• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : شبهة لبس السواد عند المشككين ودحضها .

شبهة لبس السواد عند المشككين ودحضها

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا -متعنا الله بطول بقائكم- بعد تتبعنا القاصر لرسائل لبس السواد حداداً على مولى العباد سيد الشهداء سلام الله عليه لم نجدها جامعة مانعة ولم تصمد أمام شكوك المشككين وشعوذة المشعوذين، فلا زالت تهاجم هذه الشعيرة (البديهية الضرورية) في المجتمعات الولائية وتسربت هذه الوسوسات الى صدور الموالين الشعائريين -مع الأسف الشديد-، ومن المخزي والمبكي أن تدخل حرم السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها فتجد ما دون الثلث من عدد المختلفين على عتباتها قد التزم بلبس السواد وتبرّد ببردة الحزن والمصاب، وأما العدد الزاخر في الحوزات العلمية فتلفعوا وتقمصوا ما لذ وطاب من الألوان الفاقعة الناصعة في يوم بكت له السماء دماً ..
فتارة ينعقون بأنه لا يوجد لدينا نص روائي يحث على لبس السواد أو يخبر اقلاً عن احد المعصومين بأنه لبس السواد في أيام ذكرى شهادة سيد الشهداء عليه السلام وأخرى ينبحون بأنه قد وردت نصوص روائية متكثرة مؤداها كراهة لبس السواد مطلقاً وفي الصلاة على وجه الخصوص وطوراً ينعبون تختلف الأعراف من بلد إلى آخر، فمنهم من يرى ان السواد علامة للفرح والجذل والطرب فاتخذ فيها -اي هذه البلاد- لباساً للأعراس والأعياد
بانتظار ردودكم الصمصامية شيخنا المجاهد بأدلة علمية معتد بها عند أهل التحقيق والنظر وسادّة لأفواه أهل التضليل والبطر
...
أغث حوزة الإيمان واعمر ربوعها
ابنكم السيد الجازع على مولاه

 

