• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : بحثٌ تحقيقيٌّ حول ربائب النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) والإشكالات الطارئة عليهنَّ .

بحثٌ تحقيقيٌّ حول ربائب النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) والإشكالات الطارئة عليهنَّ

الإسم: *****

النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم أجمعين إله الحق آمين
 أُحيي وأُسلِّم بتحية الإسلام الخالدة على سماحة الشيخ المرجع محمد جميل حمود العاملي مد ظله العالي.
س/ قرأت بحثكم القيِّم حول إن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربائب من هالة أخت أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى عليها الصلاة والسلام والروايات التي تقول إن هناك بنات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كما ورد في القرآن الكريم من قبيل آية آزر عم إبراهيم والذي سماه الله أبا كونه المربي والمعلم وأنه إبراهيم الخليل سلام الله عليه قد تربى في كنفه ولكن ما تقول مولانا في آية بسم الله الرحمن الرحيم (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) إذا كيف أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام يقولون بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكما في رواية الخصال وعدد بنات السيدة خديجة عليها السلام وهذا يطابق القرآن الكريم بأنه ادعوهم لابائهم فسماهن بنات رسول الله نعم لماذا لم يسميهن بنات فلان أليس الله يقول ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله هذه الشبهة الوحيدة ؟
 
الموضوع الفقهي: بحثٌ تحقيقيٌّ حول ربائب النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) والإشكالات الطارئة عليهنَّ .
 
تفاصيل الموضوع: إشكال السائل الفاضل حول ربائب النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)/ الجواب على الإشكال القائل: لو كنَّ ربائبه لكان على الأئمة الأطهار (عليهم السلام) بيان ذلك/ إشكال آخر حول آية (ادعوهم لآبائهم..)/ ربائبه هنَّ بناته من نواحٍ أُخرى/ ربائب النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) بناته بالعنوان العرضي لا الذاتي/ الأخبار الدالة على وجود بنات للنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) كلّها من مصادر العامة أو متوافقه معها/ معالجة الأخبار الدالة على أن للنبيّ الأمين (صلى الله عليه وآله) بنات/ إشكالٌ وحلٌّ/ نظرنا التحقيقي حول بنوة ربائب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)/ لماذا لم يوسد النبيُّ الأكرم بنفسه (صلى الله عليه وآله) رقية وأم كلثوم في قبريهما ما دامتا ابنتين له ؟/ إشكالٌ آخر عويصٌ حول السؤال المتقدِّم وحلّه/ دفع الإشكال حول روايتي الخصال بوجوهٍ متعددة/ إشكالان آخران والإجابة عليهما/ الخلاصة.
  

بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
السلام على جناب الأخ العزيز والفاضل الكريم حارث علي جبار ورحمة الله وبركاته
نتمنى لكم التوفيق الدائم والسداد من الإمام الهمام وصاحب السيف الصَّمصام بقية الله الأعظم وعروة الله الوثقى وكهفه الحصين وصراطه المستقيم...ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليكم بصحبة ذاك الإمام واللقاء به ودوام ذكره في آناء الليل وأطراف النهار، وجعلنا وإياكم من خيرة أنصاره ومن مقوية سلطانه بالنبيّ محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام...وبعد.
   الجواب على السؤال: قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم) لا يستلزم بالضرورة العقلية والشرعيَّة نفي أن تكون ربائبه بناته من نواح أخرى كما سوف نوضح.
  وبعبارةٍ أُخرى أوضح: نعتقد أن البنات المنسوبات إلى النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) هنَّ بنات غيره؛ وتصريح بعض الروايات ــ على فرض صحة صدورها عنهم (صلوات الله وسلامه عليهم) ــ في كونهنَّ بناته مجازاً وبالعرض، لا يعني بالضرورة العقلية نفي كونهنَّ حقيقةً بنات أبيهن الميت؛ إذ إن التصريح بكونهنَّ بناته (صلوات الله عليه وآله) أعم من نفي أُبوة أبيهنَّ الميت عنهنَّ؛ إذ إنَّ الأبوة المحمدية أعمُّ وأشرف من الأُبوة الصلبية؛ كما لو كنَّ بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهة عرضية معنوية أو مادية، أو كلاهما معاً؛ وذلك لأمرين:
 (الأمر الأول): إنهن بناته باعتبار أن النبي والولي عليهما السلام أبوا هذه الأمة كما جاء في الأخبار الكثيرة (أنا وعليٌّ أبوا هذه الأمة).
 (الأمر الثاني): إنهن بناته بالنسب العرضي من إحدى جهتين نسبيتين: من ناحية إرضاع مولاتنا خديجة لهن، لأنهن كنَّ صغاراً لما توفى والدهنَّ، أو لعلّ النبيَّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد عقد لهنَّ على أولاده الذكور بعقد التحريم، فصرن بمثابة بناته من حيث حرمة الزواج بهن عند بلوغهن؛ لأن الكنّة تصبح كالبنت الصلبية من حيث الأحكام الشرعية كحرمة نكاحها وجواز النظر إليها من دون حجاب ووجوب توريثها في حال فقد الوارث من الطبقة الأولى.
  هذا كلّه بناءً على صحة الروايات التي عبّرت عنهنَّ بأنهن بناته؛ وإلا فلا عبرة بما نسب إلى النبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله من كونهن بناته، فإن أكثرها من مصادر المخالفين أو أنها روايات بأسانيد شيعية دسَّها المخالفون في أخبارنا الشريفة، وعلى فرض صحة صدورها منهم (عليهم السلام)، فإنها محمولة على التقية كغيرها من الروايات العقدية والفقهية المدسوسة في أخبارنا الشريفة، وإلا كيف يصح أن يكنَّ بناته وقد عُرِف عنه بأنه أبتر لا عقب له سوى سيِّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)، ونزلت في ذلك سورة الكوثر في مكة ، حيث إن أحد المشركين عيّر النبيَّ بالأبتر الذي لا أولاد له ؛ فلو كنَّ ربائبه بناته حقيقةً فلِمَ يعيَّر بالأبتر..!؟ ما يعني أنَّهن لسن بناته؛ بل هنَّ ربائبه،كما أشرنا في بحوثنا السابقة، وذهب إلى ذلك ثلة من محققي أعلام الامامية قديماً وحديثاً...!!. 
  إن قيل لنا: لقد جاء في سورة الأحزاب الآية 59 قوله تعالى ( يأ أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن..) وحين نزولها كانت ربائبه على قيد الحياة، فيثبت المطلوب من كون ربائبه بناته حقيقةً...!.
 والجواب: لم يثبت لنا بالتحقيق الدقيق أن للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله بنات على وجه الحقيقة، لعدم توفر القرائن والشواهد الدالة على ذلك، وقد قدَّمنا في بحثنا السابق عدم وجود مستند قطعي يثبت وجود بنات للنبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله سوى مولاتنا الصدّيقة الكبرى سيِّدة نساء العالمين عليها السلام، وما يثبت ما أشرنا إليه أن النبيَّ الأعظم صلى الله عليه وآله لما توفت رقية ثم بعدها بسنة أم كلثوم لم ينزل إلى قبريهما لتوسيدهما في قبريهما؛ بل أنزل غيره ممن تربطه بهما صلة الرحم إلى قبريهما للقيام بالتوسد، ما يعني أنهما ليستا من بناته، فينصرف الخطاب في الآية (وبناتك) إلى واحدة من بناته هي مولاتنا المعظمة الصديقة الكبرى مولاتنا فاطمة عليها السلام التي تمثل نساء الأمة بأجمعها، فكان خطاب الجمع بدلاً من الإفراد للدلالة على تعظيم مولاتنا السيِّدة المطهرة الحوراء الإنسية الزهراء الهاشمية عليها السلام؛ والخطاب الجمعي تارة يكون للتعظيم والتفخيم كما في الآية المتقدمة وغيرها من الآيات التي جاءت في سياق تعظيم الذات الإلهية وبعض الأفراد المنتسبين إليه بالقداسة والطهارة، وتارة يكون للتهويل كما في آية الجمع الآية 173 من سورة آل عمران ( الذين قالوا لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم...) حيث كان الجائي بالخبر هو فرد واحد هو نعيم بن مسعود الأشجعي الذي ثبط المسلمين عن جهاد أبي سفيان...!.
 إشكالٌ عويصٌ وحلٌّ:
 مفاد الإشكال الذي قررناه على أنفسنا هو الآتي: قلتم آنفاً أنَّ النبيَّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يوسد بنفسه ربيبتيه "رقية وأُم كلثوم" في قبريهما، مع أنَّهما بنتاه بالرضاعة، أو هما كنتاه بالعقد لهما على أحد أولاده الذكور في مكة كما أشرتم سابقاً؛ بل أوكل الأمرَ بتوسيدهما في قبريهما إلى أحد محارمهما، فينتفي ما ذكرتم سابقاً من كونهما بنتيه بالرضاعة أو عدم كونهما كنَّتيه بالعقد المحرمي؛ إذ لو كانتا كذلك، لقام النبيُّ صلى الله عليه وآله بتوسيدهما في قبريهما بنفسه...!
  الجواب:عدم قيام النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) بتوسيدهما في قبريهما لا يعني بالضرورة أنَّهما ليستا بنتيه أو كنتيه؛ بل لعلَّ عدم قيامه بالتوسد دفعاً لشبهة تنزيل الربيبة منزلة البنت الصلبية، حتى لو كانتا من محارمه بالرضاعة أو العقد المحرمي، إخفاءً منه لحقيقة الأمر بأنهما من محارمه بسبب بعد المجتمع الإسلامي الحديث العهد في مكة والمدينة عن حقائق التشريع، فإن المسلمين غير مستعدين لتقبل حقيقة العقد المحرمي، في حين لم يتقبلوا ما هو أيسر منه...!من هنا لم يقم بتوسيدهما في قبريهما دفعاً لردة الفعل على التشريع الواقعي الذي لم يكن مأموراً بإبلاغه في تلك الحقبة الزمنية من عمره الشريف، تماماً كغيره من التشريعات التي شرعها أئمتنا الطاهرون عليهم السلام بعد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.
 ومهما يكن الأمر: إن الآية الدالة على الخطاب بصيغة الجمع (وبناتك) لا يخلو من أمور: إما أن يكون المراد منه فرد واحد ــ ينوب عن عامة النساء ــ هو سيّدة نساء العالمين عليها السلام باعتبارها (أرواحنا لها الفداء) تمثل جميع نساء الأمة ونساء بنات آدم عليه السلام إلى يوم القيامة الكبرى؛ وإما أن يكون المراد منه الخصوص المقتصر على السيدة الزهراء وبنتيها الطاهرتين؛ وهذا التفسير هو القدر المتيقن من تفسير المفردة في الآية (وبناتك)؛ وأمَّا غيرهنَّ من ربائبه فلا يشملهن الخطاب إلا على نحو المجاز كغيرهن من فتيات الأمة.... أو يكون المراد من (بناته) من أشرنا إليهنَّ مع ربيبته (أم كلثوم) من باب التغليب في الخطاب؛ لأنها توفت في العام الثامن أو التاسع للهجرة بعد نزول آية الجلباب، ورقية كانت في عداد الموتى باعتبار أن وفاتها كانت في العام الثاني للهجرة بعد معركة بدر وقبل نزول آية الجلباب في العام الخامس للهجرة، أو من باب أن أم كلثوم كانت ابنته عرضاً بسب الرضاع أو بالعقد عليها على أحد أولاده في مكة كما أشرنا سابقاً... 
 
