• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (457)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1172)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .

        • القسم الفرعي : شبهات وردود .

              • الموضوع : دفع إشكال المشكك في معنى كون الخلق فطموا عن معرفة سيدتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام .

دفع إشكال المشكك في معنى كون الخلق فطموا عن معرفة سيدتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم شيخنا العلامة المحقق والفهامة المدقق ورحمة الله وبركاته
قد اشكل مستشكل على وجه تسمية سيدة النساء بفاطمة ان الخلق فطموا عن معرفتها
قائلا ان لفظة فاطمة من حيث الموازين الادبية اللغوية الصرفية على صيغة اسم الفاعل
وكون الخلق مفطومون عن معرفتها لا علاقة له بتسمية المفطوم عن معرفته(معرفتها) بفاطم حيث لم تذكر الرواية من هو الفاطم اذن فلا يمكن ان يكون هذا وجها من اوجه تسمية سيدة النساء سلام الله عليها ، انتهى كلامه خفض مقامه

والسلام عليكم

 

الموضوع العقدي: دفع إشكال المشكك في معنى كون الخلق فطموا عن معرفة  سيدتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام.
بسم الله الرّحمان الرَّحيم

     الحمد لله تعالى كما هو أهله والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير سيدنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته مصابيح الدجى وسفن النجاة والعروة الوثقى أفضل السلام والصلاة واللعنة السرمدية الابدية على منكري فضائلهم ومنهم من شكك في الفضيلة لأميرة الخلائق سيدتنا المعظّمة الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء الحوراء الإنسية لعن الله تعالى ظالميها وجاحدي حقها ومنزلتها وفضائلها الكبرى وجعلنا وإياكم من أنصارها وخدامها وأوليائها بحقها عند الله تعالى وعند رسوله وبعلها وأبنائها المطهرين عليهم السلام..وبعد.
السلام عليكم ورحمته وبركاته

