• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (457)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1172)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : سب أهل البدع والنواصب والإنتقاص منهم مستحب وتوجيه الأخبار الناهية عنه .

سب أهل البدع والنواصب والإنتقاص منهم مستحب وتوجيه الأخبار الناهية عنه

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين ولعنة الله الأبدية على أعداءهم قتلتهم إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وعطرة
أما بعد
شيخنا/محمد جميل العاملي دام ظله الوارف ودامت بركاته

ما هو ردكم على من يحرم الجهر بالبرائة من أعداء آل محمد عليهم السلام مستدلاً بهذه الروايات:
1)روى الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب الإعتقادات ص344 عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قيل له : يا ابن رسول الله، إنا نرى في المسجد رجلا يعلن بسب أعدائكم ويسميهم. فقال: (ما له - لعنه الله - يعرض بنا).
وأيضاً في نفس المصدر عن الصادق عليه السلام:في تفسير هذه الآية(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ): (لا تسبوهم فإنهم يسبون عليكم).

2)روى الصدوق عليه الرحمة أيضاً في كتاب عيون أخبار الرضا ج2 ص272 بسند صحيح عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال:وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا وقد قال الله عز وجل:(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ)

3)روى ثقة الإسلام الكليني (رضوان الله عليه) في الروضة من الكافي ص7 بسند صحيح كما قال العلامة المجلسي (عليه الرحمة) في مرآة العقول عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:وإياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو؟ إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله ومن أظلم عند الله ممن أستسب لله ولاولياء الله، فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

4)روى الكليني في الأصول من الكافي ج2 ص117 بسنده عن حبيب السجستاني عن الإمام الباقر عليه السلام قال:في التوراة مكتوب - فيما ناجى الله عز وجل به موسى بن عمران (عليه السلام) -: يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني (1) لعدوي وعدوك من خلقي ولا تستسب لي عندهم باظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي.
[قال المحقق علي أكبر الغفارى:(1) لما كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عديت بعن \" ولا تستسب لي عندهم \" أي لا تطلب سبى فان من لم يفهم السر يسب من تكلم به \" فتشرك \" أي تكون شريكا لأنك أنت الباعث له عليه (في) وفى بعض النسخ [ولا تسبب].

5)روى العياشي قدس سره في تفسيره ج1 ص373 عن عمر الطيالسي عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال:سألته عن قول الله عزوجل {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ}قال: فقال: يا عمر هل رأيت أحدا يسب الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك فكيف؟ قال: من سب ولى الله فقد سب الله.

6)روى الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي (أعلى الله مقامه الشريف) في تفسيره ج1 ص213 بسنده الصحيح عن أبيه عن عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء) فقال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله فكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم لكيلا يسب الكفار إله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعلمون فقال: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم.

فهذه الأخبار الصحيحة وردت في حرمة سب أعداء محمد وآل محمد علانية خشية أن يقوم النواصب لعنهم الله بسب الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم وهذا ما حصل بالتحديد في الكويت حيث قام أحد أعضاء مجلس البرلمان النواصب بسب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام على موقع التواصل الإجتماعي وتبعه الكثيرون بلعن أهل البيت عليهم السلام ووصفهم بالكلاب والعياذ بالله فما هو موقفكم من هذه الأمور
ودمتم سالمين
إبنكم/أبو يعقوب *****

 

الموضوع الفقهي: سب أهل البدع والنواصب والإنتقاص منهم مستحب وتوجيه الأخبار الناهية عنه.
بسم الله جلَّت أسماؤه

 

