيَّر فيه الخلائق كما تقول بلسانك:  "زيد" وتعتقد في ضميرك شخصه ".
  وأشرنا أيضاً في كتابنا" شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة تحت عنوان :" أن الإمام عليه السلام  هو قطب جميع الكائنات وقلبهم " ينبغي ذكره ههنا لفائدته على الصعيد العقائدي في الثالوث الولايتي المقدس:المحمدي العلوي الفاطمي، وهو التالي:" إنّ الولاية المحمّديّة والعلويّة الخاصّة والمطلقة هي التي ظهرت بأوصاف كمال الله تعالى ونعوت جماله، وهي الجّامعة للأسماء الإلهيّة، بل هي باطن الأُلوهيّة، وهي في رسول الله مع الرّسالة، وفي الوصيّ مع الإمامة وحيث إنّ صاحبها فانٍ عن نفسه وباقٍ بربّه، فلا محالة تكون الولاية الكائنة فيه بأوصافها ولاية الله تعالى.
  ولا ريب في أنّ حقيقة هذه الولاية لا يمكن الإطاعة بـها ذاتاً، بل هي مختصّة بـهم عليهم السّلام، وحيث إنـها حقيقتهم يعلمونها بالعلم الحضوري، ومن الممكن بيان آثارها لا بحقيقتها بل بمقدار ما يمكن تفهيمها لغيرهم، وكيف يمكن معرفة كنه الولاية الإلهيّة من حيث هي صفة إلهيّة مطلقة ثابته للذّات الرّبوبيّة المقدسة ولهم عليهم السّلام بالقياس إلى غيرهم من الأنبياء والمرسلين، ومقيّدة بالقياس إلى الله عزّ وجلّ، ومعلوم أنّ المقيّد متقوّم بالمطلق، والمطلق ظاهر في المقيّد، فالولاية الثّابتة للأنبياء والأولياء جزئيّات الولاية المطلقة الإلهيّة، فالأنبياء والأولياء عترة رسول الله عليهم السّلام لهم القرب إلى الأشياء بالولاية الإلهيّة، حيث إنّ ولايتهم مظاهر الولاية الإلهيّة، وجزئيّات للولاية الإلهيّة، فلها من آثار السلطة والتولية ما للولاية الإلهيّة منها كما لا يخفى، وإليه يشير ما في بصائر الدّرجات من قوله : " ولايتنا ولاية الله تعالى "، وهذا نظير ما قيل من أنّ نبوّة الأنبياء جزئيّات النّبوة المطلقة المحمّدية، من هنا ورد عن مولانا الإمام أبي جعفر  أنّه قال: يا جابر عليك بالبيان والمعاني، فقلت: وما البيان والمعاني؟، فقال : أمّا البيان فهو أن تعرف أنّ الله سبحانه ليس كمثله شيء فتعبده ولا تشرك به شيئاً، وأمّا المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحكمه وكلمته وعلمه وحقه وإذا شئنا شاء اللّه، ويريد اللّه ما نريده، ونحن المثاني التي أعطانا اللّه نبينا، [ن: نحن المثاني الّذي أعطاه الله نبينا محمّداً ]، ونحن وجه اللّه الذي يتقلّب في الأرض بين أظهركم، فمَن عرفنا فأمامه اليقين ومن جهلنا فأمامه سجّين، ولو شئنا خرقنا الأرض وصعدنا السماء، وان الينا إياب هذا الخلق ثم إنّ علينا حسابهم.
  وفي حديث آخر عبّر مولانا الإمام الصادق  عن هذه المقامات بأسماء أُخر حيث قال : ان أمرنا هو الحق وحق الحق ،وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن، وهو السر وسرّ السر وسر مستسر وسرٌّ مقنّع   بالسر . 
  وآل محمّدٍ عليهم السلام في حقائقهم علّة جميع الكائنات، ومقام أشخاصهم وذواتهم المباركة أصفى وأعدل من جميع المقامات والقوابل، فنور البيان فيهم أظهر وأسبق وأولى وأعلى من جميع الخلق، فكل بيان في الخلق من فرع بيانهم، وذلك قوله  : نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر، ومن البر التوحيد. وفي الزيارة الجامعة: "من أراد اللّه بدأ بكم ومن وحدّه قبل عنكم ومن قصده توجه بكم".
  من خلال ما ذكر يتضح لدينا بأنّ الإمام  هو قطب جميع الكائنات وقلبهم، وكل فيض يصل الى الخلق يصل الى القلب أولاً ومنه ينتشر في ساير الخلق، والقلب في الإنسان أوّل ما يحيى وآخر من يموت، فإنّ النطفة بعدما وقعت في الرحم يتولّد منها أولاً قلب المولود ثمّ يتشعّب منه العروق والشرايين الى الأطراف وتنعقد حولها الأعضاء، وبعد تولّد المولود كامل الأعضاء يتولّد الروح أولاً في قلبه ويحيى بأمر اللّه ومنه يجري دم الحياة في كل البدن، بل المشرّحون من الأطباء يقولون أنّ الأوردة والشرايين كلّها ناشئة من القلب، والدم الوريدي والشرياني يقسم منه إلى البدن.
  وبالجملة فأوّل مخلوق من البدن القلب، وأوّل حي هو القلب، وكذلك آخر ميّت من البدن هو القلب، وجميع البدن يدور على القلب ويستفيض منه دائماً وهو يفيض دائماً، وكذلك الأمر في الملك ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت (المُلك/3)، وذلك لأنّ الشيء كائناً ما كان مركّب من وجود وماهية أو مادة وصورة، والصورة والماهيّة حدود الوجود والمادة ونهايتهما، والشيء هو شيء بهذه المادة والصورة، وجميع ما يترتب عليه من الصفات كلها أمثلة هذه النهاية والحدود التي هي المثال والشبح المتصل كما ترى أنّ لوجهَك مثلاً مادة وصورة هي مثاله المتصل، وجميع الصفات المترتبة على مثال وجهك كلها راجع إليه وعلى هيئته، ومنها الأمثلة الملقاة في الأجسام من وجهك، وترى عياناً مثال وجهك في الأجسام الصقيلة أنّه على شكلك، وكذلك ساير الصفات كلها راجعة إليه، فصفة كلّ شيء تابعة لصورته، وآثاره مترتبة عليها، ومحال في الحكمة أن تتخلّف صفة عن موصوفها من حيث الصدور إلاّ ما اختلف في القوابل، كما أنّه من المحال أن يقتضي أحد شيئاً الاّ ما على صفته وهيئته قل كلٌّ يعمل على شاكلته، وما نراه من اختلاف القوى في الأشياء فذلك بحسب الفعليات التي عليها لا بحسب نفس المادة من حيث هي بالذات، والوجود الجايز (أي الإمكان الراجح) لا فعليّة له سوى صلوح الانفعال، فإقتضاء الإمكان هو صلوحيٌّ من باب كونه صفةً، والصفة على طبق الموصوف، فبنفسه لا يقتضي سواه، ولا يكاد يخرج من قوته شيء إلا بمرجح خارجي يقتضي أمراً خاصاً ألا ترى أن المداد من حيث نفسه لا يقتضي التصوّر بصورة كلمة دون كلمة إلا بالكاتب أن يأخذ شيئاً منه بالقلم وينقشه بصورة الحروف على حسب ميله الذي هو المرجّح، فافهم.
  وهنا نسأل : ما المرجّح للصور الخاصة هل هو الله وهو الغني المطلق ولا يحتاج الى شيء ولا يميل الى شيء؟ أو هو فعله ولا كيف له كما لا كيف للّه تعالى؟ فما السبب ـ إذن ـ في خلق الخلق، وسَوْق الوجود إلى كلِّ قابل؟ فإن كنت مؤمناً بالله ورسوله تعرف أنّ المخصص والمرجّح هو القلب وهو  آدم الأوّل كان في جنان الكينونة فأنزله الله في أرض الجرز وخلقه منها بيده  ـ بإرادته ـ على حسبها، وأحدثه على طبق مشيئته، ثمّ خلق ساير الخلق به، وأمّا خلقه فبلا كيف كما أن مشيئته بلا كيف، وعليه فإنّه  بعدما خلق العقل وهو القلب والقطب لجميع المُلْك صار مرجحاً لخلق ساير الأشياء بالإرادات الخاصّة وهي لا تضرّ بالقلب، والخلق في كلّ مقام يحتاجون إلى لسان مترجم من الله تعالى يبيّن لهم الأمر الكوني والشّرعي، ففي عالم الذّوات، خلق الله أوّلاً قلبها وقطبها، وخلق به غيره، وفي عالم الأرواح والنّفوس والطّبايع والأمثلة والأجسام هكذا، وكلّما تراه من بسايط العوالم كلّها مخلوقة بسبب قلبها، وأمير المؤمنين عليّ الإمام ذلك القلب في كلّ عالم غير مخلوق من عناصر هذا الملك وبسائطه ولو كان مخلوقاً منها للزم محذور الدور، بل هو مخلوق من عالم الملكوت الأعلى؛ فإنّ كلّ شيء قبل خلقه في الإمكان، ولا يخرج منه إلا بمرجّح والمرجّح هو القلب، فكيف يمكن ـ حينئذٍ ـ أن يكون القلب مخلوقاً من العناصر والبسايط التي لا بدّ من خروجها من القوّة بواسطته، فتدبّر . 