   قبل الجواب على شبهة ذاك العفريت لا بدَّ من تقرير شبهته بشكلٍ واضحٍ حتى يتمكن القارئ من فهم الجواب، ونحن لم نفهم مراد الشبهة بشكلٍ صحيح ومستقيم، فثمة إضطراب في تقرير الشبهة في السؤال المتقدم نقلاً عن صاحب الشبهة، ولكننا عرفنا شيئاً من المراد، وها نحن قررناها بحسب ما فهمنا من الشبهة، وتقوم شبهته على نفي العلاقة بين مولاتنا المعظَّمة السيدة المطهرة (فاطمة) صلى الله عليها ـــ مؤنث فاطم ـــ وبين المفطوم عن معرفتها وهم عامة الخلق، بدعوى عدم ذكر الرواية لهوية الفاطم، فلا يمكن حينئذٍ أن يكون الإسم فاطمة سبباً لتسميتها بفاطمة لأن الله تعالى هو الفاطم أو لأن الفاعل للفطم غير مذكورٍ في الحديث بدلالة قول مولانا الإمام الصادق عليه السلام( وإنَّما سميت فاطمة لأن الخلق فُطِموا عن معرفتها) فالفاطم مجهول.
  وبعبارة أخرى: لعلَّ مراده من الإشكال هو: أنَّ لفظ(فاطمة) إسم فاعل أي أنها هي من قامت بالفطم..والخلق مفطومون عن معرفتها بمعنى أنهم المفطومون من قبلها..هذا من الناحية اللغوية، وفي الحديث يقول الشيعة الإمامية إن الخلق مفطومون على صيغة إسم المفعول، ففاعل الفطم مجهول وليس السيدة الزهراء عليها السلام هي الفاطمة لهم كما يدَّعي الشيعة..فما هذا التناقض بين تفسيركم للحديث والتعليل اللغوي، فأنتم الشيعة تدَّعون بأنها هي الفاطمة مع أن الفاطم مجهول ؟!.
 جوابنا على إشكال ذلك العفريت الإنسي هو الآتي:
 لا ريب عند العارفين بأساليب اللغة والفصاحة بأن لفظ" فاطم" مذكر فاطمة وهما بمعنى القطع والفصل والمنع، ففاطمة تعني القاطعة والمانعة والفاصلة، طبقاً لمفردات اللفظة" فاطمة" فالفاطم مردد بين ثلاث : إمّا أن يكون الفاطم: هو الله تعالى، وإمَّا يكون الفاطم عن المعرفة: هي صلوات الله عليها، وإمّا يكون الفاطم: الخلق أنفسهم.
 ولا مانع عقلاً ونقلاً وعرفاً  أن يكون الفاطم هم الثلاثة، ولكن كلّ واحد بحسبه وفي طول إرادة الآخر، وإن كان للخلق تأثيراً كبيراً في حجب معرفتهم للسيدة الطاهرة عليها السلام، فهم قد حجبوا أنفسهم عن معرفتها بسوء إختيارهم وإرادتهم، فالمكلَّفين هم منعوا أنفسهم من المعرفة ثم جاراهم الله تعالى على نفس إرادتهم باعتبار أن معرفتها أصل عقديٌّ وحكم شرعيٌّ لا يصح عقلاً ونقلاً أن يجبرهم الله تعالى على معرفته وإمتثال حكمه بمقتضى إرادته للعبد ما أراده واختاره من دون قسرٍ أو جبر، فالأصل الأولي محكم في القول بأنهم هم قد منعوا أنفسهم عن فيض معرفتها صلوات الله عليها لا أن الله تعالى أو هي منعت من يستحق المعرفة، ولكنَّ الله تعالى مع وليته الكبرى شاءا وأرادا أن لا يعرفها مبغضها تبعاً لمشيته وإرادته، ولا يصح ــ كما أشرنا أعلاه ــ أن يريد الله تعالى وتريد هي روحي فداها من المبغض أن يعرفها ويحبها ويعتقد بولايتها...وقصدنا بالإرادة هنا هو الإرادة التكوينية لا التشريعية، لأن الله تعالى أراد تشريعاً من إبليس وجنوده الطاعة ولكنهم عصوا، وهنا في موردنا كذلك حيث أراد الله تعالى وأرادت وليته الكبرى من العباد الإعتقاد بمعرفتها وولايتها ولكنهم رفضوا ذلك، فمخالفتهم لإرادتهما إنما تكون في مورد الإرادة التشريعية وليس التكوينية، هذا كله من حيث التشريع المتعلق بالخلق والوارد في الحجب العمدي عن معرفتها، فيكون الفطم الوارد في الحديث الشريف(فطموا عن معرفتها) وارداً على صيغة إسم المفعول أي أنهم هم المفطومون عن معرفتها وليست هي الفاطم لهم عن المعرفة بالأصل الأولي كما أشرنا، وفي الوقت نفسه تكون هي تبعاً لله تعالى الفاطمة لهم عن الجنة بسبب فطمهم أنفسهم عن معرفتها، فصارت معرفتها سبباً للجنة، وعدم معرفتها صارت سبباً لدخول النار، فهي الفاطمة بأمرٍ من الله تعالى لمن لا يستحق معرفتها أو لمن لا يريد معرفتها، فاختاروا النار بسبب رفضهم لمعرفتها التي تعني ولايتها ومحبتها والإعتقاد بها، فتكون هي صلوات الله عليها المسببة لدخولهم النار، وكأنها صارت علَّةً إعدادية لدخولهم النار، وهم كانوا علَّةً فاعلية للدخول إلى النار، والفرق واضح في المنطق والفلسفة بين العلّة الإعدادية والعلّة الفاعلية، فالعلَّة الفاعلية هي العلَّة التي توجد الفعل من