     السلام على أخي العزيز المفضال أبي يعقوب....ورحمة الله وبركاته
     نتمنى لكم التوفيق والسداد دائماً وأبداً وجعلكم من خدام إمامنا المعظم الحجة القائم عجَّل الله تعالى فرجه الشريف بمحمدٍ وآله الأنوار المطهرين سلام الله عليهم أجمعين..ونحن نعتز بكم شريطة الإستقامة على منهج الولاية لأهل بيت العصمة والطهارة والبراءة من أعدائهم لعنهم الله... فكثّر الله تعالى من أمثالكم لأن التشيع بحاجة إلى مؤمنين واعين ونرجوه سبحانه أن يسبغ عليكم دوام التوفيق والختم لكم بخير ونرجو منكم الدعاء لنا في خلواتكم الصالحة...وبعد.
 وجواباً على سؤالكم الكريم حول الروايات الشريفة التي منعت من سب أعداء آل محمد سلام الله عليهم، وقبل بيان المطلب لا بدَّ من توضيح مفهوم السبِّ لأنه طالما اختلط مفهومه على الكثيرين من إخواننا المؤمنين فضلاً عن خفائه عند بعض عمائم السوء من أتباع مدرسة السقيفة على أصحابها آلاف اللعنات السرمدية التي لا تنقطع ولا تبيد وبتر الله أعمارهم عاجلاً بمحمدٍ وآله المطهرين سلام الله عليهم أجمعين... لذا ينبغي علينا توضيح مفهومين:
المفهوم الأول:
بيان مفهوم السبِّ.
المفهوم الثاني: بيان ماهية المسبوب وهل هو خاص أم عام ؟.
 أما بيان المفهوم الأول فهو الآتي: إن مفهوم السبّ واضح لدى المحصِّلين من علماء الإمامية القدامى رحمهم الله والجدد حفظهم الله...ولا عبرة بغير المحصِّلين من المنتسبين إلى الحوزات العلمية الشيعية فإنهم كالحمر المستنفرة فرت من قسورة (أي يهربون من الحق كهروب الحمر الوحشية من الأسد) حيث خلطوا السب باللعن، فكل من لعن اعتبروه ساباً وشاتماً بسبب جهلهم بالمفاهيم الصحيحة الواردة في الآيات والأخبار ..كما خلطوا بين مفهوم السبّ بمفهومه الإصطلاحي الصحيح وبين المفهوم اللغوي الفاسد للسب في أحد مراتبه وليس في جميعها ..إذ لا ريب في صحة أغلب مصاديق السبّ من الناحية اللغوية على المسبوب... لذا توجب علينا دفع الفاسد بالصحيح بقوة البرهان والدليل...فنقول وبه تعالى نستعين:
 إن مفهوم السب بحسب التعريف اللغوي والإصطلاحي مجمل من حيث العموم والخصوص في تعريف السبّ حيث إن اللغويين عرَّفوه تارةً بأنه" ذكر المسبوب بكلام قبيحٍ ليس فيه قذف " وهذا التعريف اللغوي ــ وهوموافق للتعريف الفقهي عند البعض ــ للسب يقتصر على ذكر المعايب الحاصلة في المسبوب دون ما لم يكن حاصلاً فيه، وهناك تعريف آخر أعم منه  أخذ به المشهور عرَّفه بأنه:" ما يوجب التعيير والإهانة بالمسبوب حتى لو كان فيه قذف بالمسبوب " والتعريف الثاني هو تعريف عام يشمل كل كلام يسيء إلى المسبوب حتى لو لم يكن مضمون السب حاصلاً فيه..فلو عيّره الساب بما فيه يعتبر سبّاً بحسب التعريف الثاني دون الأول، وهو خطأ فادح يخلُّ بالمعاني الإصطلاحية لمفهوم السبّ الشامل لغير ما هو في المسبوب، فمثلاً لو قال الساب للمسبوب:" يا زاني " وكان معروفاً بالزنا يعتبر بنظر الفريق الثاني من اللغويين ساباً له..وفيه من المغالطة ما لا يخفى على الفطن الفقيه، باعتباره مخالفاً لمفهوم الغيبة التي تعني ذكر الآخر بما يكون شائعاً فيه حيث يكون سباً بحسب التعريف الأول للسب مع أن الأخبار أجازت غيبته بذكر ما فيه من المعايب والقبائح المشهور بها..لذا فإن المعنى اللغوي بشقه الثاني يخالف المفهوم الإصطلاحي القائم على ذكر المغتاب بما فيه من قبائح وشناعات...وللاسف قد أخذ بالمفهوم الأول أحد الأعلام ظناً منه بأن السب هو ذكر المسبوب بكل قبيح حرام بل ينبغي الإقتصار على ذكر المعايب الحاصلة في المسبوب، متجاهلاً أو ناسياً بأن هناك فرقاً بين السب بالمعنى اللغوي وبين السب بالمعنى الإصطلاحي...فالصحيح في التعريف هو السب بالمعنى الثاني مع تهذيبه بما يتناسب مع المفهوم الإصطلاحي للسب الذي يعني ذكر الأخر بالأعم مما فيه من معايب وتحقيره بما يستحق التحقير...فيشمل القذف بالمسبوب.