نظرنا التحقيقي حول حقيقة بنوة ربائب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله:
  ولو سلَّمنا بصحة الروايات التي نسبت وجود ثلاث بنات للنبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله هنَّ: (رقية وأم كلثوم وزينب)، وتنص بعض الأقوال أن له بنتين هما رقية وأم كلثوم؛ فإننا نحملها على كونهنَّ بنات له بالسبب العرضي من خلال أمرين: 
 (الأمر الأول): أن يكون النسب العرضي بسبب الرضاع من أم المؤمنين خديجة عليها السلام؛ إذ لعلَّ أباهما توفى وهما صغيرتان في سن الرضاع؛ فبناءً على هذا الاحتمال يمكن أن تكونا في سن الرضاع، وذلك لأن النصوص ــ بحسب اطلاعنا ــ لم تحدد سنهما عند وفاة أبيهما، وكل ما هناك أنه مات وهما صغيرتان؛ فلربما كانتا في سنِّ الرضاع، وربما كانتا فوق سن الرضاع، فرضعتا من مولاتنا أُمّ المؤمنين الصدّيقة الصغرى خديجة (عليها السلام) لا سيَّما وأن مولاتنا السيِّدة خديجة (سلام الله عليها) كانت مرضعة في ذاك الوقت بسبب وجود أولاد لها من النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله؛ والبنت الرضيعة لها ما للبنت الصلبية من الأحكام الشرعية والوضعية إلا ما استثناه الدليل، فهي ترث كما ترث البنت الأصلية، ولكن بالمرتبة النسبية الثانية كما هو معلوم في باب الميراث... فالزوجة التي ترضع طفلاً أو طفلة لرجل أجنبي عنها بلبن زوجها، تترتب على الزوج صاحب اللبن كل الآثار الشرعية والوضعية التي هي لأولاده الصلبيين؛ فصار النبي وزوجته سيّدتنا خديجة عليهما السلام أبوين بالرضاع لتينك البنتين؛ ولو سلّمنا عدم تحقق الإرضاع لهما، فما المانع من أن يكون سيدنا الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله قد عقد لأحد أولاده على هاتين الربيبتين، فصارا ــ أي: النبي وزوجته السيدة خديجة عليهما السلام ــ أبوين بعقد المحرمية كما سوف يأتي في الأمر الثاني...!!؟.
 (الأمر الثاني):أن يكون النسب عرضيٌّ، باعتبار كونهما ابنتين له من جهة كونهما قد عقد النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله لهما على أحد أولاده الذكور في مكة (كالقاسم وعبد الله)، فهما كنَّتاه، والكَنّة بمثابة البنت، وتترتب على الكَنَّة كلَّ الآثار الشرعية التي تترتب على البنت الأصلية من المحرمية وغير ذلك إلا الميراث، فلا ترث الكنَّة من العم (والد الزوج) إلا في حال فقدان عامة مراتب الورثة.
 وبما تقدم: نكون أول من جمع من علماء الشيعة ــ قديماً وحديثاً ــ بين الروايات الدالة على وجود بنات للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وبين الأدلة النافية لوجود بنات له، فكونهما بنتين له بحسب الظاهر وبالنسب العرضي، ونفي كونهما بنتين له واقعاً وبالنسب الواقعي الصلبي؛ ولله العظيم الحمد والشكر ولأهل بيته الطيبين الفضل والعون، والفضل لله ولهم؛ روحي فداهم.
 
