• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .

        • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .

              • الموضوع : الحديث الدال على أن الله تعالى يصافح الإمام الحسين (سلام الله عليه) ويقعد معه على سرير هو من الأحاديث الظاهرة في تشبيه الذات الإلهية بالمخلوق، فلا يجوز العمل بها على ظاهرها .

الحديث الدال على أن الله تعالى يصافح الإمام الحسين (سلام الله عليه) ويقعد معه على سرير هو من الأحاديث الظاهرة في تشبيه الذات الإلهية بالمخلوق، فلا يجوز العمل بها على ظاهرها

 الإسم : *****

النص:
س1 عن مولانا الصادق (ع) حتى ان الله تعالى يزور الحسين ويصافحه ويقعد معه على سرير فما معنى هذه الرواية ؟
س2 ورد في بعض الروايات الشريفة عن ام سلمة قالت رأيت رسول الله اشعثا اغبرا فسألته فقال الان فرغت من حفر قبر ولدي ودفنه والظاهر منها انه في نفس الليلة التي قتل فيها الحسين.
وهذا مخالف لمشهور الامامية الذين قالوا ان الامام دفن في اليوم الثالث عشر وان الذي تولى الدفن هو الامام السجاد لا النبي فكيف وجه الجمع مع الفارق الزمني ؟
س3 الروايات الأمرة بزيارة الحسين مع الغسل والاخرى مع الحث على ان يأتيه الزائر مشعثا مغبرا فكيف وجه الجمع؟.
   
 
الموضوع العقائدي والفقهي: الحديث الدال على أن الله تعالى يصافح الإمام الحسين (سلام الله عليه) ويقعد معه على سرير هو من الأحاديث الظاهرة في تشبيه الذات الإلهية بالمخلوق، فلا يجوز العمل بها على ظاهرها /  تأويل الخبر بما يتناسب مع تنزيه الذات الإلهيّة المقدَّسة عن لوازم الجسميّة / ثمة تعارض بَدْوي في الأخبار حول تولِّي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لدفن حفيده الإمام الحسين (سلام الله عليه) في ليلة الحادي عشر من محرَّم وبين القول المشهور الدال على أن الإمام السجاد (سلام الله عليه) تولِّي دفن أبيه في اليوم الثالث عشر من محرَّم / كيف نجمع بين الدفن في اليوم الحادي عشر واليوم الثالث عشر من محرَّم ؟ / التعارض المذكور يعتبر من معضلات الأخبار التي يحار في جمعها غير الفقيه / حل التعارض البدوي من خمس وجوهٍ/ خلاصة الحل / كيف نجمع بين الروايات الآمرة بزيارة الإمام الحسين (سلام الله عليه) مع الغسل وبين الروايات الأخرى الدالة على أن الزائر يأتيه أشعثاً أغبراً ؟ / حل الإشكال.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم
استعراض الأسئلة والإجابة عليها:
 
السؤال الأول: عن مولانا [الإمام] الصادق (عليه السلام) حتى ان الله تعالى يزور[ الإمام] الحسين[ عليه السلام] ويصافحه ويقعد معه على سرير فما معنى هذه الرواية ؟.
 