 وبعبارة أُخرى: إن المعتبر في مفهوم السبّ هو كلُّ ما يوجب الإهانة والتعيير وكونه تنقيصا وازدراءً على المسبوب وأنه متحد مع الشتم ، وعلى هذا فيدخل فيه كلما يوجب إهانة المسبوب وهتكه كالقذف بغير حق والتوصيف بالوضيع واللا شئ ، والحمار والكلب والخنزير ، والكافر والمرتد ، والأبرص والأجذم والأعور ، وغير ذلك من الألفاظ الموجبة للنقص والإهانة ، وعليه فلا يتحقق مفهومه إلا بقصد الهتك ، وأما مواجهة المسبوب فلا تعتبر فيه .
وأمَّا بيان ماهية المسبوب هل هو خاص أو عام فهو الآتي: المتتبع لكلمات اللغويين يتضح لديه سعة مفهوم السبّ الشامل للفساق من أي دين كانوا وإلى أية جهة انتموا فلا يفرق السب بين أن يكون على المؤمن الفاسق وبين كونه كافراً لا سيما أصحاب البدع والظالمين والمنافقين وهو ما أكدت عليه أخبارنا الشريفة الآمرة بسبهم والتهكم عليهم بقذفهم ولعنهم والقدح بهم والبراءة منهم... 
   والسب عام يشمل الفساق من الشيعة والمشككين بأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم والكفار والمنافقين ويشتثنى من السب المؤمن الموالي فلا يجوز سبه والإزدراء به لأن له حرمة عند الله تعالى وعند رسوله وأهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم، وقد كشفت الأخبار الشريفة عن حرمة سبه وتحقيره بأي شكل كان التحقير والإهانة..ومع هذا كله ترى الكثير من المؤمنين اليوم يسبون الموالي ويمدحون الفاسق المعادي...فالمؤمن عندهم من كان على شاكلتهم ومن زمرتهم وفرداً من حزبهم أو تنظيمهم أو حلفهم...وبات التكتل المرجعي في هذه الأيام أحد أبرز سمات السبابين واللعانين لكل من خالف مرجعهم ووليّ نعمتهم لمجرد أن المرجع الآخر أو الفقيه الآخر خطأَ مرجعهم ونهاه عن الخطأ أو الإنحراف...بل وصل الحال عند المتحزبين اليوم أنهم صاروا يكفرون الشيعي الساب لعائشة أو الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية....فلم يعد السب مقيداً بمن ذكرنا أعلاه بل صار يعم المؤمن الموالي الذي نهت الأخبار عن سبه حرمة له بما يعتقد من معارف حقة وإلتزام بمنهج أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم والبراءة من أعدائهم، وقد نالنا منهم الحظ الوافر بحيث لم يرعوا لنا حرمة فكالونا بالشتائم المقذعة والعبارات المفزعة لا لشيء سوى تقويمنا للمنهج الذي يسير عليه قادتهم وساداتهم وكبراؤهم..إنها العصبية الباطلة والحمية الجائرة التي نخرت قلوبهم وأعمت بصائرهم وأبصارهم نشكوهم إلى الله العلي القدير ولنا وقفة معهم يوم لا ينفعهم قائد ولا تدفع عنهم أعوان وأموال كانوا يستدرونها من أولياء نعمتهم ليسبوا الموالين فضلاً عن العلماء والفقهاء المجاهدين للجبت والطاغوت وأتباعهما....لا لشيء سوى هدم مروة المؤمن وإدخال الشين عليه ليسقطوه من أعين الناس كما أشارت النصوص منها ما رواه الكافي في الأصول باب الرواية على المؤمن بإسناده عن  محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل ابن عمر قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقطه من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان .
  وبإسناده أيضاً عن علي إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن مختار ، عن زيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) فيما جاء في الحديث " عورة المؤمن على المؤمن حرام " قال : ما هو أن ينكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تروي عليه أو تعيبه.
 لقد استثنت الأخبار المؤمن الموالي من جواز السب لأن للموالي عند الله تعالى حرمة كحرمة الكعبة بل هو أعز عند الله من الكعبة، وقد عقد الكليني رحمه الله باباً خاصاً في حرمة سب المؤمن الموالي الصالح وإليكموها كاملة غير منقوصة:
( باب السباب ) :

