يكره تكسير عظم العقيقة
الجواب: عندما يتعارض خبران فإن احدهما صحيح والآخر باطل، أو أن احدهما يكشف عن شيء بينما الثاني يكشف عن شيء آخر..ولا يمكننا في غيبة المعصوم ان نجزم بصدق أحد الخبرين على الآخر، لذا كان ديدن الفقهاء - ولا يزالون الى يومنا هذا- هو استكشاف الحكم الظاهري من خلال ترجيح خبر على خبر او الجمع بين الخبرين إن أمكن..على قاعدة الجمع أولى من الطرح..من هنا كان عمل الفقهاء - وعلى رأسهم الطوسي في كتاب التهذيب- هو الجمع لا الطرح إلا نادراً...وحكم تكسير عظم العقيقة غير معلوم عندنا هل هو النهي عنه او الإباحة..فالمتعين علينا هو القول بالكراهة الظاهرية فلا يمكننا الإفتاء بالحرمة بسبب الخبر الناهي وذلك بسبب وجود خبر ثانٍ يجيز التكسير..فالقول بالكراهة هو حد وسطي بين الحرمة والإباحة..ومن اراد الإحتياط عليه أن يبتعد عن تكسير عظم العقيقة بل يوزعها قطعاً كبيرة يفككها عن بعضها من دون تكسير...ولسنا هنا في بحث خارج الفقه حتى نبحث في المسألة بشكل اصولي واستدلالي ولكن ما أشرنا إليه كافٍ لمن جاس خلال الديار في عالم الإستدلال..
والسلام.
تعليق رقم ٢/ الإمام الخوئي ( قدس سره) يقول فيما يتعلق في موضوع عظام العقيقة وعدم كسرها والقول بلفها ودفنا او رميها في ماء جاري .وغير ذلك لا مستند له .
بسمه تعالى
الجواب: نحن قلنا بكراهة تكسير عظام العقيقة طبقاً لوجود خبر يشير الى ذلك، ولكننا لم نفتِ بلفها في خرقة ورميها في المياه الجارية؛ وما قاله السيد الخوئي إنما هو موضوع آخر وهو لف العظام ورميها في الماء، بينما موضوع كراهة تكسير العظام شيء آخر، فالموضوعان مختلفان وليس موضوعاً واحداً حتى يشكل السائل على ما أشرنا إليه في الفتوى بكراهة تكسير عظام العقيقة؛ فتأمل.
ودعنا من لقب إمام الذي ألصقه السائل بالخوئي فلا إمام إلا أئمة أهل البيت عليهم السلام..وهل تدري ما معنى الإمام والإمامة؟ وأول إمام نال منصب الإمامة هو نبي الله إبراهيم عليه السلام فمن اين جلبتم هذا المصطلح وسحبتموه من نبي الله إبراهيم وأئمة الهدى الى علمائكم المحتاجين لشفاعة قنبر فضلاً عن أئمة الهدى صلى الله عليهم أجمعين...!!
العبد العاملي
بيروت/ بتاريخ ١٩ شوال ١٤٤١ هجري قمري.