    الجواب: لقد روى السيّد هاشم البحراني أعلى الله مقامه حديثاً في كتابه مدينة المعاجز (ج 3 ص 463 ح رقم 980 ) عن الإمام المعظَّم الصادق عليه السلام، وفيه: أن الله تعالى يجلس مع الإمام الحسين عليه السلام على سريرٍ، وهي التالي: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن أحمد بن الحسين ، المعروف بابن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله - عليه السلام - : لما منع الحسين - صلوات الله عليه - وأصحابه الماء نادى فيهم : من كان ظمآن فليجيء، فأتاه [ أصحابه ] رجلاً رجلاً فجعل إبهامه في راحة واحدهم ، فلم يزل يشرب الرجل [ بعد ] حتى ارتووا ، فقال بعضهم لبعض : والله لقد شربت شراباً ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا .فلما قاتلوا الحسين - عليه السلام - ، وكان في اليوم الثالث عند المغرب ، أقعد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل ، فيقعدون حوله ، ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ، ثم قال أبو عبد الله - عليه السلام - : والله لقد راتهم عدة كوفيين ولقد كرر عليهم لو عقلوا .قال : ثم خرج لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ، ثم أتى بجبال رضوي ، فلا يبقى أحد من المؤمنين إلا أتاه ، وهو على سرير من نور قد حف به إبراهيم وموسى وعيسى وجميع الأنبياء ، ومن ورائهم المؤمنون والملائكة ينظرون ما يقول الحسين - صلوات الله عليه - . قال : فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم - عليه السلام - وإذا قام القائم - عليه السلام - وافوا فيها بينهم الحسين حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلا حفوا بالحسين - عليه السلام - حتى أن الله تعالى يزور الحسين ويصافحه ويقعد معه على سرير .يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شئ ولا دونها شئ ولا ورائها الطالب مطلب .
    نقول في معالجة الخبر: إن ذيل الرواية المتقدمة ظاهر في تشبيه الذات الإلهية بلوازم الجسمية وهو أمرٌ باطلٌ بالضرورة العقلية والشرعية، لأن الله تعالى منزّه عن المادة ولوازمها من الجسمية والتشبيه، لذا لا يبعد أن يكون ذيل الرواية - وهو موضع الشاهد فيها - من تلفيقات المنافقين فدسوها في الرواية للتشكيك بمعاجز الإمام الحسين عليه السلام وتضعيف عقيدة المؤمنين بمعاجز الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، لذا لا يجوز الركون إلى الذيل الوارد في الرواية وذلك لأن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ولا يجوز عليه الحركة والسكون والانتقال والمصافحة والجلوس على السرير، وليس في مكان دون آخر، ولا يخلو منه مكان سبحانه ولا يتصف بالمادة ولوازمها، تعالى عما يصفون .
   فالخبر بعامة فقراته صحيح إلا الفقرة التي هي موضع الإشكال، فلا يصح الأخذ بظاهرها للمحاذير التي أشرنا إليها، نعم؛ يمكن تأويل زيارة الله تعالى له ومصافحته والجلوس معه على سرير بحملها على المعنى المجازي لا الحقيقي، فنحمل كلَّ هذه الألفاظ المتشابهة على المعنى المجازي وهي كناية عن قرب شأن الإمام الحسين عليه السلام من الله تعالى الحاضر معه والمسدد له لشدة محبته الكاملة للإمام الحسين (سلام الله عليه)؛ ولكنه معنىً لا يفهمه كلُّ الناس إلا الأدباء والعلماء العارفون بلحن خطابهم (سلام الله عليهم) وعارفون بمعاني الحقيقة والمجاز، لأن الألفاظ المتشابهة بحاجة إلى المحكمات العقلية والنقلية.
 
 السؤال الثاني: ورد في بعض الروايات الشريفة عن أُمِّ سلمة قالت رأيت رسول الله أشعثاً أغبراً فسألته فقال الآن فرغت من حفر قبر ولدي ودفنه والظاهر منها أنه في نفس الليلة التي قتل فيها [ الإمام] الحسين[ عليه السلام]، وهذا مخالف لمشهور الامامية الذين قالوا إن الامام عليه السلام دفن في اليوم الثالث عشر وإن الذي تولى الدفن هو الامام السجاد[ عليه السلام] لا النبي فكيف وجه الجمع مع الفارق الزمني ؟.
 