   يبقى إشكالان سجَّلهما علينا جناب الأخ السائل الفاضل، هما الآتيان:
   (الإشكال الأول): إن رواية الخصال تصرّح بأنّ للنبي بنات، وأنتم تنفون عنه ذلك، فلماذا لم تصرّح الروايات بأنّ آباهما فلان؛بل صرّحت بأن أباهما هو رسول الله ؟ .
  الجواب:
قبل الإيراد على الإشكال الأول؛ ينبغي استعراض الروايتين اللتين رواهما الصدوق في الخصال باب السبعة وهما تنصان على أن أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا سبعة؛ ستة من أم المؤمنين مولاتنا خديجة وهم: القاسم وعبد الله وأم كلثوم ورقية وزينب ومولاتنا الصدّيقة الكبرة فاطمة عليها السلام، وولد له من مارية إبراهيم، فيكون المجموع سبعة؛ والروايتان هما التالي:
 (الرواية الأولى): حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن - عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه،  عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال : ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة القاسم والطاهر وهو عبد الله ، وأم كلثوم ، ورقية ، وزينب ، وفاطمة . وتزوج علي ابن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليها السلام ، وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو رجل من بني أمية زينب ، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها ، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله رقية . وولد لرسول الله صلى الله عليه وآله إبراهيم من مارية القبطية وهي أم إبراهيم أم ولد .
 (الرواية الثانية): حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن خالد قال : حدثني أبو علي الواسطي ، عن عبد الله بن عصمة ، عن يحيى بن عبد الله ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول : والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لأُمك علينا فضلاً وأي فضل كان لها علينا ما هي إلا كبعضنا ، فسمع مقالتها فاطمة فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله بكت فقال لها : ما يبكيك يا بنت محمد ؟ قالت : ذكرت أمي فتنقصتها فبكيت ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : مه يا حميرا فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهرا وهو عبد الله وهو المطهر ، وولدت مني القاسم
وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب وأنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا .
   نوردُّ على هذا الإشكال المتقدِّم بالوجوه الآتية:    
  (الوجه الأول):إنّ روايتي الخصال ضعيفتان سنداً، فالأولى ضعيفة بعليّ بن حمزة البطائني، والثانية ضعيفة بعبد الله بن عصمة وبيحيى بن عبد الله المتحد بغيره، والثابت صحة رواية يحيى بن عبد الله المروية بواسطة ابن محبوب..ولا يصحّ الاستدلال على تعيين النسب النبوي بإلصاق بنات بنسب رسول الله (صلى الله عليه وآله) برواياتٍ ضعيفة أصحابها في عداد الكذابين على النبيّ وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، باعتبار أن النسب المدَّعى بحاجةٍ إلى بيّنةٍ صحيحة تثبت صحة الدعوى، والنسب حكم شرعي، لا بدَّ في إثباته من الرجوع إلى بيّنة صحيحة تكشف عنه، حاله كحال بقية الموضوعات الخارجية التي يترتب عليها حكم شرعي، بمقتضى أدلة حجيّة الخبر الواحد كآية النبأ وغيرها من الآيات والأحاديث الآمرة بالتثبت من صحة دعوى النسب أو أي حكم من الأحكام المتعلقة بالموضوعات الخارجية.. وعلى فرض صحة الأخذ بهاتين الروايتين، فلا بدّ من التبعيض في دلالتيهما فيؤخَذ بأغلب فقراتها إلا الفقرة التي تحدد أولاد النبي من السيدة خديجة عليها السلام .. فالتبعيض في الفقرات سائغٌ عند الأُصوليين والأخباريين، فيؤخذ بما دلّت عليه القرائن والشواهد الصحيحة الكاشفة عن صحة الدعوى النسبية، فيُترك ما ليس عليه شاهدٌ أو قرينة قطعية؛ إذ إن الحجيَّة في الخبر الواحد الثقة إنما هي بالخبر المدعوم بالشواهد والقرائن الدالة على صحة صدوره عن المعصوم (عليه السلام) كما أوضحناه في بحوثنا الأُصولية في أكثر من مناسبة؛ وحيث إن القرائن والشواهد تبطل كون البنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله، فلا مجال حينئذٍ للتمسك بتلك الروايات التي يفوح منها رائحة الدس والتلفيق الأموي على رسول الله محمَّد (صلى الله عليه وآله) لكي تثبت فضيلة لعثمان بن عفان باعتباره أحد أركان أعمدة السقيفة وأحد أهم أعمدة بني أُمية (لعنهم الله جميعاً) كما سوف نوضحه في الوجه الثاني الآتي.
  (الوجه الثاني): إن روايتي الخصال تتوافقان مع أخبار بني أمية الدالة على أن عثمان لُقّب بذي النورين، لأنه تزوج ببنتي رسول الله، فهما على شاكلة رواية تزويج عمر بمولاتنا أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليهما السلام .. فروايتا الخصال تصبّ في خانة أخبار بني أمية، فلا خير فيهما، وبالتالي فلا يصحّ الاستدلال بهما على صحة نسبة البنوة المدّعاة؛ فإنَّ بني أمية (لعنهم الله) ركّبوا الأسانيد على المتون ليُبطلوا الخلاف الدائر بين أمير المؤمنين وسيدة النساء (عليهما السلام) وبين أعدائهما من أعمدة السقيفة (لعنهم الله)، وقد أسهبنا بذكر هذا الوجه في كتابنا ــ الفرد الوتر في إبطال زواج عمر بمولاتنا أُم كلثوم (سلام الله عليها) ــ الموسوم بـ "إفحام الفحول في شبهة تزويج عمر بأُم كلثوم عليها السلام" فليُراجع.
  مضافاً إلى أنّ الروايتين في الخصال، تتوافقان مع أخبار المخالفين في عدد أولاد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، ولا خير فيما وافق العامة بمقتضى أخبارنا الناهية عن الأخذ بالأخبار المنسوبة إلى أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) مع كونها متوافقة مع قضاة العامة وحكامهم...والرشد في خلافهم حسب تعبير إمامنا المعظَّم الصادق (سلام الله عليه). 