الموضوع : شبهة لبس السواد عند المشككين ودحضها

بسمه تعالى / السلام عليكم ورحمته وبركاته
 

   نحن لا نستغرب من ضلال أكثرية أهل العلم في زماننا هذا وهو ما كنا قد كررناه وحذّرنا منه سابقاً ولا زلنا نؤكد عليه لأن اغلب القيمين على الساحة الشيعية أناس لا علاقة لهم بأهل البيت عليهم السلام بل هم أناس بتريون يجمعون بين القول بإمامة الأئمة الطاهرين عليهم السلام وبين خلافة غيرهم والحنين إليهم، يميلون إلى العامة العمياء ولهم مشارب وتوجهات حزبية دعوتية منبتها وأساسها من المخالفين الذين لم يفلحوا بطمس معالم الائمة الطاهرين عليه السلام من خارج الحوزة الشيعية، فوجدوا أن الفتك بالتشيع إنما يكون من داخلها فأوجدوا أحزاباً تميل إلى أعداء آل البيت عليهم السلام فافتعلوا اضطرابات فكرية وخضات روحية وتشكيكات دينية في العقيدة والفقه والسيرة لا سيّما في سيرة الأئمة الطاهرين التي تتناول شعائر الظلامة ومنها لبس السواد على المظلوم في كربلاء على صاحبها آلاف التحية والسلام ضاربين عرض الجدار الأخبار الدالة على إستحباب لبس السواد حداداً على سيدنا الإمام المعظم مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وقد اعتمد هؤلاء على روايات ظاهرها شيء يختلف عما نحن بصدده وهو الحزن على سيد الشهداء من دون النظر إلى الروايات الأخرى الدالة على الإستحباب، ولكن ماذا نفعل بمن في قلبه مرض حيث ينظر بعينٍ واحدة من دون النظر إلى الأدلة الأخرى الدالة على الإستحباب ، لا لشيءٍ سوى أنهم كما قال الله تعالى﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله﴾ وعمدة ما استدلوا عليه وتمسكوا به هو الروايات الناهية عن لبس السواد لأنه لباس الفراعنة وأهل النار....ولم يتفطنوا إلى أن النهي المذكور يقابله نهيٌّ آخر عن لبس المعصفر والأحمر واصفة له بأنه لباس الكفار، فترجيحهم ترك لباس الاسود على ترك لباس المعصفر والأحمر أمراً مستهجناً وله خلفية سيئة على الشعائر الحسينية وينم عن ضعفٍ في الإستدلال والفقاهة بل تكاد تكون معدومة عند هؤلاء ولكن ماذا نفعل بالسياسة التي ترفع من تشاء وتضع من تشاء ..!  وهنا نحب أن نثبت لكم إستحباب لبس السواد حداداً على الإمام أرواحنا له الفداء بالوجوه التالية:
(الوجه الأول):
الروايات الناهية عن لبس السواد متعارضة مع غيرها من الروايات المجوزة، فالمشهور حملها على الكراهة، ولكنه استثنى منه اللباس الأسود حزناً على الإمام الحسين عليه السلام جمعاً بين الأخبار المجوزة والأخرى الناهية، لكننا لا نتوافق معهم على كيفية الجمع لأننا ننظر إلى الروايات الناهية عن لبس الأسود تتوافق مع الحالة الأموية التي نهت ولا زالت تنهى عن لبس السواد حداداً لأن ذلك يأجج مشاعر المسلمين على بني أمية الذين أمروا بقتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام ، فمن المناسب لهم أن يحرموا لبس السواد للنكتة العلمية التي أشرنا إليها.
  وعلى كلِّ حالٍ: فإن الكراهة لا تمنع من لبس الأسود حداداً على المظلوم في كربلاء عليه السلام فتتحول الكراهة إلى عنوان آخر هو الإستحباب حداداً على أصحاب الظلامات من أهل بيت محمد وآله الأطهار عليهم السلام. 
  دعوى ورد: إن ما ذكرنا معارض أيضاً بما ورد من أن بني العباس أمروا بلباس الأسود، فكما أن بني أمية نهوا عن الأسود فيتعارض مع ما امر به بنو العباس من لباس الأسود، وعند التعارض يسقط الإستدلال..!.