العدم، وأما العلَّة الإعدادية فهي العلَّة التي تهيئ المادة بعد وجودها إلى الفعل، أو هي العلّة الناقصة في مقابل كون الخلق علّة تامة في عدم تفاعلهم في معرفتها، ولا ضير أن تتعاقب علتان على معلول واحد بالبيان الذي أشرنا إليه، وله نظير في المجتمع المدني كالنطفة في الرجل هي ملعولة للعلة الإلهية التي أوجدتها من العدم، وفي الوقت ذاته هي علّة إعدادية للزوج لأن يضعها في رحم الزوجة، فهو معدّ لنطفة لم يخلقها هو بنفسه وإنما خلقها باريها من العدم ولكن الزوج أعدها لأن تكون في رحم الزوجة... وموردنا في تفسير الخبر الشريف(فطموا عن معرفتها) من هذا القبيل، أي أنها صلوات ربنا عليها هي الفاطمة لأعدائها ببغضها، فهي جزء علّة لإعدادهم في النار بسبب بغضهم لها الذي هو علّة تامة للدخول إلى النار، فتأمل.
   فالخلق مفطومون بسوء إختيارهم وهي فاطمة لهم عن الجنة، فيصح أن تكون هي الفاعل لدخولهم النار، ولهذا المعنى نظير في الأخبار الأخرى الدالة على أن الله تعالى فطمها وشيعتها عن النار وفُطمَ أعداؤها عن حبها (1)، فمن أحبها فقد فُطِمَ عن النار، ومن أبغضها كان من أهل النار، فمحبتها تكون سبباً لدخول الجنّة وعلَّةً لعدم الدخول في النار، فهي الملاك والمناط لدخول الجنة والإبتعاد عن النار، فكأن حبَّها هو الفاعل الموجب لدخول الجنّة، وكأنَّ بغضها السبب الموجب( أو الفاعل المقتضي أو الموجب) لدخول النار...  فالعجب من ذاك العفريت كيف ينفي وجود ذكر للفاعل الذي هو الفاطم وهو الضمير المستتر(فُطم) أي أن المكلّف قطع نفسه عن معرفتها بسوء إختياره فكانت سبباً فاعلياً لدخوله النار، فكأنها الفاعل والسبب لدخوله النار، إذ لولاها ولولا بغضه لها لما كان دخل النار... فالفاطم هو الفاعل للبغض وللذات المتصفة بالبغض(أي الزهراء الحوراء عليها السلام)، ونظير هذا ما أشارت إليه الأخبار الدالة على أنها فطمت شيعتها من النار وفطمت أعداءها من الجنة، فهي الفاعلة للجنة والفاغلة للنار أي بسببها يدخل المحب الجنة وبسببها يدخل المبغض النار، فيكون المعنى بأنها علّة فاطمة وقاطعة عن النار وفاطمة وقاطعة عن الجنة، فصارت فاطمة على كلا الجهتين تماماً كالله تعالى الفاطم والقاطع لموحديه ــ بشرط الولاية ــ عن النار، والفاطم لمنكريه عن الجنة، فالفاطم هو الله تعالى وهي فاطمة بأمره تعالى، والخلق مفطومون لأنهم مبغضون أو جاهلون، فهي مانعة للأشرار عن معرفتها بأمره تبارك شأنه، وفاطميتها في طول فاطميته تعالى فلا تعارض في البَيْن، فالفطم منه بالأصل الأولي ومنها بالعنوان الثانوي أو أن الفطم منهما بعنوانه الأولي الطولي لا العرضي حتى لا يتوهم أحد شبهة الشرك، فهي الفاطمة والقاطعة والمانعة والفاصلة بفطمه وقطعه ومنعه وفصله، قال تعالى{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17.
   والحاصل: إن الفاعل للفطم هي بضميمة الخلق حسبما فصّلنا لكم أعلاه، وهو ما أيده خبر سدير الصيرفي في باب شمائلها في البحار، كما وقد تواترت الأخبار بفطمها وشيعتها عن النار، وهي أخبار بألفاظ متعددة وذات مصاديق متنوعة في مورد الفطم، فتارة وردت بلسان أنها صلوات الله تعالى عليها مفطومة عن الطمث، وتارة أخرى وردت بكونها مفطومة عن الشر والجهل، وثالثة بأنها فطمت شيعتها من النار وفطمت أعداءها عن حبها كما في خبر سدير الصيرفي كما أشرنا، فعلى كل التقادير فإنها مفطومة عن الأدناس والأرجاس المعنوية والمادية ومفطومة عن النار، وفاطمة ومانعة لشيعتها عن الأرجاس المعنوية وعن النار، فكأن الله تبارك شأنه يقول بحقها:" يا فاطمة قد فطمتك عن النار وعن الأرجاس والأدناس المعنوية والمادية..فأنت تفطمين شيعتك عن الأدناس والأرجاس المعنوية" فهي فاطمة فطمت نفسها بسبب قابليتها الذاتية عن الجهل بالعلم وعن الشر بالخير وعن الطمث بالطهارة عن الحمرة، وتفطم ذريتها وشيعتها ومن تولاها وأحبّها من النار بالجنّة، وتفطم أعداءها عن طمع الوراثة بالملك باليأس عنها وعن حبها ببغضها، فقد لوحظ في وجه تسميتها بهذا الإسم الشريف وجوه متعددة تدخل في لحاظ بطون المعنى المتعدد الأطراف في اللفظ الشريف(فاطمة)، ولا منافاة في الأخبار الظاهرة في تعدد معاني الفطم وذلك لأن الفطم معنى يصدق على كلّ الوجوه المذكورة، واختلاف الأخبار ليس من جهة اختلاف حال الرواة والحاضرين من حيث الإستعداد الذاتي واختلاف المصالح في الأزمنة والأمكنة كما ذهب إليه المولى المحدّث الشيخ محمد عليّ الأنصاري رحمه الله تعالى، وإنَّما الإختلاف مرآة لتعدد المناقب والفضائل الفاطمية، وعلى فرض صحة ما قاله المرحوم الشيخ الأنصاري من أن إختلاف الأخبار من جهة إختلاف حال الرواة والحضار...