  (الوجه الثالث): إنّ الأدلة والشواهد تدل على أنّ الصدِّيقة الكبرى المطهّرة سيِّدة نساء العالمين مولاتنا المعظمة الزهراء البتول عليها السلام كانت أصغر بناته المزعومات، وقد تزوجت بأمير المؤمنين في السنة الثانية للهجرة، وكان عمرها الشريف يومذاك عشر سنوات، ما يعني أنّ عمرها كان يوم هاجرت من مكة ثمان سنوات، وبالتالي يكون عمر أخواتها "رقية وأم كلثوم وزينب" دون العشرة أيضاً، وذلك لاتفاق المؤرخين ــ بالرغم من وجود خلاف في عددهنَّ ــ بأنّ البنات الثلاث (رقية وأم كلثوم وزينب) وُلدن بعد البعثة مباشرةً، وحيث إنّ سيِّدة النساء مولاتنا الزهراء البتول عليها السلام قد ولدت في العام الخامس للبعثة النبويَّة، فلا بدّ ــ والحال هذه ــ من أن تكون ولادة أخواتها قبل العام الخامس من البعثة، فيكبرن عنها بأربع أو خمس سنوات بحسب تفاوت ولادتهن .. فكل واحدة منهن تكبر سيدة النساء عليها السلام بسنة أو سنتين، لذا لم يكنَّ في مستوى الزواج من عثمان في مكة، فلا يجوز الاعتقاد بأن رقية وأم كلثوم كانتا زوجتين لعثمان، وبالتالي فلا تصح نسبة كونهن بنات النبي، وذلك لأن الروايات التي أشارت إلى كونهن بنات النبيِّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) كلّها تصب في خانة عثمان لإثبات صلاحه وحسن عقيدته، وإلا لما جاز للنبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) أن يزوجه بناته .. فاختلق بنو أمية قصة نسبة البنات إلى رسول الله ليثبتوا أن عثمان رجلٌ كريم عند الله تعالى وعند رسوله محمد صلّى الله عليه وآله، لذا زوّجه النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله بنتيه المنسوبتين إليه: رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما !.
 إشكالٌ آخر وحلٌّ:
(إن قيل لنا): إن كون بنتيه " رقية وأم كلثوم" أكبر من مولاتنا الصدّيقة الكبرى الزهراء البتول (سلام الله عليها) بحدود السنتين أو الثلاث، يستلزم أن يكون عمر مولاتنا الصدّيقة الكبرى عليها السلام يوم كانت في مكة بحدود سنّ التكليف عند المرأة، في حين كان عمرها عشر سنوات يوم تزوجت بأمير المؤمنين عليه السلام في السنة الثانية من الهجرة.. فكيف قلتم بأنهما ــ أي: رقية وأم كلثوم ــ لم تكونا بسنّ الزواج وقد كانت مولاتنا الزهراء (سلام الله عليها) في سن العاشرة عندما تزوجت بأمير المؤمنين عليّ (سلام الله عليه)، فمن كانت منهن في سنّ العاشرة تكون صالحة للزواج أُسوة بمولاتنا المطهرة الحوراء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)...؟!.
(الجواب): إن قياس مولاتنا الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) ــ بما تملك من رجاحة عقل وقوة إيمان وشدة تدبير وجسم متكامل الأوصاف والشروط باعتبارها ملكة الحور والكور ــ على أخواتها الربائب، هو قياس مع الفارق كما أشرنا؛ فلا يصح ــ والحال هذه ــ أن تقرن الربائب من حيث التكوين والأوصاف والشروط بمن كانت ــ في تكوينها الجسماني والروحي والعقلي ــ فوق ما يتصوره عقلٌ...فجسم المعصوم عليه السلام يختلف بطبيعته التكوينية ــ من حيث القوة والنشاط والتكامل ــ عن بقية الأجسام، وبالتالي فلا يكون زواجهما من حيث الأهلية مبرراً للقول بسبق زواجهما من عثمان على أختهما ــ بالنسب العرضي ــ مولاتنا الحوراء فاطمة (صلى الله عليها ولعن الله ظالميها).
  بالإضافة إلى ذلك: إن النسابة مصعب الزبيري ــ وهو من أكابر علماء العامة ــ يعتقد في كتابه " نسب قريش ص 21" يعتقد كما هو حال غيره من علماء العامة: بأن رقية أصغر من سيِّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)، وبالتالي كيف يزوجها النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله لعثمان وهي دون الثماني سنوات؛ لأن السيّدة المطهرة فاطمة عليها السلام خرجت من مكة وعمرها ثمان سنوات، ورقية أصغر منها، فلا يقل عمرها عن السبع أو ست سنوات، فلا يصحُّ شرعاً وعقلاً ــ أن يكون النبيُّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد زوجها من عثمان وهي دون الثماني سنوات ويرسلها معه إلى الحبشة ثم تسقط جنينها في السفينة...!! فهل يصدّق عاقلٌ هكذا قصة وهكذا فعل صدر من حكيم الحكماء سيّدنا رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله...!!. 
  بما تقدم من إشكالات، ينتفي الإشكال من أساسه. 
  (الوجه الرابع): لما ثبت أن البنتين المذكورتين أو البنات الثلاث كنَّ صغيرات في سنة هجرة النبيّ من مكة إلى المدينة، فلماذا لم يبقيهنَّ النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله ــ أو لم يبقِ واحدة منهنّ بناءً على فرضية أن رقية هاجرت مع عثمان إلى الحبشة ــ مع ابنته فاطمة وغيرها من الفواطم في مكة لما فرَّ منها إلى المدينة واستودع الفاطميات في عهدة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)...؟!.
  بالإضافة إلى ذلك: إن أكابر علماء المخالفين ذكروا أن رقية وأُم كلثوم قد ولدتا بعد موت القاسم وعبد الله، أي: بعد البعثة بسنوات، فكيف تكونان قد تزوجا أبناء أبي لهب في الجاهلية ثم تزوجت رقية بعثمان وهاجرت إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة وحملت فأسقطت علقة في السفينة؟! فهذا يثبت أن الروايات في مصادرنا ملفقة على آل البيت عليهم السلام ليثبتوا الفضيلة لعثمان ليس إلا .. والرشد في خلاف العامة..
  زبدة المخض: إن ما شاع في الوسط الشيعي بأن لرسول الله بنات، لا أساس له سوى روايات ملفقة تصب في خانة بني أمية، وقد أمرنا أئمتنا الطاهرون عليهم السلام بعرض الأخبار المنسوبة إليهم على أخبار العامة، فما وافقها فاطرحوه.. ونحن بدورنا لا يمكننا الأخذ بروايتي الخصال لموافقتها أخبار المخالفين، كغيرها من الأخبار الفقهية والعقائدية المتوافقة مع المخالفين، ومنها زواج أم كلثوم بعمر لعنه الله ...!.
