• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (15)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1178)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : بيانات .

        • القسم الفرعي : بيانات وإعلانات .

              • الموضوع : ردٌّ علمي صادر من مكتب آية الله المحقق الفقيه المجاهد الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي دام ظله الوارف .

ردٌّ علمي صادر من مكتب آية الله المحقق الفقيه المجاهد الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي دام ظله الوارف

ردٌّ علمي صادر من مكتب آية الله المحقق الفقيه المجاهد الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي دام ظله الوارف

العنوان: الإمام المعظَّم الحجة القائم الموعود (صلى الله عليه وآبائه الطاهرين) قدوة لنا في غيابه وحضوره الشريف

بسم الله الرحمَّان الرحيم

رداً على البتري الجهول الشيخ حسين زين الدين حول الفصل بين عقيدتنا بالإمام المعظَّم المهدي المنتظر (صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين) وبين الاقتداء به أرواحنا لتراب نعليه الفداء .

    من سخرية الدهر أن يطلَّ علينا شيخٌ لبنانيٌّ مدَّعٍ للعلم وليس من أهله، جهولٌ بالمعارف العقائدية والفقهية فيحشر أنفه بما لا يعنيه من قضايا عقائدية ليست من اختصاصه، بل هو بعيد كلّ البُعْد عن معرفتها الشكلية، فضلاً عن جوهرها وتفاصيلها الفرعية...!! ومصيبة التشيُّع اليوم تكمن في أشباه الرجال من أدعياء العلم كالشيخ المزعوم فيظن نفسه عالماً وما هو بعالم، فهو من الجاحدين لولاية أهل البيت والمنتقصين من منازلهم العالية التي رتبهم الله تعالى فيها والتي لا يحق لأحدٍ تقمصها وادعائها لنفسه أو يدَّعيها أحدٌ لغيرهم، ومن فعل ذلك فهو من مصاديق قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).

   ولم تخلُ الساحة الشيعية بشكلٍ عام، واللبنانية بشكلٍ خاص من هرطقات عقائدية تارةً وفقهية أُخرى من عمائم سوء طالما أضعفت الخط العقائدي والفقهي لأهل البيت (صلى الله عليهم أجمعين) أمام الخط المناهض له فكرياً ومنهجياً حتى اشتدَّ زئير المخالفين على التشيع وتأكدت نظرتهم السلبية تجاه منهج أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) فصاروا ــ كما كانوا في السابق ــ كالمغشي عليه من الموت..! والسبب في تلك النظرة السلبية هو تلبس بعض الأدعياء بثوب التشيع والفتك بمفاهيمه العقدية والفقهية والتاريخية، ومن هؤلاء المتلبسين شيخٌ رويبضة تافه ينطق بأُمور العقيدة بالرغم من جهله المركَّب بها، وهو من أبرز مصاديق النصّ الوارد عن المعصوم عليه السلام بقوله عليه الصلاة والسلام : " بين يدي الساعة ينطق الرويبضة " ــ والرويبضة تصغير الرابضة، وهو الرجل التافه يتولى أمورَ الناس ـ وهو أمرٌ مستهجنٌ عند أُولي الأفئدة الصافية والعقول المنيرة،(تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ) وقد أزبد ذاك الرويبضة بشدقيه وسال لعابه على شفتيه مدَّعياً بأن الاعتقاد  بالإمام الأعظم والإكسير الأكبر مولانا وسيّدنا ومقتدانا المهدي الموعود عليه السلام شيءٌ ، والاقتداء به شيءٌ آخر، ففصل بين العقيدة بالإمام المعظَّم المهدي المنتظر عليه السلام وبين القدوة الفعلية بجنابه الأقدس.

