• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .

        • القسم الفرعي : شبهات وردود .

              • الموضوع : الرد على تشكيك فضل الله بدعاء التوسل .

الرد على تشكيك فضل الله بدعاء التوسل

 


الموضوع: الردُّ على تشكيك السيِّد فضل الله بدعاء التوسل والشفاعة.
 

بسم الله الرحمن الرحيم
 

السلام عليكم
سؤال واحد:  أحد مقلدي فضل الله حينما قرأ الجواب التالي في أحد المواقع لأحد رجال الدين لم يقتنع ووجد الجواب ضعيفا ومتناقضا فهلا أضفتم على هذا الجواب علّ الله يهديه:
[كنت قد قرأت في السابق العديد من موارد الالتقاء بين كلمات فضل الله وكلمات ابن تيمية في آراء يخالف فيها الرأي المعروف من مذهب الشيعة الإمامية، وهي الآراء التي جاءت الوهابية من بعد وركزت عليها.
ولم يقف فضل الله عند حد في تبني تلك الآراء الفاسدة، فهو وإن كان قد خفف من كلماته في بعض السنوات ولم يلغها من الأساس، ولكنه عاد من جديد ليبدي لنا ما كان مخفيا في جعبته، والأيام القادمة ستكشف لنا المزيد، وظهر عيانا لبعض الذين ترددوا في الوقوف مع الحوزة العلمية لأجل مصالح وحسابات وموازنات أن فضل الله لن يترك لهم مجالا إذا لم يعلنوا موقفا واضحا وصريحا من انحرافاته!!
ومن جملة انحرافاته وآرائه الفاسدة ما ينشره على موقعه من تكرار مقولة ابن تيمية والوهابية من ترجيح الرأي الذي يذهب إلى عدم توجيه الخطاب بطلب الشفاعة من النبي ص أو الإمام ع، وأنه يجب أن يكون الطلب من الله تعالى وحده، بأن يقول المتوسل: اللهم شفع نبيك في، ولايقول: يا رسول الله اشفع لي، وزعم أن هذا مما لم يعهد عن أهل البيت ع!!].
وهذا هو نص السؤال والجواب المنشور على موقعه:
السؤال: ما هي الملاحظة الأساسية في دعاء التوسل حيث أغلب العلماء يوصون بالمداومة عليه وهو محل آثار عجيبة، وما هي ميزة ليلة الأربعاء لهذا الدعاء؟
الجواب المنشور بتاريخ 11 / 6 / 2005م:
'لم نرَ أغلب العلماء يوصون به، وهو من ناحية السند غير ثابت ومن ناحية المضمون يلاحظ عليه التوجه بالخطاب لغير الله تعالى وهذا ليس راجحا، وإن كان المراد الاستشفاع بالنبي واهل بيته ع لكن أسلوبه غير معهود في أدعيتهم ع، ولا ميزة لليلة الأربعاء فيه فإن ذلك ليس ناشئاً من السنة والمأثور'. انتهى