1 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة.
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سباب المؤمن فسوق ( 1 ) وقتاله كفر وأكل لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه .
3 - عنه ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن رجلا من بني تميم أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أوصني ، فكان فيما أوصاه أن قال : لا تسبوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم .
4 - ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) في رجلين يتسابان قال : البادي منهما أظلم ، ووزره ووزر صاحبه عليه ، ما لم يعتذر إلى المظلوم .
5 - أبو علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما شهد رجل على رجل بكفر قط إلا باء به أحدهما ، إن كان شهد [ به ] على كافر صدق وإن كان مؤمنا رجع الكفر عليه ، فإياكم والطعن على المؤمنين .
6 - الحسن بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : سمعته يقول : إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت فإن وجدت مساغا وإلا رجعت على صاحبها .
7 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن عقبة ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت بينهما فإن وجدت مساغاً وإلا رجعت على صاحبها .
8 - أبو علي الأشعري ، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إذا قال الرجل لأخيه المؤمن : أف خرج من ولايته وإذا قال : أنت عدوي كفر أحدهما ، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو مضمر على أخيه المومن سوءا .
9 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن حماد بن عثمان ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة وكان قمناً ـــ أي جدير وخليقٌ ــ أن لا يرجع إلى خير .
   لسان هذه الأخبار هو المؤمن الصالح الموالي للعترة الطاهرة والمتبري من أعدائها وإلا فيجوز سب غير الموالي لا سيما المشككين بظلامات أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم ومعاجزهم وكراماتهم وكل من ينسب إليهم ما لا يليق بهم ولا يكون مشمولاً لحرمة السب بل العكس هو الصحيح حيث وردت أخبار تأمر بالبراءة من كل مبتدع في الدين وخارج عن شريعة محمد وآله الطاهرين سلام الله عليهم وهو ما عبرت عنه الاخبار المروية في باب غيبة المخالف والمبتدع... فالحكم بحرمة اللعن والسب فيها منوط بالمؤمن أو بالأخ ، والمراد أُخوة الايمان بمفهومه الصحيح عنهم وهو الحب في الله والبغض في الله والولاية لأهل البيت سلام الله عليهم والبراءة من أعدائهم.. فظاهر الحكم عدم تناول اللفظين ــ أي اللعن والسب ـــ لمن لا يعتقد الحق وهو يشمل الشيعي المشكك والمنتقص من ظلامات ومعارف أهل البيت والمائل إلى المخالفين بفقهه وعقيدته كما نلاحظه اليوم عند جماعة من المتلبسين بجلباب التشيع في حوزاتنا العلمية والحاضرة الشيعية ، وفي بعض الأخبار أيضا تصريح بالاذن في سب أهل الضلال ، والوقيعة فيهم والإكثار من سبهم ، فروى الشيخ أبو جعفر الكليني رضي الله عنه في الصحيح عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ، و أكثروا من سبهم ، والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطغوا في الفساد في الاسلام ، ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.
  والظاهر من آية السب والأخبار التي استعرضتم جنابكم قسماً منها محمول على السب الإبتدائي الموجب لسب أئمة الهدى ومصابيح الدجى (سلام الله عليهم ) لا السب الدفاعي كما أوضحناه في جوابنا على أحد استفتائنا حول حرمة السب فليراجع...ويكون السب الإبتدائي مكروهاً في حال لم يوجب سب الأعداء إلى سب أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم وهو ما دلت عليه بعض الأخبار بقوله عليه السلام  لما سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين قال :" إني اكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به " .
  والتحقيق أن يقال: لا يحل لأحد أن يذكر آخر بجريمة اقترفها إلا إذا أعلنها المجرم وجاهر بها غير مكترث بما قيل ويقال أي كان متهتكاً أو كان ممن حرمة في غيبتهم وسبهم كما أشرنا سابقاً ، فعن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : « إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة » . أما السب واللعن فهو محرم بالذات على المؤمن الموالي كما أشرنا ، وهو من أكبر الكبائر على المؤمنين الأخيار . . ولا يحل السب على أحد من الموالين الأخيار بحال إلا بالإذن والترخيص من صاحب الدين والشرع ، وقد أذن بذلك في موارد ، منها :
 1 - اللعنة على إبليس ، قال تعالى : ( « وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ ) - 35 الحجر » .
2 - كل من يكتم الحق ، أو يحرفه عن قصد ، قال سبحانه : ( « إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاه ُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ ا للهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) - 159 البقرة » .