    وها هنا نحن نستعين بالله العليّ الأعظم ونستمد من فيوضات إمامنا وقدوتنا الإمام المعظم ونوره الأبهر (سلام الله عليه) فنورد عليه بالوجوه الآتية :

  (الوجه الأول ):لم يأتنا الشيخ الجهول بدليلٍ على دعواه في الفصل بين العقيدة والإلتزام بخط الإمام المهدي عليه السلام وشخصه الكريم وبين كونه قدوة حسنه يُقتدى به في أفعاله وأقواله؛ بل اكتفى في دعواه بتصورات خيالية خطابية لا تمت إلى الواقع العلمي بصلة ...!!. 

  (الوجه الثاني ) : إن العقيدة بالإمام المعظَّم المهدي الموعود المنتظر أرواحنا فداه تستلزم الإيمان بكونه قدوة فعلية حسنة، والإ لانتفت الغاية والحكمة من تنصيب الإمام المهدي وبقية آبائه  المطهرين عليهم السلام، إذ إن الحكمة من كونهم أئمة هي أن يقتدي بهم المؤمنون في أفعالهم وأقوالهم،ولا يقتصر الإقتداء بهم على المؤمنين الحاضرين في عصورهم فحسب، بل يعم كلّ العصور والأزمنة إلى يوم القيامة، فالإمامة منصبٌ فعليٌّ خاص بالإمام المعصوم عليه السلام من دون أن يكون لغيره نصيب في إمامته وقدوته الملازمة لها كملازمة الظل لذيه، وذلك لاشتراط العصمة في الإمام القدوة من ناحيتين:

 (الناحية الأُولى): من حيث كونه يحلُّ محلَّ النبيّ في بيان الأحكام الواقعية ويحافظ على التشريع ويصونه من التحريف والتبديل ويأخذ بأيدي المكلَّفين إلى الهداية الخاصة كما فصّلنا ذلك في بحوثنا العقائدية الأُخرى كأبهى المداد والفوائد البهية وشبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها وغيرها من كتب نفيسة بفضل الله تعالى والحجج الأطهار عليهم السلام.

 (الناحية الثانية): من حيثية اعتباره قدوة حسنة يُقتدى به ويُحتذى حذوه ويُقَلَّد في أفعاله وأقواله؛ ولا فرق في تقليد القدوة بين كونها حاضرة بين المؤمنين وبين كونها غائبة عنهم.

   ونحن نسأل ذاك الشيخ الجهول العنود : اذا ماكانت العقيدة بالإمام المهدي عليه السلام شيئاً مغايراً للقدوة الحسنة، فما هي فائدة تنصيب الإمام أمير المؤمنين يوم غدير خم إماماً على سائر المسلمين منذ تنصيبه في الثامن عشر من ذي الحجة في حجة الوداع إلى يوم القيامة، فهو إمام بالقوة والفعل على مَنْ حضر ومَن لم يحضر يوم الغدير، ومن عاش في عصره ومن لم يولد إلى يوم القيامة..!! فهو روحي فداه إمام بالفعل ولا تفصل الأيام والسنون بينه كإمامٍ معصوم قدوة مفترض الطاعة، وبيننا كمقلِّدين وتابعين نقتدي به في كلّ شيء من دون تدَّخل العوامل والظروف الزمانية والمكانية؛ فهو روحي فداه وبقية أهل بيته الأطهار سلام الله عليهم فوق الزمان والمكان بفضل الله تعالى الملك العلام.  

(الوجه الثالث) : إن الشيخ الجهول _عندما فصل بين عقيدتنا بالإمام المهدي عليه السلام وبين كونه قدوة لنا _ تغافل أو غفل عن المعاني اللغوية والاصطلاحية الكلامية لكلمة" إمام "، فمن تتبع كتب اللغة العربية كلسان العرب لابن منظور والمفردات للأصفهاني والمنجد والوسيط...يرى بوضوح لا لبس فيه ولا مريه تعتريه أن معنى (إمام) هو: (من يؤتمم به أو يقتدى به ) وإمام كلُّ شيء: قيِّمُه والمُصلح له، والإمام هو الخيط الذي يمدُّ على البناء فيُبنى عليه ويسوّى عليه ساق البناء أو ليُبنى مستقيماً...قال ابن منظور في لسان العرب معرِّفاً لكلمة "إمام"بأنه: الميزان في تسوية البناء، والمحادي للإبل يقال له إمام وإن كان ماشياً وراءها باعتباره الهادي لها ...".