فلا يعني هذا أن الصدّيقة الكبرى صلوات الله عليها لا تدخل في مفهوم الفطم..كلا ثمَّ كلا ! لأن الأخبار أكدت على مفهوم اللفظ الشريف المتعدد الأطراف بحلاوته وسمو معانيه،وهذا اللفظ الشريف(فاطمة) يتسع لهذه المعاني الكريمة الدالة على سعة طهارة الذات الفاطمية عليها آلاف السلام والتحية، فذاتها الشريفة قابلة لكلِّ الوجوه المتعددة في اللفظ الشريف(فاطمة) فلفظٌ واحد له سبعون بطناً من بطون المعاني السامية المندكة في اللفظ الواحد الأحد وهو (فاطمة أو فاطم) فإسمها الأحديّ كإسم الجلالة(الله) تندك فيه الأسماء الحسنى لله تعالى، وكلّ إسمٍ يحكي عن جانبٍ من جوانب الذات الفاطمية المقدّسة كما تندك الأسماء الحسنى في ذات الجلال وكلُّ إسمٍ يحكي عن جانبٍ من جوانب إسم الجلالة المقدسة، فإسمها صلوات الله عليها مظهرٌ للصفات الربوبية، فقد رعى الباري ولحظ في إسمها المناسبة بينه وبين ذاتها المقدسة، فلا إثنينية بين الإسم والمسمى ....فمولاتنا الطاهرة المطهرة فاطمة لنفسها عن الأرجاس والأدناس، وفي ذات الوقت فاطمة لغيرها عما لا يرضي ذا الجلال والإكرام وفاطمة لمبغضيها عن الجنَّة والعلم، وما الضير في أن تكون هي الفاطم عن معرفتها ــ التي هي السبب في دخول الجنة ـــ لمن لا قابلية له على ذلك ؟! أليس الله تعالى هو الفاطم للكافرين عن معرفته وهدايته لعدم وجود القابلية عندهم للهداية وقد قال تعالى( والله لا يهدي القوم الكافرين) البقرة 264 (والله لا يهدي القوم الظالمين) البقرة 258.
    وعظمة مولاتنا الطاهرة عليها السلام عند الله تعالى تمنع الكافرين والجاحدين لحقها من الإيمان بمعرفتها، وسبب عدم الإعتقاد بها يرجع إلى عدم قابليتهم بسبب مروقهم وفسقهم وجحودهم قال الله تعالى:(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون) الروم 10. 
 ويتلخص مما ذكرنا: أنه لا ضير في إستعمال اللفظ الشريف(فاطمة) على صيغٍ ثلاث:
  الأولى: صيغة المبنيِّ للفاعل ــ أي ذات فاطمية ــ بمعنى أنها روحي فداها ذات فطم، تفطم الشيعة عن الجهل والشر والنار.
 الثانية: صيغة المبنيِّ للمفعول ـــ أي ذات مفطومية، أي أنها مفطومة عن الشر والجهل.
الثالثة: صيغة المبني للفاعل والمفعول معاً ــ أي الذات الفاطمية والمفطومية ـــ بمعنى أنها ذات الفطم المطلق من باب النسبة، فيكون جامداً يستوي فيه المذكر والمؤنث.
  بهذه الصيغ الثلاث نكون قد وفقنا بالجمع بين الأخبار المتعددة الوجوه في معنى اللفظ الشريف (فاطمة).
  وعلى كلِّ حالٍ: إن مادة "فطم" على أيِّ وجهٍ فرضت فيها فاعلاً أو مفعولاً، كانت بمعنى القطع والفصل على نحو الإطلاق، ولا يختص بأحد الوجوه المتقدمة التي ذكرناها من الشر والطمث والجهل وغير ذلك بل يتخطاه إلى أوسع من ذلك من وجوه الخطأ وسوء الخلق والنفرة والقبح وما لا يكون لوجه الله تعالى لأنها سلام الله عليها متصفة بجميع المكارم والفضائل، منقطعة عن جميع العيوب والنقائص، فتناسب الإسم لها ــ فاعلاً ــ لكونها سلام الله عليها فطمت نفسها وذريتها وشيعتها من النار وما يوجب الشنار والعار، وتناسب أيضأ الإسم لها ــ مفعولاً ــ لأنها صلوات الله عليها مفطومة عن معرفتها الناس، بمعنى أن الناس فطموا عن معرفتها بسبب ضعف قابلياتهم عند الأكثر وإنعدامها عند بعضٍ آخر، وأنّى لهم أن يبلغوا كنه معرفتها وقد دارت على معرفتها القرون الأولى حسبما جاء في الخبر الصحيح ؟! هيهات! ثم هيهات، فقد ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وتصاغرت العلماء وحصرت الخطباء وتحيرت الحكماء عن وصف شأن من شأنها ودرك درجة من سمو رفعتها، وصدق الشاعر حينما قال معرّفاً عن تلكم الحقيقة الفاطمية بقوله:


