هل الأئمة عليهم السلام يخلقون؟
الإسم: سيد *****
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة المرجع المجاهد ندعو لكم دوما بالصحة والعافية والسداد والوقاية والثبات على الولاية :
ما رأيكم بالاعتقاد بأن المولى أمير المؤمنين سلام الله عليه هو الخالق الرازق البارئ المصوّر الوهاب حيث ان الله تبارك وتعالى أجل من ان يباشر هذه الامور بنفسه المتعالية فيتعين قيام الغير بها ، وحيث لم يوجد من هو فوق المخلوق ودون الخالق سوى امير المؤمنين ونفسه وآلهما صلوات الله عليهم اجمعين تعين المقصود ، نرجو بيان وجه صحة هذا الاعتقاد او فساده مع ادلتكم وبرهنتكم المعتادة
والله حافظكم بحق الحجج الطاهرين صلوات الله عليهم
الموضوع : هل الأئمة عليهم السلام يخلقون؟
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الخالق والرازق والمصور والوهاب الأصلي هو الله تعالى فلا غيره قادر على الخلق والرزق والتصوير إلا ذاته المقدسة ولكن قد يعطي هذه القدرة على الخلق والرزق والتصوير لأحد من أوليائه كنبيٍّ أو وصيّ أو وليّ كما حصل لنبيّ الله عيسى عليه السلام ولإبراهيم خليل الرحمان عليهما السلام فقد قصّ علينا القرآن الكريم عملية إحيائهما الموتى وخلق الطير بإذن الله تعالى كما في قوله تعالى حكاية عن النبي عيسى عليه السلام ﴿ وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ﴾ ﴿ أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذني وأبرئ الأكمه والأبرص وأُحي الموتى بإذن الله ..﴾ ﴿ وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال خذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً ..﴾.
والخلاصة: إن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام قد أعطاهم الله تعالى القدرة على الإحياء والرزق والتصوير المرافق للإحياء ويكون ذلك من الله تعالى وفي طول إرادته تعالى ولا مانع منه بحكم العقل وأدلة الكتاب والسنة المطهرة، ولكن إثبات أنهم يخلقون بدلاً من الله تعالى لعامة الأنفس لم يثبت بدليل روائي معتبر بل ليس ثمة رواية واحدة تدل على أنهم يتولون عملية الخلق بدلاً من الله تعالى وإن كانوا يخلقون في موارد جزئية للتدليل على أنهم مبعوثين من قبل الله تعالى إتماماً للحجة وإبلاغاً للمحجة، فقياس الموارد الجزئية على الموارد العامة يحتاج إلى دليل وهو مفقود في البين وإن كنا لا نستغرب على آل الله تعالى ما نعجز عن تصوره والوغول في أعماقه ولكننا نتعبد بالوقوف على الدليل الإثباتي كما أشرنا، والله تعالى حسبنا وهو مولانا ونعم الوكيل والسلام عليكم.
حررها العبد الفقير إليه تعالى وإلى حججه الطاهرين عليهم السلام
محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 11 ربيع الأول 1433هــ.