• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : لم يثبت شرعاً أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام سمّوا بعض أبنائهم بأسماء أعدائهم؟! .

لم يثبت شرعاً أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام سمّوا بعض أبنائهم بأسماء أعدائهم؟!

 

 

الموضوع الفقهي: لم يثبت شرعاً أن  أئمتنا الطاهرين عليهم السلام سمّوا بعض أبنائهم بأسماء أعدائهم؟!.

بسم الله جلَّت أسماؤه وتبارك شأنه

 

جناب العلامة الفاضل السيّد محمد أبو الحسن الموسوي دامت بركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 لقد قرأنا رسالتكم الكريمة حول العلّة أو الحكمة من تسمية الأئمة الأطهار سلام الله عليهم أولادهم بأسماء أعدائهم على فرض صحة ما نُقِل عنهم صلوات الله عليهم! وهل صحيح أنهم سمّوا أولادهم بأسماء أعدائهم ؟! وهذا السؤال بعينه قد سألنا عنه أحد المؤمنين الأتقياء وأجبنا عليه بما فيه الكفاية لكم، وها نحن نستعرض جوابنا السابق له مع زيادات مهمة عليه، وكان سؤاله هو التالي:

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...شيخنا الغيور المدافع عن آل الرسول الأطهار سلام الله عليهم أجمعين رعاكم الله بفضله ومنّه وكرمه نتمنى الإجابة على أسئلتنا التالية:

السؤال الأول: إننا نقرأ في كتب بعض كبار علمائنا كالشيخ المفيد رحمة الله عليه وغيره بأنهم ذكروا أن من أسماء أبناء المعصومين عليهم السلام كأبناء أمير المؤمنين ووصي خاتم النبيين الأمام علي عليه السلام أبي بكر وعمر وعثمان وهذه الأسماء موجودة أيضاً في اللوحة التي وضعت على قبور شهداء واقعة الطف عليهم السلام ،فهل صحيح أن أمير المؤمنين عليه السلام سمى أبناءه بأسماء أشد أعدائه وأعداء البضعة النبوية عليهم السلام...خاصةً أن هذه الأسماء جاءت بعد استشهاد السيِّدة الزهراء  سلام الله عليها؟. وما هو ردكم أيضاً حول هذه الشبهة التي دائماً تثار من قبل الوهابية النواصب وبعض المشككين؟.

السؤال الثاني: ما هو الرد العلمي على تسمي بعض أصحاب الائمة المعصومين عليهم السلام بإعدائهم مثل :عثمان بن زيد(يزيد) وهو من أصحاب وثقات الإمام الصادق عليه السلام وكذلك يزيد بن سليط وهو من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام وغيرهم ؟وكذلك رداً على من قد يقول قائل من النواصب والمشككين : أن هؤلاء كانوا من المخالفين فتشيعوا وهنا يوجد أشكال ،وهو هل جميع هؤلاء الأصحاب تشيعوا ؟ وهذا بغض النظر عما إذا دققنا في أسماء آباء بعض الأصحاب فما هو جواب سماحتكم حفظكم الله ورعاكم

خادمكم

الــمــوالــي

 

وقد كان جوابنا على سؤاله هو التالي:

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جوابنا على السؤال الأول: صحيحٌ أنَّ الشيخ المفيد رحمه الله تعالى ذكر من أسماء أولاد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ولداً اسمه عمر وآخر اسمه عثمان وثالث اسمه محمد الأصغر ولقِّب بأبي بكر إلَّا أن هذه التسمية لم ترد في الأخبار الشريفة وليس لها وجود في المصادر المعتبرة عندنا، وإنَّما عثر عليها المتأخرون في بعض الكتب التاريخية عند بعض المتقدِّمين، ولا ندري إنْ كان لهذه التسمية وجودٌ واقعي حقيقيٌّ في أولاد أمير المؤمنين عليّ وبقية الأئمة الطاهرين عليهم السلام، فما دامت الأخبارُ ساكتةً عن ذلك لا يمكننا الجزم ـــ بل لا يجوز الجزم ـــ بوجود هكذا أسماء لأولاد مولى المتقين أمير المؤمنين سيّدنا الإمام الأعظم المرتضى عليّ عليه السلام وبعض الأئمة عليهم السلام كالإمام المعظَّم سيِّدنا الحسن المجتبى عليه السلام حيث ذكر المؤرخون إن له ولدين باسم طلحة وأبي بكر، وكالإمام السجاد عليه السلام أن له ولداً اسمه عمر، والإمام المعظم سيِّدنا موسى الكاظم عليه السلام له بنت اسمها عائشة، ولم أعثر لغيرهم عليهم السلام من بقية أئمتنا الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين من سمَّى أولاده بأسماء أعدائهم، وكما أشرنا أعلاه بأن التسمية بأسماء أعدائهم جاءت في كتب المؤرخين القدامى، ولم نعثر على أيِّ مستندٍ روائيٍّ صحيح يدل على هذه التسمية سوى ما نُسِبَ إلى مولانا الإمام المعظَّم بقية الله تعالى الحجة المنتظر عليه السلام من أنَّه سلَّم على عثمان بن أمير المؤمنين عليهما السلام عليهما السلام في زيارة الناحية المقدَّسة بقوله سلام الله عليه:( السلام على عثمان بن أمير المؤمنين عليه السلام سميُّ عثمان بن مظعون) ثم سلَّم على أبي بكر بن الإمام الحسن المجتبى عليهما السلام بقوله روحي فداه:(السلام على أبي بكر بن الحسن الزكي الوليّ) .