   الجواب: ما أشرتَ إليه في سؤالك هو ما رواه السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز ج4 ص 193 وهي التالي(...قالت أُم سلمة: فلما كان يوم العاشر من المحرم قرب الزوال أخذتني سنة من النوم ، فنمت هنيئة فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - في منامي ، وإذا هو أشعث أغبر وعلى كريمته الغبار والتراب . فقلت : بأبي وأمي مالي أراك يا رسول الله مغبراً أشعث ما هذا الغبار والتراب الذي أراه على كريمتك ووجهك ؟ فقال لي : يا أم سلمة لم أزل هذه الليلة أحفر قبر ولدي الحسين عليه السلام وقبور أصحابه وهذا أوان فراغي من تجهيز ولدي الحسين  عليه السلام وأصحابه ، قتلوا بكربلا ، فانتبهت فزعة مرعوبة ، وقمت ، فنظرت إلى القارورة ، وإذا بها دما عبيطا ، فعلمت أن الحسين - عليه السلام - قد قتل..).
  وقد رواها المحدّث الجليل أبو مخنف في صفحة 177 من كتابه:(مقتل الإمام الحسين عليه السلام) وفيها زيادة هي التالي:( قال أي النبي صلى الله عليه وآله: يا أم أم سلمة الآن رجعت من دفن ولدي الحسين عليه السلام...) حيث تختلف روايته عن رواية السيّد هاشم البحراني من ناحية تحديد الدفن، فرواية السيد هاشم ليس فيها كلمة ( ليلة الدفن) بخلاف رواية أبي مخنف المذكور فيها عبارة: ( الآن رجعت من دفن ولدي الحسين عليه السلام)، والظاهر من الرواية أن الدفن كان في الليلة الحادية عشرة، وهي مناهضة للقول المشهور بأن الإمام السجاد سلام الله عليه جاء بمعجزة في اليوم الثالث عشر من محرم ودفن أباه الإمام الحسين سلام الله عليه، فيقع التعارض البدوي بين الروايتين ....وهذا التعارض من معضلات الأخبار التي يحار فيها الجاهل ولكن حلها سهل عند العالم  بحقائق الفقه وعلم الرجال، وهي لا تستعصي علينا بفضل الله تعالى والتوسل بالحجج الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين)، والحل أو العلاج من وجوهٍ متعددة هي التالي:
   (الوجه الأول): لم نعثر في الأخبار على مستند تاريخيٍّ يدل على بقاء الأجسام الطاهرة ثلاثة أيام على أرض كربلاء، مع أن القول به مشهور بين عوام الشيعة واشتهر على لسان العلماء والخطباء في العصور المتأخرة، وليس ثمة مصدر يشير إلى ما اشتهر من بقاء الجسوم الطواهر ثلاثة أيام بلا دفنٍ، فربَّ مشهور لا أساس له، ويظهر من العلامة الشيخ الدربندي أعلى الله مقامه الشريف في كتابه ( إكسير العبادات في أسرار الشهادات ج 3 ص 259) أنه أول من قال ببقاء الأجسام مطروحة في أرض كربلاء ثلاثة أيام ثم تبعه السيّد العلامة المقرم أعلى الله مقامه الشريف ، والظاهر أنه أخذه من الشيخ الدربندي،، وليست دعواهما حجة شرعية علينا؛ ويظهر من النصّ المعتبر أن الدفن تمّ في ليلة الثاني عشر وهو ما أكدته المصادر الحديثية (كالبحار ج 45ص 62 واللهوف على قتلى الطفوف صفحة 190) ، من أن بني أسد اجتمعوا بعد رحيل ابن سعد (لعنه الله تعالى) مباشرةً أي في اليوم الحادي عشر ليلاً أي ليلة الثاني عشر، فصلوا عليهم ودفنوهم وكانوا يجدون لأكثرهم قبوراً ويرون طيوراً بيضاً كما في رواية البحار ج 45 ص 62 نقلاً عن ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 112. وفي رواية السيّد المقرم في كتابه(المقتل ص 415 ) قال رحمه الله تعالى:[ ولما أقبل السجاد ( عليه السلام ) وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى ، متحيِّرين لا يدرون ما يصنعون ، ولم يهتدوا إلى معرفتهم ، وقد فرَّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم ، وربما يُسْألون من أهلهم وعشيرتهم ؟ فأخبرهم ( عليه السلام ) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة ، وأوقفهم على أسمائهم ، كما عرَّفهم بالهاشميين من الأصحاب ، فارتفع البكاء والعويل ، وسالت الدموع منهم كلَّ مسيل ، ونشرت الأسديات الشعور ، ولطمن الخدود . ثمَّ مشى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) إلى جسد أبيه ، واعتنقه وبكى بكاءاً عالياً ، وأتى إلى موضع القبر ، ورفع قليلا من التراب ، فبان قبر محفور وضريح مشقوق ، فبسط كفّيه تحت ظهره ، وقال : بسم الله وفي سبيل الله ، وعلى ملّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، صدق الله ورسوله ، ما شاء الله ، لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العظيم ، وأنزله وحده ولم يشاركه بنو أسد فيه ، وقال لهم : إن معي من يعينني ، ولمَّا أقرَّه في لحده وضع خدَّه على منحره الشريف قائلا : طوبى لأرض تضمَّنت جسدك الطاهر ، فإن الدنيا بعدك مظلمة ، والآخرة بنورك مشرقة ، أمَّا الليل فمسهَّد ، والحزن سرمد ، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم ، وعليك منّي السلام - يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - ورحمة الله وبركاته ، وكتب على القبر : هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً ].