3 - كل منافق دجال ، قال عز من قائل : ( « لَئِنْ لَمْ يَنْتَه ِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) - إلى قوله تعالى -  ( مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا ) - 61 الأحزاب » .
4 - المفسدون ، قال عظمت كلمته : ( « وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) - 25 الرعد » . وبخاصة إذا كان الفساد بالظلم حيث خص سبحانه الظالمين باللعن صراحة : ( « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ) - 18 هود » .
  وليس من شك أن أهل صفين ظلموا وأفسدوا في الأرض ، وقد نعتهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالفئة الباغية ، ولذا جاز قتالهم ، فيجوز سبهم بطريق أولى . وعلى هذا يحمل نهي الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه هنا على ترك أولى ، وإن غير السب أفضل وأجدى ، وهو ما أشار اليه بقوله : ( ولكنكم لو وصفتم أعمالهم إلخ ) إلا في حال يكون السب رادعاً لأولئك الفاسدين الضالين المضلين . . وهذا الذي ذكره الإمام عليه السلام من باب السياسة الحربية في لجم العدو عن مبالغته بسب المؤمنين وترك السب للعدو لعله بالغ الأهمية والأثر في مجال الإعلام الحربي ، وهو من أحدث أساليب الحرب في العصر الحديث ، ويسمى بالحرب الدعائية ، وهي اقناع الرأي العام بأن الخصم هو الباغي والمعتدي وربما يكون قوله الآخر إشارة إلى ذلك حينما قال لهم:" وله عليه السلام : وأبلغ في العذر" أي العذر في القتال معهم من دون سبٍّ... أو لعله من باب  إتمام الحجة عليهم وإبداء عذر الله تعالى في عقابهم ... أو لعل المنع المحمول على الكراهة هو لأجل تأديب قومه وإرشادهم إلى السيرة الحسنة وجذب لهم عن تعويدها وتمرينها بكلام الصالحين..كل ذلك على فرض صحة ما نسب إليه سلام الله عليه فيما نهى عنه من سب أهل الشام.
ولعلّ وجه منعه عليه السّلام لأصحابه عن سبّ أهل الشام كما يستفاد من قوله عليه السّلام : ( إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين ) هو أنه عليه السّلام لما كان غرضه الأصلي ومقصوده بالذّات في جميع حروبه هداية الأنام وإعلاء كلمة الاسلام وانقاذهم من ورطات الجهالة والضلالة لا القتل والغارة والملك والسلطنة بالأصالة كما أشار إلى ذلك في معرض كلامه حول أهل الشام بقوله عليه السّلام حين استبطاء أصحابه اذنه لهم في القتال بصفين :" وأما قولكم شكا في أهل الشام فو اللَّه ما دفعت الحرب يوما إلَّا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدى بي وتعشو إلى ضوئي ، وذلك أحبّ إلىّ من أن اقتلها على ضلالها وإن كانت تبوء باثامها " .
 وكان حصول هذا الغرض بالرّفق والمداراة والحلم وكظم الغيظ لا بالغلظة والخشونة والسّبّ واللَّعنة ، لا جرم منعهم من السبّ لئلَّا يبعث على شدّة العناد ومزيد العداوة ، والى ذلك يومئ ما رواه في الكافي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إنّ رجلا من بني تميم أتى النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فقال : أوصني ، فكان فيما أوصاه أن قال : لا تسبّوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم .
ويدل على ذلك صريحا قوله تعالى في سورة بني إسرائيل * ( وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً ) * أي انّ الشيطان يفسد بينهم ويغرى بعضهم ببعض ويلقى بينهم العداوة .
قال في الصافي في تفسير الآية : قل لعبادي يعني المؤمنين يقولوا للمشركين الكلمة التي هي أحسن ولا يخاطبوهم بما يغيظهم ويغضبهم إنّ الشيطان يهيج بينهم المراء والشرّ ، فلعلّ المخاشنة بهم يفضي إلى العناد وازدياد الفساد .
وقال تعالى أيضا في سورة السجدة * ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَه ُ عَداوَةٌ كَأَنَّه ُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٌّ ) * قال في مجمع البيان : لا تستوى الخصلة الحسنة والسيئة ، فلا يستوى الصبر والغضب والحلم والمداراة والغلظة والعفو والإسائة ، ثمّ بيّن سبحانه ما يلزم على الدّاعي من الرّفق بالمدعوّ فقال : ادفع بالتي هي أحسن ، خاطب النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فقال : ادفع بحقك باطلهم وبحلمك جهلهم وبعفوك اسائتهم ، فإنك إذا دفعت خصومك بلين ورفق ومداراة صار عدوّك الذي يعاديك في الدّين بصورة وليّك القريب فكأنه وليّك في الدّين وحميمك في النسب ، وما يلقّيها أي ما يلقّي هذه الفعلة وهذه الحالة التي هي دفع السيئة بالحسنة إلَّا الذين صبروا على كظم الغيظ واحتمال المكروه ، وما يلقّيها أي هذه الخصلة الَّا ذو نصيب وافر من العقل والرّأى .
وقال تعالى أيضا في سورة الشورى * ( وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ) *
* ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُه ُ عَلَى ا للهِ إِنَّه ُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ . انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِه ِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ . وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ . وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) * .
قال أمين الاسلام الطبرسي : الذين إذا أصابهم البغي من غيرهم هم ينتصرون ممّن بغى عليهم ، فمن انتصر وأخذ بحقّه ولم يجاوز في ذلك ما حدّ اللَّه فهو مطيع للَّه ومن أطاع اللَّه فهو محمود .
ثمّ ذكر حدّ الانتصار فقال : وجزاء سيئة سيئة مثلها ، قيل : هو جواب القبيح إذا قال أخزاك اللَّه قال أخزاك اللَّه ، وسمّى الثانية سيئة للمشاكلة وكونها في مقابلة الأولى .
ثمّ ذكر سبحانه العفو فقال : فمن عفى وأصلح فأجره على اللَّه أي فمن عفى عمّاله المؤاخذة به وأصلح أمره بينه وبين ربّه فثوابه على اللَّه إنه لا يحبّ الظالمين بيّن سبحانه انّه لم يرغب المظلوم في العفو عن الظالم لميله إلى الظالم أو لحبّه إيّاه ولكنّه ليعرّضه بذلك لجزيل الثواب ولحبّه الاحسان والفضل .
ثمّ ذكر سبحانه المنتصر فقال : ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل معناه من انتصر لنفسه وانتصف من ظالمه بعد ظلمه أي بعد أن ظلم وتعدّى عليه فالمنتصرون ما عليهم من اثم وعقوبة وذّم إنّما السّبيل أي الاثم والعقاب على الذين يظلمون النّاس ابتداء ويبغون في الأرض بغير الحقّ أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وتحمّل المشقّة في رضاء اللَّه وغفر فلم ينتصر فانّ ذلك الصّبر والتجاوز لمن عزم الأمور .
فقد علم بما ذكرنا كلَّه أنّ استكراهه عليه السّلام لسبّ أهل الشّام لم يكن لتحريمه كما توهّمه الشّارح البحراني ، بل لأجل عدم ازدياد الفساد ومزيد العداوة والعناد المنافي لغرضه عليه السّلام ، مع أنّ في الرّفق والمداراة والعفو والصّفح من المصالح الدّنيوية والاخرويّة ما لا تحصى حسبما اشيرت إليها في الآيات الشريفة والأخبار الَّتي لا تستقصى .
ولكون هذه الخصال من مكارم الأخلاق ومزايا الخصال واظب عليها في نفسه كما حثّ عليها أصحابه .
فقد روى في البحار من كتاب صفّين لنصر بن مزاحم عن رجل عن منازل الجهني عن زيد بن وهب أنّ عليا مرّ على جماعة من أهل الشّام فيهم الوليد بن عقبة وهم يشتمونه فأخبروه بذلك فوقف في ناس من إخوانه فقال : انهدوا إليهم وعليكم بالسّكينة وسيماء السّالكين ووقار السلام واللَّه لأقرب قوم من الجهل باللَّه عزّ وجلّ قوم قائدهم ومؤدّبهم معاوية وابن النابغة وابن الأعور السّلمي وابن أبي معيط شارب الحرام والمجلود حدا في الاسلام ، وهم أولى يقومون فيقصبوني ويشتموني وقبل اليوم ما قاتلوني وشتموني وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الاسلام وهم يدعوني إلى عبادة الأصنام ، الحمد للَّه ولا إله إلَّا اللَّه وقديما ما عادني الفاسقون إنّ هذا هو الخطب الجليل إنّ فسّاقا كانوا عندنا غير مرضيّين ، وعلى الاسلام وأهله متخوّفين ، حتّى خدعوا شطر هذه الامّة واشربوا قلوبهم حبّ الفتنة واستمالوا أهواءهم بالافك والبهتان ، وقد نصبوا لنا الحرب ، وجدّوا في اطفاء نور اللَّه ، واللَّه متمّ نوره ولو كره الكافرون ، اللَّهمّ إنّهم قد ردّوا الحقّ فافضض جمعهم ، وشتّت كلمتهم ، وابسلهم بخطاياهم ، فانّه لا يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت .
فانظر إلى كريم خلقه وشرفه وسؤدده وحلمه ، فانّه مع سماعه لشتمهم لعنهم اللَّه كيف كفّ وحلم وصفح وأمر أصحابه بالنهد إليهم وأوصاهم بالسّكينة والوقار ولزوم سيماء الصّالحين ، ولعمري إنّه عليه السّلام المصداق الحقّ لقوله تعالى * ( وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٌّ عَظِيمٍ ).
  هذا ويحتمل أن يكون السرّ في المنع من سبّ أهل الشّام التحرّز من سبّهم له ، فيكون السّبّ لهم والحال ذلك حراما ، ويراد بالكراهة الحرمة الوضعية ــ أي المفسدة الدنيوية ــ لا الشرعية بمعناها المعروف في مصطلح المتشرّعة، فيكون مساقه مساق قوله تعالى  ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ ا للهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) قال قتادة : كان المسلمون يسبّون أصنام الكفار فنهاهم عن ذلك لئلا يسبّوا اللَّه فانّهم قوم جهلة .
وفي مجمع البيان نهى اللَّه المؤمنين أن يسبّوا الأصنام ، لما في ذلك من المفسدة فقال : * ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ ا للهِ ) * ، أي لا تخرجوا من دعوة الكفّار ومحاجّتهم إلى أن تسبّوا ما يعبدون ، فانّ ذلك ليس من الحجاج في شيء فيسبّوا اللَّه عدوا أي ظلما بغير علم وأنتم اليوم غير قادرين على معاقبتهم بما يستحقّون ، وفى تفسير عليّ بن إبراهيم قال : حدّثني أبي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : سئل عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : إنّ الشّرك أخفى من دبيب النّمل على صفاء سوداء في ليلة ظلماء ، قال عليه السّلام : كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون من دون اللَّه ، فكان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون ، فنهى اللَّه المؤمنين عن سبّ آلهتهم لكيلا يسبّوا الكفّار إله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا باللَّه من حيث لا يعلمون فقال : * ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ ) * الآية .