 وهذه الزيارة الشريفة قد رواها ابن طاووس في الإقبال بإسناده إلى جده أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن الشيخ محمد بن أحمد بن عياش عن الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني عن مولانا الإمام بقية الله (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) إلخ...كما هو موجود في البحار ج98باب زيارة مأثورة للشهداء على أسمائهم فليراجع.

 وثمة إشكالان على هذه الزيارة :

(الأول): ضعف سندها بسبب وجود رجلين في إسنادها هما: أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي/والشيخ محمد بن طالب الأصفهاني.

(الثاني): التاريخ المذكور للزيارة وهو سنة اثنتين وخمسين ومائتين للهجرة وهو تاريخٌ لا يتفق مع نسبتها إلى الناحية المقدَّسة ، وأكثر ما يطلق اصطلاح الناحية المقدَّسة على الإمام المهديّ المنتظر الثاني عشر من أئمتنا الطاهرين عليهم السلام حيث ولِدَ عليه السلام وفديته بنفسي عام 255هـ أو 256هـ بحسب اختلاف الروايات، وتوفي والده الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول عام 260هـ، وقد تنبَّه المحدِّثُ المجلسي رحمه الله إلى هذا الإشكال بما أشرنا إليه آنفاً ثم حاول معالجة التاريخ بحمله على التصحيف مدعيَّاً بأن تاريخها كان عام 262هـ فيكون الإمام المعظم المهدي المنتظر(أرواحنا لتراب نعليه الفداء) هو المنشِئ لهذه الزيارة يوم كان عمره الشريف حدود سبع سنين أو ثماني سنين، ولعلَّ السببَ ــ بنظر المجلسي وغيره ـــ في تغيير السنة هو أمران: التحريف أو التصحيف الخطأ من النُسَّاخ... كما يحتمل أن تكون صادرة عن مولانا الإمام الحسن العسكريّ والد مولانا الإمام المهديّ عليهما السلام وهذا الاحتمال غير بعيدٍ بنظرنا التحقيقي لسند الزيارة ومتنها، وذلك لأن مصطلح الناحية يطلق على الإمام العسكريّ عليه السلام أيضاً وإنْ غلّب إطلاقه في أكثر الأحيان على الإمام المعظم الحجة القائم أرواحنا فداه وسلام الله عليه ؛ وبناءً عليه يقوى صدورها عن إمامنا المعظم الحسن العسكري سلام الله عليه، بناءً على أن تاريخ صدورها كان عام اثنتين وخمسين ومائتين كما هو مرقوم في أعلى الزيارة التي رواها ابن طاووس والمجلسي، فوقع فيها التحريف من الرواة أو النسّاخ فأثبتوا كونها عام 262 ه حسبما ادّعاه أستاذنا الفقيه محمد الغروي أعلى الله مقامه نقلاً عن  أحد العلماء، وقد ادَّعى ذلك أيضاً المحدث المجلسي رحمه الله في بحاره ج 98 ص 274 لكي يثبت أن الزيارة صدرت من الإمام الحجة القائم عليه السلام بقوله رحمه الله :" واعلم أن في تاريخ الخبر إشكالاً لتقدمها على ولادة القائم عليه السلام بأربع سنين لعلّها كانت اثنتين وستين...." فادَّعى نسبتها إلى إمامنا الحجَّة القائم (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) ولكننا نسجِّل على دعوى التحريف والتصحيف المتقدِّمة بملاحظتين هما الآتي:

(الملاحظة الأولى): إن التحديد بعام 262هـ لا دليل عليه فالأصل الأولي يقضي بعدم حصول التحريف والتصحيف...أي أن أصالة العدم الأُصولية تقضي بعدم صدورها في عام 262هــ بل يجب علينا أن نجمد على القدر المتيقن وهو صدورها عام 252هـ وما عدا هذا التاريخ دونه خرط القتاد فننفيه بأصالة العدم وبأصل الاستصحاب المحكم في هذه الناحية، كل ذلك بناءً على فرض صحة صدورها من المعصوم الإمام الحسن العسكري عليه السلام.