 والجواب: أن لباس الأسود كان رائجاً قبل مجيء دولة بني العباس لأن الشيعة كانوا يدأبون على لبس السواد أيام عاشوراء حداداً على سيد الشهداء أرواحنا فداه، فاقتبسها منهم بنو العباس ــ لا سيَّما أبو مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية ــ ليستدروا عطف الشيعة ضد بني أمية الذين أمروا بقتل الإمام الحسين عليه السلام، فتسقط الدعوى المذكورة عن حجية الإستدلال.
  بالإضافة إلى أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام كانوا يلبسون السواد في أيام محرم والشيعة قد أخذوها منهم، فالسيرة الجارية بين المؤمنين منذ إستشهاد الإمام عليه السلام إلى يومنا هذا أكبر شاهد على إستحباب لبس السواد حداداً على الإمام المظلوم عليه السلام...مع التأكيد على أن التعارض إنما يحصل في حال عدم التوفيق بالجمع بين الأخبار الناهية والأخرى الآمرة، وحيث إننا قدّمنا الآمرة بعنوان الحداد فلا تعارض حينئذٍ... بل يمكن الجمع بوجهٍ آخر هو: أن لبس السواد مكروه إلا في مواضع استثناها الدليل العام أو الخاص وهي في موارد واشياء منها: الحداد على سيِّد الشهداء وغيره من أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين، ومنها: الخف والعمامة والكساء في ورد في النصوص المستفيضة عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:" كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله يكره السواد إلا في ثلاث: الخف والعمامة والكساء".
(الوجه الثاني): على فرض ثبوت الكراهة بلبس السواد إلا أنه يستثنى منه لبس السواد في ماتم الإمام الحسين صلوات الله عليه وآله الأطهار وبقية أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام للعنوان العام الآمر بإظهار الأحزان على هؤلاء الأطياب، فيكون لبس السواد سوآء أكان على  مأتم سيّد الشهداء أم على غيره من سادة الورى وسفن النجاة، مصداقاً من مصاديق إظهار الحزن والفجيعة على ما جرى على هؤلاء الأحباب، وهو أمر عرفيٌّ جرى عليه عامة العقلاء من كل طائفة ودين، يلبسون السواد في حالات الحزن على ميتهم، ومنكر ذلك نضعه في خانة المنكر للضروريات بين الأعراف والديانات، فإذا ما كانت الأعراف قديماً وحديثاً يدأبون على لبس السواد على موتاهم إظهاراً للحزن عليه، والجميع يشاهد ما تفعله الأمم كيف يسودون أعلامهم إذا نكبوا بكارثة زلزال أو غرق سفينة أو موت زعيم أو خسارة معركة، والأفراد يحملون الأشرطة السوداء في موت قريب أو صديق، ولو لبس الأبيض أو الأحمر أو الأصفر لاعتبروه مخبلاً أو شامتاً أو به مرض نفسي عضال...فقد جرت السيرة بين العقلاء فضلاً عن المتدينين الأسوياء بالحداد على موتاهم بلبس السواد لا غيره من الألوان كالأبيض الذي لا يعتادون لبسه إلا في الأعراس والأفراح كما هو معلوم وواضح لدى أولي الألباب...فمن علامات الحزن على الأموات هو لبس السواد لا المعصفرات من الثياب فاعتبروا يا أولي الألباب..!. 
   (وبالجملة): إن لبس السواد في مآتم سفن النجاة وساسة العباد وأركان البلاد مما قام الدليل على إستثنائه وإخراجه من الحكم العام بكراهة لبس السواد، وهو ما دلت عليه سيرة المتدينين الشيعة المتصلة بسيرة المعصومين حيث يتشحون بالسواد بمجرد مجيء محرم بل قبله بأيام، والسيرة عمل ممضى شرعاً باعتباره دليلاً لبيّاً على صحة فعل جرى بين المؤمنين وفيهم متشرعة من الفقهاء العدول، كما أنهم لم يفتوا لهم عبثاً أو تشهياً لأن ذلك حرام بل افتوا لهم بلبس السواد باعتبار قيام الأدلة على جواز لبسه لأجل الحداد على ظلامات سادة الأنام...