  فالقلب في كلّ مكان مخلوق بنفسه ـ خلقه الله متعالياً عن البسايط والعناصر ـ قبل أجزاء ملكه، وكلّ شيء من أعراض المَلِك له قلب هو الحاكي للقلب الرّوحي الأعلى منه لا أنّه حقيقته، من هنا قيل: إنّ نسبة النّفس الكلّية الدّهريّة إلى النّفوس الجزئيّة كنسبة الجسم المطلق إلى الأجسام وما كان من النّفوس كالكرسي الجّامع للكلّ يحكي النّفس الكلّية ويصدق عليه اسمها مع أنّ النّفس الغيبيّة غيرها، ونفوس الأشياء هي صور النّفس الكلّية، فصورة الجماد مثلاً نفسه، وصورة النّبات نفسه، وهكذا صورة الإنسان والحيوان وغيرها من البسايط والمواليد، وكلّها أفراد المطلق الأعلى وهو النّفس الكلّية المحيطة بـها وهي مبدأ الكلّ ومنشأ الجّميع، فإنّ جميع  أفراد المطلق ظهوراته وتجلّياته، فإنّ أفراد الحديد هي ما ظهر من أشعّته فيما صيْغ من العناصر بصورة قابلة لحكايتها والأشعّة تصدر من الحديد بصورة واحدة إطلاقيّة إذ هي كماله وعلى حسبه، وتظهر في السّيف والوتد كلّ بحسبه، والحديديّة هي الحديديّة، والأشعّة الظّاهرة في أفراده جميعها بدؤها من الحديد وعودها إليه، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى النّفس الكليّة، فجميع ما يظهر من الأفراد يرجع وينسب إليها، وقد يستشكل بجواز نسبة صفة النّفس المطلقة إلى شخص يحكيها أم لا؟ ولكنّه مردود من حيث إنّ الفرد يحكي المطلق بحسب شأنه لا بحسب شأن المطلق، وذلك أيضاً ليس من حيث فرديّة الفرد بل من حيث حكاية البدن العنصري؛ فإنّ الفرد بنفسه شعاع المطلق وأثره ولا يخالفه ولكنّه يظهر في المرآة بحسبها، فإنْ كانت المرآة صالحة لحكاية الشّعاع على ما هو عليه فلا تخالفه، مثاله: الحافظة عند الإنسان فإنّ الحفظ من لوازم الحافظة لا يفارقها، ولكنّ البدن ربّما يحكي الحفظ وربّما لا يحكي، وذلك بحسب غلبة الرّطوبة على دماغ الإنسان وعدمها كما هو ظاهرٌ، فإنْ كان البدن صالحاً لحكاية الحفظ يحكيه وإلا فلا، وكذلك الكلام في ساير قوى الإنسان، ومن لا يحكي جميع قوى الإنسان لا يسمّى إنساناً على الحقيقة نعم يكون إنساناً ظلّيّاً، وهكذا السّماء تحكي سماويّتها دون أرضها، والأرض تحكي أرضيّتها دون غيرها، لذا لا يصدق على واحدة منهما اسم حقيقة النّفس بالكلّية، وكذلك الأمر في الأبدان الشّخصيّة، فالنّجيب الجزئي مثلاً وإنْ ظهر فيه شعاع النّفس ولكنّه لم يجمع جميع ما يشترط في حكاية النّفس، ولذا لايصدق عليه اسمها على الحقيقة، من هنا أيضاً لا يسوغ أن يقال لمرآة لا تحكي جميع النّفس بكمالاتها أنـها نفس بل هي عضو لها، ففلك القمر لا يكون نفساً ـ لأنّه لا يحكي كلّ ما في القمر ـ ولكنّه قمر النّفس الكلّية، والزّهرة لا تكون نفساً ولكنّها زهرة النّفس يعني النّفس الظّاهرة فيهما زهرةً وقمراً، ولكنّ الكرسيّ الجامع للكلّ وسع كرسيّه السّماوات والأرض الّذي وسع الأفلاك كلّها يحكي النّفس فيصدق عليه اسمها ويظهر منه أثرها، وهو بمنزلة البدن الكامل لزيد والشّعلة للنّار، وهو إمام السّماوات والأرض، والكلّي الحاكي عن الغيب وباب الإشارة ومحلّ العبارة والدّليل والأمارة وصاحب الوساطة والسّفارة وهو النّفس الكلّية فيصدق على هذا البدن اسم الكلّي مع أنّ النّفس الغيبيّة غيره ونسبتها إليه وإلى ساير السّماوات والأرض بالسواء . 
  وبالجملة: فإنّ الشّيعة المخلصين فروع آل محمّد عليهم السّلام إذ هم أنوارهم وأشعّتهم، والنّور لا يملك لنفسه شيئاً لا يكون من مولاه ومؤثره، فإنّ جميع ما منه يرجع إليه، ألا ترى إلى نور السّراج فإنّه لا يثبت للنّور شيء إلاّ وهو راجع إلى السّراج وينسب إليه، وكيف لا يكون هكذا ؟ وحقيقة النّور من المنير، وأصل وجوده يرجع إليه وفي نفسه فقير محتاج إليه، ولذلك جميع ما يثبت للشيعة من الفضايل يثبت لهم أصالة ً ولشيعتهم بالتبع، وذلك قوله عليه  السّلام: " نحن أصل كلّ خير ومن فروعنا كلّ برّ  " . ونفى  المعجزات من الشّيعة وقال أنـها للإمام يجريها على أيديهم، وبهذا المعنى إذا قلت إنه  لا علم للشّيعة ولا حلم ولا كمال أبداً إلاّ مما أظهره آل محمّد منهم لكنتَ صادقاً في قولك، فإنّ الشّ‍بح في المرآة حسنه للشّاخص ومنه لا له ولا للمرآة، ففضايل الشّيعة أظهرها الإمام وأجراها من قوابلهم الّتي تعكس عن ذواتهم المقدّسة ولو إنعكاساً جزئيّاً لأنّ الإنعكاس الكلّي لا يمكن صدوره من النّفوس الجزئيّة حتى ولو اجتمعت متكاملة قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً (الكهف/109)، وقال : "إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله  ملك مقرّب ولا نبيّ مرسَل ولا مؤمن ممتحن "‍، قيل: فمَن يحتمله؟ قال: نحن . 
  بعد هذا العرض المسهَب والّذي أثبتنا خلاله تكامل القوّتين عند أهل البيت عليهم السّلام وكونهم قطب جميع الكائنات، هل يمكن الرّكون  إلى ما ظنّه بعض الممسوحين بلمسات إبليس الّلعين من أنّ النّبي والأئمّ‍ة عليهم السّلام لم يكونوا مطّلعين على مجريات الأمور ولا يعلمون شيئاً عن عوالم الغيوب؟‍! وقد ورد في الأخبار المتواترة أنـهم أوّل الخلق ومبدؤه ومنتهاه، ومن حاله هكذا كيف يصيبه الخطل في الرّأي أو الإشتباه والنّسيان في غير التبليغ؟ . 
  ويشهد لما قلنا ما ورد في موثّقة محمّد بن مسلم عن مولانا أبي جعفر  قال: لمّا خلق الله العقل استنطقه ثمّ قال له: أقبِل فأقبَل ثمّ قال له: أدبِر فأدبَر ثمّ قال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليَّ منك ولا أكملتك إلاّ فيمن أحبّ، أما إنّي إيّاك آمر، وإيّاك أنهى، وإيّاك أعاقب وإيّاك أثيب(21).
  والمراد بالعقل هنا نور رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وانشعبت منه أنوار الأئمّة عليهم السّلام، واستنطاقه على الحقيقة بجعله محلاًّ للمعارف اللامتناهية، والمراد بالأمر بالإقبال ترقّيه على مراتب الكمال، وجذبه إلى أعلى مقام القرب والوصال، وبإدباره إمّا إنزاله إلى البدن، أو الأمر بتكميل الخلق بعد غاية الكمال، فإنّه يلزمه التنزُّل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق، ويومئ إليه قوله تعالى: قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبيّنات ليخرج الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من الظّلمات إلى النّور (الطلاق/10ـ11)، أو أن يكون المراد بالإقبال، الإقبال إلى الخلق، وبالإدبار الرّجوع إلى عالم القدس بعد  إتمام التّبليغ . 
  والمراد بقوله تعالى في الحديث القدسي المتقدِّم [ولا أكملتك] هو أني لا أكمل محبّتك والإرتباط بك وكونك واسطة بينه وبيني إلاّ فيمن أُحبّه، أو أن يكون الخطاب مع روح الأئمّة ونورهم عليهم السّلام، والمراد بالإكمال إكماله في أبدانهم الشّريفة أي هذا النّور بعد تشعّبه بأيّ بدن تعلّق وكمل فيه يكون ذلك الشّخص أحبّ الخلق إلى الله تعالى .
  وقوله: "إيّاك آمر" التخصيص إمّا لكونهم صلوات الله عليهم  مُكلّفين بما لم يُكلّف به غيرهم، ويتأتّى منهم من حقّ عبادته تعالى ما لا يتأتّى من غيرهم، أو لاشتراط صحّة أعمال العباد بولايتهم والإقرار بفضلهم، وبهذا يجمع بين ما رُوي عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أوّل ما خلق الله نوري، وبين ما رُوي: أوّل ما خلق الله العقل . 
  ويؤيّده ما رُوي  عن سلمان الفارسي قال: سمعت حبيبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ يسبّح اللهَ ذلك النّور ويقدّسُهُ قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق آدم أودع ذلك النّور في صلبه، فلم يزل أنا وعليّ شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب، ففيّ النبوّة وفي عليّ الإمامة . 
  وفي أخبار أُخَر:"افترقنا في صلب عبد المطّلب فجزء أنا وجزء عليّ" . 
  وكون النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أوّل ما خلق الله، وقد أصبح هذا الإعتقاد من الضّروريّات في حوزة الإسلام، بل إنّ جميع الملّيّين متفقون على ذلك، وإنْ لم يعرفوا شخصه المبارك، ألا ترى أنـهم كلّهم يقرّون ويعترفون بأنّ رسول الله محمّداً خاتم النّبيين، وقد أخذ على الأنبياء سلام الله عليهم ميثاق ولايته والإقرار بنبوّته، غاية الأمر أنّ بعضهم أقرّ بشخصه، وبعضهم انتظر أمر ظهوره ولكنّهم ـ أي أتباع الأديان السماوية ـ لا ينكرون فضله على جميع الأنبياء، ولا شكّ أنـهم السّابقون فهو أسبق السّابقين . 
  وبالجّملة لا شكّ في أنّه أوّل ما خلق الله، وقد نطق بذلك كتاب الله جلّ جلاله حيث قال تعالى: قل إن كان للرّحمان ولد فأنا أوّل العابدين (الزخرف/81) . 
  فقوله: أنا أوّل العابدين أي أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أوّل خلق الله عَبَدَ الله تعالى .