هي قطب دائرة الوجود ونقطة       لمّا تنزلــت أكثرت كثراتـها
هي أحمد الثاني وأحمد عصرها     هي عنصر التوحيد في عرصاتها
هي مشكاة نور الله جلّ جلاله        زيتونة عمَّ الورى بركاتها


  والمحصَّلة: أنَّه لا فرق في كون مولاتنا المعظمة الصدّيقة الكبرى قاطعةً وفاصلةً وفاطمةً للخلق عن معرفتها بسبب ما لها من الولاية والحظوة عند الله تعالى، فقد قرنتها الأخبار المستفيضة حسبما جاء عن مولانا الإمام المعظم أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال مفسراً لسورة القدر: الليلة : فاطمة، والله:القدر، فمن عرف فاطمة فقد أدرك ليلة القدر، وإنَّما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها".
  وهذه الأخبار الواصفة لعظم قدرها والحاكية عن عجز الخلق عن إدراك ليلة القدر من دون الإعتقاد بولايتها ومحبتها، حيث ربط المولى المعظم الصادق من آل محمد عليهم السلام بين معرفتها وبين إدراك ليلة القدر، كما أنه حصر سبب التسمية بفاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها، فهو تعالى ربط بين معرفتها وبين إدراك النبوات والرسالات بما تحويه ليلة القدر من معراج للأنبياء والأولياء والملائكة، فصارت الليلة مهبطاً للفيوضات المعلولة بمعرفة سيدة الطهر والقداسة والجمال والكمال، فقد جاء في الخبر الصحيح:" أنه ما تكاملت نبوة نبيّ حتى أقرَّ بفضلها ومحبتها وهي الصدّيقة الكبرى وعلى محبتها دارت القرون الأولى" فمن أنكر ولايتها لم ولن يوفق لنيل الفيض الإلهي، وليس عبثاً أن تُقْرَن سيدةُ النساء بليلة القدر ــ وحاشا للمولى المعظم إمامنا الصادق بن محمد عليهما السلام من قول العبث ـــ والسر في التشابه بين الفاطمة الفاصلة وبين ليلة القدر المفطومة عن عامة الخلق يرجع إلى الوجوه التالية:
الوجه الأول:
إن ليلة القدر مقدرة في أيام السنة ومجهولة للناس من حيث القدر والمنزلة والعظمة، والخلق فطموا وقطعوا عن معرفتها، وكذلك البضعة الأحمدية والحوراء الإنسية عليها السلام مجهولة القدر عن شيعتها فضلاً عن سائر الخلق، وشيعتها لم يعرفوها حقّ معرفتها، بدلالة تفاوتهم في درجات المعرفة بها، فمنطوق الخبر الشريف يربط بين معرفتها وبين إدراك ليلة القدر، فمن عرفها فقد أدرك ليلة القدر، ومفهومه يشير إلى أن من لم يعرفها فلا يدرك ليلة القدر، وعامة الشيعة لم يعرفوها حقّ معرفتها وإلا لأدركوا ليلة القدر، وحيث إنهم لم يدركوا ليلة القدر فلا ريب أنهم ليسوا عارفين بها حقّ المعرفة تماماً كتقصيرهم في معرفة ليلة القدر الظاهرية فضلاً عن الواقعية، فهم سبب في التقصير بمعرفتها، وهي أرواحنا فداها سبب في منع الإفاضة عليهم بسبب إحجامهم عن معرفتها، والإفاضة مشروطة بمعرفة قدرها، فلا إفاضة من دون معرفة، فالقضية سالبة بإنتفاء الموضوع..!.
الوجه الثاني: إن ليلة القدر يفرق فيها كلُّ أمرٍ حكيم، فكذلك بمعرفة مولاتنا المعظمة (فاطمة) يفرق بين الحقّ والباطل، والمؤمن والكافر.
الوجه الثالث: كما صارت ليلة القدر ظرفاً لنزول الآيات والسور على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، فقد صارت ابنته الطاهرة عليها السلام وعاءً للإمامة والمصحف الشريف...بل صارت وعاءً للولاية وسبباً لنيل اللطف والرحمة المشروطان بمعرفتها.
الوجه الرابع: إن ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء وكذلك ولايتها مرقاةٌ لوصولهم إلى النبوة والرسالة والولاية والعظمة.
الوجه الخامس: إن ليلة القدر منشأ للفيوضات والكمالات، وكذلك التوسل بها وسيلة للخيرات والبركات ودفع البليات.
الوجه السادس: إن ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، وكذلك مولاتنا المعظمة فاطمة عليها السلام خير نساء الاولين والآخرين، بل إن مولاتنا المعظمة فاطمة عليها السلام خير أهل الأرض والسماء عنصراً وشرفاً وكرماً .
  فمن تتبع الأخبار وجاس خلال الديار، علم أن سيدتنا الطاهرة الزهراء الحوراء روحي فداها وعليها السلام قد حازت من الكمالات النفسانية والفضائل العقلانية والشرعية ما لم يحزها أحد من نوع النسوة من الأولين والآخرين وأنها وليَّة الله في السماوات والأرضين وأنها أشرف من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة الكروبيين عدا أبيها خاتم النبيين ولم يبق لأحد شبهة في شرف محلها وسمو مكانتها....فما نفثه صاحب الشبهة المنكر لفاطميتها الخلق عن معرفتها دونه خرط القتاد بما قدمناه، بالإضافة إلى أن دعواه في الإنكار لا يتطابق مع الموازين الأدبية والبلاغية والكلامية، كما أن دعواه مخالفة للأخبار الشريفة الدالة على أن الخلق فطموا عن معرفتها وأن من عرفها فقد أدرك ليلة القدر، وسر مفطوميتهم عن معرفتها هو ـــ كما أشرنا فيما سبق ـــ ضيق أفقهم وقابلياتهم، فمقتضى الضيق هو من جهتهم وليس من جهتها صلوات الله تعالى عليها لخلوها من البخل والنقص والحسد، فهي فيضٌ ربوبي يترشح على من ألقى السمع وهو شهيد، قال تعالى حاكياً عن عصمتها وطهارتها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )الأحزاب33 وعلى حسب القابلية يعطى المرء الهبات والفيوضات، قال تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي لنَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17.
  ولو تدبر في الأحاديث الشريفة الواقفون على ثغر إبليس يناطحون فضائل سيدتنا المعظمة صلوات الله عليها لما كانوا في غمرة يعمهون ولا للخطيئة مبادرون ولنعمة وليّة الله كافرون..!! ولكنَّ العصبية العمياء للباطل أعمت أبصارهم وبصائرهم وأصمت آذانهم وأركست عقولهم وأسكرت أرواحهم..! ولا يهمنا تناطحهم بمقدار ما يهمنا الإمساك بقلوب المستضعفين من شيعة سيدة نساء العالمين أرواحنا فداها والدفاع عن حريم ولايتها وفضائلها وقربها من المولى الكريم.
  إن سيدتنا المعظمة أروحنا فداها هي عنصر الشجرة الطيبة، قال تعالى في حقها {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35.وهي سر (لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا عليٌّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) وسر قول رسول الله صلى الله عليه وآله:(يا عليّ أنفذ ما أمرتك به الزهراء عليها السلام) وسر قول مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لسيدتنا الكبرى عليها السلام:( يا بقية النبوة) وهي سر قوله لها:( يا سيدتي ما يبكيك) وهي سر بقية أئمتنا الطاهرين عليهم السلام الذين فاقوا السبق في التنويه بجلالة قدرها وعظم شأنها، فكانوا يهتمون بإسمها الشريف(فاطمة) وكأنه لميزة شريفة فيه وبمن تسمت به،فكانوا يبكون إذا سمعوا به ويتأسفون ويحبون الفتاة المولودة التي سميت به، ويحبون بيتاً كان فيه إسم (فاطمة) وكانوا يتوسلون به، فقد ورد عن إمامنا المعظم الصادق من آل محمد عليهم السلام من أنه إذا وعكته الحمى إستعان بالماء البارد ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار:( فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله). فكان نداؤه بإسمها للإستشفاع بها صلوات الله عليها للشفاء، وورد عن فضالة بن أيوب عن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا مغموم مكروب، فقال لي: يا سكوني ما غمك ؟ فقلت: ولدت لي إبنة، فقال: يا سكوني: على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك، فسري واللهِ عني، فقال: ما سميتها ؟ قلت: فاطمة، قال عليه السلام: آه آه آه ثم وضع يده على جبهته إلى أن قال:"أمَّا إذا سميتها فاطمة فلا تسبّها ولا تلعنها ولا تضربها".
  والأخبار في هذا المجال كثيرة لا يسعنا إستعراضها، وما ذكرناه  عن فضائل سيدة النساء عليها السلام عند الائمة الأطهار صلوات الله عليهم كافٍ ووافٍ بحمد الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حررها الفقير إلى الإمام الحجة القائم عليه السلام
عبده محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت
بتاريخ 23 ربيع الأول 1434هــ 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): بحار الأنوار ــ العلامة المجلسي ــ ج 43 ــ ص 4 ــ 5
 معاني الأخبار: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن يزيد، عن ابن فضال، عن عبد الرحمان بن الحجاج، عن سدير الصيرفي، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): خلق نور فاطمة (عليها السلام) قبل أن يخلق الأرض والسماء فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية قالوا: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم. قيل يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش، قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل (عليه السلام) فقال لي: السلام عليك ورحمة الله و بركاته يا محمد! قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام قلت: منه السلام وإليه يعود السلام قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلى صدري، قال: يا محمد يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه فقال: يا محمد ما لك لا تأكل كلها ولا تخف فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة قلت: حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة؟ قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عز وجل (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) يعني نصر فاطمة لمحبيها.