(الملاحظة الثانية): أن التاريخ الوارد في السند هو أن هذه الزيارة خرجت عام252هـ على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني، وظاهره أن أبا منصور بن النعمان كتب يستأذن في الزيارة وأن محمد بن غالب هو من أوصل الكتاب إلى الإمام الثاني عشر المهديّ المنتظر عليه السلام ــــ كما يدّعي القائلون بأن الزيارة خرجت من ناحية الإمام الحجة القائم (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) ـــ وأن الإمام عليه السلام أجاب عليه بواسطة محمد بن غالب دون توسط أحد السفراء الأربعة، وهذا يتنافى مع ما هو معلوم من أن جميع المكاتبات والمسائل التي كانت توجّه من الشيعة إلى الإمام الحجة القائم عليه السلام في الغيبة الصغرى كانت بواسطة السفراء الأربعة المعروفين ولم يثبت لدى عامة الشيعة أن أحداً اتصل بالإمام المهديّ عليه السلام في عهد الغيبة الصغرى من غير طريق السفراء الأربعة الذين نصبهم الإمام الحجة القائم عليه السلام أبواباً بينه وبين الشيعة في معرفة أحكام دينهم مباشرة من الإمام عبر السفراء، وبناءً عليه يسقط احتمال التحريف والتصحيف عن درجة الاعتبار فنبقى متمسكين بالإحتمال الآخر وهو أن الزيارة خرجت على يد مولانا الإمام المعظم الحسن العسكريّ عليه السلام.

 ومعنى التصحيف هو: كتابة التاريخ خطأً؛ قال الخليل بن أحمد :" الصحفي الذي يروي الخطأ على قراءة الصحف باشتباه الحروف" .

 وأما بناءً على احتمال وقوع التصحيف في الزيارة من تاريخ اثنين وخمسين إلى اثنين وستين ، فإن الزيارة من المحتمل أن تكون قد صدرت عن يد مولانا الإمام القائم أرواحنا لتراب قدميه الفداء، ولكنه احتمال ضعيف جداً وبعيد في نظرنا، فيبقى هذا الإحتمال مجرد نظرية مفترضة لا يقومُ الدليلُ على إثباتها كما أشرنا في الملاحظة الأولى، والظاهر الأقوى صدورها عن إمامنا الحسن العسكري سلام الله عليه لمطابقتها للتاريخ المؤرخة فيه وهو عام 252 ه وهو القدر المتيقن من تاريخ صدورها وما عداه يبقى مجرد احتمال لا يصلح للدليلية؛ والله العالم.

وبناءً على ما تقدَّم فإن الإشكال الثاني لا يؤثر في تضعيف الزيارة على فرض صحة صدورها من المعصوم عليه السلام سواء كان هو الإمام الحسن العسكري عليه السلام أو ابنه الإمام الحجة القائم سلام الله عليه،كما أن الإشكال الأول عليها   ـــ وهو ضعفها ــــ لا يؤثر عليها بما هي زيارة مستحبة لا يترتب عليها من الشروط التي يجب أن تتوفر في أبواب الفقه كصحة السند مثلاً ولكنَّ الضعف المذكور يؤثر عليها من ناحيةٍ أُخرى وهو التسمية بألقاب أعدائهم كأبي بكر ذلك لأن التسمية حكم شرعيٌّ لا يثبت إلا بدليل معتبر كخبر الثقة، وحيث إن الزيارة لم يثبت لدينا صحة صدورها عن خبر الثقة لا يجوز حينئذٍ نسبة التسمية إلى المعصوم عليه السلام.

 وبعبارةٍ أُخرى: إن التسمية أو إصباغ اللقب على ولدٍ من أولادهم بألقاب أعدائهم هو حكم شرعيٌّ لا يثبت شرعاً إلاَّ بالخبر الثقة أي الخبر الصحيح، وحيث إن الزيارة لم تثبت بسندٍ صحيح ـــ لما أعلمناكم سابقاً بضعف سندها ـــ فلا يمكننا الجزم بصحة ما جاء في تسمية ابن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بأبي بكر لأن القطع والجزم بإثبات حكمٍ شرعيٍّ ولو على نحو الاستحباب لا يصح بالخبر الضعيف، نعم يمكننا التسليم بما جاء في الزيارة برجاء أو احتمال أن يكون ما جاء فيها من اللقب المذكور هو من صنع المعصوم عليه السلام وليس من صنع الدساسين...ولكن متى كان الاحتمال يُبنى عليه في قضايا الفقه والعقيدة..!؟ فالأصل يقتضي عدم جواز البناء على الاحتمال المذكور، لذا يبقى الاحتمال مندرجاً تحت قاعدة:" عند الاحتمال بطل الاستدلال" فتأمل.