  وبتعبير آخر: إنْ كان للرحمان ولد حسب زعمكم ـ أيها المشركون ـ فأنا أوّل العابدين لهكذا إله [على فرض وجوده] لأنني أوّل من عبد الله وحده، فقد دفع أنْ يكون له ولد، والمعنى: أنا أوّل الموحّدين لله، المنكرين لقولكم(22) . 
  تقرير ذلك: 
  لا شكّ أنّ جميع الخلق عبيد الله عزّ وجلّ وإنْ من شيء إلاّ يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم (الإسراء/44) بل له ما في السّماوات والأرض كلّ له قانتون (البقرة/116) إنّ كلّ من في السّماوات والأرض إلاّ آتي الرّحمان عبداً (مريم/93). 
  وفي الدّعاء: أنت إله كلّ شيء، وكلّ شيء يعبدك ويسبّح بحمدك ويسجد لك . ومن الدّعاء أيضاً: انتهى كلّ شيء إلى أمرك . 
  فلمّا كان رسول الله أوّل العابدين دلّ على أنّه أوّل خلق الله تعالى، وإذا دلّ صريح الكتاب على شيء ووافقه الخبر الصّحيح مع الإجماع الضّروري، فالإقرار به حينئذٍ إيمان وإنكاره كفر قال تعالى: قل إنّني هداني ربّي إلى صراط مستقيم ديناً قِيَماً ملّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين، قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أوّل المسلمين (الأنعام/161ـ162) ولا ريب أنّ جميع الخلق أسلموا لله كوناً وقهراً كما قال تعالى: وله أسلم من في السّماوات والأرض (آل عمران/ 83) قل إنّي أُمِرت أن أكون أوّل من أسلم (الأنعام/14) هذا وإنّ الدّين عند الله الإسلام (آل عمران/19) ولا دين سواه، وجميع خلقه دان له بالعبوديّة، فكلّهم مسلمون تكويناً وبالفطرة وهو صلّى الله عليه وآله وسلّم أوّل المسلمين وكذلك قال تعالى: قل إنّي أُمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدّين وأُمرت لأن أكون أوّل المسلمين (الزمر/12).
  ولا يعارض هذه الآية قول موسى: سبحانك تبت إليك وأنا أوّل  المؤمنين (الأعراف/143) فإنّ مرده أوّل من آمن من بني إسرائيل بأنّك لا تُرى، وهذا نظير قول السّحرة إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا أوّل المؤمنين (الشعراء/51)، يعنون أوّل من آمن في ذلك المشهد، لا أوّل من آمن من الموجودات، وكما يُقال بأنّ حمزة سيّد الشّهداء مع أنّ مولانا الإمام الحسيين  سيّد شهداء العالم، فبينهما فرق كبير، كما لا شكّ أنّ إبراهيم الخليل خير من النّبي موسى، فقوله أوّل المؤمنين ليس على عمومه، وكذلك نوح خير منه وكذلك نبيّنا خير منه بالإجماع، هذا وقد قال الله تعالى:النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم (الأحزاب/6) فإذا كان موسى أوّل المؤمنين فالن‍بيُّ محمّد أولى به منه، فهو الأوّل لا موسى لكون الثّاني من المؤمنين، والنّبي له ولاية عليه، فتدبّر . 
  وهذه الآية المباركة النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أيضاً أحد الشّواهد من كتاب الله تعالى على ولايته المطلقة على عامّة المؤمنين الأوّلين والآخرين إلى قيام يوم الدّين، فكلّ ما دون الله تعالى من الحجر والمدر والنّبات والحيوان والجنّ والإنس والملائكة، مؤمن به وبمشيئته سبحانه تكويناً، والجّمع المحلّى في قوله: بالمؤمنين من أنفسهم يفيد العموم ولا مخصّص في المقام، حتى يقال بأنّ المراد هم المؤمنون الشّرعيّون، فالمراد جميعهم والنّبي أولى بـهم جميعاً، وإذا كان المراد من [المؤمنين] الكونيّين والشّرعيّين، فالأولويّة أيضاً كونيّة وشرعيّة، لا محض الحكم الظّاهري كأولويّة الأب والسّابق إلى مكان في المسجد وأمثالهما، بل الأولويّة الّتي لا تثبت إلاّ للمحيط بما دونه، يعني أنه أوجد في مكانه منه، وأظهر من وجهه منه وأقدر منه عليه، فصدر الآية المباركة دلالة قاطعة على ولاية النّبيّ التامّة على المؤمنين، وذيلها هو قوله:وأزواجه أمّهاتهم دلالة على آل بيته بحسب التأويل والوجوه الباطنيّة للقرآن الكريم من حيث إنّ المراد من الأزواج أولياؤه، فإنه لا قرين له غيرهم فإنّ الزّوجة مخلوقة من نفس الزّوج كما قال تعالى:خلق لكم من أنفسكم أزواجاً (الروم/21) وأُمنا حوّاء عليها السّلام  خُلقت من طينة أبينا آدم ـ وكما جاء في الرّواية من ضلعه الأيسر أي نفسه أو طينته ـ ولم يُخلق من نفس رسول الله إلاّ الأئمّة عليهم السّلام والصّدّيقة فاطمة الزّهراء عليها السّلام وذلك لقوله تعالى: قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف  رحيم(التوبة/128) والمراد من قوله:أنفسكم هم أهل البيت عليهم السّلام بقرينة قوله تعالى: بالمؤمنين فإنّه لو كان المراد من الأنفس المؤمنين، لما كان حاجة إلى تكراره، وكان يكفي قوله: بكم رؤوف رحيم . 
  وإن كان المراد من أنفسكم جميع الخلق ورأفته مخصوصة بالمؤمنين، لزم كونه من أنفس الكفّار والمنافقين وهو باطل عقلاً ونقلاً، وقد قال تعالى: ما كان محمّد أبا أحدٍ من رجالكم ولكنْ رسول الله وخاتم النّبيّين(الأحزاب/40) ولو كان من أنفسهم لكان أباهم بالبداهة، إذ ليس المراد نفي الأبوّة الظّاهرية؛ فإنّ ذلك أمر ظاهر مع أنّ نفي الأبوّة الظّاهرية ليس مقدّمة لإثبات الرّسالة، فسياق الكلام يشهد بأنّ المراد نفي الأبوّة الباطنيّة وهي مرتفعة لعدم كونهم من نفسه، ولو كانوا من نفسه لكانوا ولده؛ فإنّ الولد جزء من الوالد، فالمراد من أنفسكم آل محمّد سلام الله عليهم . فأزواج النّ‍بي في عالم الحقيقة من كُنَّ من طينته ونفسه ولا يشاركه فيها سوى الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين (نحن لا ننفي المعنى الظاهري لمفهوم الأمومة لأكثر نساء النبيّ باعتبار حرمة التزويج، فهم بعد موت النبيّ بمثابة الأمهات من حيث حرمة التزويج بهنّ)، فأزواجه ـ أي نظائره ـ الأئمّة، هم أمّهاتهم أي مبادئ الأمّة وأصولها، فلهم الولاية عليهم، فإنّ الأمّ وإنْ لم تكن لها الولاية في الأمر بحسب ظاهر الشّرع، لكن لها الولاية في عالم الحقيقة، وقد سلب الله عزّ وجلّ الولاية عن الأمّهات الظّاهريّات لنقصان عقولهنّ، فإنّهنّ نواقص العقول ونواقص الحظوظ، نواقص الإيمان، ولو ثَبُتـتْ لهنّ ولاية الأولاد لربّما أوقعنهم في المهالك، كيف وقد سلب الله عنهنّ الإختيار في أنفسهنّ وأموالهنّ، فكيف يثبت لهنّ الولاية على غيرهنّ، فبحكم العرض الظّاهري، سلب الإختيار عنهنّ مع أنّ الولد جزؤهنّ ومن فاضل طينتهنّ، وأمّا الأمّهات الواقعيّات فلا يجري عليهنّ هذا الحكم، فهنّ أولى بالمؤمنين وذلك قوله تعالى: إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا (المائدة/55) وهم الأئمّة الأطهار عليهم السّلام وكذا قوله تعالى: وأنفسنا وأنفسكم (آل عمران/61) وكذا قوله: يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله واتّقوا الله إنّ الله سميع عليم (الحجرات/1)، فقوله في الآية:يا أيّها الّذين آمنوا مطلق يشمل جميع المؤمنين من الأوّلين والآخرين وقد نهاهم الله عن التّقدّم بين يدي الله رسوله، وذلك لسيادته صلّى الله عليه وآله وسل‍م على عامّة الخلق قال تعالى: تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً (الفرقان/1) والعالمون جمع محلّى يفيد العموم فهو نذير الله في جميعها، والنّذير أشرف من المنذرين (على صيغة إسم المفعول ) لأنّه حجّة الله عليهم فهو أشرف منهم لا محالة .
  وكذا قوله تعالى: هذا نذير من النذر الأولى (النجم/56)، يدلّ على أنّ الرّسول الأعظم كان في عالم الذرّ نذيراً من النذر الأولى، والنذر هم آل محمّد عليهم السَّلام، روى المجلسي عن بصائر الدّرجات :
  بإسناده إلى عليّ بن معمّر، عن أبيه، قال: سألتُ الإمام أبا عبد الله  عن قول الله تبارك وتعالى: هذا نذير من النذر الأولى .
قال : يعني به محمّداً حيث دعاهم إلى الإقرار بالله في الذرّ الأوّل .   
  هذه نبذة من الآيات ـ كافية بحمد الله ـ في إثبات كونه صلّى الله عليه وآله أوّل ما خلق الله، وأمّا الأخبار فكثيرة نكتفي بذكر حديثين: 