ويؤيد ما ذكرنا ما رواه صاحب الحدائق في الحدائق ج 7 ص118في تعليقه على كراهة لبس السواد في الصلاة، فقد قال:" لا يبعد إستثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام من هذه الأخبار، لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان، ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي قدس سره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روى عن عمرو بن زين العابدين عليه السلام أنه قال:" لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد عليه السلام لبس نساء بني هاشم في مأتمه ثياب السواد ولم يغيرنها في حرٍّ أو برد، وكان الإمام زين العابدين عليه السلام يصنع لهنَّ الطعام في المأتم" إنتهى.
(الوجه الثالث): إنما يكره لبس السواد إذا كان شعاراً لتخويف الناس كما تفعل بعض المنظمات العسكرية الإرهابية كتنظيم القاعدة ونظرائهم من الأحزاب الشيعية البترية وغيرها حيث يلبسون السواد كشعار للتخويف وليس حداداً على مآتم الأحباب من آل الله تعالى، كما يكره أيضاً في حال صار لبسه إقتداءاً ببني العباس والقسيسين والرهبان بل لعلّه من المحرمات باعتباره تشبهاً بأعداء الله تعالى من ملوك بني العباس وإرهاباً للمستضعفين من المؤمنين الأبرياء، فقد جاء في الخبر حرمة التشبه بأعداء الله تعالى قال مولانا الإمام الصادق عليه السلام:" أوحى الله إلى نبيٍّ من أنبيائه قل للمؤمنين لا يلبسوا ملابس أعدائي و يطعموا مطاعم أعدائي ولا يسلكوا مسالك أعدائي فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي" قال الصدوق بعد نقل هذا الخبر في كتابه عيون الأخبار:"لباس الأعداء هو السواد، ومطاعم الأعداء هو النبيذ والخمر والفقاع والطين والجري من السمك والمارماهي والزمير والطافي وكل ما لك يكن له فلس والأرونب والضب والثعلب....ومسالك الأعداء مواضع التهمة ومجالس شرب الخمر والمجالس التي فيها الملاهي ومجالس الذين لا يقضون بالحق والمجالس التي تعاب فيها الأئمة والمؤمنون ومجالس أهل المعاصي والظلم والفساد" وكذا يكره موافقة المخالفين وغيرهم بعاداتهم مثل التزي بزي اليهود في لباسهم الأسود والبرطلة وإسدال الرداء، وجز اللحى لا حلقها لأن اليهود يطيلون اللحى عن حدها المقبول، وشم الرياحين في الصوم لأنه من فعل المجوس، والأكل بالشوكة والملعقة كما يفعل الروم لمخالفته لسنة الأكل باليد....
   (والحاصل): إن السواد من أشد الألوان قتامة في النفس لأنه يولد الكآبة والإنقباض، فهو بطبيعته رمزٌ للحزن، فلذلك اعتاد المفجوعون بمصيبة عزيزٍ على قلبهم أن يتقمصوا السواد إشعاراً بأنهم محزونون، وهذه عادة سبقت الإسلام وبقيت بعده، وقد استغلها بعض الناس لإثارة الفزغ بين المستضعفين في أيامنا هذه كما كانت في أيام بني العباس الذين اتخذوا السواد شعاراً لهم، وذلك لأن لون السواد قاتم على النفس ويصبغ على ناظرها رهبة وخوفاً قلما نجده في اللون الأبيض والأخضر وما شابههما، فالمحذور يتوجه على لبس السواد إذا كان بهذا القصد لا بقصد إظهار المصيبة في أيام عاشوراء إلى الأربعين وكذا في أيام شهادات أهل البيت عليهم السلام،  لأجل التفجع على سادة الأنام فهذا لا إشكال فيه ولا ريب يعتريه باعتباره داخلاً تحت العنوان العام بل والخاص الممضى من أئمتنا الأطهار عليهم السلام بل إنهم فعلوه في كل عام في مأتم سيد الشهداء عليه السلام، فلبس السواد من باب الحزن عليهم أو على ميت يكون خارجاً عن حرمة أو كراهة لبس الأسود لإنصراف الأدلة الناهية إلى شعار بني العباس، وأما إذا لم يكن بهذا الشعار كما لو كان بنية الحزن على سيد الشهداء وآله الأطهار عليهم السلام فلا يكون مكروهاً بل يكون راجحاً لغلبة جانب تعظيم شعائر الله تعالى على ذلك، فيكون مخصصاً بما ذكرنا حتى على فرض ثبوت الكراهة بلبسه في مطلق الاحوال، وتخصيصه ليس على مأتم الأحباب من آل الله تعالى فحسب بل وردت الأخبار بثبوت إستحباب لبس العمامة السوداء والعباءة السوداء للمرأة والخف للرجل والمرأة معاً بل ورد في خبر العلل ذكر الجبة السوداء كان يلبسها مولانا الإمام الصادق عليه السلام كما سوف يأتيك في ذكر الأخبار.