 والحاصل: أنه لا يمكننا القطع بأن الإمام عليه السلام قد سمَّى ابنه أبا بكر ولكننا لا نردّها حرصاً على التسليم بما ورد عنهم مهما أمكن ولو كان محتملاً، لذا ينبغي علينا معالجتها بقواعد الجمع الدلالي لتتوافق الزيارة الشريفة مع المرتكزات العقدية والشرعيَّة التي أمرونا بها، فلا بدَّ لنا من أن ننصب القرائن والشواهد المنفصلة عن الزيارة لكي تتلائم فقرتها المتشابهة بالمحكمات الأُخرى، وحيث إن الإمام عليه السلام في الزيارة قد نصب قرينة على عثمان بأنه سمي عثمان بن مظعون فعلينا أن ننصب قرينة على أن المراد من أبي بكر فيها هو سمي ذاك الرجل الصالح الذي عاش في الجاهلية وكان من الموحدين وقد تسمّى عتيق ابن أبي قحافة باسمه باعتبار سماجة كلمة عتيق فأبدلها الغاصب الأول أبو بكر بــ "بأبي بكر" سمي ذاك الرجل الصالح في عصر الجاهلية كما فعل الغاصب الثاني عمر بن الخطاب حيث أبدل كلمة حطاب ــــ نسبة للحطب والتحطيب لأن والده كان حطاباً يجمع الخشب اليابس للبيع ـــ بلفظ الخطاب نسبة للخطابة.

وقد تسأل عما دعا الإمام عليه السلام إلى نصب قرينة على عثمان دون أبي بكر حيث قال   (السلام على عثمان بن أمير المؤمنين سمي عثمان بن مظعون) دون أن ينصب قرينة على أبي بكر فلماذا يا تُرى؟!

 والجواب: لعلَّ عدم نصبه القرينة على اسم أبي بكر كان لأجل التقية باعتبار كثرة المحبين لأبي بكر دون عثمان بن عفان الذي كفرته عائشة كما في مصادرهم، وحيث إنهم متيمون بعائشة وأبيها وقرينه عمر دون عثمان اقتضت التقيّة عدم نصب قرينة على اسم أبي بكر أي لم يقل الإمام عليه السلام أن أبا بكر ابن الحسن المجتبى سمي أبي بكر الذي سبق ابن أبي قحافة بالتسمية في عصر الجاهلية الأولى، هذا بناءً على عدم حصول تحريف في متن الزيارة وإن كنا نميل إلى حصوله لكثرة دواعيه آنذاك إلى يومنا هذا حيث يتباهى المخالفون بأن أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم كانوا على علاقة وثيقة بخلفائهم المغتصبين لمقام الخلافة والمنتهكين لأقدس المقدسات وهو بيت سيدة النساء الصدّيقة الكبرى فاطمة عليه السلام وتكسير أضلاعها وإسقاط جنينها....! ولو فرضنا جدلاً بأن أئمتنا المطهرين عليهم السلام سمّوا أولادهم بأسماء أعدائهم فإنه لا يخلو من أمرين:

(الأول): أن هذه الأسماء ليست حكراً على هؤلاء الطواغيت المغتصبين للحق والمعتدين على أشرف الخلق أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

(الثاني): إسلوب التقية الذي عمل به أئمتنا الطاهرون عليهم السلام حفاظاً على الشيعة من الإندراس والاضمحلال، فكانت تسميتهم لأولادهم بتلك الأسماء فيه ظاهرٌ وباطنٌ، فالظاهر هو ما أفدناه في الأمر الأول والباطن هو التقية في الأمر الثاني...ومما يدل على ما ذكرنا أن بعض أسماء أعدائهم لا خير فيه كإسم "حميراء" أنه جاء في صحيحة يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو واقفٌ على رأس أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في المهد فجعل يسارُّه طويلاً فجلست حتى فرغ فقمت إليه فقال لي: أدنِ من مولاك فسلِّم فدنوت فسلَّمت عليه فردَّ عليَّ السلام بلسان فصيح ثم قال لي: اذهب فغيّر اسم ابنتك التي سميتها أمس فإنه اسمٌ يبغضه الله وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنتهِ إلى أمره تُرشد فغيّرت اسمها). انتهى .

