هل يحق للحاكم التدخل في الشعائر الحسينية؟
بسمه تعالى
حكم الحاكم الشرعي
سماحة الشيخ العاملي
السلام عليكم ورحمته وبركاته
ما هو رأي سماحتكم حول حکم الحاكم الشرعي في مسألة الشعائر الحسينية، هل تعتبر نافذة أم يرجع کل مقلد إلى رأي وفتوى مرجعه فيها؟
(الجواب):
بسمه تعالى تبارك شأنه
السلام عليكم ورحمته وبركاته
حكمُ الحاكم التقي الورع نافذٌ في القضاء فقط ولا يتعداه إلى غيره من مسائل الفقه إلاَّ في موارد قليلة جداً ليست الشعائر منها قطعاً ،فلا ينفذُ حكمه بالحرمة في الشعائر الحسينيَّة الشريفة على غير مقلديه بل يجب على كلِّ مقلِّد الرجوع إلى من يقلِّد من الفقهاء الاتقياء في هذه المسألة مورد السؤال، وإننا نقطع بالدليل والبرهان بأن كلَّ من يحرِّم الشعائر ليس كاملاً بالفقاهة والإجتهاد بل تنقصه الملكةُ الخبروية في هذا المضمار...ويجب أن تعلموا وجميع إخواننا المؤمنين بأن المراد بالحاكم الشرعي هو الفقيه الجامع لشرائط الفتوى من الفقاهة والورع والتقوى والبرائة من أعداء أهل البيت عليهم السلام إلخ...ولا يرادُ من الحاكم كلُّ من استولى على السلطة سوآء أكان السلطان شيعياً أم عاميَّاً،وسوآء أكان معمماً أم غير معمم،فإذا لم ينفذ رأي الفقيه الورع في حكمه بحرمة الشعائر فلا يجوز بطريقٍ أولى نفوذ من لم يثبت إجتهاده ولا عدالته ممن يحرِّمون بعض الشعائر الحسينيَّة ويدرجونها تحت عنوان البدعة،فقد تحقق لدينا بالدليل الفقهي المحكم بأن كلَّ من حرَّم بعض الشعائر لا خبرةَ عنده بالفقه ولا بالإستدلال الفقهي..فقد سبرنا أقوالهم وخبرناها فلم نرَ فيها شيئاً من الدليل بل ليست سوى أقيسة وإستحسانات عاميَّة لا علاقةَ لها بالإستدلال الفقهي الجعفري،ونحن ننصح بدراسة كتابنا الجليل " ردُّ الهجوم عن شعائر الإمام الحسين المظلوم عليه السلام" وهو منشور على الموقع الألكتروني ..فإننا فندنا فيه كلَّ تلك الدعاوى والتصورات الباطلة بحق الشعائر المقدَّسة فليُراجع...
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
العبد الفقير إلى رحمة ربّه محمَّد جميل حمُّود العاملي/بيروت.