  إن المتتبع للتاريخ والحديث يلمس بوضوح: أن يد السياسة الأموية جاءت لتكرس الفضائل لعثمان كما كرست الفضائل لعائشة حيث نسبت إليها أنها البكر الوحيدة التي تزوجها النبيُّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع أن النسبة ملفقة، فإن الصحيح أن سيِّدتنا المعظمة أُم المؤمنين خديجة عليها السلام هي البكر الوحيدة التي اقترن بها النبي إلا أن السياسة العمرية والأموية حاولت تسطير الفضائل لعائشة ولعثمان كما سطرتها لأبي بكر وعمر، ويشهد لما قلنا ما اختلقته السياسة العمرية – البكرية من تسطير فضيلة طهارة عائشة من الزنا مع أن قصة الإفك نزلت في تطهير مارية القبطية من الزنا لا عائشة التي قذفت مارية بالزنا كما هو مجمع عليه بين أعلام الإمامية ... !!
      (الإشكال الثاني): لماذا أئمتنا عليهم السلام لم يطلقوا على الربائب بأنهن بنات التميمي أبي هند..طبقاً لقوله تعالى (ادعوهم لآبائهم...) ما يعني أنهما ليستا بنتين للتميمي، بل هما بنتان لرسول الله صلى الله عليه وآله؛ وهو إشكالٌ محكم، لم يلتفت إليه أحد من العلماء ــ بحدود اطلاعنا ــ سوى الأخ الفاضل حارث حفظه الله تبارك شأنه وجزاه الله تعالى خير الجزاء.
   الجواب عن الإشكال بوجوهٍ متعددة هي الآتية:
  (الوجه الأول): إن الروايات التي أطلقت على الربائب بأنهن بنات رسول الله غير نقية السند والدلالة؛ وذلك للدلائل والشواهد التي ذكرناها سابقاً ..فلم تأتِنا رواية تكشف عن أن النبيَّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ناداهن ببناته؛ بل كلُّ ما هناك أن روايات ضعيفة قد عبَّرت عنهنَّ بأنهنَّ بناته...وعلى فرض صحة صدورها عنهم (صلوات الله عليهم) فإنها محمولة على النسب العرضي لا الصلبي كما أشرنا أعلاه.
  (الوجه الثاني): إن العرب كانوا يزعمون أن الربيبة بنتٌ، فلأجل ذلك نُسِبَتْ رقيةُ وزينبُ وأُم كلثوم إلى النبيِّ الأعظم أبي القاسم محمَّد (صلى الله عليه وآله) مع أنهنَّ بنات لأبي هند التميمي زوج هالة أخت مولاتنا أُم المؤمنين خديجة بنت خويلد (سلام الله عليها)، وقد جارى النبيُّ محمَّد صلى الله عليه وآله سيرة قومه في التبني حتى نزلت الآية بحق زيد (ما كان محمَّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم..)؛ ومجاراته لهم كانت ظرفية مؤقتة لعلمه القطعي بأن الله تبارك شأنه سوف ينزل آية بتحريم التبني المستلزم للتوريث وحرمة نكاح حليلة الولد المتبنى؛ فقبل نزول الآية كان المسلمون يطلقون على ربائبه بأنهنَّ بناته من هذه الناحية؛ ثم بعدها بقوا على إطلاق الاستعمال بنحوٍ آخر يختلف عن النحو الأول الذي كان سائداً قبل نزول الآية،أي:كانوا ينادونه بالأب الروحي لبناتهم، وتأكد ذلك بعد نزول آية أولوية النبي من أنفس المؤمنين (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم..) وبلغ الاستعمال الثاني كماله بعد نزول آية البلاغ والإكمال في يوم تنصيب أمير المؤمنين عليه السلام وليّاً وحاكماً وخليفة على الأمة بعد رحيل النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله).
 والحاصل: إن النبيَّ الأكرم صلى الله عليه وآله قد هجر استعمال المعنى الأول للأبوة المستلزم للتوريث وحرمة نكاح حليلة المتبنى، وبدأ باستخدام المعنى الثاني المستلزم لولايته على نساء ورجال الأمة؛ كما أن استخدامه لمعنى الأُبوة التربوية المساغ عرفاً وشرعاً إطلاقه على ربائبه قد ضعف بالكلية، من هنالم نجد خبراً صحيحاً أو ضعيفاً يشير إلى أن النبيَّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ــ بعد نزول آية (ادعوهم لآبائهم) ــ كان يناديهنَّ أو ينادي واحدةً منهنَّ بـ" يا بناتي" بالرغم من كونهنَّ بناته بالتربية، ولعلَّ السر في ذلك هو القضاء على المعنى المتبادر من مصطلح الأبوة الذي كانت سائداً في عصر الجاهلية ؛ وإنما المسلمون هم من كانوا ينادونهنَّ بأنهن بنات رسول الله على نحو المجاز؛ وما ورد في الأخبار من إطلاق البنوة عليهنَّ من قبل الأئمة الأطهار عليهم السلام، فله مبرراته الموضوعية التي لا بدَّ للباحث الفقيه من البحث عنها،  ولعلَّ منها أن أئمتنا الطاهرين (سلام الله عليهم) قد أخبروا عن المقدمات بأنهنَّ كنَّ بناته بالتربية قبل نزول آية نفي البنوة عن زيد، ولم يخبروا عن النتائج الواقعية التي تعني كونهنَّ بنات هالة وزوجها أبي هند.... أو أنَّهم عليهم السلام قد كشفوا عن الظاهر ولم يكشفوا عن الباطن والحقيقة؛ وذلك لظروف التقية التي استوعبت حياتهم الشريفة بسبب ملاحقة الحكام المستكبرين لهم وجورهم عليهم، حتى أنهم أفتوا بأحكامٍ عديدة مخالفة لأحكامهم الشريفة من باب التقية حرصاً منهم على حياة الشيعة والحفاظ على وجودهم؛ فإذا وجب صدور أحكام فقهية وعقائدية من باب التقية للنكتة التي أشرنا إليها ــ مع ما للأحكام والعقائد من أهمية قصوى على الصعيد التشريعي والعقدي ــ فلِمَ لا تصدر منهم روايات تنسب إلى النبيّ الأعظم بنات له ظاهراً من باب التورية، فيكون ظاهر اللفظ الحقيقة بنظر الناس، ولكنَّ الباطن هو كونهنَّ بناته بالتربية؛ وهم صادقون بتصريحهم بأنهنَّ بناته على نحو المجاز إلا أن ظروف التقية منعت من التصريح بأنهنَّ بنات هالة وأبي هند في جوٍّ مليء بالرعب والخوف من الحكام الظالمين الذين كانوا يلاحقون الأئمةَ الطاهرين عليهم السلام وشيعتَهم في تلك العصور الحالكة بالظلم ونية القضاء عليهم تحت ألف عذر ودعوى...!؟.