 هذه الرواية أقرب إلى الصحة من القول المشهور الذي لا مستند له، وتؤيدها الأخبار التي دلت على أن أُم سلمة رأت النبي صلى الله عليه وآله في المنام أشعثاً أغبراً كرواية أبي مخنف ص 178 ورواية ابن عباس عن سعيد بن جبير في البحار ج 45 ص 230 ح 2 / باب 42، وهما دالتان على أن الدفن تمّ في اليوم الحادي عشر حيث طويت للإمام السجاد عليه السلام الأرض ورجع إلى كربلاء ليدفن الجسوم الطاهرة مع بني أسد...ويؤيد هذا الوجه ما ذكره المسعودي في مروج الذهب ج3 ص 72 من أن الدفن تمَّ بعد قتل الإمام عليه السلام وأهل بيته وأصحابه بيوم فقال:" ...ودفن أهل الغاضرية – وهم قوم من بني عامر، من بني أسد – الحسين عليه السلام وأصحابه بعد قتلهم بيوم..".
  وهذا يعني أن الدفن كان بعد ظهر اليوم الحادي عشر من محرم،  وهو ما نصَّ عليه المفيد في الإرشاد من أن بني أسد دفنوا الشهداء بعد رحيل عمر بن سعد لعنه الله بعد زوال اليوم الحادي عشر، وهو ما ذهب إليه العلامة الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله في كتابه:( أنصار الإمام الحسين عليه السلام) وهو موضع نظرٍ لكنه بعيد في بعض تفاصيله، وذلك لأن الدافن للإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه هو الإمام المعظم السجاد عليه السلام بعد وصوله إلى الكوفة فطويت له الأرض ورجع إلى الكوفة ليقوم بدفن أبيه وأهل بيته عليهم السلام لما ورد في الخبر الصحيح عن إمامنا المعظم أبي الحسن الرضا سلام الله عليه من أن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله، فقد روى الكشي بإسناده عن رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن حمدان بن سليمان عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل ، عن بعض أصحابنا قال : كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري فقال علي : بعد كلام جرى بينهم وبينه عليه السلام في إمامته : إنا روينا عن آبائك عليهم السلام أن الامام لا يلي أمره إلا إمام مثله ، فقال له أبو الحسن عليه السلام : فأخبرني عن الحسين بن علي كان إماماً أو غير إمام ؟ قال : كان إماماً قال : ، فمن ولي أمره ؟ قال : علي بن الحسين قال : وأين كان علي بن الحسين ؟ كان محبوساً في يد عبيد الله بن زياد ، قال : خرج وهم كانوا لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف ، فقال له أبو الحسن : إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين أن يأتي كربلا فيلي أمر أبيه ، فهو يمكِّن صاحب هذا الامر أن يأتي بغداد ويلي أمر أبيه..".
      الحديث المتقدم صريحٌ في أن الإمام السجاد عليه السلام كان محبوساً بالكوفة، ومن البعيد وصول موكب الأسرى والسبايا إلى الكوفة في بضع ساعات من بعد ظهر اليوم الحادي عشر من محرم، ويحبس الإمام عليه السلام ثم يخرج من السجن قبل الليل، لا سيما أن المسافة بين كربلاء والكوفة يتجاوز الثمانين كيلو متراً، وهي مسافة طويلة لا يمكن عادة لموكب الأسرى والسبايا قطعها بعدة ساعات قبل الليل، وعلى فرض إمكان قطعها فكيف يمكن توجيه وصولهم إلى الكوفة وخطابات عماته مع ابن زياد لعنه الله، فإنه وقت طويل لا يسعه فترة ما بعد الزوال بدءاً من مسيرهم الطويل إلى تفاصيل ما جرى عليهم في الكوفة... نعم يمكن القول بأن الدفن تمَّ في ليلة الثاني عشر كما هو واضح في خبر أم سلمة التي رأت النبي في ليلة الثاني عشر مخبراً إياه أنه انتهى من دفن الإمام الحسين عليه السلام في الساعة التي حضر فيها على أُم سلمة.... 
 (الوجه الثاني): بناءً على عدم صحة فرضية القول المشهور، يتعين الأخذ بما نقله مشهور المؤرخين من أن الدفن تم في اليوم الحادي عشر ليلاً لا الثالث عشر، وهو ما دلت عليه رواية سعيد بن الجبير عن ابن عباس قال:" قال : فلما كانت الليلة القابلة رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي أغبر أشعث ، فذكرت له ذلك ، وسألته عن شأنه فقال لي : ألم تعلم أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه ".