 والحميراء تصغير الحمراء، ويقع لفظ " الحميراء " على ثلاثة معانٍ في اللغة:

 المعنى الأول: الجدب والشدة يقال: سنةٌ حمراء أي فيها شدة القيظ والحر.

 المعنى الثاني: كثرة الدم بسبب داء يعتري مواضع معينة في الجسم ويقال أنه من جنس الطواعين كما ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب.

 وبناءً عليه: فإن عائشة الحميراء ينطبق عليها كلا المعنيين المتقدّمين فقد كانت شديدة البأس وذات حدة وبطش، ويكفي أنها بطشت بأنصار أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل ويوم البغل حينما منعت مولانا الإمام الحسين عليه السلام من دفن أخيه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بجانب جدِّه..!.

 المعنى الثالث: تأتي لفظة حميراء بمعنى كثرة الدم بسبب داء اعتراها فكانت الدماء تسيل من أمامها وخلفها (أي من الفرج والدبر ) ولا تتنزه عنه، فسماها رسول الله صلى الله عليه وآله بــ"الحميراء " لهذين الوصفين (الغلظة ونزف الدم )، فهما وصفان مذمومان بخلاف لفظ عائشة فهو من العيش بمعنى الخبز أو الحال الحسن، فعائشة أي الحالة الحسنة وهو اسمٌ كانت النسوة في الجاهلية يتداولن تسميته تفائلاً به، فهو ليس حكراً على ابنة أبي بكر...وأما وجه تسمية أئمتنا الطاهرين عليهم السلام بعض أولادهم بعمر فإن صحت النسبة إليهم بذلك فيرجع وجهه إلى ما أشرنا سابقاً من أن اسم أبيه كان "حطاب" ولكن عمر لعنه الله أبدله إلى لفظ" خطاب" كما أبدل فصيله الاول كلمة" عتيق" إلى كلمة " أبي بكر ". 

  بالإضافة إلى أن التلفظ به ليس بضم العين وفتح الميم (عُمَر) بل هو بفتح العين وتسكين الميم هكذا(عَمْر) والعَمْر هو بمعنى الحياة فكانت العرب تسمي وليدها بعَمْر تفاؤلاً بأن يبقى وتطول حياته، من هنا أقسم الله تعالى بهذا اللفظ الذي صححناه بقوله تعالى(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72. أي لحياتك يا رسولي محمد، والمعنى: قسماً بحياتك يا محمد...وقول القائل"لعمر الله"أي أحلف ببقاء الله ودوامه..!.

وأما عثمان فمعناه: الجان أو فرخ الثعبان وقيل فرخ الحيَّة، من هنا كنّي الحنش أبا عثمان، ويأتي بمعنى فرخ الحبارى وهو طائر أكبر من الدجاج الأهلي وأطول عنقاً يضرب به المثل في البلاهة، فيقال: أبله من الحُبارى؛ قيل لها ذلك لأنها إذا غيَّرت عشَّها، نسيته وحضنت بيض غيرها...وحيث إنَّه اسمٌ موحشٌ وقبيح لأمرين:

الأول: إمَّا لقبح الإسم عرفاً ولغةً...لذا رأينا الإمام عليه السلام في الزيارة قد نصب قرينة على عثمان بن مظعون ليصرف المعنى المتبادر القبيح إلى المعنى المقبول والمعروف الذي كان قد تسمَّى به عثمان بن مظعون الصحابي الجليل إليه واتصف به دون معناه، وابن مظعون هو الذي استشهد في إحدى المعارك الكبرى في صدر الإسلام لأن ابن مظعون يختلف عن ابن عفان الذي حصلت منه هنات ومخالفات شرعية كثيرة مذكورة في التاريخ كغيره من الطواغيت. 

الثاني: وإمَّا لقبح المسمى به وهو عثمان بن عفان ، فأراد الإمام سلام الله عليه أن يصرف الشيعة عن تسمية أولادهم بإسم عثمان باعتباره من أعمدة السقيفة الملعونة، فبطريقٍ أولى قبح التسمية بأبي بكر وعمر وخالد طلحة والزبير... فلم يكن قبح التسمية قبحاً لغوياً بل من كان من باب قبح المسمى به، فالقبح وقع على المعنون لا على العنوان، لأن قبح العنوان كاشفٌ عن قبح المعنون به، فالعنوان مرآة للمعنون، لأن العنوان ــــــ بحسب تعريف علماء المنطق له ـــــ هو المفهوم الكلي، والمعنون هو المصداق الدال على أنه أحد أفراد المفهوم، فيكون العنوان مرآةً لمصاديقه المندرجة تحته، والقبح المتوجه إلى أسماء أعمدة السقيفة إنما يكون قبيحاً باعتبارهم طواغيت فيحرم التسمية بأسمائهم لقبح ذواتهم وليس لقبح أسمائهم في الأعم الأغلب...!.