الخصائص الفاطمية ــ الشيخ محمد باقر الكجوري ــ ج 1 ــ ص 337 ــ 339
الطائفة الثانية: الأحاديث التي تفيد أن جبرئيل هبط على النبي وأهدى إليه ‹ صفحة 338 › تفاحة فأكلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الأرض، كما في معاني الأخبار والعلل ــ وننقلها تيمنا وتبركا ــ: عن سدير الصيرفي، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): خلق نور فاطمة (عليها السلام) قبل أن يخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الله! فليست هي إنسية؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية. قالوا: يا نبي الله! وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله ــ عز وجل ــ من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم. قيل: يا نبي الله! وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله ــ عز وجل ــ أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل (عليه السلام) فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد! قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل. فقال: يا محمد! إن ربك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد! إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة، فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال: يا محمد! يقول الله جل جلاله: كلها، ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه. فقال: يا محمد! مالك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة. قلت: حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة؟ قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها، وهي في السماء المنصورة ; وذلك قول الله عز وجل (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) يعني نصر فاطمة لمحبيها. وفي هذا المضمون رواية أخرى في العلل عن جابر بن عبد الله عن الباقر (عليه السلام) ; قال: « قيل: يا رسول الله! إنك تلثم فاطمة وتلزمها وتدنيها منك وتفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك؟ فقال: إن جبرئيل (عليه السلام) أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبي، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فأنا أشم منها رائحة الجنة ».