 (الوجه الثالث): إن مفاد الآية الشريفة (ادعوهم لآبائهم) لا يشير إلى نفي الأبوة الروحية والتربوية وإلا لما كان النبيُّ والوليّ عليهما السلام أبويّ هذه الأمة للحديث المتواتر عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله قال: " أنا وعليٌّ أبوا هذه الأمة"؛ وهذه الأحاديث مؤكدة للآية الشريفة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) حيث إن للنبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله ولاية على الآباء والأمهات والأنفس، وقد جاء في تفسيرها عنهم (سلام الله عليهم) أن النبيَّ صلوات الله عليه وآله "أبٌ لهم" ؛ لذا يحقٌّ للنبيِّ الأكرم صلى الله عليه وآله أن ينادي المؤمنين بيا" أبنائي " كما يصح للمؤمنين أن ينادوه بيا" أبانا"؛ وبهذا يصح أن يصدر من أئمتنا الطاهرين عليهم السلام ما يدل على أن ربائبه بناته بهذا الاعتبار، ولم يصدر منهم نسبتهم ربائبه إلى أبيهم التميمي،يرجى التأمل فإنه دقيق،زلت في فهمه أقدام كثير من العلماء القشريين.
  إن مفاد الآية منحصر في جهةٍ واحدة فقط وهي الأبوة الجسمانية التي يترشح منها وجوب التوريث بين الأب والإبن وحرمة نكاح كلّ منهما حليلة الآخر؛ فالآية في صدد بيان حرمة توريث الولد المتبنى كالولد الصلبي وحرمة نكاح زوجة الولد المتبنى، ولا شمول فيها للجهات الأُخرى .
 والحاصل:إن الآية منحصرة في حرمة ترتيب الأحكام الشرعية بين المتبني والمتبنى له؛ فلا يجوز للمتبني توريث الولد المتبنى وترتيب عامة الأحكام الأخرى كزواج حليلة كلّ منهما للآخر والنظر إليها بلا حجاب، وهو ما دلت عليه الروايات النازلة في تفسير آية (ادعوهم لآبائهم)، وإليكم ما ورد في تفسيرها:
   (1): تفسير القمي شيخ المحدثين القميين علي بن إبراهيم أعلى الله مقامه الشريف في قوله ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) قال:حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان سبب نزول ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها ورأى زيداً يباع، ورآه غلاماً كيساً حصيفاً فاشتراه فلما نبأ رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه إلى الاسلام فأسلم وكان يدعى زيد مولى محمد صلى الله عليه وآله فلما بلغ حارثة بن شراحبيل الكلبي خبر ولده زيد قدم مكة وكان رجلاً جليلاً ، فأتى أبا طالب فقال: يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي وبلغني انه صار إلى ابن أخيك فسله إمَّا أن يبيعه وإمَّا أن يفاديه وإمَّا أن يعتقه ، فكلم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هو حر فليذهب كيف يشاء ، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له: يا بني الحق بشرفك وحسبك ، فقال زيد لست أفارق رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا ، فقال له أبوه فتدع حسبك ونسبك وتكون عبداً لقريش ؟ فقال زيد لست أفارق رسول الله صلى الله عليه وآله ما دمت حياً ، فغضب أبوه فقال : يا معشر قريش اشهدوا اني قد برئت منه وليس هو ابني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اشهدوا ان زيدا ابني أرثه ويرثني ، فكان يدعى زيد بن محمد، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه وسماه زيد الحب . انتهى كلام القمي رحمه الله تعالى.
   (2): تفسير علي بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله :( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه آله ) خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة ، وهي بنت عمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : يا رسول الله حتى أوامر نفسي فأنظر ، فأنزل الله : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية ، فقالت : يا رسول الله أمري بيدك ، فزوجها إياه ، فمكثت عند زيد ما شاء الله ، ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنظر إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأعجبته ، فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبراً وإنها لتؤذيني بلسانها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اتق الله وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها ، ثم إن زيداً طلقها وانقضت عدتها ، فأنزل الله نكاحها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها) وفي قوله :( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم )، فإن هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة ، قالت قريش يعيرنا محمد! يدعي بعضنا بعضاً وقد ادعى هو زيداً ، فقال الله :( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) يعني يومئذ ، قال : إنه ليس بأبي زيد " وخاتم النبيين " يعني لا نبي بعد محمَّد ( صلى الله عليه وآله ).
  (3): قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى :( وما جعل أدعيائكم أبنائكم ) : الأدعياء جمع الدعي، وهو الذي يتبناه الانسان، بيَّن سبحانه أنه ليس بابنٍ على الحقيقة، ونزلت في زيد بن الحارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود تبناه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل الوحي ، وكان قد وقع عليه السبي فاشتراه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسوق عكاظ ، ولما نبئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعاه إلى الاسلام فأسلم، فقدم أبوه حارثة مكة وأتى أبا طالب وقال : سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه ، فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال: هو حر فليذهب حيث شاء ، فأبى زيد أن يفارق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال حارثة : يا معشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اشهدوا أن زيداً ابني ، فكان يدعى زيد بن محمد ، فلما تزوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه ، وهو ينهى الناس عنها ، فقال الله سبحانه : ما جعل الله من تدعونه ولداً وهو ثابت النسب من غيركم ولداً لكم " ذلكم قولكم بأفواهكم " أي إن قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى " والله يقول الحق " الذي يلزم اعتقاده " وهو يهدي السبيل " أي يرشد إلى طريق الحق " ادعوهم لآبائهم " الذين