(الوجه الرابع): جلّ الروايات الناهية عن لبس السواد واردة في باب لباس المصلي، ولو فرضنا ثمة إطلاق في بعضها كما في الخبر المتقدم إلا أنه ينصرف إلى لباس المصلي، ولو فرضنا عدم الإنصراف فيبقى منعقداً بالظهور العام لكنه يستثنى منه لباس الحداد على أصحاب الظلامات والكروبات من آل الله تعالى.
   ولكنَّ الظاهر أن لباس الأسود في بعض الثياب  ــ كما في الجبة أو الدراعة  ــ كان شائعاً كما في نصوص متعددة لا سيَّما ما ورد في خبري حذيفة بن منصور عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام أنه دعا بممطر أحد وجهيه أسود والآخر أبيض فلبسه" وما ورد عن سليمان بن راشد عن أبيه قال: رأيت عليَّ بن الحسين عليهما السلام وعليه دراعة سوداء وطيلسان أزرق". والدراعة هي جبة مشقوقة المقدم، والطيلسان هو كساء كبير تارة يكون أخضر وأخرى أزرق وثالثة أسود، وهو لباسنا نحن أهل العلم من الشيعة الإمامية حيث الرائج منه هو الصاية والجبة والعباءة.
  وخلاصة هذا الوجه: لم يقتصر النهي عن لبس الأسود في الصلاة بل تعداه إلى كلِّ لون قاتم كالأحمر والأزرق والألون الأخرى غير الأبيض لما ورد في صحيح حماد بن عثمان عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:"تكره الصلاة في الثوب المصبوغ المشبع المفدم".
  ويراد بالثوب المشبع المفدم لغةً هو كلّ ثوب شديد اللون الأحمر أو اللون المشبع بالصباغ، فتكون دلالته واضحة على كراهة لبس كلّ ثوب في الصلاة مشبع من حمرة أو صفرة أو خضرة ونحو ذلك، وهو ما أكدته بعض الأخبار الأخرى الناهية عن لبس الأحمر والأصفر في الصلاة وهو ما أفتى به إبن الجنيد والشيخ وإبن إدريس وصاحب المعتبر والمنتهى وهو الأقوى عندنا أيضاً، فقد روى الشيخ في التهذيب عن يزيد بن خليفة عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال: أنه كره الصلاة في المشبع بالعصفر المضرج بالزعفران" والمضرج هو المصبوغ بالحمرة دون المفدم وفوق الموَّرد، ولا تكره هذه الألوان في غير الصلاة لورود جملة من الأخبار تفيد أن موالينا المطهرين عليهم السلام كانوا يلبسونه لا سيما أمير المؤمنين عليه السلام حيث كان يلبس في الحرب اللباس الأحمر والأصفر، وفي غير الحرب، وقد نقل المحدّث الكليني قسماً منها في كتابه الجليل فروع الكافي ج6 ص 446باب لبس المعصفر من كتاب الزينة واللباس.
 (وبالجملة): إذا كان السواد مكروهاً في الصلاة ــ كما أفادت الشبهة ـــ فإن المفدم أيضاً مكروه، فلِمَ يؤكدون على كراهة لبس السواد دون المفدم ؟! لعلَّ في النفس ما يريبها..ووراء الأكمة ما وراءها..!!..زوإذا كان لبس الدراعة السوداء جائز بل مستحب للإمام زين العابدين عليه السلام فلِمَ لا يكون مستحباً لنا في أيام مصائبهم عليهم السلام؟!.  
(الوجه الخامس): إن ما عتمده الناهون عن لبس السواد لا يصلح أن يكون دليلاً على المدَّعى وذلك لضعف أسانيد ما اعتمدوه وضعف دلالة ما أوردوه، بل جلُّها مراسيل ومرافيع، ولا حجية في المراسيل لإثبات الحكم الشرعي بالكراهة إلا على نحو العمل بقاعدة التسامح في أدلة السنن، ولكن النقاش فيها كقاعدة مطردة تشمل المكروهات أول الكلام... وحتى لو سلَّمنا جدلاً بما قالوا بكراهة لبس السواد مطلقاً من دون إستثناء بل حتى لو كانت أخبارهم صحاحاً صراحاً في الكراهة أو الحرمة لوجب إسقاطها أو حملها على الكراهة في غير المصائب، لأن أكثر المعصومين عليهم السلام لبسوا السواد في المصائب وفي غير المصائب.
