لمولاتنا المطهَّرة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام خمسة أولاد..وأم كلثوم الصغرى إسمها رقية
السلام علیکم و رحمة الله و بركاته
عظم الله اجورنا و اجوركم بمصابنا بسيدة نساء العالمين
عندي سوال من سماحة الشيخ
هناك في طهران خطيب يرتقي المنبر و يقول أن السيدة ام كلثوم بنت فاطمة الزهراء صلوات الله علیهم ليس لها وجود
و مولاتنا الزهراء كانت لديها فقط الحسنين و زينب الكبرى عليهم السلام و لا يوجد هذا الإمكانية و الفخر لأية مرأة في العالم سوى زينبالكبرى أن تكون ابنة الزهراء عليها السلام
و كونها ابنة امیرالمؤمنین من باقي النساء و أن ام كلثوم لقب لزينب و ليست اختها من بطن الزهراء عليها السلام
ما هو رأي سماحة الشيخ في هذا القائل وهذا الكلام؟
افيدونا أجركم عند أمیرالمؤمنین علیه السلام
الموضوع التاريخي: ( لمولاتنا المطهَّرة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام خمسة أولاد..وأم كلثوم الصغرى إسمها رقية..)
بسم الله جلَّت عظمته
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجواب: دعوى هذا الضعيف بالتحصيل يدل على أنَّه لا يعرف رأسه من قدميه..! من المقطوع به في التاريخ والأخبار الشريفة أن لمولاتناالمطهَّرة الصدّيقة الكبرى سيّدتنا المعظّمة الزهراء البتول (صلَّى الله عليها ولعن الظالمين لها) أن لها خمسة أولاد هم : الإمامان الحسنان/ الحوراء زينب المكناة بأم كلثوم الكبرى / رقية المكناة بأم كلثوم الصغرى/ ومحسن الشهيد.
وجميع المؤرخين الشيعة - إلا الشواذ في هذا العصر - ذكروا أولادها الخمسة، وأم كلثوم الصغرى هي التي تزوجها مسلم بن عقيل إبنعمّها، وهي التي ناداها مولانا المعظم سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام بكنيتها في اليوم العاشر من محرّم قبل نزوله إلىالمعركة، وقد ذكرها بكنيتها - مع اختها الحوراء زينب - أبو مخنف المتوفى عام ١٥٧ هجري وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام - في كتابه" مقتل الإمام الحسين عليه السلام" - :( ثم نادى يا أم كلثوم ويا زينب ويا سكينة ويا رقية ويا عاتكة ويا صفية عليكنّ مني السلام،فهذا آخر الإجتماع وقد قرُبَ منكم الإفتجاع) ..وذكر الشيخ المفيد أيضاً إسمها مع أختها زينب عليهما السلام في كتاب الإرشاد ص ٢٠٤.
فالمؤرخ أبي مخنف معاصر للأئمة الأطهار عليهم السلام وعدّه المجلسي في البحار ج ٤٤ ص ١١٠ من أصحاب الإمام الحسن المجتبىعليه السلام، فهل يا تُرى لم يكن يعرف أبو مخنف من هي ام كلثوم التي ناداها الإمام الحسين عليه السلام حتى جاء المدّعي لينفيوجودها..؟!
فإن قيل لنا: إن المراد من أم كلثوم في يوم العاشر هي إبنته او إبنة أخيه الإمام المعظّم الحسن المجتبى عليه السلام؟
والجواب: ليس في نصوصنا التاريخية أن للإمامين الحسنين عليهما السلام بنتاً بإسم أم كلثوم؛ كما لم يسمِّ أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلامبنتاً بهذه الكنية سوى بنتيه من أمهما سيّدتنا المطهرة الزهراء عليها السلام، ويقال إن له بنتاً ثالثة إسمها نفيسة مكناة بأم كلثوم تزوجت بعبدالله بن عقيل وهي ليست من مولاتنا الزهراء عليها السلام، وبما أشرنا إليه، ينتفي الإحتمال من أساسه..وبالتالي يثبت انها بنت مولاتناالزهراء البتول عليهما السلام وهي نفسها المسماة برقية التي حملها أمير المؤمنين علي عليه السلام مع أختها واخويها وأمهم الزهراء المطهرةعلى أتان ودار بهم على بيوت الأنصار والمهاجرين يطلب النصرة قبل الإعتداء على داره بيوم كما نص على ذلك المؤرخون القدامى منهمالمحدّث الثقة الخصيبي ( المتوفى عام ٣٣٤ هجري) في الهداية الكبرى.
الخلاصة: تحصّل لدينا ثلاثة من المورخين هم: أبو مخنف/ الخصيبي/ المفيد.
الأولان هما متولدان في عصر الأئمة الاطهار عليهم السلام، والثالث - هو المفيد - كان قريباً من بداية عصر الغيبة الكبرى.
فشهادة الأولان كافية ووافية وهي متطابقة مع الشهرة التاريخية والسيرة بين المتدينين والفقهاء القائمة على أن لمولاتنا الزهراء صلّى اللهعليها خمسة أولاد لا يزيدون ولا ينقصون..وغير ما أشرنا إليه دونه خرط القتاد..ولعلّ السِّر في نفي وجود رقية المكناة بأم كلثوم يعود إلىخلفية الشبهة القائله بأن عمر تزوح بأم كلثوم عليها السلام.. فقد قام بعض العلماء بنفي وجود أم كلثوم لكي يكذبوا قصة الزواجالمخترع..وهي شبهة مصدرها أموي عمري..قد فندناها من أساسها في كتابنا الجليل( إفحام الفحول في شبهة تزويج عمر بأم كلثوم عليهاالسلام).
والله تعالى وليُّ المتقين
غريب الديار محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٣ جمادى الثانية ١٤٤٤ هجري قمري.