مناقب آل أبي طالب ــ ابن شهر آشوب ــ ج 3 ــ ص 110
أبو صالح في الأربعين عن أبي حامد الأسفرائيني باسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول شخص يدخل الجنة فاطمة. ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة، والخركوشي في شرف النبي، وابن بطة في الإبانة عن الكلبي عن جعفر بن محمد (ع) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: هل تدري لم سميت فاطمة؟ قال علي: لم سميت فاطمة يا رسول الله؟ قال: لأنها فطمت هي وشيعتها من النار. أبو علي السلامي في تاريخه باسناده عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة قال علي (ع ): إنما سميت فاطمة لان الله فطم من أحبها من النار. ابن شيرويه في الفردوس عن جابر الأنصاري قال النبي صلى الله عليه وآله: إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم محبيها عن النار. الصادق عليه السلام: أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت: اخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر. ويقال انها سميت فاطمة لأنها فطمت عن الطمث.

بحار الأنوار ــ العلامة المجلسي ــ ج 43 ــ ص 15 ــ 16
أبو علي السلامي في تاريخه بإسناده عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة: قال علي (عليه السلام ): إنما سميت فاطمة لان الله فطم من أحبها عن النار. شيرويه في الفردوس، عن جابر الأنصاري قال النبي (صلى الله عليه وآله ): إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم محبيها عن النار.