   إن قوله" فلمَّا كانت الليلة القابلة " دلالة واضحة على أن الدفن تم في تلك الليلة أي ليلة الحادي عشر، ويؤيده ما ورد في نفس رواية سعيد بن جبير بأن المأتم الذي أقامته أم سلمة بعدما رأت رسول الله في ليلة الحادي عشر أكده الركبان وأن الرؤية كانت في ليلة الحادي عشر بعدما فرغ النبي من دفن ولده الإمام الحسين عليه السلام.
   ثم ذكر ابن عباس ما سمعه من أم سلمة فقال:" فقلت : يا أم المؤمنين ، ومن أين علمت ذلك ؟ قالت : رأيت رسول الله في المنام الساعة شعثا مذعورا فسألته عن شأنه ذلك ، فقال : قتل ابني الحسين عليه السلام وأهل بيته اليوم ، فدفنتهم والساعة فرغت من دفنهم . قالت : فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل ، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلا فقال : إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك وأعطانيها النبي فقال : اجعل هذه التربة في زجاجة أو قال في قارورة ولتكن عندك ، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين ، فرأيت القارورة الآن وقد صارت دما عبيطاً تفور .
قال : فأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها ، وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسين عليه السلام فجاءت الركبان بخبره وأنه قتل في ذلك اليوم" .
 إن قول النبيّ صلى الله عليه وآله لأم سلمة:" : قتل ابني الحسين عليه السلام وأهل بيته اليوم ، فدفنتهم، والساعة فرغت من دفنهم ..."، واضح الدلالة على أن الدفن تم في ليلة الثاني عشر من اليوم الحادي عشر..والله العالم.
 إن أم سلمة رضي الله عنها رأت النبي في المنام ليلة الحادي عشر، وهي الليلة التي رأى فيها ابن عباس النبي أيضاً وأخبره بأنه فرغ من دفن ابنه الإمام الحسين عليه السلام.... فهنا قرينتان تدلان على أن الدفن تم في الليلة الحادية عشراً ؛ وهو ما أكده خبر أبي مخنف عن أم سلمة بقولها:" ..حتى إذا كان اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام أتيت إلى القارورة فوجدتها قد صارت دماً عبيطاً، فلما رأيت ذلك علمت أن الحسين عليه السلام قد قتل فقالت: والله ما كذب الوحي ولا كذب رسول الله، قالت أم سلمة فصبرت حتى جنَّ الليل رقدت فرأيت رسول الله وعلى رأسه ولحيته تراب فقلت: يا رسول الله جعلت فداك ما هذا التراب الذي أراه على رأسك ولحيتك؟ قال: يا أم سلمة الآن رجعت من دفن ولدي الحسين عليه السلام..".
 لقد صبرت أم سلمة حتى جنَّ الليل وهو ليل الحادي عشر من محرم الذي تم فيها دفن النبي لحفيده الإمام الحسين عليه السلام.
 (الوجه الثالث): يمكن الجمع بين القول المشهور لاحتمال صحته - وإن كنا لم نعثر على مستنده - وبين الأخبار التي دلت على أن الدفن تمَّ قبل اليوم الثالث عشر من محرم وكان بواسطة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، بحمل القول المشهور على أن الدفن في اليوم الثالث عشر إنما كان على ظاهر الأمر أي الدفن للأجسام المثالية ، وبحمل ما رأته أم سلمة في المنام - الكاشف عن أن النبي صلى الله عليه وآله قد فرغ من دفن الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام - على الواقع أي: أن دفن النبي للأجساد الشريفة إنما كان للأجسام المادية...ودفن الإمام السجاد عليه السلام مع بني أسد إنما كان للأجسام المثالية، فيكون دفن بني أسد للأجسام الطاهرة ضرباً من الإعجاز والتشريع حتى لا تنتفي حقيقة ما جرى في كربلاء، فكان على صحراء كربلاء صور الأجسام لا حقائقها المادية الخارجية .
 والإنصاف إن هذه الوجه غير تامٍ؛ وذلك لانتفاء الكرامة لمولانا الإمام السجاد (سلام الله عليه) الذي هو أحق بالدفن الواقعي لأبيه من رسول الله صلى الله عليه وآله باعتباره الإمام بعد أبيه، وقد دلت الأخبار الشريفة على أن الإمام عليه السلام لا يلي أمره إلا الإمام الذي بعده، فلا بدَّ من المصير إلى أن الدفن الواقعي كان بواسطة الإمام السجاد سلام الله عليه ويعينه في ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. 