   فقد دلت الأخبار المستفيضة بل وفوق الإستفاضة بأن لبس السواد كان رائجاً قبل نشوء الدولة العباسية، ونحن نتلوا عليكم أخبارها وهي التالي:
(الخبر الأول):
روى الصدوق في الأمالي عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:" خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه خميصة قد اشتمل بها، فقيل: يا رسول الله من كساك هذه الخميصة؟ فقال: كساني حبيبي". والخميصة خز أسود معلّم، وفي المصباح: الخميصة كساء أسود معلم الطرفين، وفي المنجد: الخميصة مؤنث الخميص وهو ثوب أسود مربع.
(الخبر الثاني): عن معاوية بن عمار عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:" ودخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء".
(الخبر الثالث): جاء في المستدرك أن رسول الله كان له عمامة سوداء يتعمم بها ويصلي فيها.كما جاء عن أبي ظبيان قال: خرج علينا عليٌّ عليه السلام في إزار أصفر وخميصة سوداء". والخميصة هي ثوب أسود مربع.
(الخبر الرابع): روى صاحب ناسخ التواريخ في المجلد الخاص بالإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه قد لبس السواد حداداً على أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال:" لما دفن أمير المؤمنين عليه السلام خرج إبن عباس إلى الناس فقال: إن أمير المؤمنين قد توفى وقد ترك لكم خلفاً فإن أحببتم خرج إليكم وغن كرهتم فلا أحد على أحد، فبكى الناس وقالوا: بل يخرج إلينا، فخرج الإمام الحسن عليه السلام إلى المسجد بثوب أسود فعلا المنبر وقال....".
(الخبر الخامس): روى صاحب الوسائل وكثير من المقاتل أن مولانا الإمام الحسين عليه السلام:" قد قتل وعليه جبّة خز دكناء وهو الأسود".
(الخبر السادس): روى في مستدرك الوسائل عن دعائم الإسلام:" أن عليَّ بن الحسين رؤي وعليه دراعة سوداء وطيلسان". وفي المستدرك نفسه عن مكارم الأخلاق للطبرسي عن عبد الله بن سليمان قال:" إن عليَّ بن الحسين دخل المسجد وعليه عمامة سوداء قد أرسل طرفيها من كتفيه".
(الخبر السابع): لقد شاع عن الإمام الصادق عليه السلام أنه كان يتعمد لبس السواد لإعلان حليته وأن كون لباس هو لباس أهل النار لا يدل على حرمته، ودحضاً لرأي حرمة لبس السواد قام متعمداً بلبسه كما في الخبرين التاليين:
(الأول):
ما رواه صاحب الوسائل عن داود الرقي قال: كانت الشيعة تسأل أبا عبد الله عليه السلام عن لبس السواد قال: فوجدناه قاعداً عليه جبَّة سوداء وقلنسوة سوداء وخف سود مبطن بسواد، ثم فتق ناحية منه وقال: أما أن قطنه أسود، وأخرج منه قطناً أسود ثم قال: بيّض قلبك والبس ما شئت".
(الثاني): ما رواه صاحب الوسائل بأسناده إلى حذيفة بن منصور قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بالحيرة فأتاه رسول بني العباس الخليفة يدعوه فدعى بممطر أحد وجهيه أسود والآخر أبيض فلبسه، ثم قال:" أما أنّي ألبسه وأنا أعلم أنه لباس أهل النار".