التعليق:
أ  ـ  فيما يخص عدم وجود ميزة لليلة الأربعاء في قراءة دعاء التوسل فهو أمر صحيح في حد ذاته، ولكن لامانع منه شرعا إذا لم ينو الإنسان بذلك الورود من الشرع.
ب  ـ  أما فيما يرتبط بسند الدعاء فليس المطلوب في الأدعية ثبوت السند واعتباره، إذ يكفي صدق الدعاء عليه لجواز قراءته، ولكن هذا لايعني أنه غير مأثور عن الأئمة ع كما يزعم فضل الله، فالعلامة المجلسي يصرح ويقول:
'وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات بعض أصحابنا رضي الله عنهم ما هذا لفظه:
هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه عن الأئمة عليهم السلام، وقال: ما دعوت في أمر إلا رأيت سريع الإجابة'. بحار الأنوار ج99 ص247
فالدعاء منقول عن نسخة قديمة، ولا يصدق هذا إلا ما كان مصدره من مثل القرن السابع الهجري، وهو من تأليف بعض أصحابنا الإمامية، وعدم ذكر اسمه لا يخل في الأخذ بقوله ما دام لم يعلم وضعه.
وقد اختلف الفقهاء في أن المستحبات المنسوبة إليهم ع والتي لم تثبت بطريق معتبر هل يؤتى بها بنية الاستحباب من باب التسامح في أدلة السنن أم أنه يؤتى بها بنية رجاء المطلوبية، تبعا لاختلافهم في فهم بعض الروايات المعتبرة حول هذه المسألة، ومهما كان رأيهم فهم متفقون على أن الفاعل للعمل يحصل على الثواب على العمل المنسوب إليهم ع من باب التفضل الإلهي.
ج  ـ  أما الاعتراض على المضمون من جهة أن الخطاب لغير الله تعالى أمر غير راجح فلم يأت فضل الله على دعواه بدليل، فما الدليل على عدم الرجحان المزعوم؟!
فإذا ثبت وفقا للقرآن أن هناك شفعاء ومنهم النبي ص، وتكاثرت الأدلة على شفاعة أهل البيت ع وهذا ما لاينكره فضل الله حتى الآن على الأقل!! وإذا كانت الشفاعة تتم على أيديهم ع، فإن مقتضى رجاء الشفاعة التوجه نحو الشفيع المباشر وإن كانت أصل شفاعتهم معطاة من قبل الله عز وجل.
وقد جرت الحكمة والسنة الإلهية في أن تجري الشفاعة على يد خلقه، سواء بين أفراد الأسرة كالأب يشفع لابنه أو بالعكس، أو بين الأقارب، أو بين المؤمنين، فلماذا يستثنى أفضل الخلق من هذه السنة؟!
د  ـ  أما دعوى عدم المعهودية للطلب من الشفيع على نحو الخطاب له فقد اعتاد فضل الله إطلاق الدعاوى من دون تثبت كما أطلقها في موارد أخرى كاللعن حينما زعم أنه لم يعهد عن الأئمة ع لعن الأشخاص بأسمائهم، ونظرة عابرة إلى بعض ما ورد عن أهل البيت ع كافية في تكذيب دعواه.
فإن الروايات الواردة في هذا الخصوص مستفيضة مشهورة، بل لايبعد لو قيل بتواترها الإجمالي، وسأشير إلى مصادرها مع ذكر النص المرتبط بالبحث مباشرة دون الزوائد خشية الإطالة، علما بأنني لم آت بالمكررات فإذا روى ابن قولويه رواية ورواها الكليني أيضا اكتفيت بما رواه أحدهما، كما أنني لم أورد العديد من الروايات التي فيها يطلب الحي الشفاعة من الحي سواء في الدنيا أو في يوم القيامة باعتبار أن ابن تيمية والوهابية لايرون مانعا في هذا النوع من طلب الشفاعة!!
1  ـ  روى ابن قولويه عن الإمام الصادق ع في زيارة الإمام الحسين ع:
«فكن لي في يوم حاجتي ...الخ» . كامل الزيارة ص437 ح2
2  ـ  روى أيضا عن الإمام الهادي ع في زيارة الإمام الكاظم ع والجواد ع قال:
«فاشفع لي عند ربك». المصدر السابق ص502 ح1و2
3  ـ  وروى عنهم ع في زيارة الإمام الرضا ع:
«فكن لي شفيعا إلى ربك» . المصدر السابق ص518 ح2
4  ـ  وروى عنهم ع في زيارة الإمام الحسين ع:
«أشهد أنك على بينة من ربك، جئتك مقرا بالذنوب، اشفع لي عند ربك ». المصدر السابق ص379 و380 الحديث 9 و10، والظاهر أنهما حديث واحد
5  ـ  وروى أيضا عن الإمام الهادي ع في زيارة أمير المؤمنين ع:
«فاشفع لي إلى ربك» . المصدر السابق ج4 ص569 ح1
6  ـ  وروى عن الإمام الصادق ع في زيارة الإمام الحسين ع أنه قال:
«فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني ». كامل الزيارات ص485 باب97 ح7
7  ـ  روى الشيخ الصدوق عن الإمام الهادي ع أنه قال في الزيارة الجامعة الكبيرة:
«يا أولياء الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها غير رضاكم فبحق من أئتمنكم على سره واسترعاكم أمر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي» . عيون أخبار الرضا ع ج1 ص309، من لا يحضره الفقيه ج2 ص616، تهذيب الأحكام ج6 ص100
8  ـ  روى الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق ع في زيارة أمير المؤمنين ع والإمام الحسين ع:
«فاشفعا لي فإن لكما عند الله المقام المحمود ». مصباح المتهجد ص780
9  ـ  روى المشهدي ضمن زيارة طويلة لأمير المؤمنين ع فيها طلب الشفاعة منه ومن رسول الله ص ومن الحسن والحسين ع وفي مواضع كثيرة من تلك الزيارة. المزار ص302
10  ـ  وروى المشهدي عن الإمام الصادق ع في زيارة الإمام الحسين ع:
«فكن لي إلى الله سبيلا، ومن الله مقيلا، ولما آمل فيك كفيلا ». المزار ص185
11  ـ  روى المحدث النوري عن الإمام السجاد ع في زيارة أمير المؤمنين ع أنه قال:
«فكن لي شفيعي إلى الله عز وجل» . مستدرك الوسائل ج10 ص223 ح1 نقلا عن المزار القديم
12  ـ  روى السيد ابن طاووس عن الإمام الصادق ع في زيارة الإمام الحسين ع يوم الأربعين:
«فكن لي شفيعا إلى الله» . إقبال الأعمال ج3 ص102
13  ـ  وروى أيضا عن الإمام الصادق ع في زيارة النبي ص:
«فكن لي شفيعا عند ربك وربي» . المصدر السابق ج3 ص127
14  ـ  وروى أيضا عن الإمام الصادق ع في زيارة المعصومين ع يوم عرفة:
« يا موالي كونوا شفعائي في حط وزري» . المصدر السابق ج2 ص136
15  ـ  وروى أيضا عن محمد بن مسلم في زيارة أمير المؤمنين ع:
«أسألك أن تشفع لي إلى الله في قضاء حاجتي ونجح طلبتي للدنيا والآخرة ». المصدر السابق ج3 ص135
ومن متن الزيارة يظهر أنها مروية عن الإمام الباقر ع أو الصادق ع.
16  ـ  روى الكفعمي عن الإمام الصادق ع أنه قال:
«اشفعوا لي يا ساداتي بالشأن الذي لكم عند الله» . المصباح ص403
17  ـ  روى السيد ابن زهرة الحلبي أن من مستحبات الطواف أن يتعلق بأستار الكعبة ويقول:
«يا رسول الله يا أمير المؤمنين يا فاطمة بنت رسول الله يا حسن يا حسين  ـ  ويسمي الأئمة إلى آخرهم  ـ  بالله ربي أستغيث، وبكم إليه تشفعت، أنتم عمدتي، وإياكم أقدم بين يدي حوائجي، فكونوا شفعائي إلى الله في إجابة دعائي وتبليغي في الدين والدنيا مناي ». غنية النزوع ج1 ص175، عنه مستدرك الوسائل ج9 ص354 ح6
ويظهر من مجموع ما نقله ابن زهرة في تلك المستحبات أنها من الروايات المأثورة عنهم عليهم السلام لا أنها من إنشائه.
هذا كله مضافا إلى ورود بعض الروايات المعتبرة الدالة على ذلك، فقد روى ابن قولويه بسند صحيح عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن الحسن بن عطية أبي ناب بياع السابري، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق ع يقول:
«من أتى قبر الحسين ع كتب الله له حجة وعمرة، وعمرة وحجة، قال: قلت: جعلت فداك فما أقول إذا أتيته، قال ع: تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، ...........، اشفع لي يا بن رسول الله عند ربك ». كامل الزيارة ص391 ح636/20، وفي كامل الزيارة المطبوع: الحسين بن عطية، والظاهر أن هناك تصحيفا في السند وأن الصحيح هو الحسن بن عطية كما استظهر ذلك العلامة الأميني، ويؤيد ذلك أن أبا ناب هو كنية الحسن، وأنه قد نص الرجاليون على وجود أخوة للحسن وهم: مالك، ومحمد، وجعفر، وعلي، ولم يشر أحد إلى وجود أخ له باسم الحسين
وحيث أن أئمة أهل البيت ع كانوا يعلمون شيعتهم طلب الشفاعة منهم، فإن الأمر سرى إلى خلص أصحابهم مثل وكلاء الناحية المقدسة، ومنهم القاسم بن العلاء الهمداني الذي توسل بأهل البيت ع وخاطبهم بشكل مباشر طالبا شفاعتهم ففتح الله عينيه بعد أن كانتا قد ذهبتا، وذلك فيما رواه الشيخ الطوسي بسند صحيح في كتابه الغيبة ص310 انتهى.