  الأوّل: عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قلت لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم‌ أوّل شيء خلق الله تعالى ما هو؟، فقال: نور نبيّك يا جابر، خلقه الله ثمّ خلق منه كلّ خير ثمّ أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثمّ جعله أقساماً، فخلق العرش من قسم، والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرّابع في مقام الحبّ ما شاء الله، ثمّ جعله أقساماً، فخلق القلم من قسم واللوح من قسم، والجنة من قسم، وأقام القسم الرّابع في مقام الخوف ما شاء الله، ثمّ جعله أجزاءاً، فخلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء، والقمر من جزء، وأقام القسم الرّابع في مقام الرّجاء ما شاء الله، ثمّ جعله أجزاءاً، فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتّوفيق من جزء، وأقام القسم الرّابع في مقام الحياء ما شاء الله ثمّ نظر بعين الهيبة فرشح ذلك النّور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة، فخلق من كلّ قطرة روح نبيّ ورسول، ثمّ نفست أرواح الأنبياء، فخلق الله من أنفاسها أرواح الأولياء والشّهداء والصّالحين . 
  يظهر من الحديث المبارك أنّ محمّداً  صلّى الله عليه وآله وسل‍م قبل جميع الكائنات . 
  الثّاني: ما عن العوالم للبحراني في تفسير قوله تعالى: كنتم خير أم‍ّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف قال: قال رسول الله  صلّى الله عليه وآله وسل‍م أوّل ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، وأشعّة من جلال عظمته فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظَمَة في ثمانين ألف سنة ثمّ سجد لله تعظيماً ففتق منه نور عليّ  فكان نوري محيطاً ونور علي محيطاً بالقدرة . 
  وما ثَبُتَ لرسول الله فهو ثابت لعترته الطّاهرة عليهم السّلام لأنهم منه بلا ريب وذلك أمر واضح نطق به الكتاب والسّنّة وتؤيدهما الأدلّة العقليّة الكثيرة، أمّا من الكتاب فقوله تعالى حكاية عن إبراهيم: فمن تبعني فإنه منّي (إبراهيم/36). 
  ولا شكّ أنـهم صلوات الله عليهم اتّبعوه بحقيقة المتابعة حيث لم يخالفوه في صغير الأمور وكبيرها، إذ كانوا معصومين بنصّ آية التّطهير، وإذا كانوا متابعين له على الحقيقة فهم منه، وكذلك قوله تعالى:الّذين آمنوا واتبعتهم ذرّيتهم بإيمان ألحقنا بـهم ذرّيتهم (الطور/21) ولا يلحق به إلاّ‍ من كان من جنسه، فآله الميامين من جنسه لا محالة وإلاّ لم يلحقوا به صلّى الله عليه وآله، هذا مضافاً إلى أنّ الولد جزء الوالد، ولا ريب أنّ الأئمّة أولاد النّبي حقيقةً، فهم جزؤه، والجّزء حكمه حكم الكلّ لا محالة، وكذلك قال تعالى في صفة الذّريّة وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم (الأعراف/172) ولا يمكن ذلك إلاّ بأن يكونوا من طينة الآباء، والأئمّة لكونهم ذريّة النّبي يلحقون به ويكونون من جنسه، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وهكذا هم أيضاً أولى بـهم، وأولوا الأرحام بعضهم أَوْلى ببعض، كما أنّ قوله تعالى:
  فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (آل عمران/61) ولا شكّ أنـهم نفسه للأحاديث المتواترة الدّالة على ذلك . ففي الخبر حسبماجاء في البخاري وغيره قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسل‍ّم للإمام علي : أنت منّي وأنا منك . وقال عن سيّدة النّساء مولاتنا فاطمة لعن الله من ظلمها: ((فاطمة سيّدة نساء أهل الجن‍ة، وفاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني )). وقال صلّى الله عليه وآله: ((حسنٌ منّي وأنا منه )). 
  وروى أنس بن مالك عن النّبي قال له لمّا أراد أن يميط عنه الإمام الحسن: (( ويحك يا أنس دع ابني وثمرة فؤادي فإنّ من آذى هذا فقد آذاني )) . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّ‍م: (( أنا من الحسين والحسين مني )) . 
  وقال عنهم جميعاً: إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
  وقال  صلّى الله عليه وآله وسلّ‍م: (( مَن سرَّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً من بعدي، وليوال وليّه وليقتدِ بأهل بيتي من بعدي فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي))   .  
  وفي الخبر أيضاً: "أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد" . 
  وفي الزّيارة الجامعة:" أشهد أنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض ". 
  وعن مولانا الإمام علي بن الحسين عليهما السّلام: إنّ الله عزّ وجلّ خلق محمّداً وعليّاً والأئمّة الأحد عشر من نور عظمته أرواحاً في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبّحون الله عزّ وجلّ ويقدّسونه وهم الأئمّة الهادية من آل محمّد صلوات الله عليهم . 
  وكونهم عليهم السّلام من نور واحد وطينةٍ واحدة وأوّل ما خلق الله من ضروريّات الشّيعة، ولا يشكّ أحد في هذه المسألة إجمالاً وإن كانوا جاهلين بتفاصيلها ونتايجها . 
  والأسبقيّة في الخلق تستلزم القول بأفضليّتهم على سائر الخلق، وللقرائن الأخرى الّتي دلّت على ذلك، منها: كونهم أولياءه، والولاية صفة إلهيّة، وشأن من الشّؤون الذّاتيّة التي تقتضي الظّهور المستمدّ من ولايته عزّ وجلّ ( وهو الوليّ الحميد ) وهذه الولاية التي مرجعها إلى القرب، إمّا بلحاظ قربه تعالى إلى الأشياء، وإمّا بلحاظ قرب العبد إليه تعالى الموجب لكونه ـ أي العبد ـ وليّاً لله تعالى على حسب درجته واتّصافه بالأسماء، فأيّما عبد إتّصف بالمظاهر الإلهيّة تجلّى باسمه في حقيقته وقلبه، فصار قريباً منه تعالى، فإذا كان التّجلي بجميع الأسماء، فلا محالة يكون العبد أقرب، وإذا كان ببعض الأسماء، فالقرب على حسبه حسبما قلنا، فالفناء الحاصل للعبد إنّما هو بتجلّي الأسماء فيه كمّاً وكيفاً بحسب ما يملك من القابليّات، فكلّما اتّسعت القابليّة كلّما تجلّى على ذاته من مظاهر الذّات المقدّسة، وذلك لأنّ جميع الآثار والصفات تحكي عن المؤثر، فإنه حقيقتها، ولكنّ الصفات لبُعد بعضها عن المؤثر، تغيّرت فطرتها الأوليّة فلا تحكي عن جميع شؤون المؤثر على ما ينبغي، وبعضها أقرب، فشباهته بالمؤثر أكثر، وحكايته لشؤونه وكمالاته أشدّ، وإن شئت أن تعرف مثال ذلك على الحقيقة: أنظر إلى الشّمس وأنوارها السّاطعة فإنّ ما في الهواء نورها، وما في الأرض نورها، وما في الصّحن بلا حجاب نورها، وما في الأظلال نورها فإنّه لولا النّور لما ظهر الظّل أبداً، فما ترى أنّك ترى في الظّل، وتقرأ السطور في الكتاب، فكلّ ذلك من نور الشمس لا نفس الظلّ، فإنه نفسه ـ أي الظّل ـ ظلمة غير مرئيّة ولا مُظهرة للغير، ولكن مع ذلك تسمّى النّور الظّاهر في الصّحن بالشّمس، والنّور الظّاهر في الظل بلون الظّل ولا تسمّيه باسم الشّمس، وليس ذلك إلاّ لتغيّر لونه وصفته، وكذلك أفراد الإنسان المطلق جميعهم أنواره، ويُسمّى الكلّ باسم المنير إذا حكى بعض كمالات المؤثر الذّاتيّة وشؤونه، وأمّا إذا كان أحد فاقداً لجميع الكمالات إلاّ فيما يتعلّق بالشّباهة الصّوريّة العرضيّة فلا يُسمّى بالإنسان حقيقةً، لذا فإنّ الله تعالى أخرج جماعة من حدّ الإنسانيّة، وتتفاوت مراتب الإنسانيّة في الأفراد بحسب اختلافهم، لذلك نقول إنّ الإنسانيّة تقبل الإشتداد والضّعف، فزيد أكثر إنسانيّةً من عمرو، وعمرو أقلّ إنسانيّة من زيد، مع أنّ الحقائق بأنفسها فوق الإشتداد والضّعف بل الوجود بهذا المعنى أيضاً يقبل الضّعف والإشتداد فإنّ الموجود من حيث وجوده ـ بما هو هو ـ أضعف من الموجود من تينك الحيثيتين المتقدمتين فافهم وتدبّر، وكذلك الأمر في المقام فإنّ الكلّ آثار للكينونة الأولى، ولكنّ بعضهم في غاية البعد، فلم يحكوا عنه إلاّ صرف الوجود، وفقدوا سائر الصّفات، وأمّا من كان حاكياً لكمالاتها وصفاتها يُدعى باسمها ولكن بحسب كمالاتها وحكايتها . 
  والأثر الكامل هو من كان حاكياً لجميع كمالاتها وصفاتها غير فاقدٍ لشيءٍ منها، وإذا بلغ هذه المنـزلة ينسب إليه جميع ما ينسب إلى المؤثّر ، فيوصف بجميع ما وصِفَ به المؤثّر . 
  وهل يمكن لكلّ النّفوس أن تحكي كل ما يُنسب إلى المؤثّر أو أنّ ذلك شأن خاصّ ببعضها ؟ . 