ولدوهم وانسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم " هو أقسط عند الله " أي أعدل عند الله قولا وحكماً ، روي عن ابن عمر قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم " أي لم تعرفوهم بأعيانهم " فإخوانكم في الدين " أي فهم إخوانكم في الملة فقولوا : يا أخي " ومواليكم " أي بني أعمامكم ، أو أولياؤكم في الدين في وجوب النصرة ، أو معتقوكم ومحرروكم إذا أعتقتموهم من رق فلكم ولاؤهم " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به " أي إذا ظننتم أنه أبوه فلا يؤاخذكم الله به " ولكن ما تعمدت قلوبكم " أي ولكن الاثم والجناح في الذي قصدتموه من دعائهم إي غير آبائهم ، وقيل : ما أخطأتم قبل النهي وما تعمدتموه بعد النهي " وكان الله غفورا " لما سلف من قولكم " رحيما " بكم " وأزواجه أمهاتهم " أي انهن للمؤمنين كالأمهات في الحرمة وتحريم النكاح ، وليس أمهات لهم على الحقيقة إذ لو كانت كذلك لكانت بناته أخوات المؤمنين على الحقيقة ، فكان لا يحل للمؤمنين التزوج بهن ، ألا ترى أنه لا يحل للمؤمنين رؤيتهن ، ولا يرثن المؤمنين ولا يرثون.
 (الوجه الثالث):لعل تسمية أئمتنا المطهرين عليهم السلام بالربائب بأنهن بنات النبيِّ من حيث كونه مربياً لهنَّ، وعلاقة التربية أوثق من علاقة النسب الصلبي، من هنا أطلق النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله على سلمان الفارسي إسم سلمان المحمدي، ونهى المسلمين ــ لا سيَّما بعض صحابته المنافقين ــ أن ينادوه بسلمان الفارسي وقال لهم: هذا سلمان المحمدي..وكذلك ما ورد في قصة سعد الخبر (سعد بن عبد الملك)؛ فقد روى الشيخ المفيد في ترجمة سعد بن عبدالملك الأموي، فقال:حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد الكوفي الخزاز قال:حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، عن ابن فضال ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي مسروق النهدي ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، قال : دخل سعد بن عبد الملك وكان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان على أبي جعفر عليه السلام فبينا ينشج كما تنشج النساء قال :فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما يبكيك يا سعد ؟ قال وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة فيالقرآن ، فقال له : لست منهم أنت أموي منا أهل البيت أما سمعت قول الله عز وجل يحكي عن إبراهيم : " فمن تبعني فإنه مني " .راجع الاختصاص ص 85، ومنتهى المقال ج 3 ص 328.
  (الوجه الرابع): إصباغ نعت البنوة لرسول الله من حيث كونهن بناته بالعلاقة السببية كما أشرنا سابقاً من حيث كونهن كنائن النبي أو من حيث كونهن بناته بالرضاع .. فنسبة البنوة لرسول الله حقيقية، أو لكونه صلى الله عليه وآله أباً لعامة اليتامى والمساكين من المؤمنين والمؤمنات (أنا وعلي أبوا هذه الأمة)؛ ويشهد له ما ورد في قوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) حيث ورد في تفسيرها أن النبيَّ الأكرم صلى الله عليه وآله هو أب لهم، أي: للمؤمنين راجع تفسير نور الثقلين ج 4 ص 237 ح 16.
  والوجه الرابع هو أقرب إلى الروايات المصرِّحة بكونهن بناته؛ وذلك لأنهن عشن في كنفه وتحت ظل رعايته الشريفة، ولا نتصور أن تكون الرعاية في كل دقيقة وساعة ما لم يكن هناك عقد محرمي بينه وبينهن .. كيف لا ؟ وقد كُنَّ في داره المباركةيراهن ويرونه ويحنو عليهن كما يحنو الأب على بناته الصلبيات، بل وأعظم ولا يعقل أن تكون هذه الرعاية في الليل والنهار من دون أن يعقد لهن على أحد أولاده الذكور لتكون العلاقة التربوية خالية من الشبهات والمحرمات، لا سيَّما وأنه سيِّد ولد آدم وشريعته ناسخة لكل الشرائع .. فهو قدوة لغيره من المكلفين الذين يبتلون برعاية الأيامى في بيوتهن وأماكن تواجدهم .
 والخلاصة: إن ما نسب إلى النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله من كون ربائبه بناته حقيقة، لا واقع له أبداً، بل هو فرية عليه (صلى الله عليه وآله)، لأجل رفع مقام عثمان بن عفان من جهة، ولكي يتم مشروع تذويب الخلاف بين أعمدة السقيفة وأمير المؤمنين وزوجته الطاهرة الزكية (عليهما آلاف الصلاة والسلام) من جهة أُخرى؛ تماماً كفرية تزويج عمر بأُم كلثوم عليها السلام، حيث فندناها من أساسها بفضل الله تعالى ومدد الحجج الطاهرين عليهم السلام؛ والله تعالى هو الموفق للصواب والهداية والرشاد، وسيعلم الذين ظلموا محمداً وآل محمد أيَّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 5 ذي القعدة 1437 هجري

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/13   ||   القرّاء : 8332




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 ــ(5)ــ تفنيد دعوى السيد الخوئي حول نفي النصب والعداوة عن أعمدة السقيفة بالوجوه 9و10و11 ــ(الحلقة الخامسة)ــ

 ـ(10)ـ كفر منكر ولاية وإمامة أمير المؤمنين علي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام

 لماذا لم يصرّح النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله بالشهادة الثالثة في الصلاة

 السؤال حول طهارة مولاتنا سيدة النساء عليها السلام/ والحور العين/ والمرأة في الجنة/ وهيئة المؤمنين في الجنة/ وخمر الجنة وعسلها يختلف عن خمر الدنيا وعسلها/ لا يوجد في الجنة لواط وسحاق وزنا

 السؤال عن العلّة في ترضي السيِّد عبد الحسين شرف الدين على الملعون عمر بن الخطاب ؟

 نظر الزوج بشهوة إلى زوجته الميتة

 ـ(24)ـ الصفات النفسية والجسمانية لمولانا الإمام الحجة المنتظر عليه السلام

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19212613

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:55

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net