    الخبر الأول واضح الدلالة على جواز لبس السواد لأجل مخالفة بني العباس، (وكأنه يريد إبلاغهم رسالة معينة بأنكم لبستم السواد لا لأجل الإمام الحسين عليه السلام بل لأجل خبثكم ومكركم ودهائكم لتستميلوا بلبس السواد السواد الأعظم من الشيعة ليكونوا جنوداً عندكم للقضاء على أي تمرد عليكم من الشيعة فتظهرون لهم بأنكم محبون للأئمة الأطهار بدلالة حزنكم على سيد الشهداء... ) كما قد يكون لأجل الحداد على الإمام عليه السلام وإن لم يدل اللفظ في الرواية على ذلك ، لذا حمله بعضهم على التقية لأنه كان متهماً عند الأعداء بأنه لا يرى لبس السواد، وحمله صاحب الوسائل على إرادة الجواز ونفي التحريم بقرينة آخره..ولكننا نحمله على كلا الأمرين: مخالفة بني العباس والحزن على سيد الشهداء أو الحزن على ظلامات آبائه الطاهرين وأنهم ظُلموا وقُهروا وماتوا مقتولين مجزرين فأراد إظهار حزنه بلبس السواد وهو ما عبّر عنه أحد أئمتنا الطاهرين عليهم السلام بما ما معناه:" أفراحنا أتراحنا... وكيف نفرح ونرى حقنا بيد غيرنا" وأنهم كانت أيامهم حزينة على ظلامات سيد الشهداء بقرينة خبر النساء الهاشميات وغيره من الأخبار.
 والأخبار في ذلك كثيرة فاقت حدَّ الإستفاضة بكثير فلا يسعنا الوقت لإستعراضها على القارئ وما ذكرناه غنىً وكفاية لمن أراد أن يدبر أو أراد شكوراً وإلا فلو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم وصدق الله تعالى إذ يقول﴿ ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمين﴾.
  وبما تقدَّم يتضح بأن لبس السواد في بعض الثياب جائز ولا كراهة فيه لأن الإمام عليه السلام لا يفعل مكروهاً باعتباره رجساً نزهه الله تعالى عنه، وحيث ثبت أنهم كانوا يلبسون الجبة السوداء والخميصة والطيلسان أو الكساء الأسود أو الأزرق أو الأخضر فأيُّ إشكال لو لبسناه بنية الحداد على ما أصابهم من الكروبات إظهاراً لظلاماتهم لعامة الناس..؟! وما الضير في ذلك ما دامت الأعراف المدنية والدينية منذ العصور الأولى إلى يومنا هذا يفعلونه كرمزٍ لإعلان الحداد على الأعزاء والأحباء..؟!.ولكن ماذا نفعل بمن قضى حياته في الشكوك والفتن التي ينفثها أنصاف العلماء كأنهم أفاعي مستعرة على فريستها، نستجير بالله تعالى من شرورهم ولئمهم وخبثهم على الشعائر الحسينية على صاحبها آلاف السلام والتحية، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون....يا قائم آل محمد أغثنا برأفتك ورحمتك يا باب الله تعالى الذي منه يؤتى، ويا كهف الله الذي يلتجئ إليه الهاربون..نسألك المدد والعون يا سندنا ومددنا يا كعبة القاصدين... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمته وبركاته
 

حررها العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 3صفر 1432هــ

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/01   ||   القرّاء : 16955




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 إطلاع الأرواح على المخفيات في عالم البرزخ ليس مطلقاً

 تلقيح بويضة بنطفة أجنبي من الكبائر المستلزمة للعذاب العظيم عند الله تعالى

 أيهما أفضل وأهم يوم الغدير ام يوم عاشوراء؟

 لماذا سمّى أئمتنا الطاهرون سلام الله عليهم أبا بكر وعمر بالجبت والطاغوت / المعاني اللغوية لكلمتي"جبت وطاغوت"

 لعن الرسول لخالد بن الوليد

 الأدلة على لزوم الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة وتشهد الصلاة ــ والأدلة على وثاقة القاسم بن معاوية الدالة على لزوم ذكر أمير المؤمنين عليه السلام برسول الله محمد صلى الله عليه وآله

 لا نثق بأحد ممّن يصعد المنابر من أهل العلم

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19214313

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 29/03/2024 - 01:43

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net