تفسير الحديث" نزهونا عن الربوبية"
الإسم: *****
النص:
السلام عليكم ورحمة الله.
شيخنا الجليل حفظكم الله ورعاكم . وايدكم وتقبل منكم واشركنا في اعمالكم لاسيما الدفاع عن اهل البيت عليهم السلام . فمن احب عمل قوم اشرك معهم فيه .
استشهدتم في كتابكم الحقيقة الغراء في تفضيل الصديقة الكبرى زينب عليها السلام . بحديث : ( نزهونا عن الربوبية ).
شيخنا الجليل لو ارشدتمونا الى مصدر هذا الحديث.
وهناك اشكال لدينا وهو : ان التنزيه هو التعالي والارتفاع والتقدس والتطهير . والحال ان مقام الربوبية هو مقام الله تعالى فكيف نطهرهم ونقدسهم عنه . اليس الصحيح ان نقول بدلا من تنزيه تنزيل ؟؟ وقد ورد بعض العبارات لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ((يا سلمان, نزلونا عن الربوبيّة)).
الموضوع العقائدي: تفسير الحديث" نزهونا عن الربوبية" / معنى التنزيه / إشكال السائل الكريم على مقام الربوبية الذي يجب تنزيههم عنه / استعراض السائل الكريم حديث" نزلونا عن الربوبية بدلاً من نزهونا / رد الإشكال.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: لم نجد في المصادر الحديثية ما تفضلتم به من قول أمير المؤمنين الإمام الأعظم مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام:" نزلونا عن الربوبية"، وكل النسخ فيها كلمة" نزهونا"، ولو فرضنا وجود الكلمة التي تفضلتم بها لا يصح التمسك بها لأمرين هما التالي:
(الأمر الأول): أن معنى كلمة"نزلونا" تحمل معنى أنهم أرباباً ثم أرادوا عليهم السلام أن ننزلهم عنها، وهذا المعنى يخالف الركائز العقائدية عندنا نحن الشيعة الإمامية.
(الأمر الثاني): أن النسخة التي أشرتم إليها "نزلونا" نسخة شاذة تتعارض مع بقية النسخ بكافة ألفاظها للحديث المذكور، وعند التعارض يؤخذ بالأكثر شهرة ورواجاً بين الرواة والعلماء الأعلام.
وأما إشكالكم حول كلمة" نزهونا" بما تحمل من دلالة واضحة على تنزيههم وتقديسهم عن نسبة دعوى الربوبية لهم غير صحيحة، وذلك لأن تنزيههم لا يعني أنهم آلهة فيندرج تنزيههم كما هو الحال عند الله تعالى، فالتنزيه لا يقتصر على الذات الإلهية فحسب بل يشمل حججه الطاهرين عليهم السلام فكما ننزههم عن الرجس والدنس كذلك ننزههم عما لا يكون من حقهم وهو الألوهية، فهم منزهزن عن دعوى الألوهية، من هنا يفهم العلماء والفقهاء من كلمة"تنزيه" المعنى العام لتبرئة المعصومين من شبهة الألوهية..يرجى التدبر والتأمل، والحديث المذكور ورد بألفاظ متعددة يجمعها معنىً واحداً، وهو منتشر في المصادر الآتية:
1ـــ بحار الأنوار ج 25 ص 347 باب نفي الغلو
2 ـــ بصائر الدرجات ص 261 ح 22 باب 10.
3 ـــ مشارق الأنوار للحافظ رجب البرسي ص 101.
4 ـــ الرسائل الأحمدية للمحدث القطيفي ج 3 ص 361.
5 ــ التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام ص 50.
والسلام عليكم ورحمته وبركاته
حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 18 صفر عام 1437 هجري.