  ولا يخفى على العالم باللغة أن تلكم التفاسير للفظة إمام بعضها مجازيّ وبعضها حقيقي، وتعيين الحقيقي من المجازي لا يكون إلا بقرينة صارفة. 

  والامام من الناحية العقائدية هو نفسه كما جاء في لسان اللغة، فهو المؤتمم به والمقتدى به في أفعاله وأقواله ..إن الإمام عليه السلام يهدي الى المطلوب بأمر  ملكوتي يصاحبه، والأمر الملكوتي هو الوجه الباطني من هذا العالم، فقوله تعالى في آية الإمامة ( يهدون بأمرنا) من سورة الأنبياء؛ يشير بوضوح إلى أن كل ما يتعلق به أمر الهداية ــ وهو القلوب والأعمال ــ فالإمام باطنه وحقيقته ووجهه الأمري وهو حاضر عنده غير غائب عنه، ومن المعلوم أن القلوب والأعمال كسائر الأشياء لها وجهان: ظاهري وباطني، فالإمام يحضر عنده ويلحق به أعمال العباد،خيرها وشرها وهو المهيمن على السبيلين جميعاً، سبيل السعادة وسبيل الشقاوة، قال تعالى: ( يوم ندعو كلَّ أناس بإمامهم) فالإمام بمقتضى هذه الآية هو الإمام الحق دون كتاب الأعمال، فالإمام هو الذي يسوق الناس إلى الله تعالى ظاهراً وواقعاً،كما أنه يسوقهم إليه في ظاهر هذه الحياة الدنيا وباطنها، قال تعالى: ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).

   والحاصل:إن الهداية بالحق وهي الإمامة بالحق، تستلزم الإهتداء بالحق، وأما العكس ــ وهو أن يكون كلُّ من اهتدى بالحق ظاهراً وواقعاً هادياً لغيره بالحق كما في الكثير من الأنبياء الذين لم يصلوا إلى مقام الإمامة، ــ فلم يتبين لنا وجهه إلى الآن، وقد ذكر سبحانه هذا الإهتداء بالحق من غير أن يقرنه بهداية الغير بالحق في قوله تعالى:( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وهارون وموسى وكذلك نجزي المحسنين) الأنعام.

     يضاف إلى ذلك قوله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) إشارة واضحة إلى أن بعض الأنبياء أئمة وليسوا كلهم، وإلا لما كان لأداة التبعيض (منهم) المضافة إلى ضمير الغائب أي معنى وفائدة، فتأمل.

  وبهذا يتضح: أن الإمام هو من له السلطنة والولاية بحيث تجب طاعته ومتابعته والنظر إليه ومشايعته في جميع آثاره من الحركة والسكون والنوم واليقظة والظاهر والباطن والقول والعمل والأخلاق والملكات النفسية والعقلية.

  وهذا المعنى لكلمة إمام في (إني جاعلك للناس إماماً) في غاية المناسبة كي يخاطب الله سبحانه النبيَّ إبراهيم عليه السلام فيقول له: بعد أن جعلتك نبياً ورسولاً تتلقى الوحي السمائي وتبلغه إلى الناس، فقد جعلتك إماماً قدوة يجب أن يتبعوك في أقوالك وأفعالك باعتبارك معصوماً عن الزلل والخطأ والمعصية فيُستن بسنتك من جميع الجهات، وهذا المعنى المستفاد من الآية المباركة يختلف تماماً عن المعاني المتقدِّمة، إذ لو وضعنا أيّاً من تلك المعاني السابقة في مكان الإمام لم يصح المعنى، فليس صحيحاً أن نقول إني جاعلك ــ بعد امتلاك مقام النبوة والرسالة ــ نبياً أو رسولاً أو رئيساً مطاعاً، فالإمام هاد بأمر ملكوتي يصاحبه لقوله سبحانه وتعالى:( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) وقوله تعالى:( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فهناك صفة تلازم كلمة " الأئمة"وهي الهداية بأمر من الله تعالى حيث يجب أن يصاحب الإمام عنوان ملازم له وهو الهداية التي هي أمر إلهي ملكوتي، وهذا الأمر الملكوتي تكويني ليس للأسباب الطبيعية فيه نصيب كغيره من الآوامر التكوينية التي عبَّر عنها القرآن الكريم بكن فيكون، قال الله تعالى:( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) ولقوله تعالى ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر).