  والجواب
 

بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
 

والحمد لله ربِّ العالمين،وصلواته التامات على سيِّد المرسلين محمَّدٍ وآله الطيبين الطاهرين،واللعنة السرمدية والأبديَّة والأزلية على أعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومعارفهم ومعاجزهم وكراماتهم وظلاماتهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين بمحمدٍ وآله المطهرين عليهم السلام.
السلام عليكم ورحمته وبركاته..وبعد.
 ما أفدتموه نقلاً عن ذاك العالم بإستعراضه للأخبار الشريفة الدالة على صحة طلب المشفوع له من الشفيع هو حقٌّ وصوابٌ لا نحيد عنه،ونضيف إليه الوجوه الآتية:
(الوجه الأول):

الإطلاقات الموجودة في القرآن الكريم والمتعلقة بصحة الطلب من الشفيع كافيةٌ في ردِّ السيِّد فضل الله الذي لا يؤمن بالأخبار الدالة على الظلامات والمعاجز والفضائل المتعلقة بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام لقرائن عديدة في كتبه ومقالاته تؤيد ما نعتقده به.
من هذه الإطلاقات قوله تعالى﴿ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون،قل لله الشفاعة جمعياً له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون﴾الزمر44 /45
 فالتدبُّر في الآية المباركة يعطينا صورةً واضحة عن الهدف الذي من أجله رُسمت دلالة الآية وهي نفي الشفاعة عن الأوثان التي كانت معبودةً من قِبَل المشركين ،وليس هدفُها نفيَّ الشفاعةِ عن الشفعاء الصالحين،لذا فهي بصدد تقريعهم وتوبيخهم حيث كانوا يعبدون الأحجار والخشب المصنوعة بأيديهم بحجة انَّها تقرّبهم نحوه تعالى﴿ما نعبدهم إلاَّ ليقربونا إلى الله زلفى﴾ فقوله عزَّ وجلَّ في ذيل الآية﴿قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون﴾ ما هو إلاَّ رداً عليهم بالمناقشة في إطلاق كلامهم،فإنّ من البديهي انَّ الشفاعة تتوقف على علمٍ في الشفيع يعلم به ما يريد،وممن يريد ولمن يريد،فلا معنى لشفاعة الجماد الذي لا شعور له،وكذا تتوقف على أن يملك الشفيعُ الشفاعةَ ويكونَ له حقٌّ بأن يشفع ولا ملك لغير الله تعالى إلاَّ أن يُملّكه الله عزّ شأنه شيئاً ويأذن له في التصرف فيه،فقولهم بشفاعة أوليائهم مطلقاً ـ والشامل لما لا يملكونه ولا علم لهم بإذنه تعالى لهم ـ  فيها تخرُّص وهي باطلة بالضرورة العقليّة،فالإستفهام في قوله:"أو لو كانوا لا يملكون.."للإنكار عليهم،والمعنى قل لهم:هل تتخذونهم شفعاء لكم ولو كانوا لا يملكون من عند أنفسهم شيئاً كالملائكة ولا يعقلون شيئاً كالاصنام؟فإنَّه سفهٌ وضلال،وأين هذا من مفهوم الشفاعة الذي نقول به نحن الإماميَّة وبقيّه جمهور العامة عدا الوهابيون خذلهم الله تعالى،فإنَّ شفعاءَنا عليهم السلام سوآء أكانوا ملائكة أم أنبياء وعلى وجه الخصوص نبينا الأعظم رسول الله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين؟!
(الوجه الثاني):

ثمة آياتٌ كثيرة جداً في القرآن الكريم تثبت حقَّ الشفاعة بإذن الله تعالى للأولياء والانبياءعليهم السلام نظير قوله عزّ ذكره﴿من ذا الذي يشفع عنده إلاَّ بإذنه﴾البقرة/256﴿ولا يشفعون إلاَّ لمن ارتضى﴾ الأنبياء/29﴿ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلاَّ من شهد بالحقّ وهم يعلمون"﴾الزخرف/87 ...فالإستثناء الوارد في هذه الآيات الشريفة واضح الدلالة لمن تدبّر وعقل عن الله تعالى،إذ لا معنى للإستثناء فيها إذا لم يكن ثمة صنفٌ آخر في مقابل المستثنى منه،فوجود إستثناء من المستثنى منه دليلٌ على صحة طلب الشفاعة ممن إصطفاه الله عزّ شأنه لرعاية خلقه،وهذا المصطفىً عنده تعالى لا بدَّ أن يكون ذا إدراكٍ وشعور وعلمٍ وعرفانٍ﴿ إلاَّ من شهد بالحقّ وهم يعلمون﴾ فهؤلاء يصح للمؤمن أن يطلبَ الشفاعةَ منهم لانّ الله تعالى جعَلَ رحمتَهُ فيهم وبهم ومنهم وإليهم،وهذه الرحمة هي تجلِّي بالصفات كما أشار إلى ذلك سيِّد العارفين وإمام المتقين عليٌّ عليه السلام بقوله[ الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه]...فالطلب من المتجلَّى عليهم هو في الواقع طلبٌ من المتجلّي بالصفات الربوبيَّة والنفحات القدسيَّة، وأما الأصنام فلا يصح ولا يجوز عقلاً ونقلاً الطلب منهم والإلتجاء إليهم بأيّ شكلٍ كان،وذلك لكونهم جماداً لا يملكُ شعوراً وعلماً كالموجود في النفس الملكوتية ،فهم صمٌّ عميٌّ فهم لا يعقلون فكيف يُطلب منها أن تشفع لغيرها؟!
(الوجه الثالث):

إنَّ الشفاعة وإن كانت أصالةً ملكاً لله تعالى ذكره لقوله ﴿قل لله الشفاعة جمعياً﴾ وليست ملكاً للأوثان الحجرية والخشبيّة والمعدنيّة بل هي حقٌّ يتفرد به اللهُ عزَّ ذكره وقد أعطاه لعبيده بالتبع والعرض،وهو أمرٌ لا مانع منه عقلاً وشرعاً،ففي حين أنَّ الله تعالى مالكُ الملكِ لا مانع أن يعطي حقّ الشفاعة ـ  الذي هو خاصٌ به اصالةً  ـ إلى غيره بالتبع أو العرض أو بالنيابة والتوكيل كما وكّل ملائكته الكرام بتدبير شؤون الخلق ـ مع أن تدبير الخلق حقٌّ خاص بالله تعالى ـ  ولا أحد يظن أنَّه أمرٌ غير سائغٍ ولا نظن بأنّ المشكِّك يعتبره أمراً غير راجحٍ أيضاً ...فإذا جاز إعطاء هذا الحقّ الخاص للملائكة على نحو التوكيل والنيابة فلماذا لا يجوز ذلك لمن هم أفضل من الملائكة وهم الأنبياء والأولياءعليهم السلام؟!بل يثبت لهم ذلك بطريقٍ أولى للنكتة المنطقيّة المتقدمة.
(الوجه الرابع):