وفى الصّافي من الكافي عن الصّادق عليه السّلام في حديث : إيّاكم وسبّ أعداء اللَّه حيث يسمعونكم فيسبّوا اللَّه عدوا بغير علم .
بل المستفاد من بعض الأخبار أنّ المقصود بالآية النّهى عن سبّهم لئلا يسبّوا وليّ اللَّه فيكون المراد بالآية والمراد بكلام الامام شيئا واحدا . والسب المكروه هو السب الذي لا يترتب عليه لجم العدو وردعه وإلا فهو مطلوب في مقام الردع والدفاع ذلك لأن أعداء أهل البيت عليهم السلام قد تجاهروا بعصيانهم وكفرهم فيجوز سبهم لا سيما أنهم يعلنون عداوتهم لأهل البيت ولشيعتهم ويطعنون علينا بما ليس فينا فمن يتوقف في سبهم ولعنهم فهو ملعون..! ودعوى بأن سب الشيعة للمخالفين وقادتهم وأئمتهم هو السبب في سب أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام... مردودة بأمرين:
  (أحدهما): أنهم مشهورون بسب أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم مذ تأسست الدولة الأموية حينما بدأ مروان بن الحكم وتبعه معاوية بسب إمام الهدى أمير المؤمنين علي سلام الله عليه مع أنه لم يعهد من شيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه أن سب واحداً من أئمة الجور علناً بل كان المبتدئ بالسب هم بنو أمية بل سبقهم إلى ذلك أبو بكر وعمر لما اقتحموا دار أمير المؤمنين عليه السلام وكان في الدار الزبير فحمل عليهم بسيفه فقال عمر لأصحابه:" عليكم بالكلب" وقد سب أبو بكر أحد المشركين خلال لقائه برسول الله لما قال له:" أمصص بظر اللات.." وقد جزاه الرسول بأحسن الجزاء كما تذكر ذلك مصادر القوم حينما قال له:" أما والذي نفسي بيده لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك..". فقد سب ــ إذن ــ أبو بكر آلهة المشركين وقد أمضاه له رسول الله بحسب ما اعتقده المخالفون وكذلك سب عمر بن الخطاب صحابياً مرموقاً فكيف لا يجوز سب الشيعة لأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة مع ما ارتكبوه من جنايات بحق النبي وآله..!!! فهل باؤهم تجر حرف الجر وباء الشيعة لا تجر..!!؟ وهل يجوز لمعاوية أن يسب إمام المتقين ثمانين عاماً ولا يجوز للشيعة سبه تحت عنوان لا يجوز سب الكافرين لأنه يؤدي إلى سب أئمتنا الطاهرين عليهم السلام...!؟ ما لهم كيف يحكمون....!!
  (ثانيهما): قبل أن يبدأ الشيعة في زماننا هذا بالسب عبر مجالات التواصل الإلكتروني كالإنترنت والفيس بوك وما ضارعها من وسائل غعلامية... كان المخالفون لا يفترون من سب أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم وسب شيعتهم ولعنهم والإنتقاص منهم وبتشيعهم فاضطر إخواننا الموالون سددهم المولى تبارك اسمه بسب آلهتهم من الجبت والطاغوت لان سكوت الشيعة عن المقابلة بالمثل أدى إلى تجرؤ المخالفين بالسب أكثر فأكثر..فكان سب الشيعة المسددين بروح القدس من باب المقابلة بالمثل وقد نجحوا في كثير من الأحيان..فلماذا هذا الإصرار من قبل عمائم بترية تريد من الشيعة المهادنة في كل شيء والتنازل عن كل شيء إرضاءً للمخالفين الذين باتوا مصرين على أمور كثيرة من الشيعة..فهم يريدون منا أن لا نسب ولا نلعن ولا نذكر المثالب والمطاعن ولا نغمز واحداً من أئمة الجور ببنت شفة بل أرادوا أكثر من ذلك فقد طلبوا من قادة البترية المتجلببين بثوب التشيع التنازل عن عصمة أهل البيت عليهم السلام وعن الولاية والإمامة وعن كل ما يخدش بمشاعرهم اتجاه خلفاء الجور..حتى طمعوا في حذف الشهادة الثالثة من الأذان والإقامة وغيرها من مواقع المجاهرة بالولاية لأمير المؤمنين وأهل بيته الطيبين سلام الله عليهم كما أرادوا أن نكون بكريين وعمريين بالفقه العمري والعقيدة العمرية حتى انبرى صعاليك من المعممين البتريين كالحيدري وقصير وعودة والصرخي والمؤيد والقبانجي وآل فضل الله  وطالب والأمين وفحص والناصري ومن يقف وراءهم من عمائم حزبية ذات توجهات وحدوية أشعرية مدعومة بقوة السلام والمال والإعلام...إلخ من صعاليك التشيع وبترية العصر..يدافعون عن خلفاء الجور فيصدرون الفتاوى العمرية بتحريم إثارة كل خلاف بين السنة والشيعة..مع أن إخواننا الموالين من علماء الإمامية وفقهائها إنما قاموا بالإثارة من باب الدفاع عن معالم التشيع الذي سحق مذ وقت السقيفة إلى يومنا هذا ..وقد تنفسنا الصعداء في عصر العلمنة والإنفتاح الإعلامي والثقافي عبر وسائل التواصل الإجتماعي الذي يعرض كل شيء حتى الدعارة بشتى أصنافها،، فالجميع مباح له أن يتحدث في كل شيء وعن كل شيء حتى في فنون الدعارة صوتاً وصورة ولكن لما يصل الأمر إلى آل محمد والدفاع عنهم تقوم القيامة ولا تقعد على الموالين وفقهائهم..