  وبناء عليه: فإن الأئمة الأطهار عليهم السلام يهدون بأمر الله تعالى ولهم  تعامل مع ملكوت الموجودات فهم يهدون كلَّ موجود إلى الله تعالى ويوصلونه بأمر الله إلى كمال الله، فهدايتهم فعلية على مدار السنين والأيام ولا يؤثر ارتحالهم من الحياة أو غيابهم واحتجابهم عن الناس في نشر الفيض على من ألقى السمع وهو شهيد..فالإمام سلام الله عليه محيط بقلب الموجودات، فيهديهم إلى الله تعالى من جهة السيطرة والإحاطة بقلوبهم بقدرة الملك العلام، فهو هادٍ لهم بالأمر الملكوتي الموجود والملازم له دائماً، وهذا في الحقيقة ونفس الأمر هو الولاية بحسب الباطن في أرواح وقلوب الموجودات نظير ولاية كل فرد من أفراد البشر عن طريق باطنه وقلبه بالنسبة إلى أعماله، هذا هو معنى الإمام وأين هذا المعنى من المعنى الذي نسبه الشيخ البتري لزعيمه الديني .   

 (والخلاصة):إن الفصل بين العقيدة المهدوية وبين القدوة الفعلية لإمامنا المعظم الحجة القائم (عجل الله فرجه الشريف ) هو خلاف التعريف اللغوي والاصطلاحي لمعنى الامامة والمفهوم الكلي للإمام، وقد كشفنا عن حقيقة هدايته التكوينية والتشريعية في بحوثنا العقائدية في كتاب "أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد" وشبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها" و"الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية" . 

(الوجه الرابع ) : إن الشيخ الجهول حسين زين الدين جعل مفهوم الإمامة وصلاحياتها منحصر ومقيَّد بالوجود الفعلي الذاتي للأئمة الأطهار عليهم السلام ما يعني كون الصلاحيات المذكورة ليست فعلية عندهم ولا حاضرة  لديهم حال غيابهم أو ارتحالهم من الدنيا، بل هي في دائرة الخفاء بالقوة، فغيابهم عن الناس يحجب الإقتداء بهم ...!! 

   ولا يخفى على العالم ما فيه من الإشكالات المنحرفة التي تطيح بالإيمان والولاء لأهل البيت عليهم السلام، فضلاً عن التوحيد الإلهي، وذلك لأن حصر الإمامة بالحضور الفعلي خلاف نصوص الإمامة والولاية المبثوثة في الكتاب والسنة النبوية والولوية؛ من هنا عرَّف عامة علماء الامامية مفهوم الإمامة بقولهم :(ان الإمامة هي الولاية والسلطة الإلهية على عامة الخلق ) وهو تعريفٌ جامعٌ مانعٌ ..راجعوا كتابنا:" الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية ج2 ص15ـ16). 