  الحقّ هو الثّاني وذلك لأنّ التجلّي الأعظم لو كان على كلّ النّفوس بمستوىً واحدٍ لما حصل تفاوت في الأفراد من حيث الإيمان والكفر، ولما استتبع ذلك إرسال الأنبياء والحجج عليهم السّلام، لذا فإنّ النّور الأعلى الأوّل والتّجلّي الأعظم الأجلّ إنّما هو لأوّل خلقه الخاتم لملك الله والأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو حقيقة آل محمّد عليهم سلام الله، فابتدأ الله بـهم خلقه وسوف يختم فهم الآخرون حيث ستكون ولايتهم آخر الظّهورات الإلهيّة تماماً كما كانت أوّل الظّهورات، وهم ظاهر الرّسالات، وباطن الولايات الإلهيّة، كيف لا؟، وجميع الخلق آثارهم وأنوارهم وأشعّتهم صلوات الله عليهم، قائمون بـهم، صادرون منهم، ففي الزّيارة: (( أشهد أنكم أبواب الله ومفاتيح رحمته ومقاليد مغفرته وسحائب رضوانه ومصابيح جنانه وحملة فرقانه...وحرسة خلائقه وحفظة ودائعه...)   .
  وفي وصف الملائكة لآل محمّد في حديث المعراج قالوا له: كيف لا نعرفكم وأنتم أوّل ما خلق الله، خلقكم أشباح من نور من نوره، فما أُنزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم، فلِمَ لا نعرفكم؟ . 
  وما ورد في زيارة المولى أبي عبد الله الحسين : ((إرادةُ الربِّ في مقاديرِ أمورِهِ تهبطُ إليكم، وتصدُرُ من بيوتكم...)  . 
  والمعنى: إنّ ما يصعد من الخلق من حقيقة العبوديّة، والحمد والثناء والدعاء، يمرّ بكم وأنتم تتلقونه ثمّ منكم يصعد إليه تعالى إذ لا طريق إليه تعالى إلاّ منكم؛ لأنكم أقرب الخلق إليه تعالى، وهو عزّ وجلّ قد احتجب بكم، كما في الحديث: " احتجب ربنا بنا " ، وكيف كان، فحيث إنّ أنوارهم وخلقهم النوراني، قد امكنها الله في مقامٍ بين الوجوب والإمكان، وبين الحقّ والخلق، فلا محالة لا ينـزل من الحقّ إلاّ إليهم، وما يصعد إليه إلاّ منهم، ومن عندهم، وهذا المقام المشار إليه بقولهم: (( وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه )) ، فتدبّر تعرف إنّ شاء الله تعالى . 
  فهم أولى بجميع الموجودات والماهيّات والصّفات والأسماء والأعراض الجّواهر منها وبها ملأ الله سماءه وأرضه حتى ظهر وحدته تعالى وصفاته وأفعاله وعبادته، ولكنّ الخلق لا يصلون للحكاية التّامة عنهم وإن كان جميعهم أسماءهم وصفاتهم ويصحّ انتساب الكلّ إليهم وقد أشار المولى عزّ وجلّ إلى هذه الحقيقة بقوله: وتقلّبك في السّاجدين وغير ذلك من الآيات الصّريحة عند أهلها، ولكن مع ذلك لا يُنسب إلى كلّ إسم ما يُنسب إليهم صلوات الله عليهم إلاّ بعد الغضّ عن الخصوصيّة، ألا ترى أن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب  يقول في بعض خطبه: " أنا آدم ونوح  وإبراهيم ".فهو  آدم أي اسم آدم واسم نوح واسم إبراهيم، ومع ذلك لا يُنسب إلى آدم من حيث الآدميّة جميع ما يُنسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السّلام، وهكذا عندما ينسب نفسه إلى النّجم والشّمس والقمر وغير ذلك، فهو لا ينسب إلى الشّمس والقمر ما يُنسب إليه، وليس ذلك إلاّ  لأنّ نسبة هذه  الأسماء إليه ليست إلاّ كنسبة القائم إلى زيد، فبعد كشف سبحة الآدميّة والنّوحيّة والإبراهيميّة تقول ما تقول في شأنه، وأمّا مع خصوصيّة الصّورة فإنّ آدم ونوحاً لمن المرسلين ولهما صفة المرسلين . 
  وأنت ـ أخي القارئ ـ إذا عرفت هذا المطلب الشّريف تعرف الأمر في التّوجّهات كلّيّة، فإنّك تتوجّه إلى الكعبة لأنها إسم من أسماء الله تعالى، وإذا نظرت إلى الكعبة مواجهاً لصورتها ناظراً إليها لا تقدر أن تناجي ربّك فيها فإنّها ليست إلاّ الكعبة البيت الحرام ولكن بعد الغضّ عنها تناجي ربّك مقبلاً إليها، وكذلك الأمر في جميع ملك الله تعالى، فالأبدان الجّزئيّة تصلح لانتساب جميع ما يليق بالمؤثّر إليها، ولكنّ الله تعالى اختار أبداناً كاملةً حاكيةً لجميع شؤون مملكة الله تعالى، يبلغ عددهم بحسب الأرواح أربعة عشر، ورد في الزّيارة: (( بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذّاكرين وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح،  وأنفسكم في النّفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجلّ خطركم وأوفى عهدكم وأصدق وعدكم كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيّتكم التّقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم . . . إنْ ذُكِرَ الخير كنتم أوّله، وأصله، وفرعه، ومعدنه، ومأواه، ومنتهاه )). 
  ولمّا كانوا عليهم السّلام أوّل ما خلق الله، فلا شكّ حينئذٍ  أن يكون جميع الملك صادر من أمرهم شرعاً وكوناً، وجميع الخلايق صنايع لهم كوناً وشرعاً، وموادّهم وصورهم من ظلّ نورهم فهم أولى بكلّ موجود من نفسه وأظهر في مكانه منه في الدّنيا والآخرة، ومرجع الكلّ إليهم، ومردّ الأمور مطلقاً إليهم، والثّواب والعقاب والحساب والكتاب عليهم، فإنّ جميع الأمور راجعة إلى المبدأ ــ وهم المبدأ ــ؛ لأنهم نفس رسول الله الّذي أجمعت الأمّة والملل على أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أشرف من ساير أولي العزم، والسّابقون من الأنبياء أخبروا بوجوده وشرافته . 
دعوى ورد: لقد ادعى هذا الشيخ بأن الإمام الحسين عليه السلام خلق من خلق الله، ولا يصح القسم بخلق الله ما دام هناك الإسم الأعظم الأجل الأكرم فلماذا يدعو المؤمن بأحد المخلوقين ولا يدعو بإسمه العظيم..؟
والجواب: لم يدر هذا الموتور بأن الإسم الأعظم أيضاً خلق من خلق الله تعالى فأي ميزة لخلق على خلق إلا بمقدار ماهية هذا الخلق وذاك، فالكعبة خلق من خلق الله وقد تعبدنا الله تعالى بالتوجه إلى الله عبرها بالصلاة لله نحوها ، فإنّك تتوجّه إلى الكعبة لأنها إسم من أسماء الله تعالى، وإذا نظرت إلى الكعبة مواجهاً لصورتها ناظراً إليها لا تقدر أن تناجي ربّك فيها فإنّها ليست إلاّ الكعبة البيت الحرام ولكن بعد الغضّ عنها تناجي ربّك مقبلاً إليها، وكذلك الأمر في جميع ملك الله تعالى، فالأبدان الجّزئيّة تصلح لانتساب جميع ما يليق بالمؤثّر إليها، ولكنّ الله تعالى اختار أبداناً كاملةً حاكيةً لجميع شؤون مملكة الله تعالى، يبلغ عددهم بحسب الأرواح أربعة عشر، ورد في الزّيارة: (( بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذّاكرين وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح،  وأنفسكم في النّفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجلّ خطركم وأوفى عهدكم وأصدق وعدكم كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيّتكم التّقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم . . . إنْ ذُكِرَ الخير كنتم أوّله، وأصله، وفرعه، ومعدنه، ومأواه، ومنتهاه )). 
  ولمّا كانوا عليهم السّلام أوّل ما خلق الله، فلا شكّ حينئذٍ  أن يكون جميع الملك صادر من أمرهم شرعاً وكوناً، وجميع الخلايق صنايع لهم كوناً وشرعاً، وموادّهم وصورهم من ظلّ نورهم فهم أولى بكلّ موجود من نفسه وأظهر في مكانه منه في الدّنيا والآخرة، ومرجع الكلّ إليهم، ومردّ الأمور مطلقاً إليهم، والثّواب والعقاب والحساب والكتاب عليهم، فإنّ جميع الأمور راجعة إلى المبدأ - وهم المبدأ -؛ لأنهم نفس رسول الله الّذي أجمعت الأمّة والملل على أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أشرف من ساير أولي العزم، والسّابقون من الأنبياء أخبروا بوجوده وشرافته . 
ما هو الإسم الأعظم؟
   الإسم الأعظم هو الآية العظمى لله تعالى، وهو الإسم المكنون أي المستور عن عباده إلا للأنبياء والأولياء عليهم السلام، وتسميته بالأعظم لأن لله تعالى أسماءً متعددة متفاوتة في العظمة والمرتبة، أفضلها أعلاها منزلة عند الله تعالى؛ وتسميته بالأعظم دلالة على أنه ليس فوقه إسم، فهو أعظم الأسماء الإلهية وأجلها رتبة وأعلاها منزلة، وأعظم الأسماء هي ذاته المقدسة فلا ذات يعلو عليها ولا إسم يعلو على اسمه المقدس وهو الله تعالى إسم الجلالة الإلهية وفي كنهه أسماء عظمى لا ندري حقيقتها ومغزاها، وقد كشفت النصوص بالإجمال عن تعيين الإسم الأعظم، فقد حددته بإسم الجلالة مقروناً بالرحمن الرحيم في البسملة وأخرى بالإسم المبارك" الحي القيوم" و " يا ذا الجلال والإكرام" وهي أسماء تنبؤ عن الصفات الذاتية لله تعالى ما عدا الرحمان الرحيم في البسملة فهما من أسماء الصفات الفعلية لله تعالى، وقد أكدت النصوص على البسملة على وجه الخصوص لما فيها من التعيين على الإسم الأعظم منها ما ورد في الصحيح عن الإمام الرضا عليه السّلام أنه قال : بسم اللَّه الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها ".
