لا يجوز إهداء ثواب الفاتحة للمعصومين بنية إسقاط الحساب عنهم/ المعصومون من العترة الطاهرة ليسوا بحاجة الى صلواتنا عليهم والدعاء لهم
سؤال/هل يجوز قراءة سورة الفاتحة للمعصومين عليهم السلام؟
وهل يجوز قراءتها للمعصومين عليهم السلام تسهيل امر؟
***
قسم الفقه العقائدي: لا يجوز إهداء ثواب الفاتحة للمعصومين بنية إسقاط الحساب عنهم/ المعصومون من العترة الطاهرة ليسوا بحاجة الى صلواتنا عليهم والدعاء لهم
بسمه تعالى
الجواب: يجوز قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها إلى المعصومين عليهم السلام، ولا يجوز قراءتها بنية كونها شافعة لهم أو رافعة لشأنهم أو مسقطة عنهم الحساب، كما هو الحال في إهداء الثواب لأي ميت ويكون القصد منها إسقاط الحساب والعقاب عمن أُهديت إليه سورة من القرآن الكريم، فهم ليسوا بحاجة الى أعمالنا الخيرية لكي تكون رافعةً للحساب عنهم أو رافعة لمقاماتهم ومنازلهم، فهم ارفع شأناً وأجلُّ قدراً من ان تكون أدعيتنا وأعمالنا الخيرية سبباً لترقية درجاتهم وعلو منازلهم، بل إن نواياهم الصافية وعباداتهم ويقينهم بالله تعالى هو ما ميزهم عن غيرهم من الأنبياء والملائكة وعامة عباد الله الصالحين، فغيرهم محتاج إليهم وهم مستغنون عن غيرهم، فسبحان من خلقهم وسبحان من تلطف بهم!! كيف لا؟ وهم أهل اللطف والإحسان الربوبي إليهم.
إشكالٌ وحل: كيف تقولون لنا ان اعمالنا الخيرية لا تنفعهم وقد أمر الله بالصلاة عليهم والدعاء لهم...؟!
والجواب: إن الصلاة عليهم والدعاء لهم لا يعود نفعه إليهم بل نفعه راجع إلينا فيرضى عنا المعصوم لصلاتنا عليهم ودعاؤنا لهم، وبالتالي نترقى في درجاتنا وتعلو مقاماتنا، فعباداتهم لله تعالى هي العلة الرئيسية في علو درجاتهم وليس هناك علة أخرى سابقة عليهم او لاحقة لهم تسمو بهم إلى المعالي.
وقد أشار إمامنا الهادي عليه السلام الى ذلك بقوله الشريف في الزيارة الجامعة الكبيرة المقدسة:" وجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا...".
والله العالم
العبد الفقير الى ربه
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 12 ربيع الثاني 1440 هجري قمري.