(الوجه الخامس ) : إن فصل الشيخ الجهول بين العقيدة المهدوية وبين القدوة الفعلية مبنيٌّ على تعريف المخالفين للإمامة بأنها:(رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي). وهو تعريف مخالف ٌلأساس العقيدة عندنا نحن الشيعة الإمامية، وهو تعريف مناهض لأُسس الولاية والإمامة الإلهية، وها نحن نفند التعريف المتقدم بالإيرادات الآتية وهي ما يلي:

 (الإيراد الأول): إن هذا التعريف ليس جامعاً لمقامات الإمامة العظمى، لأنه ليس إلا تعريفاً لبعض الشؤون التشريعية للإمام عليه السلام أعني الزعامة الدينية والاجتماعية ولا يشمل سائر المقامات المعنوية للإمام عليه السلام التي منها ولايته التكوينية الثابتة له بضرورة العقل والشرع.

  (الإيراد الثاني): إنه غير مطَّرد لانحصاره في الأمور الشرعية والاعتبارية المحضة، ولأن معرفة هذه الأمور غير مختصة بالإمام عليه السلام، بل تشمل كلَّ من تفقه بالدين ونال مرتبة المجتهدين، إن لم نقل بكفاية التقليد في أغلبها.

  (الإيراد الثالث): إنه خالٍ من اشتراط العصمة في الإمام عليه السلام، إذ إن رياسته في الأمور الدينية والدنيوية غير مستلزم لمبدأ العصمة المعتبر عند الحافظ للشريعة والقائم مقام النبي الأعظم في تنفيذ الأحكام وبسط الحدود ودفع الشبهات وبيان الأحكام الواقعية، لأن الغاية من رياسة الإمام ليست مجرد حفظ الصورة الظاهرية لحوزة الإسلام وتحصيل الأمن في الرعية وإلا لجاز أن يكون الإمام المزعوم والمنصوب من قبل الناس، كافراً أو منافقاً أو أفسق الفاسقين إذا اتصف بهذه الغاية، بل لا بد أن تكون الغاية منها تحصيل ما به سعادة الدارين تماماً كالغاية التي من أجلها بُعِثَ الأنبياءُ والمرسلون وهي لا تتم إلا أن يكون الإمام كالنبي معصوماً وأحرص الناس على الهداية وأقربهم للإتباع والإنتفاع به في أمور الشريعة والآخرة وأحفظهم للحدود والحقوق وسياسة العباد بالحكمة والموعظة الحسنة، فلا بُدَّ ـ والحال هذه ــ أن يكون فاضلاً في صفات الكمال كلها من الفهم والرأي السديد والعلم والشجاعة والكرم وحسن الأخلاق والعفة والزهد والعدل والتقوى ونحوها، ليكون أقرب لإتباعه وتسليم النفوس له والاقتفاء لآثاره فيحصل لهم مع حفظ الحوزة السعادة بكمال الإيمان وشرف الفضائل وخير الدارين وهي الغاية من رسالة الرسول.

  وبالجملة:إن دعوى كون الغاية من الإمامة هي حفظ الحوزة وتحصيل الأمن في الرعية مردودة وغير كافية لوحدها في النيابة عن الرسول لا سيَّما إذا رأى الأمير أو الحاكم ارتفاع ملكه ونفوذ أمره بسحق الدين وقتل المؤمنين وإخافتهم وتقريب الطالحين والمجرمين كما هو ملحوظ في عصور الأوائل من خلفاء الجور ولا يزال إلى يومنا هذا حتى عند التيارات الدينية الشيعية وبالأخص تلك التي يترأسها بعض رجال الدين، فوظيفة الإمام أعم من حفظ حوزة الإسلام وتحصيل الأمن للعباد، فلا يمكن قيام غيرها بها بحسب ما أسلفنا آنفاً..إن وظيفته كالرسول حيث لا يقوم مقامه أحدٌ من العباد، فكذا الإمام من دون فرقٍ بينهما.

  وبما تقدم: يندفع أيضاً ما قد يتوهمه البعض من ترجيح المفضول بالعلم والشرف على الفاضل فيما لوكان المفضول أحفظ لمصالح الأُمة كما ادَّعى الفضل بن روزبهان الأشعري، ووجه الإندفاع إن المطلوب هو الأحفظية على الوجه الشرعي وليس المطلوب الحفظ وبأيِّ صورة يتحقق، فثمة فرق بين الحفظ والأحفظية التي هي فرع الأعلمية بوجوه الحفظ الشرعية.