فإنَّ قوله تعالى ذكره:﴿قل لله الشفاعة جميعاً﴾ ليس معناه نفي الشفاعة عن غيره المأذون من قبله تعالى،إذ من الواضح أنَّه عزَّ ذكره المالك لمقام الشفاعة ولا يحقٌّ لأحدٍ ان يشفع في حقّ أحدٍ إلاَّ بإذنه تعالى للشفيع وإرتضائه للمشفوع له من ناحية العقيدة الصحيحة به وبأوليائه وأنبيائه عليهم السلام لكنَّ المعصيةَ جرّته  إلى الجحيم والعذاب،فاستحق الشفاعة بقطع التعذيب عنه بسبب عقيدته الحسنة،فالله سبحانه أراد لهذا العبد الخيرَ نتيجةَ إيمانِه الصحيح فكتب على نفسه الرحمة ﴿فقل سلامٌ عليكم كتب ربُّكم على نفسه الرحمة ﴾،ومن الرحمة أن يخفف عنه أو يرفع العذاب عنه بعد فترةٍ من التعذيب بسبب ما استحقه بفعله القبيح،كما أراد أن يُظهر فضلَ أوليائِه عليهم السلام على عامة خلقه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلبٍ سليم وهم أهل القلوب السليمة التي شاء الله تعالى أن يرفعها فوق عباده المذنبين ،لذا كانت الشفاعة والشفيع والمشفوع له...فالشفاعة ترخيصٌ إلهيٌّ بالرحمة للمذنبين من شيعة آل الله تعالى، والشفيع وسيلةٌ ربانيَّة لنيل تلك الرحمة الإلهيَّة،والمشفوع له وعاءٌ لإنصباب الرحمة عليه،فالمقتضي موجود ـ وهو الجود الإلهي في إفاضة الشفاعة لمستحقها بعقيدته الصحيحة ـ والمانع مفقود ـ وهو هنا الكفر والإلحاد والنصب والعداوة لأهل البيت عليهم السلام ـ والشرط وهو العقيدة الصحيحة والموالاة لآل الله تعالى ...وبتعبيرٍ آخر فإنَّ العلة التامة مؤلفة من الفاعل والقابل والشرط وعدم المانع،فإذا تمت ،تمَّ حينئذٍ الإستحقاق،وهنا العلة تامة في الشفاعة،فالفاعل للشفاعة بالأصالة هو الله تبارك وتعالى،وأما الأولياء والأنبياء فبالوكالةِ والتبعِ،والقابل هو وجود المستحق للشفاعة بسبب عقيدته،والشرط هو كونه موالياً لآل الله تعالى،وعدم المانع هو عدم كونه مخالفاً لطريقتهم عليهم السلام...
(الوجه الخامس):

دعوى السيّد فضل الله بأنَّ الخطاب لغير الله تعالى أمرٌ غير راجحٍ،تُخالفُ صميمَ القرآنِ الكريم في عدة آيات،منها قوله تعالى﴿وما أرسلنا من رسولٍ إلاَّ ليُطاع بإذن الله ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً﴾ النساء/64 .فالآية الكريمة بصدد بيان طلب المؤمنين المذنبين من الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله بأن يغفر لهم خطاياهم بتوكيل الله عزّ وجلّ له في ذلك لكونه لا يغفر إلاَّ لمن عرف منه العقيدة الصحيحة،لأنَّ غفرانه عليه وآله السلام كاشفٌ عن قبول الله تعالى لغفران خطايا هذا المذنب وذلك بما وهبه عزَّ ذكره لرسوله الكريم من العلم اللدني الكاشف عن مشيئة الله تعالى بحقّ المذنب ،والتفضُّل بالعلم اللدني لأجل طهارة سره صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد جاء في الخبر الشريف المستفيض:"نحن أوعية مشيئة الله تعالى" وفي خبر شريفٍ آخر صحيح السند عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام:"إرادة الربّ في مقادير أُموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم ،والصادق عمّا فُصِّل من أحكام العباد" عدا عن أنَّهم خزنة علمه ومكنون سره كما في الأخبار المتواترة،فلو كان الطلب من الرسول الأكرم عليه وآله السلام أمراً غير راجحٍ ـــ كما إدّعى المشكّك ـــ لما صحَّ حينئذٍ أن يأمرنا الله سبحانه باللجوء إلى رسوله الكريم ليغفر لنا ذنوبنا،فيصبح اللجوء إليه لغواً وقبيحاً،وبما أنَّ الله تبارك وتعالى لا يفعل اللغو والقبيح لكونهما لا يصدران إلاَّ من الفقير ،والله سبحانه هو الغنيُّ المطلق،فلا بدّ من وجود فائدة من ذكر وجوب الرجوع إلى نبيه الكريم،وكذا قول أولاد النبي يعقوب عليه السلام إذ قالوا لأبيهم ﴿يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين ﴾يوسف/97 حيث طلبوا من أبيهم أن يغفر لهم ذنوبهم،في حين لو كان ذلك غير راجحٍ لما صحّ منهم أن يقولوا ذلك،ولما صح للقرآن أن يوافقهم على قولهم هذا...وبه يتضح أن طلبهم من أبيهم الغفران هو طلبٌ راجح مع أنّه طلب حاجة من غير الله تعالى...ولا فرق في صحة الطلب من الشفيع بين كونه ميّتاً أو حيّاً ما دام أمر الشفاعة لله أصالةً ولرسوله ولأوليائه تبعاً،لأن الطلب من الشفيع إنّما هو طلب من الله تعالى تماماً كطلب الله تعالى من جبرائيل أن يقول للنبي كذا وكذا أو يفوّضه في أمر كذا وكذا،وتماماً كطلب الله عزّ وجل من عزرائيل أن يقبض الأرواح ومن جبرائيل في أن يُعذّب أقواماً...فإذا جاز لله تعالى وهو القادر المطلق أن يطلب من بعض مخلوقاته،وطلبه ليس على نحو العجز والضعف بل على نحو التوكيل والتفويض، جاز بطريقٍ أولى  للمذنبين الضعفاء أن يوكّلوا بعضَ الأولياء في قضاء حوائجهم أو غفران ذنوبهم بما ملّكهم إياه الله تعالى من قدرات وخزائن،فيكون تنفيذُها وقضاءُها لهم عبر الوسيط الشفيع نظير قضاء حوائج الأنبياء عبر جبرائيل وبعض ملائكة الله الكروبيين،فأي ضيرٍ في هذا ما دام الله راضياً ومجيزاً لبعض المقربين لديه أن يكونوا شفعاءَ عنده لقضاء حوائج ضعفاء خلقه؟!إن الشفاعة المطلقة مُلْكٌ لله سبحانه،فلا شفيع ولا مشفوع له بلا إذنه ورضاه،فهو الذي يسنُّ الشفاعةَ ويأذن للشافع ،ويبعث المذنب إلى باب الشافع ليستغفر له،إلى غير ذلك من الخصوصيات،فلا يملك الشفاعة بهذا المعنى إلا هو،وبذلك يردُّ القرآنُ بقوةٍ على المشركين لأنَّهم كانوا يزعمون أنّ أربابهم يملكون الشفاعة المطلقة بدون إذنه عزّ وجل،فالشفاعة بهذا المعنى غير جائزة بحق النبي وأهل بيته وليست مطلوبة منهم أصلاً بل لا يمكنهم عقلاً ونقلاً فعل ذلك من دون إذنه تعالى.
والخلاصة:

إن طلب الشفاعة من الصالحين ليس طلبَ فعله سبحانه من غيره بل هي عين الطلب من الله تعالى عبر المقربين عنده... ولو سألنا السيِّد فضل الله ما دليلك على عدم رجحان الطلب من غير الله تعالى؟؟فإن كان دليلك أنّ الشفيع ميّتٌ فقد كفرت بما قاله القرآنُ الكريم حيث ينطق بحياة الشهداء في سبيل الله فكيف بمن هو أفضل شهيد على كل الأمم لقوله تعالى ﴿ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً با أحياء عند ربهم يُرزقون﴾..آل عمران/169 وقوله تعالى ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً﴾النساء/41.
فالآيتان تشهدان على حياة الشهداء بشكلٍ عامٍ،إلاَّ أنّ الآية الثانية صريحة بشهادة النبي ـــ بشكلٍ خاصٍ ــ على الشهود الذين يشهدون على أممهم،فإذا كان النبي شاهداً على جميع الأمم أو على شهودهم فهل تُتصور الشهادة بدون الحياة وبدون الإطلاع على ما يجري فيهم  من الكفر أوالإيمان والطاعة والعصيان؟ولا يصح لك أن تفسّر شهادة النبي بشهادته على معاصريه فقط وقد جعله الله تعالى مبشّراً ونذيراً؟وهل يتصور أحدٌ إختصاص الوصفين الأخيرين ـ التبشير والإنذار ـ بمن كان يُعاصر النبي أم أنه عام يشمل كل العصور والأزمنة؟... فإذا انتفى كون الشفيع ميتّاً لكونه حيّاً عند الله يُرزق،وإذا انتقى كونه مستقلاً في الشفاعة،تحقق المطلوب لوجود المقتضي وإنتقاء المانع،فالمقتضى وهو الحياة والإدراك والتبعية لله تعالى،والمانع مفقود وهو عدم إستحالة ذلك عقلاً بمن رفعه الله إلى أوج العظمة فجعله وأهل بيته آياته وعلاماته بها يهتدي المهتدون وبنورها يسير السائرون في ظلمات الحياة..فالقرآن الكريم صريحٌ بحياة النبي وأهل بيته كما في سورة الصافات ﴿سلامٌ على إبراهيم..سلامٌ على آل ياسين وسلامٌ على المرسلين﴾ ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي  يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلّموا تسليماً﴾الأحزاب/56.
    فلو كان الأنبياءُ والأولياءُ(عليهم السلام) أمواتاً غير شاعرين بهذه التسليمات والصلوات فأيُّ فائدةٍ في التسليم عليهم وأيُّ فائدة أيضاًفي أمره عزَّ ذكره للمؤمنين في الصلاة بالسلام على النبيِّ الأعظم(صلَّى الله عليه وآله)؟والمسلمون بشكل عام يسلِّمون على النبيِّ في صلواتهم بلفظ الخطاب ويقولون:[السلام عليك أيها النبيُّ ورحمةُ الهن وبركاتُه]،وحملُ ذلك على الشعار الأجوف والتحية الجوفاء أمرٌ لا يجترئ عليه مَنْ له إلمامٌ بالقرآن والحديث.فإذا جاز السلام على النبيّ وآله في الصلاة وهم يردونَ علينا السلامَ كما ورد ذلك في بعض الأخبار،جاز بطريقٍ أولى السلام عليهم والطلب منهم قضاء الحاجات في غير الصلاة وإلاَّ فإنَّ الفصل بين صحة السلام عليهم في الصلاة وبين عدم صحتها في غير الصلاة يُعتبر فصلاً من دون دليلٍ وهو مفقودٌ في هذه الحال،فثبت المطلوب...
فماذا يريد السيِّد فضل الله..من الرسل والأنبياء؟هل يريد لهم أن يكونوا على مقياسه وعلى طرازه؟إنه يريد أن يثبت لنا نحن الشيعة وبقية الفرق الأخرى ـ  عدا الوهابية ـ  أن الشفاعة يجب أن تكون على النهج الوهابي حيث إنَّ رأيه في الشفاعة هو نفس رأي الوهابيين،وبالتالي فما وافقهم هو الحق ـ بنظره المعوَّج ـ وما خالفهم هو الباطل..
ولو كانت الشفاعة ـ كما يدّعي ـ لانتفت الفائدة في تقسيم الشفاعة إلى قياديّة وتكوينية ومصطلحة وهو تقسيم قام الدليل القرآني على إثباته، ولانتفت أيضاً الفائدة من تعليق الشفاعة على إذنه تعالى في عدة آيات نظير قوله تعالى:

﴿ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه﴾﴿ما من شفيع إلا من بعد إذنه﴾﴿لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمان عهداً﴾﴿من يشفع شفاعةً حسنة يكن له نصيبٌ منها﴾﴿ولا يشفعون إلا لمن ارتضى﴾﴿فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا﴾.
  فدعوى فضل الله بأن الشفاعة هي أن يسأل الله بالأنبياء على طريقة "اللهم شفّع نبيَّك فيَّ..."خلاف مفهوم الشفاعة بل ما ادّعاه هو دعاء وليس شفاعة لأن الشفاعة فيها قيدان:(المشفوع له) وهو صاحب الحاجة و(الشفيع) وهو من يقضي له حاجته أو الفاعل للشفاعة،وأما الدعاء فليس فيه سوى قيدٌ واحدٌ وهو الداعي والطالب مباشرةً من الله تعالى دون توسُّط مخلوقٍ مقرّبٍ بينه وبين الله تعالى ...وثمة شيءٌ لم يتفطن إليه السيد فضل الله وهو أنَّ نفس الطلب من الله تعالى أن يشفّع نبيّه في الداعي يعتبر طلباً للشفاعة من الشفيع،وكأنَّه يقول :"يا ربّ إجعل لي شفيعاً يكون وسيطاً بيني وبينك في إفاضة الرحمة عليَّ" فعلامَ يشوّش على السذج والبسطاء من المؤمنين بشبهته النكراء التي لا يتبعه فيها إلاَّ من بسط إبليس اللعين خرطومه في قلوبهم التي لم تتوجه لآل الله تعالى كما توجهت لزعيم دنياهم؟!!! إنَّه لا يؤمن بشيءٍ اسمه وسيلة وشفاعة وظلامة ومعجزة وكرامة للنبيّ وعترته الطاهرة عليهم السلام،من هنا يضعّفُ القويَّ ويقوِّي الضعيفَ لمصالحه ومنهاجه الدعوتي المقتبس من حزب الإخوان المسلمين في مصر،إنَّه يكره كلَّ دعاء أو زيارة فيها ظلامة أو كرامة أو فضيلة كبرى لأهل البيت عليهم السلام،من هنا منع من تلاوة دعاء التوسل في لبنان ، بدعوى أنه ضعيف سنداً مع أنه يأخذ بالخبر الضعيف في بعض المجالات، مع أن الأدعية والزيارات لا يشترط فيها صحة السند،ولكنه يشكّكُ في كلِّ روايةٍ تتناولُ المعاجزَ والكراماتِ والفضائلَ والظلاماتِ،وكأنه لا يريد للشيعة أن يعيشوا أجواءَ عظمة آل الله من خلال معاجزهم وفضائلهم وولايتهم الكبرى على عامة خلق الله تعالى،كما لا يريد للشيعة أن يعيشوا ظُلاماتِ ومآسيَ آلِ الله لأنها تسبّب تشويشاً للمخالفين الذين يسعون لإطفاء تلك الظُلامات التي تقضُّ مضاجعَهُم وتثبت للملأ بأن خلفاءَهم ليسوا جديرين بأن يكونوا خداماً عند بعض شيعتهم عدا أن يكونوا خلفاء الإسلام يحكمون بالعدل والسوية..
 

إشكال وحلّ:
نحن نقرُّ بأن الأنبياء توسلوا بآل البيت عليهم السّلام فلمَ لا نتوسل بهم كما توسلوا بهم ولم يطلبوا الحاجات منهم مباشرةً...؟
 

والجواب:
 