(الوجه الرابع): أن يكون المراد من نزول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله من السماء ليلة الحادية عشر من محرم ودفنه للإمام الحسين عليه السلام إنما هو على سبيل المثال والصور المثالية بعكس الوجه الثالث، فيكون دفن النبي للإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه على نحو دفن الجسد المثالي في اليوم الحادي عشر، ولا يراد منه الدفن الخارجي الطبيعي الذي حصل على يد الإمام السجاد عليه السلام في اليوم الثالث عشر بناءً على صحة القول المشهور... وربما يؤيد هذا الوجه ما ورد في رواية كامل الزيارات بإسناده عن قدامة بن زائدة عن أبيه قال :" .... فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها ، تولى الله عز وجل قبض أرواحها بيده ، وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة ، معهم آنية من الياقوت والزمرد ، مملوءة من ماء الحياة ، وحلل من حلل الجنة ، وطيب من طيب الجنة ، فغسلوا جثثهم بذلك الماء ، وألبسوها الحلل ، وحنطوها بذلك الطيب وصلى الملائكة صفا صفا عليهم،ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولانية ، فيوارون أجسامهم ، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما لأهل الحق ..".
 المقطع المتقدم من رواية قدامة بن زائدة يشير إلى الجسد المثالي للجسوم الطواهر التي غسلتها الملائكة وصلت عليها، بينما يحمل فعل بني أسد على الدفن الطبيعي لتلكم الجسوم الطواهر سواءً كان دفنهم للجسوم في اليوم الحادي عشر أو ليل الثاني عشر أو في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر.
 وهذا احتمال قريب من الواقع وله نظير في الأخبار من وجود جسدين للنبيّ وأهل بيته الطيبين عليهم السلام: أحدهما جسد مادي مدفون في الأرض، والثاني جسد مثالي في العرش، فخبر ابن قدامة وإن كان في مقام بيان تغسيل الملائكة للجسوم الطاهرة مع وضوح بقائها على هيأتها المرملة بالدماء في الظاهر إلا أنه مقام برزخي مثالي يقرّب من فهم الجمع بين رواية نزول النبي إلى الأرض لدفن الجثث الطواهر وبين الرواية الكاشفة عما قام به المولى المعظم إمامنا السجاد عليه السلام.
   والحاصل: إن نزول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله إلى الأرض إنما كان نزولاً مثالياً بجسده المثالي لا المادي المدفون في المدينة، وكذلك دفنه لجسم الإمام الحسين عليه السلام وبقية من استشهد معه إنما كان دفناً للأجسام المثالية التي اتصفت به روح الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، والدفن للأجسام المثالية متقدم على دفن الأجسام المادية التي كانت على صحراء كربلاء وقد تولَّى إمامنا المعظم السجاد (سلام الله عليه) دفنها وموارتها تحت التراب في اليوم الثالث عشر على فرض صحته.
   والإنصاف: إنه وجه غير تامٍ أيضاً؛ وذلك لوجود قرينة في أحد الأخبار تشير إلى أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كان يعين الإمام السجاد (سلام الله عليه) على دفن الجسوم الطواهر عندما حاول بنو أسد أن يعينوا إمامنا السجاد (سلام الله عليه ) على دفن أبيه الإمام المعظم سيّد الشهداء (سلام الله عليه) فقال لهم عبارته المشهورة:" إن معي من يعينني ".
  (الوجه الخامس): للجمع بين رواية أبي مخنف والقول المشهور – على فرض صحته - ينبغي أن نحمل الدفن الوارد في رواية أبي مخنف على التجهيز للدفن - كحفر القبور وتهيأتها - الوارد في رواية السيد هاشم البحراني، لأن كليهما نصان على رؤية أم سلمة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله في ليلة الحادي عشر، ويكون الدفن في اليوم الثالث عشر، فنحمل الدفن على تجهيز القبور الشريفة في اليوم الحادي عشر بينما حصل الدفن في اليوم الثالث عشر من محرّم.
 هذا الوجه أقرب الوجوه بناءً على صحة القول المشهور من أن الدفن كان في اليوم الثالث عشر من محرّم.
   والخلاصة: إن القرائن التي أشرنا إليها من أن يوم دفن الأجسام الطاهرة كان في اليوم الحادي عشر ليلاً تأخذ بأعناقنا في مقابل القول المشهور الدال على أن الدفن كان بعد ثلاثة أيام، وهو قول ليس له ما يثبته من الأخبار ولو بخبرٍ واحد سوى ما ادّعاه العلامتان الشيخ الدربندي والسيّد المقرم رحمهما الله تعالى وقد تناقله عنهما خطباء المنبر الحسيني في عصرنا الحاضر حتى صار من المشهورات...فإننا سنبقى مصرين على رفضه حتى نعثر على نصٍّ أخباري يدل على أن الدفن تمَّ بعد ثلاثة أيام؛ والله العالم وهو حسبنا ونعم الوكيل.
 