  (الإيراد الرابع): بناءً على هذا التعريف لا تُستعمل الرياسة إلا مع الفعلية فقبل استلام الرئاسة لا يكون الإمام إماماً فعلاً، وهذا يوافق مذاق العامة الذين جعلوا الإمامة حاصلة من اختيار الأمة، فقبل الإختيار لا يكون رئيساً بالفعل في حين إنه يشترط في الإمام الرئيس أن يكون إماماً سواء كان قبل التنصيب أم بعده لأن رئيس القوم هو متقدمهم بالفضائل النفسية والخارجية وإن لم يكن رئيساً لهم بالفعل، فيشترط في أيِّ رئيس بالفعل اتصافه بصفات حميدة قبل تنصيبه للرئاسة وإلا لكان تقديمه على غيره ترجيحاً بلا مرجحٍ وهو قبيح عقلاً وشرعاً؛ فلا بُدَّ حينئذٍ من أسبقية الملكات النفسانية الحميدة على الرئاسة الفعلية، من هنا كان اصطفاء الأولياء والأنبياء عليهم السلام للهداية والرسالة بسبب طهارتهم الذاتية التي هي شرط مسبق لنيل السفارة الداعية إلى الهداية.

 (الوجه السادس): بحسب دعوى الشيخ الجاحد لمناقب الإمام عليه السلام أن قدوته هو الخامنئي دون الإمام الحجة القائم أرواحنا له الفداء، فمن هو قدوة إمامه الخامنئي فليأتني بأثارةٍ من علم أو خبر يقين..؟!! 

  وبعبارة أُخرى: إذا كانت قدوة الشيخ الجحود هي السيد الخامنئي، فمن يا تُرى يكون الإمام الذي يقتدي به الخامنئي..؟!!! وهل الخامنئي معصوم نزلت فيه آيات الإصطفاء والتطهير كما نزلت على النبي وآله..؟! أتمنى على العقلاء أن يجيبوني بتعقل، وإن أجابوني بتهكم وصلافة فالحكم بيننا وبينهم هو يوم الفصل والعدل وقبله يوم الظهور الشريف والرجعة، وسوف نرد الصاع صاعين وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين ــ بقدوة آل محمد ـــ حصيراً..!!.

والحمدلله ربّ العالمين والصلاة والسلام على مولانا الإمام الحجة القائم المهدي وعلى آبائه الطاهرين...

يا قائم آل محمد أغثنا

  حررها عبد الإمام المهدي القائم المنتظر سلام الله عليه

وكلبه الباسط ذراعيه بالوصيد محمد جميل حمود العاملي

 لبنان ــ بيروت بتاريخ 23 شعبان 1439 هجري

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/10   ||   القرّاء : 7242




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 يحرم حبس الطيور والحيوانات بغير حقٍّ..

 المرض هو من مسوغات الإفطار في شهر رمضان..

 ما حكم المادة الدهنية التي تفرزها الأُذن في صحة الغسل..؟

 تجب على المسافر زكاة الفطرة

 على من تجب زكاة الفطرة...؟

 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

ملفات عشوائية :



 الماء المكرر بالآلات الحديثة على صنفين

 حلق اللحية

 كمال الحيدري مرتد عن ولاية أهل البيت عليهم السلام

 من المقصود باللعن الوارد في زيارة عاشوراء المبارَكة؟

 ــ(116)ــ البحث حول الدجال في روايات الشيعة الإمامية ــ(الحلقة الثامنة)ــ

 نصائح للعلماء

 ــ(80)ــ سرد قصة الجزيرة الخضراء التي زارها العلامة الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني رحمه الله في القرن السابع الهجري ــ(الحلقة السابعة)ــ

جديد الصوتيات :



 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2201

  • التصفحات : 19352094

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 16/04/2024 - 04:28

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net