التدخين في أيام الصوم مبطل له، وعلى فاعله دفع كفارة كبيرة مع قضاء الصوم
الإسم: *****
النص:
السلام عليكم
هل التدخين في نهار رمضان من المفطرات ؟؟
الموضوع الفقهي: التدخين في أيام الصوم مبطل له، وعلى فاعله دفع كفارة كبيرة مع قضاء الصوم / صحيحة سلمان المروزي واضحة في حرمة التدخين في أيام الصوم/ كيفية الجمع بين رواية سلمان ورواية عمرو بن سعيد .
بسمه تعالى
السلام على من اتبع الهدى
الجواب: نعم؛ إن التدخين مبطل للصوم في شهر رمضان المبارك، وفاعله، يجب عليه قضاء الصوم، كما تتوجب عليه الكفارة الكبيرة وهي مخيَّرة بين: صوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً من مساكين الشيعة.
ومفطريّة التدخين في شهر رمضان وغيره من أقسام الصوم هي مسلك مشهور فقهاء الإماميّة، وما أفتى به بعضٌ من عدم مفطرية التدخين، فهو فاسد بنتائجه الفقهية، وينم عن عدم الخوف من الله تعالى، وضعف استنباطه لا سيما وأن معتبرة سليمان بن جعفر المروزي واضحة الدلالة في حرمة شمّ رائحة غليظة أو استنشاق الغبار الغليظ عمداً، وعلى فاعله الكفارة، وإليكم الخبر كما نقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في باب فساد الصوم ووجوب القضاء والكفارة بتعمد ايصال الماء إلى الحلق ولو بالمضمضة والاستنشاق ، وكذا ايصال الغبار الغليظ والرائحة الغليظة إلى الحلق دون دخان البخور مع عدم العمد: روى بإسناده عن الشيخ الطوسي محمد بن الحسن في التهذيب باسناده عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن جعفر ( حفص ) المروزي قال : سمعته يقول :" إذا تمضمض الصائم في شهر رمضان أو استنشق متعمدا أو شم رائحة غليظة أو كنس بيتاً فدخل في أنفه وحلقه غبار فعليه صوم شهرين متتابعين، فان ذلك مفطر مثل الأكل والشرب والنكاح ".
الخبر صحيح سنداً بنظرنا كما أنه معتبر سنداً عند السيد الخوئي رحمه الله، والخبر واضح في حرمة شم رائحة غليظة كالعود والدخنة وما شاكلهما من الأدخنة، فإذا حرم شم الرائحة الغليظة فدخل في أنفه وحلقه – مع كونها مبطلة للصوم – حرم بطريق أولى بلع الدخان في شهر رمضان وغيره من أقسام الصوم.
إن قيل لنا: بأن رواية عمرو بن سعيد الواردة في نفس الباب في الوسائل دالة على جواز التدخين للصائم في شهر رمضان....
نقول له: إن رواية عمرو بن سعيد محمولة على دخول الدخان في حلق الصائم بغير عمد أو أنها تحمل على الغبار والدخان غير الغليظين أو على عدم إمكان التحرز، وهذا الحمل هو المناسب في رواية عمرو بن سعيد، وهو ما أشار إليه العلامة المحدث الحر العاملي أعلى الله مقامه خلال تعقيبه على رواية ابن سعيد، وأكثر من جاء بعده ساروا على منهجه في تأويل الرواية؛ وهو حق لا مرية فيه ولا شك يعتريه بحسب أصول الصنعة الفقهية والجمع بين الأخبار الشريفة المتعارضة ظاهراً إلا أن تعارضها البَدْوي ينحل عند الفقيه القدير.. ومن يفت بغير ما ذكرناه تبعاً لما ذكره أعلام الامامية لا نراه فقيهاً قديراً.
والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام .
حررها العبد الأحقر الفاني
محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 1 رجب 1437 هجري