الرأي الصائب هو الثاني، لذا نحن نحرّم على الآباء في أن يسمّوا أولادهم بأسماء أعدائهم حتى لو كانت أسماؤهم غير قبيحة غلا ما كان على أسماء الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم وهو ما تؤيده النصوص الواردة عنهم الناهية عن التسمية بأسماء أعدائهم لأجل دفع نبز الأعداء بهم، والنبز كاللمز وهو التعييب على الشيعة بتسميتهم أولادهم بأسماء أعدائهم كما سوف ترى في الأخبار القادمة...والله الموفق للصواب.

وأما جوابنا على سؤالكم الثاني: من خلال جوابنا على السؤال الأول يتضح الجواب على السؤال الثاني، ونلخصه بالتالي وهو: إن تسمية بعض الشيعة أو بعض رواة الشيعة أولادهم بأسماء أعداء الأئمة الطاهرين عليهم السلام يرجع إلى عنصر التقية والخوف من الأعداء الذين كانوا يعاقبون الشيعةَ على أسمائهم، ودعوى أن بعض رواة الشيعة كانوا من المخالفين ثم استبصروا...غير صحيحة على إطلاقها بل إن بعض الأفراد ممن كانت أسماؤهم كأسماء أعداء الأئمة عليهم السلام كانوا على غير دين الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم، ولكنّ جماعةً كثيرة منهم لم يكونوا من المخالفين بل كان آباؤهم من الشيعة الموالين فعاشوا الخوف من أعدائهم فاضطروا إلى أنْ يسمّوا أولادهم بأسماء خلفاء الجور، وهذا واضح بحمد الله تعالى.

 ويبقى إشكالٌ مهم مفاده: هل سمَّى أئمتنا الطاهرون عليهم السلام أولادهم بأسماء أعدائهم؟.

  الجواب: لم يثبت بدليلٍ ظني معتبرٍ فضلاً عن خبر مقطوع الصدور أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام سمّوا أولادهم بأسماء أعدائهم، والنسبة بالتسمية إليهم هي من صنع المخالفين، ومن المؤسف أن صاحب البحار وأمثاله من الأخباريين نقلوا من كتب المخالفين بعض الأخبار المكذوبة على أهل البيت عليهم السلام من دون دراية وتحقيق فأخذوا بكلّ خبرٍ ضعيف السند والدلالة، ومما نسبوه إليهم دعوى التسمية بأسماء أعدائهم، من هنا نجد أن بعضَ المصادر الحديثية عندنا نحن الامامية متأثرة بما كتبه أخباريون وبثوه في كتبهم، ومن هذا القبيل ما فعله صاحب البحار حيث روى عن أبي فرج الأصفهاني أسماء بعض أولاد الأئمة عليهم السلام هي نفس أسماء أعدائهم كعمر وأبي بكر وعثمان وعائشة وهي مصيبة كبرى حلّت علينا بسبب غفلة بعض المحدثين عن الآثار السلبية المترتبة على نقل هكذا أخبار من مصادر العامة العمياء في حين رووا عن ساداتنا المطهرين سلام الله عليهم أخباراً تنهى عن التسمية بأسماء أعدائهم، وهي أخبار صحيحة لا يجوز غضّ الطرف عنها وطرحها ثم العمل بما خالفها نظير العمل بأخبار المخالفين والتسليم بما رواه المحدثون منهم....ومن هذه الأخبار ما جاء في العمومات والمطلقات الناهية عن التسمية بأسماء أعدائهم نظير ما ورد في صحيحة جابر في الكافي بإسناده عن الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ أَبِيه عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أَرَادَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام الرُّكُوبَ إِلَى بَعْضِ شِيعَتِه لِيَعُودَه فَقَالَ يَا جَابِرُ ألْحَقْنِي فَتَبِعْتُه فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَابِ الدَّارِ خَرَجَ عَلَيْنَا ابْنٌ لَه صَغِيرٌ فَقَالَ لَه أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا اسْمُكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قَالَ فَبِمَا تُكَنَّى قَالَ بِعَلِيٍّ فَقَالَ لَه أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام لَقَدِ احْتَظَرْتَ مِنَ الشَّيْطَانِ احْتِظَاراً شَدِيداً إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ مُنَادِياً يُنَادِي يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ حَتَّى إِذَا سَمِعَ مُنَادِياً يُنَادِي بِاسْمِ عَدُوٍّ مِنْ أَعْدَائِنَا اهْتَزَّ واخْتَالَ ".