(أولاً):إنَّ الوجود الجسماني للأنبياءعليهم السلام سابقٌ على وجود النبيّ وأهل بيته المطهرين عليهم السلام فكيف يريد صاحب الإشكال منهم التوسل بأولئك الطاهرين بالرغم من عدم وجودهم المادي في الحياة الدنيا وإن كان موجودين بهيكلهم الروحي والمثالي في عالم الأنوار؟! ولو كانوا موجودين بالوجود المادي الصرف  لما توانى الأنبياء عن التوسل بهم والإستشفاع بهم إلى الله تعالى في التقرب إلى الله عزّ اسمه،ويكفي أنَّهم لم يحصلوا على درجة النبوة حتى أقرّوا بولايتهم المقدّسة لقوله تعالى﴿وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جآءكم رسولٌ مصدّقٌ لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه...﴾وقد جاء في تفسيرها أنَّ الله تعالى أخذ العهد على الأنبياء بنبوة النبيّ الأكرم والولاية لأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ،فأصل وجود الأنبياء إنّما هو من أجل النبيّ وآله،فهم العلة الغائية لوجود الكائنات كما يشير إلى ذلك حديث الكساء المتواتر والعالي السند وغيره من الأخبار المتواترة الدالة على ذلك...
(ثانيا):التوسل يختلف بمفهومه عن الشفاعة،فالتوسل أعم من الشفاعة فالمتوسل تارةً يكون وليَّاً نبيَّاً وأخرى يكون عصيّاً أو شقيَّاً،أما الشفاعة فلا يرتبطُ بها إلا العصاة،وحيث إن الأنبياءَّ لا ذنوب عليهم فلا معنى للشفاعة المصطلحة بحق بعضهم البعض،نعم لهم حق الشفاعة المصطلحة للمذنبين من أممهم،كما أنهم يحتاجون النبي وأهل بيته في الشفاعة القيادية والتكوينية والتشريعية والشفاعة الإرتقائية بمعنى أنهم يترقون بدرجاتهم من خلال توسط النبي وأهل بيته،وفرق بين التوسط لترقية الدرجات وبين التوسط لأسقاط العقاب.
  وشبهة فضل الله في دعواه المتقدّمة مأخوذة من الوهابية الذين منعوا التوسل والتشفع بالنبي وآله بعد الموت بحجة أن الإنسان بعد موته تنقطع علاقته بالأحياء...وجوابنا عليهم:بأن الإطلاقات في الآيات والأخبار تدل على وجود حياة للأموات بعد الموت،لا سيما الآيات الدالة على شهادة النبي وآله على خلقه ﴿وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً﴾والمشكلة أن فضل الله ليس موضوعيّاً في بحثه بل يحكم على الشفاعة والتوسل من منطلقاته الفكرية الداعية إلى التحلل من أخبار آل البيت عليهم السّلام،وعلى ضوء ذلك يحاول أن يُفسّر الآيات بما يتناسب مع خلفياته ومرتكزاته...
ودعوى السيّد فضل الله تستلزم أن يكون النبيُّ سليمانُ عليه السلام قد ارتكب شركاً عندما طلب من وزرائه بأن يأتوه بعرش بلقيس فقال﴿  يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقويٌّ أمين،قال الذي عنده علمٌ من الكتاب انا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك﴾..وكان بإمكانه عليه السّلام أن يدعو الله فيأتيه بعرش بلقيس ولكنه لم يرد ذلك بل طلب من بعض وزرائه ذلك...فالشفاعة لغةً هي بمعنى الوساطة،وهنا لقد توسط النبيُّ سليمان عليه السلام من بعض خواصه أن يأتيه بعرش بلقيس،وكان بإمكانه هو أن يأتي بعرشها من دون إستعانة بهؤلاء الخواص،كما أنَّ بمقدور الله تعالى أن يغفر للمذنب من دون أن يجعل بينه وبين المذنب شفيعاً ،فالنبيّ سليمان عليه السلام أراد أن يبرهن للملأ أفضلية آصف بن برخيا وزيره ووصيه من عامة الخلق بعده،وليدلل على أهمية القرب من الله تبارك وتعالى بحيث يصبح المتقرّب إليه بالعبادة والمحبة لأصفيائه بمنزلة الفاني في قدرة الله تعالى،ومن فنى فيه صار حياً،يسمع بسمع الله وينظر بنوره ويتكلم بلسان الحكمة والصواب، ففي الحديث القدسي:"لا يزال العبد يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه ،فإذا أحببته ،كنت عينه التي ينظر بها وأذنه التي يسمع بها ويده التي يبطش بها..."
 مضافاً إلى أنّ عدم الإعتقاد بالتوسل بالأنبياء والأولياء وطلب الشفاعة منهم يستلزم نفي الطلب من خلال الأسباب التي أمر الشرع والعقل بها كما قال الإمام الصّادق عليه السّلام:[أبى الله أن تجري الأمور إلاّ بأسبابها...] ، فالتوسل والتشفع يتوافقان مع قانون السببية،وعدم الإعتقاد بالتوسل والتشفع يستلزم نفيَ هذا القانون...مع التأكيد على أن نفيَ الشفاعة من الأنبياء يستلزم نفي التوسل بالكعبة والحجر الأسود والقرآن وغيرهم من الوسائل المحترمة والشريفة،لأن الشفاعة قريبة من التوسل،لأن كليهما يشتركان في حيثية الطلب،فنفي أحدهما يستلزم نفي الآخر،والسيدفضل الله له موقف سلبي أيضاً من ناحية التوسل،وهذه مشكلة نفسية عنده لها منشأ عقائدي مشكك...ولم يأتنا فضل الله بدليلٍ واحدٍ على صحة دعواه مما يدل على أنّه يريد ـ من خلال إلقائه دعواه ـ التشكيك في صحة الشفاعة ليوقع عباد الله المستضعفين في الجهل والحيرة والشك وكل ذلك من لوازم الكفر والشرك في طاعة الله لكلّ من أطاعه في كل ما يقول ويفعل،ولقد صدق على أتباعه المعاندين قوله تعالى﴿ ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فأتبعوه إلاّ فريقاً من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيئٍ حفيظ،قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرّةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير﴾ سورةسبأ/22.
وقال تعالى حاكياً عن هؤلاء الأتباع﴿يوم تقلّب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءَنا فأضلونا السبيلا،ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً﴾ الأحزاب/66 ـ 67.
  ودعواه أيضاً بضعف سند خبر التوسل دونه خرط القتادة وذلك لأنَّ ضعف السند فيه لا يكون مبرّراً لطرحه وعدم جواز العمل بمضمونه،وقد تقدَّم منا القول مرارا في بحوثنا المتعددة بأنَّ ردَّ الخبر الضعيف السند غير جائزٍ شرعاً بشكلٍ مطلقٍ وذلك لانَّ للخبر الضعيف أحكاماً تختلف عن أحكام الخبر المعتبر،وضعف السند لا يُخرج بالخبر عن أحكامه،وأحدُ أحكامِ الخبر الضعيف هو حرمةُ ردِّه أو طرحِهِ من الأساس ما لم يُناهض آيةً قرآنيّة أو سنَّةً قطعيَّةً...
  وبتعبيرٍ آخر:إذا لم يتعارض الخبر الضعيف السند مع الدلالة القطعيَّة للكتاب والسنَّة فلا يجوز طرحه وردّه،وهذا موضع وفاق بين الأصوليين والإخباريين إلاّ من بعض الشواذ من غير المحصّلين،فردُّ الخبر الضعيف هو غير حجيَّة الخبر، إذ قد يكون الخبرُ ضعيفاً سنداً ولكن لا يجوزُ طرحُهُ أو ردُّهُ ، فحُرمَةُ الردِّ تتناولُ حتى الخبر الضعيف السند بالشرط الذي قدّمناه آنفاً،فالخبرُ الضعيفِ يختلفُ عن الخبر الموضوع والمدَّلس والمدسوس في مصطلح علم الحديث والدراية،وإرسال دعاء التوسل المروي عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام بواسطة المحدّث الجليل محمد بن بابويه القمي  ـ ويظهر أنَّه والد الشيخ أبي القاسم صاحب كامل الزيارات،كما أنَّه تلميذ الكليني وأستاذ المفيد وهو على درجة عالية من الورع والتقوى ـ وقد ترضى عليه العلاّمة المجلسي رحمه الله تعالى وبالتالي فلا يضرُّ  العملُ بمضمونه لأمورٍ ثلاثةٍ:
(الأول):كون الإرسال غير مضرٍ في باب الأدعيَّة والزيارات والحوادث التكوينيّة في علامات الظهور،وثمة مبنى رجالي له مؤيدوه في المسلك الفقهي هو أنَّ مراسيلَ إبن أبي عمير والصدوق لا تضرُّ بأصل الرواية الفقهيّة إلاّ ما ثبت بطلانه بالدليل القطعي،فإذا كان هذا جائزاً في الفقه ،فيجوز ذلك في الأدعية والزيارات بطريقٍ أولى.
(الثاني):كونه لا يتعارض مع الدلالة القطعيَّة للكتاب والسنَّة .
(الثالث):كون محمد بن قولويه ثقةً جليلاً ،والثقة لا يروي عن غير الثقة أو الكذّاب،ودعوى إشتباهه منفيَّة بالأصل الشرعي وهو حمله على عدم الإشتباه وتعمد الكذب.
 فهذه قيود معتبرة للأخذ بأيِّ خبر كان وضابطة كليّة في معرفة الأحاديثٍ،فمن ردَّ الخبر المتصف بهذه القيود وبالأخص القيدين الأولين، فقد ردَّ قول المعصوم عليه السلام لما ورد في صحيحة أبي عبيدة الحذاء قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:والله إنَّ أحبَّ أصحابي إليّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا ،وإنّ اسوأهم عندي حالاً وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث يُنسب إلينا ويروى عنّافلم يقبله إشمأز منه وجحده وكفَّر من دان به وهو لا يدري لعلَّ الحديث من عندنا خرج وإلينا أُسند فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا"أصول الكافي ج2/223.
 هذا وقد دلت الأخبار الشريفة ما ذكرنا آنفاً من وجوب الأخذ بالخبر الضعيف ما لم يتعارض مع الأدلة،منها ما جاء في خبر عبد الله بن بكير عن مولانا الإمام أبي جعفر عليه السلام قال:"...وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلاَّ فقفوا عنده ثمَّ ردّوه إلينا حتى يستبين لكم واعلموا انّ المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم ومن أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدونا كان له مثل أجر عشرين شهيداً..."باب القضاء من الوسائل والكافي..
  والخلاصة:لا يجوز ردّ الخبر الضعيف سنداً للنكتة الفقهيّة التي ذكرنا آنفاً،فما إدّعاه رأس المشككين لا قيمة علميَّة له،عدا عن كونه ردّاً على أخبار أهل بيت العصمة والطهارةعليهم السلام المتعلقة بالمعاجز والكرامات والفضائل والظلامات،كلُّ ذلك تقرباً إلى أعداء آل الله تعالى وحباً للدنيا الخسيسة التي يسعى جاهداً ليكون رمزاً كبيراً فيها،وسيعلم الذين ظلموا آلَ محمد أيَّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين... وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلاته وتحياته على رسوله الكريم محمّد وآله الأنوار المطهرين عليهم السلام...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...﴿وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد﴾عبدهم وكلبهم محمَّد جميل حمُّود العاملي/  بيروت/24 ذو الحجة/ 1429للهجرة .