 ويظهر لنا أن الإسم الأعظم محجوب عن الخلق حتى عن الخواص من أنبيائه وأوليائه عليهم السلام، ونعني به الإسم الدال على كنه الذات الإلهية وليس الإسم الدال على صفة الذات، فالأول محجوب عن عامة خلقه تعالى بخلاف الثاني، فلا يعرف ذاته بما هي ذات إلا هو، ومن يعرفه إنما يعرفه بالصفات لا بالذات، وهو ما دلت عليه النصوص ومقاطيع الأدعية الموثوقة الصدور نظير قولهم في مناجاتهم وأدعيتهم، ففي الأدعية المأثورة عنهم عليهم السلام جاء فيها :" وتقول في طوافك: اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على ظلل الماء كما يمشى به على جدد الأرض ، وباسمك المخزون المكنون عندك ، وباسمك العظيم الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تغفر لي وترحمني ..". 
وكان الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر علية السلام يقول بعد العصر : أنت الله لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن ، أنت الله لا إله إلا أنت إليك زيادة الأشياء ونقصانها ، أنت الله لا إله إلا أنت ، خلقت خلقك بغير معونة من غيرك ولا حاجة إليهم ، أنت الله لا إله إلا أنت ، منك المشية وإليك البداء أنت الله لا إله إلا أنت قبل القبل وخالق القبل ، أنت الله لا إله إلا أنت بعد البعد وخالق البعد ، أنت الله لا إله إلا أنت تمحو ما تشاء وتثبت وعنده أم الكتاب أنت الله لا إله إلا أنت غاية كل شئ ووارثه ، أنت الله لا إله إلا أنت لا يعزب عنك الدقيق ولا الجليل ، أنت الله لا إله إلا أنت لا تخفي عليك اللغات ولا تتشابه عليك الأصوات ، كل يوم أنت في شأن ، لا يشغلك شأن عن شأن ، عالم الغيب وأخفي  ديان الدين مدبر الأمور باعث من في القبور محيي العظام وهي رميم ، أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم الذي لا يخيب من سألك به أن تصلي على محمد وآله وأن تعجل فرج المنتقم لك من أعدائك وأنجز له ما وعدته يا ذا الجلال والاكرام !" .
وفي دعاء يوم الأحد كما في مصباح المتهجد تقول:" اللهم ! إني أسألك باسمك العظيم المترحم به ، يا متملكا بالملك المتعالي المقتدر البرهان العزيز المتعزز الرحمن 68 الذي به تقوم السماوات والأرض جميعا ، وباسمك المخزون المكنون في نفسك الذي لا يرام ولا ينال ، وباسمك الأعز الأكرم الأجل الأعظم المصطفى وذكرك الأعلى وكلماتك التامة ، وبأسمائك الحسني كلها التي إذا دعيت بها أجبت ، وإذا سئلت بها أعطيت ، وإذا سميت بها رضيت أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقسم لي اليوم سهما وافيا ونصيبا جزيلا من كل خير ينزل من السماء إلى الأرض في هذا اليوم وفي هذا الشهر وفي هذه السنة إنك على كل شئ قدير وبكل شئ عليم ..".
  الظاهر من التعبير بقوله عليه السلام:"« باسمك المكنون في نفسك الذي لا يرام ولا ينال » هو ما أشرنا إليه من كونه الإسم الكاشف عن الذات الإلهية فإنه لا يرام ولا يناله أحد من المصطفين الأخيار..وهو عبارة عن الاسم الأعظم  المخصوص بالله تعالى ولم يعطه أحداً من أنبيائه صلوات الله عليهم أو الأعم منه ومن الاثنين والسبعين اسماً التي أعطاها الله أنبياءه صلوات الله عليهم كما روي في الأخبار الكثيرة ( منها ) ما رواه الكليني رحمه الله عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثمَّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة العين وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر فيه في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
 وعن الإمام المعظم أبي عبد الله عليه السلام قال : إن عيسى بن مريم أعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأعطي موسى أربعة أحرف ، وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، وأعطي نوح عليه السلام خمسة عشر حرفا ، وأعطي آدم خمسة وعشرون حرفا ، وإن الله تبارك وتعالى جمع ذلك كله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا أعطى محمدا اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد". وكأنه اسم دال على الذات البحتة ، ولما لم يمكن لأحد معرفة الذات حجب عنهم ما يدل على الذات ، والأخبار الواردة في هذا المعنى بالغة حد التواتر مذكورة في المحاسن وبصائر الدرجات وغيرهما.
نصوص الكتاب الكريم والسنَّة المطهرة يؤكدان على القسم بالذوات المطهرة:
 وبما تقدم يتضح: إن النصوص وإن أكدت على استحباب القسم بالاسم الأعظم لكن ذلك لا يستلزم المنع من القسم ببقية الأسماء التكوينية التي من أهمها آل محمد عليهم السلام التي لا يرد الله تعالى عبداً دعاه أو قسم عليه بها؛ وما يدعو للعجب والغرابة أنه كيف استفاد الشيخ الكاظمي حرمة التوسل بهم والقسم بهم على الله تعالى...! فأين النصوص التي تنهى عن ذلك إن كان هناك نصوصٌ..؟ ونحن نجزم بضرس قاطع بأنه لا يوجد خبر واحد ضعيف فضلاً عن خبر موثوق يدل من قريب أو بعيد على حرمة التوسل والقسم بهم على الله تعالى...ويظهر من ذاك الشيخ الموتور ـ كغيره من بترية مشايخ وسادة هذا العصر ـ أنه حرمهما قياساً واستحساناً لأجل عيون الوحدة بين البترية والأشعرية العمرية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كفرهم بالأخبار الشريفة وعملهم بأقيسة المخالفين على القاعدة العمرية " دعوا السنة وتمسكوا بالكتاب" مع أن الكتاب والسنة أكدا على استحباب التوسل والقسم بأحب خلق الله إلى الله تعالى، فها هو الله تبارك وتعالى في الكتاب الكريم يقسم بالنبي الحبيب بقوله" لعمْرُك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " الحجر 72. وقوله تعالى " لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد، ووالد وما ولد..." سورة البلد.
 إن المتدبر في آيات الكتاب الكريم يرى بوضوح تجلي القسم الإلهي بالنبي الأعظم وآله الطيبين المطهرين سلام الله عليهم كما في سورة الحجر "لعمرك.." وفي سورة البلد" لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد" . كما أقسم بالطور والكتاب المسطور والبيت المعمور في سورة الطور...والتين والزيتون في سورة التين...إلخ.
    مجموع الآيتين في سورة الحجر والبلد تكشفان عن قسم الله تعالى بحياة النبيّ الأعظم وآله الطيبين عليهم السلام باعتبارهم من نفس واحدة بنص آية المباهلة، فما ثبت للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله لا ريب في ثبوته لهم سلام الله عليهم إلا ما أخرجه الدليل وهو النبوة فقط، وبالغضّ عن هذا كله؛ فقد أوضحت سورة البلد القسم الإلهي بآل محمد سلام الله عليهم، فعظمتهم من عظمة الله تعالى، والنبي وآله الطاهرون عليهم السلام عند الله تعالى هم الأحباء المخصوصين بمحبة الله الكاملة لهم، وهو ما أشارت إليه نصوصهم الشريفة والتي منها ما ورد في زيارة آل ياسين المروية عن الإمام المعظم المهدي المنتظر سلام الله عليه على يد السفير الثاني وقد عملت بها الطائفة بأسرها، ومن جملة ما جاء فيها قوله أرواحنا فداه: " أُشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله لا حيبيب إلا هو وأهله..." بحيث لا يعادلهم محبة وعظمة في عوالم التكوين ، فإذا جاز لله تعالى أن يقسم بهم لأنهم أحباؤه، فلماذا يريد ذاك المسخ بروحه وعقله أن ينهى عباد الله البسطاء عن القسم بهم والتوسل بجنابهم الأقدس...!؟ نعم يريد أن يبسط الثقافة الشيطانية النابعة من المدرسة الوهابية السعودية التي يقبض منها الأموال كما قبض محمد حسين وأمثاله ـ ولا يزال يقبض منها أولاده وتلامذته ـ من مسوخات الحوزات الشيعية في العالم...!.
