أحكام في النسب العلوي
الإسم: *****
النص:
بسمه تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
جناب المؤيد العزيز سماحة المرجع الديني الشيخ محمد جميل محمود العاملي ( دامت افاضاتكم) بوركت اناملكم الطاهرة للدفاع عن مذهب ال محمد صلوات الله عليهم وسدد الله خطاكم وشكر سعيكم
انتشرت في العالم عموما والعراق خصوصا ظاهرة الانتساب الى النسب العلوي ومن الذين ادعوا النسب هم عشيرة البدران او البوبدران ، واغلب سكان هذه العشيرة يسكنون المحافظات الشمالية والجنوبية.
ونود ان نعرف رأي سماحتكم في هذا الادعاء
وماهي نصيحتكم لهم
والله الموفق والمسدد
جمع من ابناء عشيرة البدران
محافظة البصرة
الموضوع الفقهي: (أحكام في النسب العلوي): ثلاثة ضوابط شرعية في معرفة النسب الهاشمي العلوي / المراد من البيِّنة الشرعية / معنى الشياع العلمي /المرأة الهاشمية يستمر عندها الحيض والإنجاب إلى ستين سنة هلالية / نصيحة لا بُدَّ منها لمدَّعي النسب / تفنيد الدعوى القائلة بأن نساء قبيلة النبط يستمر بهنَّ الحيض إلى الستين.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: بحسب اطلاعنا على عشيرة آل بدران الكريمة من خلال معرفتنا ببعض العلماء الأجلاء في العراق (وأهل مكة أدرى بشعابها) قالوا لنا: بأن المشهور عند الفقهاء في العراق يعتقدون بأن آل بدران ليسوا من السادة الهاشميين.
ومهما يكن الأمر: إنَّا نعطيكم ضوابط وقواعد وأمارات شرعية في معرفة النسب العلوي الشريف، ولا يجوز التغاضي عنها وتجاوزها، بحيث لا تثبت دعوى النسب الهاشمي إلا بواحدةٍ من الأمارات (العلامات) الآتية:
( الأمارة لأولى): البيّنة الشرعية القائمة على شهادة اثنين من عدول علماء الأنساب بأن العائلة الفلانية من السادة الهاشميين، بحيث لا تغرُّهم الأموال لمن عرضها عليهم ليثبتوا لهم نسباً متصلاً بآل محمد عليهم السلام.
(الأمارة الثانية): الشياع المفيد للعلم القطعي بأنهم سادة، وفي مقابله الشياع الظني المعتمد على الظنون الشخصية والمصالح الدنيوية؛ فهكذا شياع لا يجوز الاعتماد عليه؛ ومنه الشياع المسيَّس والمتحزب؛ بل المراد من الشياع هو النابع من اشتهار كونهم سادة أباً عن جدٍّ وجدِّ الجدّ، بحيث تكون الطبقات النسبية اللاحقة متصلة بالطبقة التي سبقتها بحيث يكونون كلهم متفقين على السيادة؛ ويكفي الشياع والاشتهار في بلده، شريطة أن يكون هذا الاشتهار مبنياً على الأمارات الأخرى.
(الأمارة الثالثة): استمرار الحيض في بناتهم ونسائهم من نفس العائلة إلى الستين سنة هلالية، ذلك لأن الهاشمية يستمر بها الحيض إلى الستين، وبالتالي فإنها قادرة على إنجاب الأولاد ما دامت تحيض؛ بمقتضى ما جاء في أخبارنا الشريفة، وغير الهاشمية تحيض إلى الخمسين؛ فالحيض إلى الستين أمارة شرعية لكون المرأة من بني هاشم؛ والتحيض إلى الستين عند عامة نسائهم وبناتهم من أهم الأمارات الشرعية لإثبات النسب الشريف؛ وإذا ثبتت واحدة من تلكم الأمارات ولم يستمر الحيض في بناتهم إلى الستين، تكون البينة أو الأمارة الأخرى مخدوش بها، وذلك لقيام النصوص الشرعية القطعية على أن الهاشمية يستمر بها الحيض والإنجاب إلى الستين سنة هلالية، فهذه الأمارة (العلامة) حاكمة على بقية الأمارات وهو المتعيّن عندنا، ودعوى أن التحيض إلى الستين أعم من كونه خاصاً بنساء بني هاشم لأن نساء قبيلة النبط يستمر بهنَّ الحيض إلى الستين..هي دعوى مردودة، لأن هذه القبيلة قد انقرضت ولا وجود لها اليوم، ولا يبعد أنها من تلفيقات بني أمية للتقليل من شأن آل محمّد عليهم السلام، فأخبارنا الشريفة حاكمة على هذه الدعوى، وبالتالي لا يجوز التعويل عليها، وقد فندناها في بحوثنا الفقهية الاستدلالية فلتراجع؛ والله هو حسبي، فهو نِعْمَ المولى ونِعْمَ الوكيل.
ونحن ننصح اخواننا الأعزاء الكرام من عشيرة آل بدران أو البو بدران المحترمين أن لا ينسبوا أنفسهم إلى آل البيت عليهم السلام بالنسب الشريف من دون أمارة من الأمارات التي أشرنا إليها أعلاه، لأن الدخول في نسب آل البيت عليهم السلام من دون مجوّز شرعي يدخل فاعله في النار وأليم العذاب .
إن أولى مسؤوليات المؤمنين هي أن يعلم كلُّ واحد منهم أنه مسؤول عن النسب العلوي الذي يدعيه لنفسه، ومن المهم جداً أن لا يدخل في هذا النسب من لم يكن منه ، ومن غير الجائز أن ينتحل أحد ليس له هذا الشرف حقيقة، لأنه ساعتئذٍ يكون من الكذب والإفتراء على أهل البيت عليهم السلام، وهو معصية كبيرة تستوجب دخول النار ، وقد جاء في الأثر عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في خطبة حجة الوداع قال:" من ادَّعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". فكل عامي يدَّعي أنه من نسل آل محمد عليهم السلام، وكانت دعواه من دون بيّنة معتبرة، فهو ملعون...
والله الموفق للصواب، والسلام عليكم.
حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت/ بتاريخ 30 جمادى الأولى 1437هجري