 

والحمد لله ربّ العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكتب
آية الله العلاّمة المحقِّق الشّيخ محمّد جميل حمّود العاملي
لبنان ــ بيروت
 

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/03/01   ||   القرّاء : 22017



أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : فاضل عباس عبد الحسن من : العراق ، بعنوان : دعاء التوسل في 2014/12/14 .

كنت ارى ان التوسل بغير الله وباهل البيت خصوصا تجني على نمط الدعاء (الاعلى فالادنى) وكما علمتنا ادعيتهم عليهم السلام لكن من خلال ما قرات اوضحت لي امورا انهم يسلم عليهم ويردون السلام وبامر من الله ليعلما انهم موجودون لرد السلام ولايقتصر ذلك على فترة لان الله يعلم ببقاء القران ومن يعمل به اي يمكن مخاطبتهم لكن هل تقتصر المخاطبه على الشفاعه فقط ام تشمل كل شيء وهل يجوز ان يقول العبد يسترك الحسين او ان يحفظك الحسين او ما شابه حفظكم الله ؟

جواب سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي

 

الموضوع العقائدي : الشفاعة ليست خاصة بإسقاط العقاب / من الشفاعة أن يتوسل المتوسلون بالأولياء المعصومين عليهم السلام / ليس من الشرك أن يقول المتكلم" يسترك الإمام الحسين عليه السلام" أو "يحفظك الإمام عليه السلام".

بسمه تعالى


السلام عليكم

     الشفاعة ليست خاصة بإسقاط العقاب المتفرع من الذنوب التي ارتكبها العبد، بل تشمل قضاء الحوائج والإغاثة من المهالك في حال توسل العبد المؤمن بأولياء الله تعالى فيجري قضاء الحوائج على أيديهم لرفعة مقامهم عند الله تعالى...ومن التوسل أن يقول العبد" يسترك الإمام الحسين أو يحفظك الإمام الحسين عليه السلام.." وما شاكل ذلك لأن ستر الإمام عليه السلام للمتوسل به إنما هو بإذن الله تعالى الذي أعطاه القدرة لأن يستر غيره أو يحفظ غيره من خلال الولاية التكوينية والقدرات الربانية التي حباه الله تعالى بها بحيث تكون الكائنات طوع أمره ومنهم الملائكة الحافظين للمؤمنين حينما يأمرهم الله بشيء أو حينما يأمرهم الإمام بشيء أيضاً أو أنه يدعو الله في أن يحفظ المؤمن الذي توسل به أو طلب منه في أن يحفظ فلاناً وفلاناً...فكما المؤمن يحفظ أخاه المؤمن من أن يصيبه سوء من ظالم فيخبئه عنه أو يقف في وجهه ليدفع الظالم عنه ولا يعتبر بنظر العرف مشركاً  ..كذلك الإمام عليه السلام فإنه يحفظ المؤمن الذي يلتجئ إليه ويحفظه من كل سوء يطرأ عليه ولا يعتبر ذلك من الشرك الذي توهمه السلفيون لعنهم الله ووافقهم عليه الهبل الأكبر محمد حسين فضل الله....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

حرره العبد محمد جميل حمود العاملي

 

بيروت بتاريخ 28صفر 1435هــ. 





أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 حكم الطلاق الغيابي من دون حضور الزوج الى المحكمة

 يكره السكن في الدار التي إرتفاعها أكثر من سبعة أذرع

 هناك بعض الشركات ثبت أنها تدعم إسرائيل بالمعونات المالية، مثل ( كوكا كولا ) و( بيبسي ) و( فورد ) وغيرها ، فما هو حكم شرائها؟

 الولاية التشريعية للنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام لا يستلزم تحليل الحرام وتحريم الحلال/ أمير المؤمنين علي عليه السلام مساوٍ بالفضيلة لرسول الله ولا يتعارض مع قوله الشريف"أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله

 يريد المعترض تخليص نصوص أهل البيت عليهم السلام من سطوة المنهج الفقهي المؤوِّل للنصوص..!!

 ــ(93)ــ إمامنا المعظَّم الحجة من آل محمّد عليه السَّلام سيجرّد سيفه في مَن خالفه وتمرد على تعاليمه ــ(الحلقة الثانية)ــ

 حقيقة الإسم الأعظم

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19212631

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:59

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net