 ملاحظة هامة: إن معنى:"الإحتظار" هو الدخول في حظيرة القدس للأمن من العدو وهو الشيطان الذي يفرح بأسماء أعدائهم حتى لو كانت هذه الأسماء ممدوحة لغة لأن الفرح على المعنون لا على العنوان فحسب...!. 

 وجاء في صحيحة يعقوب السراج قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) وهو في المهد يساره طويلا ، فجلست حتى فرغ فقمت إليه ، فقال : أدن من مولاك فسلم ، فدنوت ( منه فسلمت ، فرد علي بكلام فصيح ثم قال لي : اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس ، فإنه اسم يبغضه الله ، وكانت ولدت لي ابنة فسميتها بالحميراء ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها". 

 وفي صحيح الكافي بإسناده عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِنَّ رَجُلاً كَانَ يَغْشَى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام وكَانَ يُكَنَّى أَبَا مُرَّةَ فَكَانَ إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَيْه يَقُولُ - أَبُو مُرَّةَ بِالْبَابِ فَقَالَ لَه عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام بِاللَّه إِذَا جِئْتَ إِلَى بَابِنَا فَلَا تَقُولَنَّ أَبُو مُرَّةَ ".

 وفي الصحيح من الكافي بإسناده عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله:" اسْتَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُمْ يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ إِلَى نُورِكَ وقُمْ يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ لَا نُورَ لَكَ ".

 وعنه أيضاً بإسناده عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام مَا تُكَنَّى ؟ قَالَ قُلْتُ مَا اكْتَنَيْتُ بَعْدُ ومَا لِي مِنْ وَلَدٍ ولَا امْرَأَةٍ ولَا جَارِيَةٍ قَالَ فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ حَدِيثٌ بَلَغَنَا عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ ومَا هُوَ قُلْتُ بَلَغَنَا عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّه قَالَ مَنِ اكْتَنَى ولَيْسَ لَه أَهْلٌ فَهُوَ أَبُو جَعْرٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام شَوْه لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام إِنَّا لَنُكَنِّي أَوْلَادَنَا فِي صِغَرِهِمْ مَخَافَةَ النَّبَزِ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ ".

ملاحظة هامة: المراد بالنبز هنا التعييب والقدح والتعيير، فالتسمية بأسماء أعداء اهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم يوجب التعييب عليهم من قبل المخالفين مما يؤدي إلى تضعيف مفهوم البراءة من أعداء آل محمد سلام الله عليهم، لذا يكون النبز بأسماء أعدائهم حرام شرعاً.

 وبإسناده عن محَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ إِنَّ أَبْغَضَ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّه عَزَّ وجَلَّ حَارِثٌ وَمَالِكٌ وخَالِدٌ".

 وبإسناده أيضاً عن  مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِنَّ رَجُلاً كَانَ يَغْشَى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام وكَانَ يُكَنَّى أَبَا مُرَّةَ فَكَانَ إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَيْه يَقُولُ - أَبُو مُرَّةَ بِالْبَابِ فَقَالَ لَه عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام بِاللَّه إِذَا جِئْتَ إِلَى بَابِنَا فَلَا تَقُولَنَّ أَبُو مُرَّةَ".

 دلت هذه الأخبار الشريفة على النهي عن التسمية بأسماء أعدائهم من الإنس والجن والشياطين مخافة النبز على الشيعة من أعدائهم كأنْ يعيروهم بأنكم سميتم أولادكم بأسماء من تعتقدون بعداوتهم لأئمتكم عليهم السلام وأول عدوٍ لهم هو إبليس (أبو مرَّة) وأعمدة السقيفة الملعونة، لذا لا يجوز للشيعة على الإطلاق أن يسموا أولادهم بأسماء أعدائهم المعروفين كأبي بكر وعمر وعثمان وخالد والمغيرة وطلحة والزبير والأشعث ومعاوية ويزيد ومروان وشمر وسنان ومرّة والحارث(وهما من أسماء الشيطان) لأن التسمية بأسماء هؤلاء توجب المذلة للمسمى بها وتدخل عليه النقص والتحقير والنبز من الآخرين...ولا يزال المخالفون يعيِّرون الشيعةَ بالزواج المفترى على أمير المؤمنين سلام الله عليه بأنه زوَّج ابنته أُم كلثوم عليها السلام من عمر بن الخطاب لعنه الله، وهو زواج مكذوب افتراه المخالفون على الإمام الأعظم مولانا وسيدنا علي بن أبي طالب سلام الله عليهما، ونحن قد فندناها بالأدلة القطعية في كتابنا الجليل الموسوم بـ(إفحام الفحول في شبهة تزويج عمر بأُم كلثوم عليها السلام" فلا عجب أن يفتري المخالفون على أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم بأنهم سمّوا بعض أولادهم بأسماء أعدائهم ليشككوا البسطاء من الشيعة بأنه لا خلاف ولا نزاع مع أئمتكم عليهم السلام فلماذا تخلقون النزاعات بين السنة والشيعة... وهي حيلة ماكرة وقع في فخها الكثيرون من بترية الشيعة اليوم قاتلهم الله أنى يؤفكون، فإن هؤلاء البتريين أخطر على التشيع من جيش يزيد بن معاوية كما دلت على ذلك النصوص الشريفة الصادرة منهم سلام الله عليهم منها ما جاء في صحيحة الخزاز قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت (عليهم السلام) من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الامر فلم يعرف مؤمن من منافق". 