فيمكن للشيعي أن يتحدث عن الدعارة واللواط والسحاق بكل جرأة وطلاقة ولكن لا يجوز له التحدث عن ظلامات آل محمد حتى صار البتريون من عمائم الشيعة ملوكاً على الحالة السنية أكثر من علماء السنة..وصاروا أكثر غيرة على عائشة وخلفاء الجور من فقهاء المخالفين..وهو أمر قد أثلج صدور المخالفين وطاروا فرحاً عندما وجدوا بعض العمائم الشيعية تقوم بدور الدفاع عن خلفائهم بحماسة منقطعة النظير لم نجدها حتى عند إبن تيمية وابن الجوزي وابن حجر وغيرهم من نواصب المخالفين..أتدرون لماذا ؟! الجواب: لأنهم عمريون مثلهم ولكنهم تستروا بالتشيع كغطاء ظاهري لكي يميتوا ذكر آل محمد والبراءة من اعدائهم لعنهم الله تعالى في ملكوته وأرضه وجبروته..فها هو الحيدري لقد فرح به العمريون عندما شكك بأخبارنا الشريفة ونعتها بالإسرائيليات من حيث إن اكثرها من صنع كعب الأحبار ونعت رؤية إمامنا المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام بأنها خيال في خيال وأنه لا علاقة للإمام أرواحنا فداه بشيعته خلال غيبته الكبرى فهو مقطوع عنهم فلا يجوز الحديث عن اللقاء به والإستمداد من معينه الذي لا ينضب بقدرة الله تعالى... وحتى انبرى صعلوك مثله وهو أسد قصير يبرئ خلفاء الجور من كفرهم بل حكم عليهم بظاهر الإسلام وأن الكلام حول تكفيرهم ليس هو رأي الشيعة بل رأي الشيعة بنظره المنكوس هو الحكم عليهم بالإسلام...وحتى انبرى صعلوك آخر وهو الصرخي يترضى على عمر لأنه السبب في دخول العراقيين في الإسلام..وحتى انبرى صعلوك مسخ( هو ياسر عودة) ينعت الزيارة الجامعة ودعاء الفرج لإمامنا الحجة القائم أرواحنا فداه بأنهما شرك في شرك...وهكذا فإن اللائحة طويلة في ذكر هؤلاء القردة الذين ينزون من جديد على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله كما نزى بنو أمية عليه بمقتضى ما دلت عليه أخبارنا المفسرة لقوله تعالى والشجرة الملعونة في القرآن .
 يريدون منا أن نترضى على خلفاء الجور ولا نذكرهم بما يخدش مشاعر أتباعهم كما يريدون منا أن نتنازل عن معالم التشيع عن بكرة أبيه ..فإذا فعلنا ما يرضيهم نكون بذلك ــ بحسب اعتقاد هؤلاء الصعاليك ومن لف لفهم ــ من المؤمنين المرضيين بل نصبح عندهم من الأولياء المقربين...!! يا سيدي يا قائم آل محمد أغثنا من زمرة تتمسح بثيابك نفاقاً وهي من ألد أعداءك...ولكن نقمتك لهم بالمرصاد وقد وعدنا جدك أمير المؤمنين الإمام الأعظم علي بن أبي طالب سلام الله عليه بفنائهم وقد صدق حينما قال لأحد الخوارج لما اعترض عليه يوم صفين بقوله(لا حكم إلا لله) فقال عليه السلام:" لا يخرج علينا منكم فرقة قلّت أو كثرت إلى يوم القيامة إلا جعل الله حتفها على أيدينا وإن أفضل الجهاد جهادكم ، وأفضل الشهداء من قتلتموه ، وأفضل المجاهدين من قتلكم ، فاعملوا ما أنتم عاملون فيوم القيامة يخسر المبطلون ، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون . " نعم بحمد الله تعالى قد عجل الله بفنائهم حيث فضحهم فنبذهم الشيعة وإن كانوا ذوي سلطة وجبروت...فالحق يعلو ولا يعلى عليه..وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون...  
  والخلاصة: إن السب الإبتدائي غير جائز إذا أدى إلى سب أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم وإلا فهو محكوم بالجواز... وأما السب الدفاعي فجائز بل مستحب إن لم يكن واجباً فيما لو أدى إلى توقفهم عن السب...وأما اللعن فلم يتوقف فيه أحد من أعلام الإمامية وذلك للآيات والأخبار الآمرة بلعن الكافرين والمارقين والمشككين وذلك لأن اللعن لغة وإصطلاحاً هو الطرد من رحمة الله وليس تنقيصاً بالمسبوب عليه...والله العالم.
 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حررها عبد الحجج الطاهرين سلام الله عليهم
محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت
بتاريخ 30 رجب الأصب 1435هـ.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/06   ||   القرّاء : 23970




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 ما مدى صحة الفقرة الواردة في زيارة مولاتنا الصدّيقة المطهرة زينب الكبرى صلوات الله وتسليماته عليها: (السَّلام عليك أيتها المتحيّرة في وقوفك في القتلى..) ؟.

ملفات عشوائية :



 الإمامة أعظم من النبوة والرسالة

 القول بوقوع تحريف في القرآن الكريم مورد خلاف بين العامة والخاصة

 أحكام التعامل مع النواصب في الحج / الحكم عليهم بالنجاسة لا يستلزم عسراً على التقي الورع

 ــ(98)ــ الأدلة الشرعية على حرمة إصباغ لقب إمام على غير المعصوم ــ(الحلقة الرابعة)ــ

 حقيقة يوم التاسع من ربيع الاول

 ــ(35)ــ الرد على المخالفين في شبهة دخول مولانا الإمام الحجة المنتظر عليه السلام إلى السرداب والبقاء فيه حتى اليوم ــ (الحلقة الثالثة) ــ

 الأظافر الطويلة تعيق من وصول ماء الوضوء والغسل...

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2193

  • التصفحات : 19166346

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 19/03/2024 - 06:19

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net