السؤال الثالث: الروايات الآمرة بزيارة الإمام الحسين (سلام الله عليه) مع الغسل والأخرى مع الحث على أن يأتيه الزائر شعثاً مغبراً فكيف وجه الجمع؟.
 
  والجواب: يمكن الجمع بين روايات غسل الزيارة وبين استحباب أن يأتي الزائر ضريح الإمام الحسين (سلام الله عليه) شعثاً أغبراً، بحمل الغسل على ما قبل الوصول إلى الضريح المقدس حال وصوله إلى محل إقامته، فالزائر الذي يقطع مسافات قاصداً زيارة الإمام الحسين عليه السلام فإنه يأتيه مغبراً شعثاً، فيستحب له أن يغتسل ليزيل عنه وعثاء السفر وليكون نظيفاً في بدنه ولباسه عند دخوله للمقام المقدس؛ فيصدق على الزائر أنه أتاه مغبراً شعثاً قبل الغسل، فلا تعارض بين الروايات، والحمد لله ربّ العالمين.
 
حررها العبد الفقير محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 4 صفر 1436 هجري
 الموافق 16 تشرين الثاني 2015م.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/20   ||   القرّاء : 10796




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 ـ(24)ـ الصفات النفسية والجسمانية لمولانا الإمام الحجة المنتظر عليه السلام

 الإشكال حول خبر أحمد بن مهران عن إمامنا المعظم موسى الكاظم عليه السلام الوارد عنه قوله في إبنه القاسم(ولو كان الامر لي لجعلته في القاسم إبني لحبي إياه ورأفتي عليه...)/ حلّ الإشكال بثلاثة وجوه فريدة من نوعها

 الخير المحض لا يكون إلا في الجنة وليس في الدنيا

 هل أنّ الأئمّة أخفوا إمامتهم عن الناس أم أظهروها؟

 حكم صيد السمك بالصعق الكهربائي

 لا يكفي الكتاب الكريم دون الرجوع إلى النبي الأعظم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم بل النبي والآل أهم من الكتاب لأن معرفة الكتاب مشروط بهم

 أربعينية الميت مشروعة ولا غبار عليها من الناحية الشرعية

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19212391

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:00

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net