 وعن إبراهيم بن محمد بن العباس قال : حدثني أحمد بن إدريس القمي عن حمدان بن سليمان  عن محمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن أبي المغرا عن عنبسة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام :" لقد أمسينا وما أحدٌ أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا" .

 إن مَنْ يجعل الناسَ في شكٍ من أمرهم وتزلزل في دينهم وعقيدتهم لهو أشد محنة وأعظم بليّة على المؤمنين من عدوهم، ومن أبرز مظاهر التشكيك والتزلزل بالعقيدة هو الميل إلى المخالفين والتسمية بأسماء قادتهم المغتصبين وأعوانهم الجبابرة الطواغيت لعنهم الله جميعاً حتى لو كانوا من الشيعة..! واليوم بدأ رواج التسمية في الوسط الحزبي الشيعي في لبنان كالتسمية بعائشة وأن عمر صدّيق لأنه حرّم المتعة كما جاء على لسان امرأة لبنانية شيعية من المتحازبين في الضاحية الجنوبية المشؤومة... لا لشيء سوى أنهم من سنخ طينة عائشة وأبي بكر وعمر..قاتلهم الله أنى يؤفكون.. ما يعني أن هذا الحزب ومن لف لفه يحومون حول حب عائشة وعمر والدفاع عنهما وأكبر شاهد على ما نقول ما فعلوه بنا لمّا اقتحموا دارنا واغتصبوا مالنا لأجل كتاب خيانة عائشة وولاية الفقيه....!! فعائشة محبوبتهم وولاية الفقيه التي هي أساس هذه البلية العظمى مقتبسة من ولاية عمر الذي حلل الحرام وحرّم الحلال باسم الولاية بعد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله حيث تقمصها عمر وأبو بكر بهتاناً وزوراً...قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الشقشقية:"والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير..".

 فالطامة الكبرى على الإسلام هي السقيفة وفلولها من المخالفين والبتريين من الشيعة حتى صرنا نسمع اليوم طنطنة جديدة في الوسط الشيعي عبر عمائم الفسق والفجور وهي المجاهرة بإسلام أعمدة السقيفة وأنهم ليسوا كفاراً ومرتدين، وأصبح الفقيه القائل بتكفيرهم رجلاً تكفيرياً ومتعصباً ويريد شق عصا المسلمين...كل ذلك الانحراف العظيم سببه دعاة الوحدة المشؤومة التي تريد أن تجمع بين الحق والباطل على حساب المبادئ والقيم والعقيدة، ولكنَّ لله تعالى جنوداً في غيبة الحجة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف لا تغمض لهم عينٌ في سبيل الذود عن حياض معالم التشيع (  لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ )، وسيعلم الذين ظلموا أيّض منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين... والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته.

 

كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد

محمد جميل حمود العاملي

بيروت بتاريخ 19 ذي الحجة 1435هـ.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/18   ||   القرّاء : 7532




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 هل سماحة آية الله الفقيه الشيخ محمَّد جميل حمُّود العامِلي دام ظله الوارف أخباريٌّ ؟

 ــ(95)ــ الحماس لمرجعيات فارغة.. يخرج بصاحبه من الدين ــ (الحلقة الأولى) ــ

 ــ(70)ــ الخصائص والمميزات التي يتميز بها سيف ذي الفقار ــ(الحلقة الخامسة)ــ

 لا يجوز اللعب بالشطرنج الكمبيوتري

 أجرة المحامي على قدر أتعابه

 لا يجوز مدّ يد العون للنواصب..

 من هو وارث من لا وارث له..؟

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19222992

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 29/03/2024 - 10:57

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net