نبش قبور المؤمنين حرامٌ شرعاً إلَّا في مواردٍ مخصوصة..وكذا إستيداع الميِّت في القبر أو التابوت غير جائزِ شرعاً
المرجع الديني المحقق آية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي (دامت بركاته)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
متباركين في ذكرى الولادات الشعبانية الميمونة ، شيخنا الأعز ما حكم ما يسمى بـ(الأمانة أو الوديعة للميت) وهل له مستند شرعي ؟
وما هو الحكم إذا كان المتوفي قد أوصى أن ينقل بعد فترة من دفنه ؟ وما هي الموارد المشروعة بنقل المتوفى ؟
نفع الله بكم أهل الرفض والإيمان ودمتم برعاية وعناية إمام زماننا (أرواحنا فداه) .
يونس الحميري - كربلاء المقدسة
٤/شعبان المعظم/١٤٤٦ هـ
ـــــــــــــــــــ
بسم الله الرّحمان الرّحيم
الموضوع الفقهي:(نبش قبور المؤمنين حرامٌ شرعاً إلَّا في مواردٍ مخصوصة..وكذا إستيداع الميِّت في القبر أو التابوت غير جائزِ شرعاً ).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والجواب:إنَّ إستيداع الميّت في القبر - سواء أكان في تابوت أو من دون تابوت ودفنه تحت الأرض أو تمَّ استيداعه في تابوتٍ فوق الأرض أو تحت الأرض - غير جائزٍ شرعاً وليس له مستندٌ شرعيٌّ، أمَّا وضعه في تابوت فوق الأرض فلا يسمَّى دفناً تحت الأرض حتى لو كان التابوت صخرياًّ أو خشبيّاً أو حديديّاً وما شاكل ذلك؛ وأمَّا وضعه في تابوت تحت الأرض فواضح بنظرنا أيضاً، وذلك لأمرين هما:
الأوَّل:إن التابوت يحجب جثة الميّت عن الأرض فلا يسمَّى مواراةً في باطن الأرض وعلى الأرض بل هو مستودع في تابوت داخل الأرض، وعلى الأقل يُشكُّ في كونه حقيقة شرعية، فالأصل عند الشك، البناء على عدم صحة الدفن بتابوتٍ مستودع تحت الأرض .
الثاني:إنَّ نبشه لينقلوه إلى قبرٍ آخر هو من أبرز مصاديق حرمة نبش قبر المؤمن ما لم يكن النبش مبرراً شرعاً بحسب ما ورد في الأدلة الشرعية القطعية .
ولو أوصى المتوفي بأن يكون وديعةً في القبر لكي يُنقل إلى بلده، فوصيته غير جائزة شرعاً، وذلك لأن الإستيداع يستلزم النبش لأجل النقل إلى بلدٍ آخر، لذا لا يجوز تنفيذها بسبب مخالفتها للنصوص الشرعية الناهية عن نبش القبر إلَّا في موارد مخصوصة دلَّ الدليل الشرعي على جوازها ومشروعيتها ومن أهمها النقل إلى المشاهد المشرَّفة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام لا سيًّما وادي السلام في النجف الأشرف، وقد فصَّلنا تلك الموارد في بحثنا التفصيلي حول هذا الموضوع بفضل الله تعالى وكرمه ودعاء الإمام المعظَّم القائم من آل محمد صلَّى الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين، ولعن الله الظالمين لهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين..
والله وليُّ المتقين وهو المسدّد للصواب والرشاد
عبد الإمام الحُجَّة القائم عجَّل الله تعالى فرَجَه الشريف وصلوات الله عليه وآله
غريب الديار محمّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 2 ذي القعدة 1446 هجري، الموافق 29 نيسان 2025 م