بحار الأنوار ــ العلامة المجلسي ــ ج 65 ــ ص 133
وعن يحيى، عن جامع بن أحمد، عن علي بن الحسن بن العباس، عن إبراهيم بن محمد الثعالبي، عن يعقوب بن أحمد السري، عن محمد بن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم من أحبها من النار.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/06   ||   القرّاء : 9744




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 ما مدى صحة الفقرة الواردة في زيارة مولاتنا الصدّيقة المطهرة زينب الكبرى صلوات الله وتسليماته عليها: (السَّلام عليك أيتها المتحيّرة في وقوفك في القتلى..) ؟.

ملفات عشوائية :



 دعاء العهد بصوت الحاج محسن فرهمند

 ــ(112)ــ من خصائص السيد المسيح أنه يقتل الدجال بأمر من الإمام الحجة عليه السلام ومعنى الدجال لغة واصطلاحا ــ(الحلقة الرابعة)ــ

 بعض دعاة الوحدة يتعللون بمواقف السفير الثالث حسين بن روح رضي الله عنه بدعوى التقية الشديدة وعدم اثارة الفتن !!

 هل لله تعالى شريك في الذهن..؟

 حرمة مصافحة المرأة الأجنبيّة / حرمة الجلوس على طاولة الخمر/ ثمن الحرام حرام

 مسائل في شرائط الوضوء

 جواز غيبة المخالف

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2193

  • التصفحات : 19167831

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 19/03/2024 - 11:44

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net