 والحاصل: إن النصوص الشريفة أكدت القسم الإلهي بالنبي وآله الطاهرين عليهم السلام، وأجمع عليه المفسرون من أعلام الإمامية، فقد فسر العلامة المحدّث الطبرسي في مجمع البيان القسم الإلهي في سورة الحجر بقوله رحمه الله:" ( لعمرك)  أي : وحياتك يا محمد ، ومدة بقائك حياً . وقال المبرد : هو دعاء ، ومعناه : أسأل الله عمرك . قال ابن عباس : ما خلق الله عز وجل ، ولا ذرأ ، ولا برأ ، نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد إلا بحياته ، فقال : لعمرك ( إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) ومعناه : إنهم لفي غفلتهم يتحيرون ويترددون ، فلا يبصرون طريق الرشد" .
وهكذا فسرها المجلسي والطريحي فقال:" قال بعض المحققين : قول الشخص لعمري مبتدأ محذوف الخبر وجوباً ، والتقدير قسمي أو يميني ، وهو دائر بين فصحاء العرب ، قال تعالى لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون، لا يقال : إن الحلف بغير الله تعالى منهي عنه .لأنا نقول : ليس المراد به القسم الحقيقي بجعل غيره تعالى مثله في التعظيم ، بل المراد صورته لترويج المقصود أو الكلام على حذف مضاف أي فبواهب عمري وعمرك ، وهو اسم لمدة الحياة ".
  وقال الطبرسي في تفسيره لسورة البلد بالآتي:" " لا اقسم بهذا البلد ": أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام " وأنت حل بهذا البلد " وأنت يا محمد مقيم به وهو محلك ، وهذا تنبيه على أن شرف البلد بشرف من حلَّ فيه من الرسول الداعي إلى توحيده وإخلاص عبادته وبيان أن تعظيمه له وقسمه به لأجله صلى الله عليه وآله ولكونه حالا فيه ، كما سميت المدينة " طيبة " لأنها طابت به حياً وميتاً . وقيل : معناه لا أقسم بهذا البلد وأنت حلٌّ فيه منتهك الحرمة ، فلم يبق للبلد حرمة حيث هتك حرمتك ، عن أبي مسلم ، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمداً فيه فقال : لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ، يريد : أنهم استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه . ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم. وقال - قدس سره - في قوله سبحانه " والتين والزيتون " : أقسم الله سبحانه بالتين الذي يؤكل والزيتون الذي يعصر منه الزيت ".
وفي أصول الكافي: الحسين بن محمّد ، عن معلَّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ابن عبد اللَّه ، رفعه في قوله - تعالى - : « لا أُقْسِمُ » إلى : « ووالِدٍ وما وَلَدَ » قال : أمير المؤمنين - عليه السّلام - وما ولد من الأئمّة ".
  وفي صحيحة جابر كما في شرح الآيات الباهرة: قال محمّد بن العبّاس ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد اللَّه بن حضيرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر - عليه السّلام - عن قول اللَّه - عزّ وجلّ - : « ووالِدٍ وما وَلَدَ » . قال : يعني : عليّاً - عليه السّلام - وما ولد من الأئمّة ".
   ومما يؤكده ما روي - أيضا - ، عن عليّ بن عبد اللَّه ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن إبراهيم بن صالح الأنماطيّ ، عن منصور ، عن رجل ، عن أبي عبد اللَّه - عليه السّلام - في قوله : « وأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » قال : يعني : رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - . قلت : « ووالِدٍ وما وَلَدَ » .قال : عليّ وما ولد".
   وروى - أيضا -  في موثقة الحضرمي عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد اللَّه بن محمّد ، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي جعفر - عليه السّلام - قال : قال لي : يا أبا بكر ، قول اللَّه - تعالى - : « ووالِدٍ وما وَلَدَ » هو عليّ بن أبي طالب - عليه السّلام - . وما ولد الحسن والحسين عليهما السلام ".
     إن اسم الجلالة ـ أي الله ـ هم من أعظم الأسماء الإلهية الدالة على ذاته المقدسة وهذا الاسم أشرف الأسماء وأعظمها . وقيل : إنه الاسم الأعظم ، وقد اختص من بين سائر الأسماء بخواصٍ هي التالي :
   الأول : خصوصيته بالذات المقدسة ، فلا يطلق على غيره حقيقة ولا مجازاً ، بخلاف باقي الأسماء ، فقد يسمى بها غيره على سبيل المجاز .
   الثاني : أن جميع الأسماء يتسمى به ولا يتسمى بها ، فيقال : الرحمن اسم من أسماء اللَّه ولا يقال اللَّه اسم من أسماء الرحمن .
  الثالث : انه يدل على الذات المقدسة ، وباقي الأسماء لا يدل آحادها الا على آحاد المعاني .
  الرابع : انه جعل أمام سائر الأسماء في الذكر .
  الخامس : ان لفظ الشهادة والحكم بالإسلام موقوف على التلفظ به ، دون غيره من الأسماء .
 وبهذا يتضح: إن الإسم الأعظم الذي هو لفظ الجلالة "الله" يدل على الذات الإلهية ويستحب ابتداء الدعاء به والقسم به؛ والقسم به قد ربطه الله تعالى بالإعتقاد بالنبي وآله الأطهار عليهم السلام وبالتالي يكون التوسل بهم والقسم على الله بهم من أفضل القربات عند الله تعالى، والقسم باسم الجلالة ليس بأفضل من الاعتقاد بتوحيد الله تعالى الذي ربطه الخالق العظيم بأبوابه ومفاتحه العظام محمد وآله الكرام عليهم السلام، فجعل كلمة الإخلاص" لا إله إلا الله" حصنه وآل محمد هم الحصن الحصين وهو ما أشارت إليه النصوص الشريفة ومن أهمها الحديث لمعروف المسمى بسلسلة الذهب وهو :
  حدثنا محمد بن موسى المتوكل ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن يوسف بن عقيل ، عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) نيشابور وأراد أن يرتحل إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا : يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تدخل علينا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وقد كان قعد في العمارية ، فأطلع رأسه فقال ( عليه السلام ) : " سمعت أبي موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول : سمعت أبي محمد بن علي ( عليه السلام ) يقول : سمعت أبي علي ابن الحسين ( عليه السلام ) يقول: سمعت أبي الحسين بن علي ( عليه السلام ) يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله عز وجل يقول : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي " فلما مرت الراحلة نادى : " أما بشروطها ، وأنا من شروطها " . 
فإذا ما كان التوحيد الإلهي مشروطاً بولايتهم والبراءة من أعدائهم فأية قيمة لما تفوه به أحد المعممين ـ  عنيتُ به الشيخ حبيب الكاظمي ـ فلا وزن لكلامه ولا اعتبار في محاضراته الأخلاقية التي ضلل بها البسطاء من الشيعة واغتر بها من لم تسبق له من الله الحسنى، فجعلها مطية للوصول إلى الجاه وبث السموم في الوسط الشيعي من على منبر سيّد الشهداء عليه السلام في الحضرة الحسينية المطهرة...فيجب على المؤمنين التنبه منه ونبذه من على منبر سيِّد الشهداء عليه السلام الذي لا يصعده إلا المقربون بالولاية له عليه السلام والبراءة من عقيدة غيره وإلا فالجميع محاسبون لا سيما من يجلس تحت منبره والإصغاء إليه لأن سموم هذا الخبيث أشد فتكاً بعقائد المؤمنين من السم الزعاف وهو نظير ياسر عودة بخبثه ونفاقه وإضلاله الذي لا يجلس تحت منبره ولا يصغي إليه إلا ناصبي خبيث...كما يجب على المؤمنين من التنبه والحذر من كل معمم يتطاول على الولاية لأهل البيت ويتقرب من أعدائهم..فمن ذكرناهم ليس إلا مجرد نماذج بسيطة وإلا فإنهم كثيرون في هذا الزمان، وقد أفرزتهم في الوسط الشيعي الحوزوي أحزاب دعوتية ووحدوية تريد تقويض التشيع من أساسه وتهدم السقف على رؤوس الشيعة لغايات بترية وناصبية..وهؤلاء أخطر على التشيع من داعش والنصرة لأن هاتين المنظمتين الإرهابيتين تشكلان على الشيعة الخطر على أجسامهم وهؤلاء يشكلون خطراً على أرواحهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين...وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم.
 
حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 15 جمادى الأولى 1436هـ
 
 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/11   ||   القرّاء : 19449



أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : محمد من : الكويت ، بعنوان : ليس كويتيا في 2015/03/14 .

الشيخ حبيب الكاظمي ليس كويتيا بل إيراني مقيم في الكويت واحدى زوجاته كويتية

جواب المكتب

--------------

الشيخ حبيب الكاظمي أمه كويتية وأبوه إيراني ، ومعه جنسية كويتية، والسلام.

 

 


• (2) - كتب : علي من : العراق ، بعنوان : ملاحظات في 2015/03/11 .

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي مدير الموقع أتمنا عدم نشر تعليقي هذا لكن عندي ملاحظة أعتقد أن المقصود هو الرد القاطع وليس الرد القاصع

والامر الثاني على حسب علمي أن هذا الشيخ المدعو حبيب الكاظمي ليس كويتي بل اقواله منتشرة كثيرا في مدينة الكاظمية وكذلك في مدينة كربلاء رايتها بنفسي ولا أدري بعد لكن أحببت وضع هذا التوضيح

اخوك علي حفظك الله تعالى وحفظ سماحة المرجع العاملي دام ظله بحق محمد واله الطيبين الطاهرين المطهرين

جواب المكتب

--------------

الجواب
الجواب: الصحيح هو ما ذكره سماحة المرجع آية الله العاملي فإن كلمة قاصع هي بمعنى القاطع والقامع والمهلك والمحقر... ألم تسمع بخطبة أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته المعروفة بالقاصعة. فقد فسرها الشراح منهم السيد الرضي رحمه الله بعدة معانٍ منها: (قصع ) الرجل قصعا من باب منع إذا ابتلع جرع الماء وقصعت الناقة بجرّتها إذا ردّتها إلى جوفها أو مضغتها أو هو بعد الدسع وقبل المضغ أو هو بأن تملاء فاها أو شدّة المضغ ، وقصع الماء عطشه سكَّنه ، وقصع القملة بالظفر قتلها ، وقصع فلانا صغّره وحقّره ، وقصع اللَّه شبابه أكداه ، وقصع الغلام أو هامته ضربه ببسط كفه على رأسه ، قيل : والذي يفعل به ذلك لا يشبّ ، وغلام مقصوع وقصيع وقصع كادى الشباب .
    وقد ذكر العلامة الميرزا الخوئي صاحب شرح نهج البلاغة عدة معانٍ في تسميتها بالقاصعة وإليك ما ذكره الميرزا رحمه الله تعالى في شرحه منهاج البراعة ج 11 ص 266 فقال رحمه الله: هنا فوايد :
الأولى - في اسمها ووجه تسميتها:
قال الرّضي « ره » : تسمّى بالقاصعة ، وهي مأخوذة من القصع والمعاني السبعة الَّتي ذكرناها لتلك المادّة في بيان اللَّغة كلَّها ممكنة الإرادة هنا .
فعلي المعني الأوّل والثاني نقول : إنّ المواعظ والنصايح لما كانت في هذه الخطبة متتابعة مردّدة من أوّلها إلى آخرها شبّهت بجرع الماء المتتابعة المبتلعة جرعة بعد جرعة ، وبجرات الناقة الَّتي تقصع جرّة بعد جرّة .
وعلى المعنى الثالث فلأنّ هذه الخطبة يذهب شموخ أنف المتكبّرين واعتلائهم ، ويسكن نخوة بأدهم وسموّ غلوائهم إن استمعوا إليها وتدبّروا فيها ، فشبّهت بالماء المسكن للعطش .
وأما على المعنى الرابع فلأنّها بما فيها من المذام والمطاعن التي لإبليس وجنوده كالقاتلة لهم .
وأما على المعنى الخامس فلتضمّنها تصغير إبليس وتحقيره مع اتباعه ، وهذا أحسن المعاني وأنسبها .
وأما على السادس والسابع فلأنها لبلوغها الغاية في ذمّ إبليس ومتابعيه من المتكبّرين ، وتجاوزها الحدّ والنهاية في الكشف عن سوأتهم ، صارت كالقاصعة اللَّاطمة على رأسهم ، وصار إبليس بذلك كالمقصوع القمىء الذي لا يشبّ ولا يزداد ، وكذلك متابعوه .
وقيل هنا وجه آخر : وهو أنّه عليه السّلام حين خطب بهذه الخطبة كان راكبا على ناقته وهى تقصع بجرتها ، فأصل الخطبة القاصعة الخطبة الَّتي كانت خطابتها على الناقة القاصعة ، ثم كثر الاستعمال فخفف وقيل : خطبة القاصعة من إضافة الشيء إلى ملابسه ، ثمّ توسّع فيه فجعل القاصعة صفة للخطبة نفسها فقيل : الخطبة القاصعة


• (3) - كتب : علي اﻷسدي من : الكويت ، بعنوان : بخصوص الشيخ حبيب الكاظمي في 2015/03/11 .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
الى الشيخ الفاضل / محمد جميل حمود العاملي الموقر
تحية طيبة و بعد
وصلني اليوم رابط عن الشيخ الجليل حبيب الكاظمي و خطاب ردكم عليه من منتداكم .
كم أشعر ببالغ اﻷسى و الحزن لاتهامكم الشيخ بالزندقة و الوقاحة و التطاول على العترة الطاهرة عليهم السلام و أيضا بنسبه الى الفكر الوهابي و العمري .. و كلام لا أقدر ان اكتبه عن سماحته . يا شيخ اتق الله فيما تقول و ترمي و احذر مما يصلك من مقاطع و روابط ناقصة لا نعلم من معنونها او واضعها . ان الشيخ الجليل حبيب الكاظمي لم يحط من قدر الامام الحسين عليه السلام ان كنت تدرك مايقصد. لقد شرح نوعان من التوسل ؛ واحد لله تعالى مباشرة وواحد لله تعالى عن طريق الامام المعصوم عليه السلام. أو لم يكن الامام عليه السلام بشرا أم رفعته الى درجة الربوبية أو قرنته باسم الله الاعظم . لم نكن نعلم ان العترة الطاهرة من درجة الرب و اسمائه حاشى ان نتكلم عن ذلك . و لكن علمنا ان العترة الطاهرة من أفضل الخلق اطلاقا و أيضا ( خلق من خلق الله ) تمعن في ما اقول يا شيخ محمد و لا ترمي بغير تفهم . نحن في زمن شبهات و فتن و اعداء تتكالب علينا فلم تحدث الشرخ بيدك في البيت الجعفري . انت عالم جليل و لك الاحترام و محل التقدير و انا عبد من عباد الله و من عوام الشيعة . و بيني و بينك الله ان تراجع ماقلت عن الشيخ الجليل حبيب الكاظمي مدرسي و معلمي و الذي بمنزلة ابي . و المؤلم حتى لم ترجع اليه و تطلب تفسيرا وافيا بل تسرعت و كتبت ما كتبت من اتهامات و اباطيل و رمي . اطلب من سماحتكم التمعن فيما قال الشيخ و قصد و ان تخلي ذمتك مما كتبت و لا عيب في ذلك . ان كنت انا جاهل فنورني و اعلمني عن خطئي و تجرأي جزاك الله خير الجزاء و ان كنت محقا و صادقا فالحمدلله على كل حال أصلح الله امورنا جميعا .
هذا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم صل على محمد و آل محمد

--------------------------------

جواب المكتب

--------------------------------

بسمه تعالى

السلام عليكم

 

الجواب: لو تمعنت وتدبرت جيداً بما كتبه سماحة آية الله المرجع الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله لما حكمت على شيخنا الأغر بما لا يجوز، وكلام الشيخ الكاظمي كان واضحاً بأن الإسم الأعظم هو غير المعصوم عليه السلام، وهو ما دعا الشيخ الكاظمي إلى توسل المؤمنين بالإسم الأعظم الذي يعتبر بنظره غير المعصوم، ودعواك بأن القول بأن الإمام هو الإسم الأعظم هو من الغلو...فهو أمر تضحك منه الثكلى، ولو اطلع على كلامك بقية الأعلام لضحكوا على كلامك كثيراً، وكأنك لست مطلعاً على الأخبار الكثيرة التي كشفت عن أن المعصوم عليه السلام هو من جملة مصاديق الإسم الأعظم، ذلك لأن الإسم الأعظم تارة يكون مكتوباً ومقروءاً وأخرى يكون حجة شرعية يمثلها المعصوم عليه السلام، وهو ما دعا الأنبياء بالتوسل به كما أشار سماحة الشيخ العاملي في رده على الشيخ الكاظمي، ولو كان الشيخ الكاظمي مصيباً في كلامه فلماذا أرسل إلى سماحة الشيخ العاملي رسائل توسلية عبر أحد العلماء في لبنان لكي يرفع شيخنا العاملي دام ظله رده المنشور على الموقع الإلكتروني، وكان جواب سماحة الشيخ العاملي أنه لا يرفع الرد من الموقع حتى يصحح الشيخ الكاظمي ما أخطأ به بحق الإمام الحسين عليه السلام، وبالفعل لقد لبّى سماحة الشيخ الكاظمي نداء المرجع العاملي فخطب خطبة أخرى مصورة يذكر فيها تصحيحه بحق الإمام عليه السلام وذكر في الخطبة أن الأئمة هم الإسم الأعظم عند الله تعالى...وعندما نشر خطبته وأرسلها لسماحة الشيخ العاملي فوراً أمرنا سماحته برفع الرد من الموقع ...وكنا نتمنى منك أن تكون محترماً بخطابك مع سماحة الشيخ العاملي عندما نعته بأنه رمى الشيخ الكاظمي بغير فهم...وهل علمك الشيخ الكاظمي قلة الأدب مع عالم مرموق كشيخنا العاملي...؟! وما كان رد شيخنا العاملي إلا لرفعة التشيع وقادته العظام كآل محمد عليهم السلام

 





أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 ما مدى صحة الفقرة الواردة في زيارة مولاتنا الصدّيقة المطهرة زينب الكبرى صلوات الله وتسليماته عليها: (السَّلام عليك أيتها المتحيّرة في وقوفك في القتلى..) ؟.

ملفات عشوائية :



 العرق بسبب النكاح الحرام نجسٌ بشرط خروجه حال الجماع أو بعده

 بعض الموارد التي يجب فيها الأذان والإقامة..

 ــ(77)ــ الإيرادات العلمية على أدلة الشيخ النوري في دعواه على وجود ذرية لمولانا الإمام الحجة عليه السَّلام ــ(الحلقة الرابعة)ــ

 منهجنا الفقهي والأصولي في إستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية

  كيف نوفق بين الآية الثالثة من سورة الممتحنة

 دفع شبهة نسبة وضع ريشة أو ريشتين على خوذة أو عمامة المولى المعظم أبي الفضل العباس وبقية المعصومين عليهم السلام

 ــ(17)ــأسئلة حول رواية الطهوي

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2193

  • التصفحات : 19165766

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 19/03/2024 - 03:25

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net